Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إلى محكمة العصر, كاترين ميخائيل , دليل يثبت عراقيّة الأنفال

الأخت الدكتوره كاترين , من عائلة ألقوشيه(كلدواشوريه) معروفه بنضالها الوطني , عرفتها عن كثب في نهاية الستينات حين كنا ندرس سوية في جامعة الموصل, تميّزت الأخت كاترين عن أقرانها المنتمين في إتحاد الطلبة(منظمة طلابية شيوعيه) أنذاك بجرأتها وإندفاعها الثوريين في نشاطاتها من أجل تحرير الذات من أثقال الزمان و ظلم حكامه الطغاة , وهي التي فقدت مؤخرا شقيقها المناضل باسل الصفار حيث وافاه الأجل قبل ما يقارب السنتين في كندا جراء إصابته بالشلل .

أمّا اليوم , ما أبهرني أكثر هو أسلوبها الشجاع في طريقة ظهورها كشاهده وضحية في نفس الوقت في جلسة محاكمة صدام, وهي تدلي بشهادتها أمام القضاة وأمام الهيئات الإدعائيه والدفاعية بكل ثقة و صلابة.

و لو تحدثنا عن سلسلة مقالاتها الأخيره التي حملت عنوان( التاريخ يتكلم), فإنها قد حققت في ذلك تالّقا اخر تستحق الشكر عليه.
وبعد ظهورها في جلسة محاكمة صدام , تم تسليط بعض ألأضواء ألإعلامية على ما قدمّته و بما تستحقه عدا الذي حصل من قبل بعض الصحف والمواقع الألكترونيه حين وصوفوها كونها( مسيحية كرديه), وبحسب معرفتي بها فهي تحترم كل ما إسمه عراقي وتناضل من أجله, لكنها ليست من النوع الذي تقبل لنفسها أن تكون وسيله للأخرين لتحقيق أهداف معينه على حساب إلتزامتها الوطنية او حقيقة إنتمائها القومي , حيث علمت بعد إتصالي بها , بأنها غير مرتاحة للطريقة التي يتعامل معها بعض الإعلاميين والبعض من الصحف في وصفها كردية مسيحيه, مع إحترامنا للشعب الكردي, وهي تحاول_ كما أخبرتني _ الإتصال بوكالة رويتر والإستفسار من رئاسة المحكمة لتتقصى الحقيقة و لتطلب منهم تصحيح ما ورد من خطأ حول وصف هويتها القومية التي تعتز بها بقدر إعتزازها بعراقيتها وبمحبتها لأبناء العراق من دون تمييز مضيفة بأنها سوف تكتب مقالا حول الموضوع حال عودتها الى الولايات المتحده.

وبمناسبة المحاكمة هذه وجلساتها التي ستتوالى , كنت قبل أكثر من أسبوع قد كتبت مقالا موجها إلى المحكمة ورئاستها الموقرّه مطالبا فيه بإلإنصاف المجزي والمعنوي بحق الضحية العراقية دون إستثناء , لأنه لو إتفقنا بأنّ عدالة صدام كانت متجسدة فقط في توزيع الظلم على عموم أبناء الشعب العراقي بالتساوي و بغض النظر عن الهويات, وربما من هذه النقطه وعليها إنطلق أو إعتمد القاضي حين قال للطاغية أنت لست أو لم تكن ديكتاتور, من هنا نقول لماذا لا يكون قضاءنا العصري الجديد ونحن نتطلع الى عراق ديمقراطي, لماذا لا يكون قضاءنا في إنصافه وعدالته على نفس وتيرة عدالة ديكتاتورية صدام لكن هذه المرّه بديكتاتورية القضاء في فرض وضع الحق في نصابه وإعادته إلى أهله ؟

ومما هو مؤكد فإنّ ضحايا النظام البائد لم يكونوا من صنف او جنس اومن دين محدد دون أخر, وقد أشرت في طلبي السابق موضحا بأن ضحايا الأنفال لم يكونوا من الأكراد فقط, كمالم يكن المجرم الذي إرتكب او شارك في الجرائم المختلفة ومن ضمنها الأنفال سيئة الصيت هو حصرا عربي القوميه نسبة إلى كون صدام عربي القوميه كما يحلو للبعض إثارتها أو سنيّا كما في نظر بعض الإخوة من غير السنّه , لأن الذين شاركوه الجريمه هم كثر ومن قوميات و مذاهب متعدده , لذلك نقول بأن الأخت كاترين التي لا يشك أحدا في إعتدال و تطابق درجة إعتزازها بعراقيتها و بعراقة وأصالة قوميتها الكلدانيةالاشوريه السريانيه (الكلدواشوريه) , هي واحدة من مئات او ربما الالاف من العراقيين الذين قاسوا وعانوا في نضالهم جنبا إلى جنب مع كافة شرائح المجتمع العراقي ضد ظلم و قسوة النظام , وقد دفعوا الثمن باهظا بالتساوي مع بقية العراقيين من أجل حرية و إنعتاق الشعب العراقي المظلوم بأجمعه ,نتمنى مره أخرى من مقدمّي ملفات قضية الأنفال كما سبق وان طالبنا المحكمة و نطالبها ثانية بالمزيد من الحيادية في كشف تفاصيل حقائق و أثار الجرائم هذه و ما خلّفته العمليات العسكريه تلك من خراب خصوصا ما جرى بأهالي وقرى الكلدواشوريين أيضا , فكنائسهم ومزارعهم وأراضيهم ضاعت ما بين قتل و تهجير وتدمير وحرق و إستلاب, وأؤكد بأنّ إهمال هذا الجانب الحيوي من القضيه برمته أو غض الطرف عنه سوف يعطي ومن دون أدنى شك الدليل والبرهان الشرعي للقانونيين وغير القانونيين كي يطعنوا و ينتقدوا قرارات المحكمة حتى وإن أصابت في البعض منها .

أمام هذه المحكمة ( العصريه) إمتحانا تاريخيا ووطنيا عليها إجتيازه بجدارة كي تصحح ما أصاب هيكل القضاء العراقي من عجز وترهّل جراء التسييس الذي إعترى تفاصيله ومهامه , وملف القضاء العراقي بأرشيفه الوطني سيسجل كل ما لهذه المحكمة وما عليها لاحقا , فهي بحكم القضايا الموكله إليها , تؤدي واجبا يفترض أن يكون قانونيا إنسانيا ووطنيا بعيدا ومجردا عن أي جهد يراد من خلاله إطغاء الطابع السياسي عليه وعلى نتائجه.

مع التقدير
Opinions