Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد اسامه النجيفي وصيا ً شرعياً على أهل الذمه

بعيدا عن القذف والتجريح , نكتب ونبدي الراي بحسب ما يرد الى مسامعنا و ما تقرأه أعيننا دون قصد النيل من أي عراقي مهما دنت أو علت مسؤوليته , وفي الوقت الذي نكن للعراقي كل الود والإحترام , مطلوب منه أيضا أن يحترم عقولنا ويثمن مواقفنا ويتفهم مطاليبنا , ثم عليه أن يتقبل منا النقد والعتاب مثلما يكيل لنا يكال له ويزاد قيراطا , لذلك حين أحسنَ السيد النجيفي أداءه في إدارة مهمته , نال رضانا وإعجابنا حال توليه مهام رئاسة البرلمان , لكن ما دامت مصلحة الانسان العراقي ونصرة المظلوم هي مبتغى كل مخلص وملتزم,يكون قول الكلمة المنصفه واجب لا مناص منه.
إن حال شعبنا الكلدواشوري السرياني في ظل العقول المدبره لدفة أمور البلاد , يشبه حال عقرب الساعة الذي نسمع منه صوت التك تك تك الخافته وهو يهتز في دون أن يتحرك من مكانه .
من خلال متابعه بسيطه لمجمل تصريحات المسؤولين وفي مقدمتهم السيد رئيس البرلمان العراقي خاصة المتعلقة منها في مسالة إستحداث محافظة سهل نينوى ,تقودنا تقلبات مواقفهم الى أن كبار مؤلفي سمفونيات الصراعات السياسية , يستعينوا بنوطات حق وحقوق الحلقات الاجتماعيه والقومية الصغيره , يقولون هذا كلما إعتلوا منصات الحديث في أروقة الدول والمنظمات العالميه , و عندما يحتدم وطيس صراعاتهم الداخليه يتخذون من طيبة هذه المكونات الصغيره المسالمه (اهل الذمه) أوتارا ناعمه ولينه تصلح للضرب والعزف عليها لـــيُثبتوا لمراجعهم العظام بأنهم على خطى فلاسفة المعممين الأولين مازالوا سائرين, وليــُسمـِعوا الأنداد ويتابدلوا معهم صدى الرد العنيف و الرفض المسبق لكل ما يطلبه المساكين المسالمين من أهل الذمه , و هذا إن دل على شئ, فهو يدل على ان المدبرين لا شأن لهم بما يحكيه دستورهم ولا هم يحزنون .
فخامة ودولة ومعالي وسيادة وآيات العراق المحترمون :
إن هذه الفلسفه السياسيه الأنهزاميه و النظرة الإستعلائيه في تسويق الإملاءات لا يمكن ان يتصف بها دعاة الديمقراطيه والحرية والتعدديه, لانها (شي ما يشبه شي ) , كما أن هضمها وتمريرها لم يعد سهلا على أبناء شعبنا, لأننا شعب قد اصابه القرف المزمن من تكرارها , ناهيك عن ثقل كابوس الاحتلال الذي رافقه قهرالأقربون لنا وذبح المؤمنون لرقابنا وتهميش المتنفذون لممثلينا , وكأننا بكم تريدوننا أن نبقى زبائنا صاغره لتصريف بضاعاتكم كيفكما كانت ومهما حيينا في العراق .
يا سيادة رئيس برلماننا ومسؤولينا الحكوميين الموقرين:
إن الكلدواشوريين السريان العراقيين تربوا على حب وطنهم العراق ولم يمتهنوه كي يمارسوا لعبة التطبيل بوطنيتهم جزافا,لكنهم تعلموا التوفيق إنسانيا ًما بين الحاجة للديمقراطية والحريه وبين إحترام المفاهيم الدينية حتى في حال تضارب النصوص مع تطلعاتهم الدنيويه,لذلك هم لا يدّعون إعتماد نصوص العقيدة ونكسات التاريخ في دسترة أمورهم وعلاقاتهم بل يرون في الحوار الوطني خير وسيلة لبث روح التعايش , ولأنهم أبناء أرض العراق التي ما فارقوها لولا ظلم الحاكمين وغدر الزمان ,وجدوا اليوم في خيار إستحداث محافظة عراقيه (سهل نينوى ) الحل الأمثل لإبقاء ما تبقى منهم في أماكنهم التاريخيه مع بقية المكونات المنسيه التي إستهدفتها العصابات الاجراميه ,لم يطالبوا بالمحافظة كي يسلخوها عن العراق كما تدّعون,لأن قطع صلة الرحم عن الأم في نظرهم هوضرب من الكفر والتجني بحق الأسلاف العظام ,يطالبون بها كحق دستوري من أجل ضمان توفيرالخدمات وتأمين الحماية الذاتيه من براثن الصراعات التي تديرها الأحزاب الكبيره بميليشياتها وأموالها والتي أصبح بيدها الحل والربط بعد أن كانت في مقدمة من مارس التهديد والتخويف بحق هذه الشريحة المسالمه.
