إلى العراقيات الصامدات
في المؤتمر الموسع الثاني لنساء العالم المنعقد سنة 1913 ميلادية في كوبنهاكن أصبح الثامن من آذار عيدا عالميا للمرأة، رمزا لنضال المرأة ،أطلقت عليه الأمم المتحدة ... يوم المرأة العالمي... تكريما فعليا لها. ويظل الثامن من آذار تاريخ يشهد على صمود النساء ودفاعهن عن الحقوق والواجبات. وسجل التاريخ أسماء نساء خالدات وقفن مواقف تميزن بها، حيث خلدت مواقفهن الرائعة. نساء عظيمات لهن انجازات وذكرهن التاريخ بكل وقار وتبجيل. وبالرغم من عظمة تاريخ المرأة العراقية منذ الممالك الأشورية والكلدانية ومرورا بالنضال ضد المستعمرين وحتى الخمسينات من القرن الماضي. أعلن في بغداد في العاشر من شهر آذار 1952 تأسيس " رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية" كمنظمة نسويه ديمقراطية جماهيرية تظم نساء العراق، إلا أن ما ظلت تعانيه من ويلات القهر والظلم والحرمان أبان الحكومات الدكتاتورية التي تتابعت والى حاضرنا المعاصر، جعلت من المرارات واجترار الآلام ونظرات اليأس هي ما يعتري المرأة العراقية وهي تشهد ذكرى 8 آذار منذ سنوات ... بالرغم من الاحتفالات الصورية التي سمحت بها الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة فيما سمته بالانفتاح الديموقراطي بعد ثور تموز عام 1958 لتمارس من خلال أجهزة إعلامها الضالة غش العالم من حولنا، إلا إن الاحتفال الحق لن يكون والعراقيات تشتد معاناتهن بسبب ويلات الحروب آو أعمال العنف ومجبرين على الجلاء والنزوح في وطنهم آو الهجرة القسرية في ارض الله ... ينظرن لأطفالهن دون أمل في غد مشرق دون الأمان والغذاء والدواء والتعليم والسكن. إن واقع المرأة العراقية في تراجع نسبي كبير، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العراقي. إذ لا يمكن تحقيق أي تقدم ملموس في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها متخلف وجاهل مبناه وعلاقته يحرمها من الحقوق المواطنة المتساوية والمساهمة الفاعلة في كافة المجالات السياسية ،الاجتماعية ،الاقتصادية لمجتمعها.إن تاريخ نساء العراق العامر والظافر وذكرى نضال النساء عامة يجب أن تكون دافعا للدفاع عن الحقوق التي بذلت من اجلها أمهات الحركة النسائية العراقية الغالي والنفيس. إن خلق واقع أفضل للمرأة العراقية في العراق الديموقراطي الجديد لن يكون إلا بإجبار من في يدهم السلطة بأهمية إشراك النساء وإلغاء القوانين المميزة سلبا والمبينة من جذورها على أساس إخضاع المرأة واعتبارها جنسا قاصرا لا يبلغ سن الرشد مهما فعل ويعطي الحق دائما للمجتمع ألذكوري للهيمنة والسلطنة وشرعنه استخدام العنف والتمييز ضد المرأة.
بهذه المناسبة أتقدم بأزكى التهاني لكل النساء في يوم المرأة العالمي والتحية الخاصة إلى نساء العراق في عيدهن وعلى الخصوص اللائي يتقدمن الصفوف مدافعات عن حقوقهن وحقوق مجموعات مهمشة أخرى من اجل وطن حر ديموقراطي. وأتمنى أن تأخذ المرأة العراقية مكانها اللائق بها وان تأخذ كل حقوقها المسلوبة وان تعاد لها كرامتها وأهليتها في المجتمع وتتخلص من الوصاية المفروضة عليها بعادات وتقاليد جاهلية بالية لا تنسجم مع روح العصر.
9 آذار 2010