Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اصابع... ودمى


ايها السائرون على غير هدى، ايها المندفعون خبط عشواء، مغرر بهم ومستغفلون، ناعقون خلف كل ناعق وتائهون حائرون! انتم يا من تضجون وتعجون.. تزبدون وترعدون.
اتدرون اية عاصفة تركبون.. واية فوهة تفتحون.. واية امواج تعاكسون؟! يامن تستثمرون الحرية اسوأ اسثمار، وتنتهزون الفرصة اتعس انتهاز وهما يمران مر السحاب، فتضعون السيف في موضع الندى وفي اوان ومواقف التشبت والثبات تتشرذمون! "مابالكم.. ماداؤكم.. مادواؤكم.. ماطبكم؟!".
اتعلمون انكم تبتعدون عن غايتكم اكثر.. فأكثر كلما حثثتم الخطى لانكم عملتم على غير بصيرة فتنكبتم الطريق غير الطريق؟!.
يقول الرسول الكريم: اذا كنتم في نعمة فارعوها فأن البطر يزيل النعم.
ويقول الامام علي: احسنوا مصاحبة النعمة فأنها وحشية اذا ذهبت لاتعود.
نعمة الحرية هذه.. افضل نعم الله على عباده، بفسحتها الشفافة بنسيمها الاخاذ كم بذلتم دونها.. كم حلمتم.. كم تمنيتم استنشاق نسمة من عبيرها قبل ان تغيبكم المطامير وتبتعلكم مقابر الرفاق الجماعية؟! ها انتم تفرطون بها جهلا ودون قصدا بلا ترو ولا بصيرة، تحت تأثير عواطف خداعة ، وسراب وعود زائفة وبتأثير اصابع حاذقة تحسن التلاعب بالدمى من خلف الستار!.
متى تعون بأنكم تعينون على انفسكم وما تشعرون.. تضعون العصي في عجلتكم وما تبصرون؟!
الا ترون تداخل الخنادق واختلاط الاوراق؟!. فما لكم تهبون للفتنة ظهرا وضرعا فتُركبون وتُحلبون وتُذبحون "بضم التاء" ليغنم الفارون؟!.
"ان تعرف نفسك كسبت نصف المعركة فأن عرفت عدوك كسبت المعركة كلها" وما احسبكم تعرفون واشك انكم تفقهون. عدوكم يمتلك المليارات يجند المتشردين والمرتزقة والمدمنين، يوضف الاعلام كل الاعلام، يدعمه الموترون والحالمون وفاقدوا الامتيازات، يخترقكم حتى العظم وانتم في غفلة ساهون! وهاهو يتدرع بكم جاعلا منكم دريئة حيناً ومتخذكم انيابا ومخالب حيناً اخر، حتى اذا انهكتم الفريسة وانهكتكم اجهز عليكم معا معلنا انتصاره لتذهبوا مع اشلاء فريسته غير مأسوف عليكم.
كنت اعجب- كلما قرأت التاريخ- من هذا الفشل الذريع الذي يلازم دعواتكم، ولا شك ان غيري اشد عجباً. وما اجدت معي نفعا كل تحليلات المختصين وتنضيرات المنضرين.. المتعاطفين معكم والمناوئين ويبدو انني لم اكن بالمستوى المطلوب من سعة الافق وبعد النظر!. اما وقد عايشتكم.. وبلوتكم فقد زال عجبي وزاد برمي ونحيت كل مراجع وقائعكم الستم خير خلف لخير سلف وان هذا السليل لذاك الدليل هذه الجينات من تلك الامشاج؟! تهزأ بكل حضاري، تناجز كل ريادي تناحر التجدد، ترفض التغير تجتر وتجتر، تلدغ من جحر واحد مرات.. ومرات يتعظ بها ولا تتعظ.
تأريخكم يعيد نفسه، وعدوكم يغير جلده ويعبئ نفسه ويجعلكم ترسه، يستثمر ابعاده الاربعة وفنونه السبعة ليحصد زرعكم اليانع اليافع!.
فانصروه بتشتتكم وادعموه بتشرذمكم، حتى اذا اعلن انتصاره على اكتافكم وقلب ظهر المجن في وجوهكم.. وطاردكم وغيبكم، اشتموه بما شئتم.. اتهموه بجرائر التهم.. انعتوه بأقذر النعوت فلن يكترث ولن يبالي فقد سبر غوركم، وشخص داءكم، وعرف دواءكم! وما دام الظهر ظهركم والضرع ضرعكم والرقاب رقابكم والقطوف اليانعة حصته ونصيبه فعلام يبالي؟! عندها انشغلوا بدفن ضحاياكم.. ولملمة جراحكم واندبوا حظكم العاثر واملؤوا جيوبكم ندما وحسرة ولات ساعة مندم..
ومن جديد ابدؤوا انتظاركم التليد!.
H_mossawy@yahoo.com


Opinions