اغتيال 182 استاذاً عراقياً وخطف 85 في 3 سنوات
14/03/2006بغداد ــ رويترز:
قالت رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق ان نحو 182 استاذاً جامعياً قد جري اغتيالهم منذ عام 2003 وتعرض 85 من كبار الاكاديميين للخطف ولمحاولات اغتيال من مسلحين مجهولين فيما نجا سامي المظفر استاذ الكيمياء بجامعة بغداد من الاغتيال بسيارة مفخخة مطلع الشهر الماضي فيما أصيب عدد من حراسه في الهجوم. وقال المظفر الذي يتولي حاليا منصب وزير التعليم العالي انها خسارة كبيرة حين نفقد استاذا او عالما لانهم يمثلون صفوة المجتمع. وأضاف من الصعب للغاية تعويض من نخسرهم. ولا يعبأ كثيرون من الرجال والنساء في قطاع التعليم بالعراق بدرجة تذكر بالحرية الاكاديمية وهي قيمة تحفز العمل في جامعات العالم الغربي. لكن في بغداد الهدف هو مجرد البقاء علي قيد الحياة. والذين ينجون من حادث تفجير او اطلاق للنار او يطلق سراحهم بعد خطفهم نادرا ما يحالفهم نفس الحظ في المحاولة الثانية مما يتسبب في نزيف للعقول يقضي علي ابرز المثقفين المهمين لتعليم جيل المستقبل من المهنيين العراقيين ولاعادة بناء اقتصاد البلاد. وقال فهد الاستاذ في كلية طب الاسنان بجامعة بغداد استهداف اساتذة الجامعات يدمر نظام التعليم العالي في العراق وهو ما يدمر بدوره قطاعات أخري من المجتمع من خلال تدهور مستوي التعليم. ويخشي العديد من العراقيين من أن يؤدي استهداف الاكاديميين الي نقص في الاطباء والمهندسين والمهنيين كذلك. ويفكر الفهد الذي يقول انه يشعر بالاحباط في مغادرة البلاد. شأنه شأن الآلاف من الاكاديميين. واشار تقرير الرابطة كذلك الي تعرض استاذ للهجوم من جانب الطلبة في واقعة واحدة علي الاقل وحذر خارج الحرم الجامعي. وقال استاذ اخر بجامعة بغداد طلب عدم نشر اسمه انه يتجنب الخلافات مع الطلبة. فاعطاء طالب درجات تؤدي الي رسوبه يحتاج لشجاعة غير عادية في العراق. ويدرك الطلبة كذلك ان نظام التعليم ينهار ويشعرون بالقلق علي مستقبلهم. وقال الطالب الجامعي رياض جمعة قتل اساتذتنا أضرنا بشدة...عندما يقتل استاذ خبير يكون من الصعب تعويضه ونحن نعاني من ذلك. وقال قاسم عبيد وهو طالب بالسنة الثالثة يدرس الكمبيوتر في جامعة المستنصرية في بغداد اعتقد أن الارهابيين يستهدفونهم لحرماننا من معرفتهم. ووسط حالة الفوضي وغياب القانون في العراق لم يكن من السهل التوصل الي دافع سياسي أو جنائي وراء كل حالة قتل. وقال عصام كاظم الراوي رئيس الرباطة واستاذ علوم الارض بجامعة بغداد ان الحملة علي المثقفين العراقيين خلفها أحزاب من داخل وخارج البلاد. وصرح بان الدافع هو عادة ما يكون انتماء الفرد الي حزب ديني او علماني معين والفكرة هي ان قتل الذين يفترض انهم يسعون لتنفيذ جدول حزبي معين قد يمنع نشر افكارهم. وقال الراوي: ما يجري في العراق ضد هؤلاء الاساتذة هو جريمة حرب. وأضاف الراوي انه اذا لم يتحسن الوضع فان اساتذة الجامعات قد يضربون عن العمل أو ينظمون احتجاجات خاصة بهم منها الاعتصام. ومثل هذه الاجراءات قد تحقق نتائج في مؤسسات مثل جامعة كيمبردج البريطانية او جامعة هارفارد الامريكية لكن لا يعتقد الكثيرون انها ستوقف قتل المثقفين العراقيين. وقتل عبد اللطيف المياح رئيس قسم دراسات الوطن العربي بمركز الابحاث في جامعة المستنصرية في كانون الثاني (يناير) عام 2004 بعد يوم واحد من ظهوره علي قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية مع أسرته. واطلقت عليه 32 طلقة وهو في طريقه للعمل. وقالت ابنته هبة: القتلة كانوا منظمين ومحترفين... ابلغنا ضابط شرطة انها تبدو مثل عمليات المخابرات.