التنازلات....و الصفــقة المتــبادلة...!!
بادي ذي بدء من الضــرورة الملحـــة لتوصـل إلى أتفـاق، بين أطـراف النـزاعـات ، خــصوصاً تلك التي أحــرزت تـقدماً في جولتــها الأولى .ومـا يـحـدث من تمــلمل في المواقف أمــراً طبــيعــياً بمفــهوم الاستراتيــجيات التــفاوضـية .
لان الطــرف المــفاوض ، وان كان ينــشد في قـــرار نـفسه الوصول إلى حلــول مرضــية تْحــقـق مصــــالــحه .
إلا انـــه يــظـل يــخـتلق شـروط جــديدة ، ووهــمية، للحـفاظ عــلى برستـيج وسـمـعـة ،كمـفاوض أو المـساوم ، وهــذا ما يجــعل أطـراف النـزاع التـعيش حـالة من التــردد و تـلاكــوا والمـماطـلـة .
مـن اجل خــلق رأي عام وتــصور لا أقــناع قرار نفسه، وتحــسين صــورته في عيـون الآخــــرين .
لذا ينــبغي على جميع الأطـراف أن تجــعل من الحوار والتــفاوض حل بـديل للعـنف وان استلزم ذلك الحل بأســلوب الصفـــقة المـــتبادلة .
والصـــفة المتــبادلة مفــهوم بالــغ الأهمية في عملية التوصـل لاتـفاق متكافئ وان كان خـلاصة تبادل التـنازلات أو تـنازلات تجميعية وحلـول مشتركة تم الاتفاق علــيها في الجولات الســــابقة وان اخــتلفت بعــض الشئ وأفـضت إلى صيغ جــديد لصـفـقة .
ومـا يلـجأ إليه الأطراف المــتفاوضة , خاصــة عنــد تــعـقد الأمــور أو عنــد يشــــوبها نـوعاً من الــغموض فإنه يعـمدا إلى التـخلي عن المسائل الصعــبة وهــذا يعــد احد أنواع التنازلات التي يقدمها المفاوض .
بالطبع الغـاية هـنا لا تخلوا من المـناورة لمحاولة الحـفاظ على مــاء الوجه لإحـدى أطــــراف النــزاع .
ويـعد هذا الغـــموض أمر لا حــرج فيـــها , عنــدما يذهب أحــد الأطراف المـــفاوضــة لـترك بعــض الجزئــيات الاتـفاق وزيـادة درجــة التـــــفاوض فيـــــها .
لان هذا التنازل يهدف إلى توقع الاتفاقية ليس أن تتضمن خسائر أو سلبيا تضاف الى تلك التي التداعيات ســـــــابقة واللاحقة .
ولــذا تأتي أهــــمية دور التـــــــــدخل ( الوسيـــط ) كـــطرف ثالث محـــايداً يتــــمـتع بثــقة متبـــــــــادلة وتتـوفر لـديه حٌــسن النــية في التــقريب في وجـــهات النــظر ، وهـذا كثـــيراً ما يتــكـرر خـاصـة في تســـوية الصــراعات المسلحة والأزمـــات الدوليــة بمختـلف أنواعـها الاقتـصادية والســـــياسية والعســكرية والثــقافـــية .
وان كان هـــذا النوع من التدخــل لـها آثـار سلبـية على البرنامج التـــفاوضي الــذي يحــدوا بالبـعـــض إلى أن يتـخلى عن المفاوضـــات ، بسبب ما تتــعرض له من ضـغوطات أو مصــــــالح أكــــثر أهــمية ستـــتهددها، لو واصـــلت مسـاعــيها وســـيرها ، وحــاولت الاقــتراب من نـقـــطة الحـــــل ... !!
وهــنا يـــصبح الـقـــرار النــهائي ، ذو بــصمة ، ورهــن الحسابات ، والاســـــتراتيجيات الشـــامــلة لأنظـمة الســـياسيـة ، و قنــواتها الــدبلوماســية .
ولو لم يكن التـــفاوض والحـوار سـمة كـونــــية لـما ، أستــطاع إبلـيس اللــعـين أن يٌنـظــر إلى يـوم يبـعثــون .... !!
كاتب وباحث