أسطورة اللغة الآرامية في يومنا هذا؟!
هناك طائفة من اللغات ذات قرابة مع بعضها البعض انتشرت في آسيا الغربية وشرق أفريقيا والتي أطلق عليها العالم شلوتسر Schlotzer عام 1781 ميلادية ب " اللغات السامية " حيث استنبط الإسم من الكتاب المقدس من أبناء سام بن نوح كما جاء في التكوين الأصحاح العاشر.وإن اللغة ( اللهجة ) الآرامية أسوة بأخواتها البابلية الآشورية، الكنعانية، الفينيفية، العمورية، العبرية والإبلية تنتمي الى المجموعة الشمالية بينما اللغات العربية والحبشية إلى المجموعة الجنوبية.
اللغات هذه كانت في البدء عبارة عن لهجات قريبة جدا بعضها ببعض، ولكن مع مرور الزمن تباعدت وخاصة ما بين اللهجات الشمالية و الجنوبية، بينما كان التواصل ما بين اللهجات السامية الشمالية أكثر حيوية نظرا للبيئة الجغرافية والسلطة الآشورية الأمبراطورية .
وهكذا نرى الوحدة المتماسكة ما بين هذه اللهجات حيث تمخضت في القرون الأولى للمسيحية بما يسمى ب" اللغة السريانية " هذه اللغة التي كان العامل الأوحد لتوحيدها الكتابة الألفبائية السينائية/ الكنعانية والديانة المسيحية.
وهكذا نرى اختفاء اللغات هذه من المجموعة السامية الشمالية لتبرز اللغة السريانية في القرون المسيحية الأولى كلغة موحدة فريدة .
واليوم وبعد التحريات والتنقيبات الحديثة بوسع العلماء قراءة نصوص اللغة البابلية الآشورية وكذلك اللغات الشقيقة الأخرى وعلى سيبل المثال: الكنعانية، الأوغاريتية، الإبلية ، كما سيكون في مقدورهم وضع كتب قواعدية بها كما هو معمول اليوم باللغة الآشورية حيث هناك عدة كتب بها.
وهنا جدير بالذكر، أن اللغة الوحيدة والمفقودة من بين هذه اللغات/اللهجات هي " الآرامية " حيث كما يقول أحد مؤلفي كتاب عن اللغات السامية أ. ولفنسون وهو مدرس هذه اللغات في الجامعات المصرية :
" وبالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع المستشرقون إلى أن يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الأرامية القديمة وكيفية النطق بألفاظها وتصريف أسمائها وأفعالها لأن المجموع من تلك الآثار ليس فيه المادة الكافية لوضع نظرية وافية لنطق تلك القبائل كذلك لا تكفي تلك الآثار لتكوين فكرة صحيحة عن تاريخ تلك القبائل وحوادثها مع من جاورها من الأمم القديمة. " انتهى الإقتباس.
والخلاصة، رغم ما قلناه ونقوله على الدوام حول أسطورة هذه اللغة، والبعض في نفس يعقوب يحاول أن يشننف ويزعق الآذان عن هذه اللغة المنقرضة والميتة أهميتها لان السيد المسيح نطق ببضع مفردات منها وكأننا سنحجز الجنة بمجرد التطبيل والتزمير بها بينما اليوم هي لغة ميتة.
وإذا هناك من لا يأخذ كلامي محمل الجد ما عليه إلا التوجه إلى " معلولا " وهي إحدى ثلاث بلدات لا يزال البعض يتمرس هذه اللهجة الآرامية ولكنهم في حيص بيص يبحثون عن نوع الخط الذي يلائمهم لإستخدامه في كتابتها حيث البعض يستخدم الخط العبري المربع والمعروف لدى العبرانيين ب " كتاف آشوري " !
والسؤال هو: للذين لا يعترفون بما نقوله لأن اللغة الآرامية هذه ليست " سريانية " اليوم، ويصرون بأن اللغة المستخدمة لدينا هي ما زالت " آرامية "، إذن لماذا هؤلاء يبحثون عن كيفية الكتابة وبأي خط ؟! اليس لدينا كلغة سريانية خطوط الكتابة وكذلك أوجدنا الحركات لمساعدة اللفظ الصحيح والذي لم يكن موجودا من ذي قبل؟!
وفي الختام، أقول بفخر واعتزاز بأن شعبنا الآشوري ( في شمال بيث نهرين )* هو الوحيد بين كل شعوب الهلال الخصيب الذي حافظ ولا يزال يحافظ على لغتنا، بينما الباقين من كنعانيين، عموريين، آراميين وكلديين كل هؤلاء هم في خبر كان حيث ضاعوا في الإحتلال العربي ومعهم لغاتهم او لهجاتهم أيضا.
كما يظهر أن أهل معلولا اليوم يعتبرون أنفسهم كباقي المسيحيين في سوريا عربا ولغتهم االأم هي اللغة العربية والذي لا يصدق ما أقوله ما عليه إلا الذهاب الى معلولا ليكتشف ذلك بنفسه، أما بخصوص أولئك في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ من إخوتنا وهم قلة والذين فاقوا من سباتهم العميق وخصوصا بعد 2003 ليكتشفوا بأنهم كلدانا أو سريانا آراميين، مدفوعين بالقوى الأجنبية وخصوصا الصهيونية البغيضة لا نقول أكثر مما قلناه في السنوات المنصرمة الله يساعدنا منهم حيث التاريخ يكتب من جديد بما يضحك ويبكي في آن واحد.
آشور بيث شليمون
________________________
* تنويه: أقصد المثلث تكريت أورمية أورفا