أبو جاسم لر ... للصبر حدود ... ( 4 ) ...
رفع الشعب العراقي الابي من شماله الى جنوبه شعار الوطنية العراقية قبل أي انتماء اخر وعبرعن استيائه وتنديده لتجاوز السلطة السياسية في طهران على حدود العراق الدولية واحتلال اراضيه ومياهه وحقوله النفطية والمساس بسيادة العراق وأمنه واستقراره ورغم الفوضى الداخلية والصراع الاجتماعي الطائفي الذي فرضه على شعبنا الاحتلال الامريكي وامراء الحرب وعصابات الفتن الطائفية وتجارالدين والسياسة وكذلك بسبب تدخلات بعض الدول العربية وزمرها الارهابية وتدخلات السلطة السياسية في طهران بالشؤون الداخلية للعراق والتي تسعى لتوسيع دائرة نفوذها ليس في العراق فقط وانما لدول المنطقة كافة في ظل موقف هزيل من بعض المسؤولين في الحكومة العراقية من اتخاذ موقف وطني للدفاع عن أراضي العراق المستباحة بسبب ضعفهم وولائهم إلى دول إقليمية وعدم شعورهم بالانتماء للوطن واظهروا للجميع على انهم عاجزين عن حفظ حقوق الوطن والشعب وبسبب هذه المواقف الخيانية والجبانة وضعوا الانتماء الوطني على جدار الذل والمهانة.ورغم نباح حفنة من الكلاب المسعورة على كل عراقي يعبرعن ولائه وحبة لوطنه ويرفض الاطماع الاجنبية والتي ينطبق عليها المثل " القافله تسير والكلاب تعوي !!" من حملة الاقلام المأجورة والتي ترعرت وتربت في حظيرة التبعية والعمالة والانحطاط والرزالة والخيانة ، اثبت الشعب العراقي قدرته على التماسك الوطني العراقي والانتماء الحقيقي للوطن وحب الوطن، حتى وصل الامر بهذه الكلاب القذرة توجيه السباب والشتائم والتسفيه والاحتقار لكل عراقي يحاول الحفاظ على عراقيته مما يتطلب منا تذكير هذه الكلاب السائبة التي تعلمت في حظائر اسيادها ثقافة الغدر والخيانة وخدمة الأعداء واهانة مشاعر الشعب العراقي ولكن لم تتعلم أبسط الحقوق الأخلاقية والوطنية والإنسانية بهذا البيت من الشعر:
كــم عـالم مـــتفضل قد سـبه .... من لا يساوي غرزة في نعله
فالبحر تعلوا فوقه جيف الفلا .... والدر مــدفون بــأســفل رمله
ولهذا يمكن القول ان قضية حب الوطن وصدق الانتماء إليه يجب أن تعيش في وجدان كل عراقي يحمل الجنسية العراقية واينما كان وقد قال الغزالي : ( البشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفراً مستوحشاً، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا التحديد الطبيعي شيء غير مستغرب... وهذه السعادة بالعيش في الوطن، وتلك الكآبة لتركه مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض).. ( من كتاب : حقيقة القومية العربية وأسطورة التعصب العربي 109-110) .
وقال الإمام العلاّمة ابن القيّم :
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها……ولم يكُ فيها منزل لك يُعلم
فحيَ على جنّاتِ عدنٍ فإنّها…منازلك الأولى وفيها المخيمُ
ولكننا سبيُ العدوِ فهل ترى……نعودُ إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى……وشطّتْ به أوطانُه فهو مُغرمُ
وأي اغترابٍ فوق غربتنا التي…لها أضحت الأعداء فينا تحكم..(انظر: ابن قيّم الجوزية: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 28، ومفتاح دار السعادة له 1/11، ومدارج السالكين له أيضًا 3/214 ) .
وقال الأصمعي :
قالت الهند: ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان: الإبل تحن إلى أوطانها، وإن عهدها بعيدًا، والطير إلى وَكْرِه، وإن كان موضعه مجدبًا، والإنسان إلى وطنه، وإن كان غيره أكثر له نفعًا.
وقال أيضًا: (سمعتُ أعرابيًا يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه إلى ما مضى من زمانه) .). انظر: العجلوني: كشف الخفاء 1/347 نقلاً عن المجالسة للدينوري ).
وقد قيل شعرًا:
نقل فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى…ما الحبّ إلاّ للحبيب الأول
كم منزلٍ يألفه الفتى……وحنينه أبدًا لأول منزلٍ ..) انظر: ابن قيّم الجوزية: مفتاح دار السعادة 1/11 ( .
من كل هذا نستخلص ان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وهناك ثوابت وطنية لايمكن تجاوزها او انتهاكها وعلى كل المسؤولين في الحكومة العراقية إدراك جسامة مسؤولياتهم الوطنية والالتزام الجاد بممارسة دورهم الإيجابي المسؤول في بناء عراق ديمقراطي حر وتقوية التلاحم وتعزيز الوحدة الوطنية.
واخيرا نقول للقيادة السياسية في طهران يجب إثبات حسن النية في إقامة علاقات ثنائية متوازنة مع العراق وعلى ابو جاسم لر وازلامه الإنسحاب الفوري من الأرض العراقية في حقل الفكة النفطي .. لان للصبر حدود ... واذا كان للباطل صولة فإن للحق صولات ... وإن غدا لناظره قريب.
وللحــــــــديث بقـــــــــية.
***********
صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
sabah@sezampro.rs
********