Skip to main content
التاريخ يتكلم الحلقة20-  الشهيدة عبير Facebook Twitter YouTube Telegram

التاريخ يتكلم الحلقة20- الشهيدة عبير

بدأت بكتابة هذه المقالة وكنت أشعر أن يداي ترتجفان ولا تثبتان على جهاز الكومبيوتر ، فالخبر الذي نشرته جريدة الواشنطن بوست حول اتهام الجندي ستيفن غرين (21 سنة) باغتصاب شابة عراقية قبل اغتيالها مع ثلاثة من افراد عائلتها بينهم طفلة في السابعة في اذار/مارس في المحمودية .. لم يهز كياني فقط ، بل جعلني أشعر بمرارة الحياة التي يعيشها أهلنا في العراق ، إضافة إلى مراراة الغربة التي أعيشها .. لكن ماذا أفعل ، فمهمتي هي الكتابة وكشف الحقيقة ، والإصطفاف إلى جانب المرأة .. وهذا قدري ..
قالت الصحيفة ان شهادات الوفاة التي أصدرتها مستشفى المحمودية كانت باسم عبير قاسم حمزة التي قتلت برصاصة ،ووالدتها فخرية طه محسن قتلت بطلقات في رأسها والوالد قاسم حمزة رحيم بالرصاص وشقيقتها هديل قاسم .
مسألة مؤلمة وموجعة جدا ، لا اعلم اين اضع الشابة عبير من سجل الشهيدات ، المراة العراقية شهيدة الارهاب الصدامي والبعثي واليوم تقع شهيدة على يدي جندي امريكي مجنون . ما ابشع تلك الجريمة يغتصبها ثم يقتلها . هذا الرجل لم تختلف جريمته عن جريمة اي مجرم اخر من الارهابين . لم يكتف الجندي بقتل الشابة بل قتل والديها واختها . حقا انها جريمة شنعاء لكن الذي يصبرني ان الجريمة كشفت من قبل الامريكان أنفسهم واعتقل الجندي وقدم الى المحاكمة في بلده . هذا هو حكم القانون الذي يجب ان يطبق في العراق ايضا مهما يكن المجرم يمتلك من قوة . القانون يبقى الاقوى من ارادة البشر وارادة الدول .
تبقى المراة العراقية اسيرة وشهيدة وضحية الحرب اينما وقعت الجريمة وعلى يدي من وقعت ، المراة العراقية ضحية لعشرات السنين ابتداءا من الحرب العراقية الايرانية وبعدها الحرب الخليجية الثانية ، ومع كل هذه الحروب المزاجية التي كان يشنها الصنم صدام في الشمال والجنوب ، فإنها اليوم حروب وجرائم من نوع آخر ، اليوم تنفذ الجرائم على ايدي الارهابين الذين يأتون من الخارج ومن الداخل ايضا الذين يفجرون انفسهم للالتحاق بالحوريات في الجنة . هل يوجد اكثر سذاجة في التاريخ من هذا الذي يحصل ، يجند الالاف من المراهقين لقتل ابرياء العراق .
هذا الجندي الامريكي لا يستحق الحياة ، لأنه لا يمتلك اية مقومات بشر ، اذ لم تنجو الطفلة هديل بعمر السبعة اعوام مع والدتها ووالدها منه . لو نرجع الى التاريخ قليلا سنجد ان التاريخ عادل حقا . مثل عربي معروف ينطبق على التاريخ ( الحق يعلو ولا يعلى عليه ) فعلا التاريخ امين معنا . كم كان صدام الذي قتل بالاف من النساء العراقيات في سجونه وحروبه وكان بكامل عنجهيته وسطوته ، انظروه اليوم كيف يجلس هذا الديكتاتور في قفص الاتهام ليحاكم ويطلب رميه بالرصاص ، هو لا يعلم ماذا يريد ؟ لايعلم كيف يبرر التهم الموجهة ضده وهي كثر ، وحتى جريمة الشهيدة عبير استطيع أن انسبها الي المجرم صدام . فلولا اجرام صدام وعنجهية الديكتاتور لما جاء الجندي غرين ليقتل الشابة عبير وعائلتها ولما تواجد هذا الجندي على ارض العراق . والاكثر من هذا كان سكيرا والكحول من الممنوعات في القوانين العسكرية العالمية ،انا واثقة من ان قوة القانون ستحكم على غرين واصدقائه الذين شاركوا في الجريمة وانتظر الحكم الذي سياخذه هذا المجرم .
اشد عل يدي النائبتين صفية السهيل وعايدة الشريف اللتين طرحتا القضية في البرلمان العراقي وهذه هي شهامة النائبة العراقية الجريئة . كما كان للمنظمات النسوية التي ادانت الجريمة وقع جيد على المراة العراقية وهذا ما يعزز الثقة بين المراة العراقية والمنظمات النسوية . لذا يكون من واجب وزارة العدل العراقية والقضاء العراقي ان يتابع اي اعتداء على المراة العراقية من اية جهة عراقية كانت ام اجنبية .
اتسائل هل كان بامكاننا ان نعمل ذلك في زمن صدام ؟ اليوم نكتب ونذكر الاسماء وندين ونقيم الحديث ونطلب معاقبة المجرم . هذا بحد ذاته اعتبره احد مناشط الديمقراطية التي نمارسها . اعتقد اهم ما حققناه منذ سقوط البعث لحد الان فقط ، هو حرية الصحافة رغم انها تتعثر هنا وهناك ، فكلنا نستلم تهديدات من مختلف الجهات لكن لم توقفنا التهديدات الخسيسة من اية جهة كانت . وستبقى ارادة الكتاب العراقيين اقوى من اية دولة عظمى كانت صغيرة او كبيرة لوضع الحق والضحية على طاولة المفاوضات .
Opinions