Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

استنبات إنسان عربي جديد

لقد ساهم تاريخنا الدموي القائم على الإقصاء والقتل والإلغاء، وتخلفنا الذي استمر قرونا، وأنظمتنا المستبدة التي خرجت وتخرج ملايين الأصنام والعبيد والتنابل يوميا، وأمثلتنا الشعبية التي غرست فينا كـ "الموت مع الجماعة رحمة"، و"حط رأسك بين هالرووس وقول يا قطاع الرووس"، و"امشي الحيط الحيط وقول يا رب الستيرة" وغيرها من مئات الأمثلة التي تزرع فينا الوهن والتردد واليأس، إضافة إلى سياسة القبلات التي نشتهر بها نحن العرب عن سائر الأمم، فنحن أكثر أمة تُقبل، نقبل كل شيء، من الرؤوس إلى اللحى والذقون، إلى الجباه والخدود، إلى الخياشيم والخراطيم، إلى اليدين والأقدام، والأكتاف و....! (تجد العربي يقبل كل شيء إلا زوجته ولهذا لا تجدها تعرف التقبيل انطلاقا من نظرية الإهمال والاستعمال!) فضلا عن ثقافة "أمرك سيدي" و "يا طويل العمر" الخانعة، كل تلك مجتمعة خلقت مجتمعا مريضا فكريا وثقافيا وتربويا ونفسيا.



ترى الشخصية العربية تتصف بشكل عام، وأنا لا أتحدث هنا عن العقلانيين والإسلاميين المعتدلين، بالتطرف أو التخلف أو التزلف أو التكلف أو التعفف، ولهذا لا غرابة أن تجد الإنسان العربي هشا ضعيفا وحادا وخائفا وحائرا ومنافقا وانتهازيا ومتكبرا وبذيئا وبليدا في أغلب الأحيان. تراه يثرثر أكثر مما يعمل، ويتكلم أكثر مما يستمع. فمه أكبر من رأسه. من الصعب أن تجد إنسانا عربيا عقلانيا يقرأ وينصت ويفكر ويحلل ويحاور ويقنع بالمنطق والحجة. من الصعب أن تجد إنسانا عربيا مبادرا وقياديا.



لقد بات من الضروري بناء أو استنبات إنسان عربي جديد بمواصفات ومقاييس جديدة. لقد بات ضروريا تعزيز مهارات التفكير والقراءة والاستماع والحوار لدى الإنسان العربي.



هذه مهمة المصلحين والمثقفين الرواد، لكن أين هم! هذا هو السؤال!

عامر العظم

2 يناير، 2011


http://www.facebook.com/pages/amr-alzm-ryysa-qadma-lflstyn/181594128533775?v=wall


Opinions