اقبل عيونهم
بدلا عن تأمين حق التعبير عن الرأي، بطرق سلمية، وكما ضمنته المادة الثانية من الدستور، قامت القوات الأمنية باعتقال عدد من المواطنين الذين دفعهم حرصهم الى القيام بنشاط سلمي، اتخذ طابعاً فردياً، وذلك بتوزيع منشورات تطالب بالإسراع في تشكيل حكومة فعالة تنتشل العراق من أوجاعه، وتوقف نزيف الدم، وتضع حدا للفساد المستشري.وبدلا عن استجابة المتنفذين، الذين كسبوا الانتخابات عبر طرائق طال الحديث عنها، تم اعتقال ذلك البعض من الناشطين السياسيين، الذين أبوا الجلوس دون القيام بفعل ما، مهما كان حجمه لتوعية الرأي العام بمخاطر أزمة تشكيل الحكومة، وانعكاس ذلك على حاضر البلد ومستقبله.
وبدلا عن توفير كل أشكال الدعم للفعاليات السلمية، و تسهيل منح الرخص لتسيير التظاهرات وإقامة الاعتصامات، جرت الاعتقالات التي لا يبدو انها تعبر عن فهم خاطئ من هذا القائد الأمني الميداني، او اجتهاد قاصر من مسؤول محلي هناك.
وبدلا من استحسان فعل المواطن محي عليوي الذي مارس حقه في التعبير السلمي، وقام بتوزيع منشور يدعو الى الإسراع في تشكيل الحكومة على مواطني ناحية سومر في محافظة القادسية، بدلا عن ذلك.. القي القبض عليه! وبدل ان تكتفي القوات الأمنية في ميسان، باحتجاز المواطنين سلام عبد الكريم وعلاء كامل أثناء توزيعها المقال الافتتاحي لجريدة (طريق الشعب) الذي يحمل عنوان (نحو بديل يجنب بلدنا عواقب الأزمة السياسية الراهنة ) والذي صدر يوم الثلاثاء 7 أيلول الجاري، استعارت القوات الأمنية أسلوبا من مخلفات الدكتاتورية، بأخذ تعهد يضمن عدم توزيعهم البيانات مرة أخرى.
وبدلا عن صيانة باقي أوراق دستورنا، المنتهك من قبل ممثلي الشعب، بعجزهم عن انتخاب رئيس لهم، وإنهاء الجلسة المفتوحة، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتكليف رئيس للوزراء، حسب المادتين (54 و55) من الباب الثالث، بدلا عن ذلك فتح باب انتهاكات الباب الثاني من الدستور.
وبدلا عن نشر ثقافة احترام حقوق الإنسان، ومنها حقه في التعبير والاحتجاج، وعدم اعتقال احد بدون أمر قضائي، وبدلا عن ترسيخ عقيدة القوات الأمنية التي تتركز على حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن ارض العراق وسيادته، قبل بعضها باعتقال الوطنيين الذين لا يملكون سوى التضحية من اجل العراق وأمنه واستقراره.
ولكن.. بدلا عن الالتزام بتعهد تم إملاؤه بضغط وإكراه في غرف الاحتجاز، يحرّم مواصلة الدفاع عن مصالح العراقيين وحقوقهم، يؤكد المضحون التعهد للشعب العراقي بمواصلة العمل من اجل حق الإنسان في الأمن والعمل والتعليم.
وبدلا عنكم.. اقبل عيون الأعزاء: محي عليوي وسلام عبد الكريم وعلاء كامل.