Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاعلام التحريضي

ليس هناك من يعترض على دور الإعلام في كشف الفساد وانتقاد نقص الخدمات وسوء الأداء الحكومي وحتى الوضع البرلماني والسياسي لكن الاعتراض إن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة للتسميم السياسي والتحريض الجماهيري لخدمة أطراف معينة امتيازها أنها تدفع ملايين الدولارات لأصحاب هذه الوسائل الإعلامية التي تتاجر بغضب الناس وحرية التعبير .



لقد كشفت الأزمة الأخيرة وبما لا يقبل الشك بان هناك فضائيات وإذاعات وصحف وإعلاميين وإعلاميات ومنظمات وشخصيات هدفهم الوحيد المتاجرة بمعاناة الناس وتوظيف وسائل الإعلام للابتزاز والتحريض الذي يحول الاتجاهات ويزور الحقائق تنفيذا لمآرب بعض الدول وشخصيات سياسية تريد إن تصعد لقمة الهرم السياسي بالعراق حتى لو كان ذلك على حساب حصد رؤوس الملايين من العراقيين .



إن هذه القنوات والوسائل اخترقت ابسط المعايير المهنية والأخلاقية وأصبحت تزور الحقائق وتفتعل الوقائع لمجرد إسقاط الحكومة وتنصيب أخرى تبعث الحياة في شرايين المجرمين الموالين إلى النظام الدكتاتوري المقبور وللأسف إن بعض القوة الأساسية في العملية السياسية العراقية تآمرت على الحكومة ومعناه إدخال البلاد في فوضى عارمة يدفع ثمنها فقراء الوطن ليس من اجل التغيير والإصلاح وإنما من اجل العبث في مقدرات العراق .



ولعل من ابرز المشاركين في هذه المؤامرة شخصيات سياسية كبيرة في البرلمان وفي الحكومة وكل الذين دخلوا العملية السياسية عن غير قناعة بل لتحقيق المنافع الشخصية وتسهيل عملية انقلاب سياسي من الداخل ولهذا فان دفاعنا الذي قد يبدوا عن الحكومة هو في حقيقة الأمر دفاعا عن المشروع الديمقراطي العراقي المهدد بالسقوط .



ولعل الزمر التي وضفت الإعلام لدعم هذا الانقلاب تمثلت بطيف واسع من الانتهازيين والنفعيين الذين لا يعرفون إن للإعلام عقيدة ورسالة وإنما ينظرون إليه كوسيلة للابتزاز والسحت الحرام ونكرات صحفية تبث سمومهم من خلال صحف تصدر في العراق مدعومة من جهات مشبوهة من داخل العراق ومن بعض دول الجوار والتي تدعو علنا بإسقاط العملية السياسية ويزداد حماسها في هذا المجال عند كل دفعة تمويل داخلية واقليمية .



هناك العديد من الأجندات الإقليمية والدولية التي تعمل في العلن والخفاء من اجل زج العراق في فوضى وحرب طائفية لا خلاص منها والبعض من هذه المجاميع الموالية لتخريب العراق وبدعم من تلك القوى الصفراء أقاموا مؤسسات ومنظمات إعلامية وهمية وشبحية وأصبحوا يقبضون من كل الاتجاهات بما فيها الأمريكية والبريطانية وهم جميعا يمثلون لوزارة إعلام خفية ويحلمون بعودة ازلام النظام السابق بحجة محاربة الفساد ونقص الخدمات .



لقد اكتشفت اغلب النخب العراقية في الاوساط الثقافية والسياسية والاعلامية حجم هذه المؤامرات وأعلنوا صراحة إن الاحتجاجات والمظاهرات هي من حق الشعب الذي يريد إصلاح الحكومة وتوفير الخدمات وتشغيل العاطلين وإقامة كل المشاريع الحقيقية التي تسهم في استقرار ورفاهية الشعب والاقتصاص من الفاسدين والمفسدين وتقديمهم إلى العدالة وإقالة كل الفاشلين الذين تسللوا إلى مفاصل الدولة عن طريق المنسوبية والمحسوبية وكذلك إعطاء مهلة للحكومة إن تراجع نفسها ، ولكن كل النخب تتقاطع مع الذين يندسون ويستغلون تظاهرات الغضب العراقي من اجل منافع سياسية ومادية وأداة رخيصة بيد الساسة الفاشلين وتنفيذ أجندات لصالح أجهزة مخابرات خارجية تريد تخريب وتدمير العراق .



firashamdani@yahoo.com




Opinions