الائتلافيون قلقون من الدعوة لتشكيل تكتل سياسي يضم أحزابا شيعية وسنية وكردية
02/01/2007أصوات العراق/
أظهرت دعوة الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة لقادة الائتلاف العراقي الموحد بإصلاح الأوضاع الداخلية داخل الائتلاف وجود أكثر من أزمة بين مكوناته يقف في مقدمتها دعوة بعض أقطاب الائتلاف لتشكيل جبهة سياسية موحدة تضم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والحزب الإسلامي والحزبيين الكرديين الأمر الذي اعتبرته بعض الأحزاب المنضوية تحت مظلة الائتلاف محاولة لاستبعادها.
وطالب اليعقوبي نهاية الشهر الماضي قادة الائتلاف بإصلاح الاوضاع الداخلية داخل الائتلاف الذي قال انه مهدد بالانهيار والتفكك لانه لم يعمل وفق الاهداف التي أسس من أجلها ودعمته المرجعيه على أساسها.
وقال سلام المالكي عضو البرلمان العراقي عن الكتلة الصدرية" بدأت ملامح عزل بعض القوى الوطنية ومنها التيار الصدري تكتمل بشكل واضح وجلي وخصوصا بعد الدعوة التي أطلقت لتشكيل تحالف جديد."
واتهم المالكي في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة بعض الأحزاب داخل الائتلاف بمحاولة الاستئثار بالسلطة وعدم السماح لللشركاء السياسيين بالمشاركة فيها أصلا.
وأشار الى أن" الائتلاف العراقي يعيش فترة عصيبة جدا ويشهد نشوء مؤامرات لتفكيكه."
وقال أن" تنبه المرجعية في النجف الاشرف إلى خطر مايجري خلف الكواليس في صفوف الائتلاف ونفي المرجعية لدعم أي تكتل سياسي جديد هو مبعث للطمأنينة."
وقال سلام المالكي أن" أقطاب الائتلاف كل يغني على ليلاه وتناسوا حجم المؤامرة التي تريد أمريكا وضعهم فيها."
ودعا عدد من قادة الائتلاف لتشكيل تكتل سياسي جديد يضم أحزابا عربية شيعية وسنية وأخرى كردية.
وحزب الفضيلة له 15 مقعدا برلمانيا ورفض المشاركة بحكومة نوري المالكي.
وتتوقع مصادر سياسية عراقية أن يضم التكتل الجديد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم والحزب الإسلامي العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق
الهاشمي إلى جانب الحزبين الكرديين الرئيسيين الإتحاد الوطني بزعامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني والحزب الديمقراطي بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.
من جهته قال حسن السنيد القيادي في حزب الدعوة الإسلامية ان حزبة لم يتخذ قرارا لحد الان بشأن المشاركة في التحالف ألسياسيي الجديد.
وقال السنيد ل (أصوات العراق) "نعتقد ان الوقت غير مناسب الآن لهذه التحالفات بسبب حساسية الوضع الذي يعيشه الشارع العراقي." مشيرا الى ان حزبه لم يقرر حتى الان المشاركة في التحالف الجديد من عدمه.
وأضاف السنيد" نحن نؤمن بان تكون التحالفات بشكل أوسع وتستوعب جميع الطيف السياسي لا أن تبقى مقتصرة على العاملين في العملية السياسية."
وقال باسم شريف عضو الإئتلاف العراقي عن حزب الفضيلة ان "الائتلاف مهدد بالانهيار والتفكك بسبب ابتعاده عن الاهداف التي رسمتها له المرجعية الرشيدة والتي على أثرها حظي بدعم المرجعية وهذا مايفسر قلق الشيخ اليعقوبي على مستقبل الائتلاف بشكل عام."
وأوضح شريف ان" ثمة تباين ملموس بات واضحا في عمل الأحزاب المنضوية تحت خيمة الائتلاف متهما بعض الأحزاب الإسلامية (لم يسمها) بمحاولة سحب البساط من تحت إقدام بعض الكتل الأخرى داخل الائتلاف لأجل السيطرة على مركز القرار."
وحول إحجام التيار الصدري عن الدخول في التحالف الجديد قال شريف" اعتقد أن أي محاولة لاستبعاد وعزل تيار بعينة ستأتي بنتائج معكوسة وستوسع الهوة بين مكونات الائتلاف ومن يدعم هذا التوجه فعلية تحمل نتائجه." مشيرا الى ان "ذلك ينصب في خدمة المشروع الأمريكي."
ونبه العضو البرلماني إلى"خطورة مايجري في العراق و محاولة الأمريكيين الجادة لضرب التيار الصدري وحزب الفضيلة."
وأوضح شريف أن" التسابق على المصالح والمكاسب بات هو السمة البارزة بين الأحزاب السياسية العراقية." مشيرا الى ان ذلك قد يهدف بأي شكل من الإشكال إلى "تقويض حكومة (نوري) المالكي."
وقال سامي العسكري عضو البرلمان العراقي عن كتلة المستقلين ان "مشروع جبهة التحالف الجديد لم ينجح بسب ارتفاع سقف المطالب من قبل الحزب الإسلامي العراقي ومطالبته بإجراء انتخابات عاجلة وهذا ماقد يفسر تردد بعض الأحزاب المنضوية تحت خيمة الائتلاف عن الدخول في التحالف الجديد."
ودعا العسكري أعضاء الكتلة الصدرية إلى العودة إلى الحكومة والبرلمان والتنبه بخطر المشروع الامريكي القادم وإنهاء مقاطعتهم لجلسات البرلمان.
وطالب"بضرورة احترام المواثيق التي كانت قد أبرمت مع التيار الصدري بدعم حكومة المالكي اثناء مفاوضات تشكيل الحكومة."
وأشار المحلل السياسي محمد الساري إلى أن "هناك محاولة أمريكية لعزل التيار الصدري وفك الارتباط الوثيق بين حزب الدعوة من جهة والكتلة الصدرية من جهة أخرى."
وقال ان ذلك "ينصب وفق رغبة أمريكية بضرب الأحزاب العراقية ببعضها من خلال إشراك جهات واستبعاد أخرى لأجل خلق فجوات كبيرة بين هذه الأحزاب ستكون حجرة عثرة في أي تفاهمات قادمة."
وقال المحلل السياسي حسين عذاب ان "الاخطاء التي وقع فيها الساسة العراقيون قبل الانتخابات البرلمانية هي نفسها الاخطاء التي يرتكبونها الان في تشكيل التكتلات الجديدة."
وقال ل (أصوات العراق) "حينما اريد للعملية السياسية ان تنطلق بنيت على أسس قومية وطائفية ويبدو ان هذا التخندق تحت بناء مشروع وطني الان ما هو الا استشعار من قبل الساسة العراقيين بوجود خلل في صياغة العملية السياسية وربما هو بضغط امريكي وقد يكون استجابة لتحديات المرحلة الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي."
وذكر ان نسب النجاح لهذه التكتلات ضئيلة الان.
وقال معاون عميد كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد الدكتور حميد فاضل ان الحديث عن التكتل السياسي الجديد هو تعبير عن حراك سياسي وان العملية السياسية بحاجة الى مثل هذا الحراك.
وأضاف ل (أصوات العراق) ان هذا الحراك هو تعبير عن نمط جديد في العملية السياسية قد يضفي نوعا من الحيوية.