Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إلى الأستاذ أسامة النجيفي, رئيس البرلمان العراقي المحترم

((محافظة سهل نينوى حاجة وطنيه داعمة لوحدة العراق والعراقيين))

منطقة سهل نينوى بـ (اقضيتها ونواحيها وقراها التابعة الآن لمحافظة نينوى) تضم نسيج فسيفسائي من كافة الإثنيات العراقيه ومختلف الأديان ,فيها من الكلدواشوريين السريان المسيحيين, وفيها من العرب والأكراد والتركمان والشبك بمختلف مذاهبهم , كما فيها من الإيزديين والارمن و القليل مما تبقى من الإخوة الصابئه,ألوان بهيّه أعطت بتنوعها للمنطقه وللعراق عموما جماليه مطلوب منا الحفاظ على هذا التنوع باية وسيلة كانت.

عاشت هذه المكونات الوطنيه طيلة عقود وقرون متآلفه متحابه في أماكن تواجدها رغم إرهاصات السياسة والنزاعات السلطويه والقومية التي كانت تعكر أجواء حياة الناس , حيث بقي سكان هذه الأقضية ونواحيها متآخون فيما بينهم رغم إحتدام تلك الصراعات لكنها دون شك تركت آثارها السلبية التي نطالب اليوم بإزالتها لبداية عهد جديد , حيث حرمت المنطقة برمتها عقودا طويله وما زالت محرومه من حصتها الوطنية و من حقها في تحسين أمنها وخدماتها وتطوير بناها التحتية الإقتصادية والعلمية والعمرانية.

اليوم, مع إفتراضنا أن في الافق بوادر بدت لنا وكأنها فاتحة عهد جديد للعراقيين, لكن أجواء التخوف والتحسر مازالت تخيم على الأجواء وتعكر الآمال بسبب تأرجح الثقة بين أطراف العملية السياسية أنفسهم , حيث التنازع لم يزل بعد دائرا على إستحواذ أماكن من المسماة بالمتنازع عليها مما دفع بالأطراف المتنازعه الى اتباع شتى الأساليب من أجل فرض السلطة وبسط النفوذ عليها نتج عنه زيادة الطين بلله مع إزدياد و تفاقم معاناة هذه المناطق وتضاعف فواتير حب ألناس لبلداتهم وإعتزازهم بجيرة إخوانهم ألى ان وصلت الحالة الى إفساح المجال لإختراق هذه اللحمة التاريخية الجميلة من قبل بعض المتشددين ممن تسلحوا بمسميات دينية وطائفيه ولطخوا أياديهم المجرمه في قتل و ترهيب وتخويف هذه المكونات تحت غطاءات دينية القصد منها زرع الفتنة والشغب بين المساكين الذين لم يعد امامهم بعد تردي اوضاعهم سوى مغادرة أراضيهم وترك أماكن سكناهم التاريخية الى حيث المجهول.

لكي يثبت السادة حاكموا عراق اليوم بأنهم حماة حقيقيون لأبناء شعبهم ونواطير أمناء على حدود العراق ووحدة أراضيه, لابد لهم من إعادة النظرو بضمائر مسؤوله وقلوب بيضاء لمعالجة وبحث مشاكل الشعب وطنيا و الوقوف على حجم معاناة هذه الشرائح المتواجده في هذه المنطقة المهمله تاريخيا وللاسباب التي ذكرناها,ولا نعتقد بأن حل هذه المشكله ستحل في تخدير الناس بفتح مكتب لرعاية شؤون المسيحيين في رئاسة (الجمهوريه العراقيه) التي هم أبناءها الاصليون وليسوا جالية طارئة نازحه من السودان او من اليمن كي يخصص لهم مكتب لرعاية مصالحها في وطنها الأم , كما لم يعد الشجب والإستنكار يقدم أو يؤخر شئ , أما كرم الاستاذ مسعود وترحاب الاقليم بأبناء شعبنا الهاربين من الجريمة , فالسيد مسعود وشعب الاقليم مشكورون على هذه المواقف النبيله , لكننا يا سادتي ولأننا عراقيون ووطنيون , فقد نلنا من الظلم والقهر ما يكفينا, نطالبكم يا سادة بدعم كل ما هو إستحقاق وطني وقومي للكلدواشوريين السريان سواء في نينوى وسهلها أو في دهوك واربيل , لذلك نؤكد بأن معضلة الكلدواشورالسريان وبقية الشرائح الصغيرة لن يتم حلها ما لم تتوفر الإرادة الوطنية الحقيقية كي تسود الطمأنينه أوساط ابناء شعبنا المتحابين , بل أحوج ما نحن إليه فعليا هو تبادل الثقة بين المكونات السياسية التي ما تزال في بعض خطاباتها المتشنجه تعكس الشك والريبة لدى الشعب بكل ألوانه خاصة المكونات الصغيره , مفروض على ساستنا المحترمين أن يفكروا في ميكانيكيه جديده للكف عن نبرات التحدي فيما بينهم والتخلي عن اسلوب لي الأذرع على حساب المواطنين الذين أصبحوا هم يدفعون ثمن هذه النزاعات والصراعات وليس غيرهم, الشعب بانتظار برامج وطنية إصلاحية تفيد المواطن وتحسن من وضعه وحالته المعيشيه .

إن تشكيل محافظة في مناطق سهل نينوى, هو حل وطني وسط وعلى القوى والأحزاب التي ما دامت تؤكد على وحدة العراق وحق أبنائه في تقرير مصيرهم داخل هذا البلد , عليهم دعم هذا التوجه ومساندته وطنيا , لأن ولادة مثل هذه المحافظة وبعد ان تصبح واقعا على الأرض , ستكون بحق حلقة الوصل التي ستبقي ديموغرافية اربيل ودهوك على تواصل وطني مستديم مع ديمغرافية سكان الموصل وضواحيها و بمختلف الوانهم وإنتماءاتهم .
فأهالي تلكيف و القوش وتللسقف وباطنايا وباقوفه وشرفية وبندوايا وعين بقره وبدرية وداشقوتان وبيروزافه وطفطيان لا يمكن لأهاليها التخلي بسهولة عن علاقاتهم التاريخية والتجارية والثقافية مع أهالي الموصل وتلعفر وسنجار كما ليس سهلا عليهم ان يبتعدوا عن جيرانهم التاريخيين من اهالي دهوك وسميل والمناطق الشماليه الأخرى, والأمر عينه ينطبق على أهالي قرقوش وبرطلة وكرمليس وبعشيقه وبحزاني والفاضليه وخورسيباط وبايبوخ والنوران وجرغانه وخزنة وأماكن أخرى, حيث لايمكن لهذه المناطق ان تتخلى عن عمقها التاريخي وعلاقاتها المستمرة بالموصل او بأربيل, وسوف لن تستطيع العيش في محافظتها المزمع إنشاءها بمعزل عن بقية المحافظات, أذن مثل هذه المحافظة التي سيطلق عليها محافظة سهل نينوى, ستكون الرابط الدائم والمفتاح الامين الذي سيحافظ على وحدة هذا الشعب بمختلف مكوناته بعد خلق واقع جديد يوفر له العيش الكريم مع بقية جيرانه.

المطلوب اليوم من رئاسة برلماننا الموقره ومن كافة ساستنا المحترمين السير بخطى حثيثة نحو ترتيب اوضاع الناس في هذه المنطقة (سهل نينوى) وتشجيعهم على بث روح المحبة والتآخي التي ستعززها مواقف الحكومة ومصداقيتها في تلبية مطالبهم وتطوير إقتصادهم بتخصيص المبالغ الكافيه وتشجيع إستقدام رؤوس الأموال لإستثمارها اقتصاديا في تطوير مشاريع مختلفه تؤدي بالتالي الى استقرار الناس في اماكنها ,حينها سيكون بالإمكان الكلام عن جدية وإهتمام المسؤولين بكل العراق لان سهل نينوى يشكل قلب العراق وتاريخه العريق.
الوطن والشعب من وراء القصد
Opinions