أما بخصوص ممثلي تجمع أحزابنا وبرلمانيينا الكلدواشوريين الذين إجتمعوا أخيرا على هدف أساسي واحد يخدم ويحمي مصلحة شعبنا ومستقبله الآمن على أرضه نسالهم بكل حب وموده, ألم يحن الوقت كي ترفعوا أصواتهم قليلا وتغيروا الأسلوب الذي إعتدناه بسبب أوضاعنا السياسية الداخليه المشتته , متى ستعلنون بكل صراحه عن موقفكم الرافض لكل جهه تستهين بنا في تكرار رسائل الأستهزاء بعقولنا وبحقوقنا الوطنية والقومية في الوطن الذي ارتوت أرضه بدماء آبائنا وأجدادنا وعلا مقامه بسواعدهم وعقولهم , متى سيـُفضح الذي يستغل معاناتنا كلما دعته الحاجة الإعلاميه الى إستخدامنا كالطبل لقرع الإيقاعات الوطنيه والألحان الرومانسية التي سئم الناس منها ومن زيفها.
إن ما مر ّ و يمر به ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان في عراق ما قبل وبعد التحرير المزعوم , لن تضمد جراحه خطابات مسؤولينا المتقلبه, ولن تشفي غليله ردات فعل بيانات ديبلوماسيه قلنا كذا وقلتم كذا, لقد بات العالم كله يعرف مدى القهر والظلم الذي لحق بهذا المكون العراقي الأصيل والذي بات أكثر من ثلثيه مشتت في أصقاع المعمورة بسبب تفاهات الشعارات السياسية التي أصطبغت يافطاتها بألوان الشوفينية القوميه والعصبية الدينيه , الكل بات يعرف بأن نهج الكتل السياسية الكبيره وميليشياتها التي فرضت بقوة السلاح واقعا لا يمت للديمقراطيه باي صله, فرضت على كل انسان مسالم ومحب لوطنه أن يلجأ مضطرا الى خيار مغادرة الأرض وإقتلاع جذوره من قلب أرض آبائه وأجداده تائها بين اروقة منظمات الهجرة ودوائر الامم المتحده.
أسألكم يا مسؤولي العراق وأنتم من أدى قسم اليمين , لماذا قبلنا وقبلتم وقبل الجميع بمحافظة دهوك ومحافظة النجف وصلاح الدين؟ هل لأن ذلك كان بأمر من صدام وجب تنفيذه أم بحسب دستوره ؟ في الوقت الذي لم يكن في حينها اي نص دستوري يمنح هذا الحق ولم تكن اي تهديدات لحياة الناس الساكنه في هذه المدن يوم كانت اقضيه ,بينما اليوم ترفضون وتبحثون عن شتى الحجج ومختلف الفبركات للحيلولة دون أنشاء وحدة إداريه يمكن ان يتولى أبناءها توفير الحماية لانفسهم من خطر ميليشياتكم, ناهيك عن تأكيدات العديد من المعنيين , على أن المحافظة لا يمكن ان تحمل اي صفه دينية او قوميه بسبب التنوع الديموغرافي الذي تضمه,وإن كان أمر وحدة العراق شأن يعنيكم يا سيادة الرئيس , فإن هذه المحافظة ستكون العامل الحيوي الذي سيعزز ارتباط الموصل باربيل وبغداد ودهوك ,ناهيك عن تأكيد أكثر من مسؤول على ان المحافظة يراد لها ان تتبع حكومة المركز في كل الاحوال, ماذا بعد أذن؟ .
سيادة رئيس البرلمان المحترم:
إن تشكيككم في مواقف الكلدواشوريين السريان وبقية المكونات و حرمانهم من ممارسة حقوقهم الوطنيه المشروعه بحجة الحفاظ على وحدة أراضي الموصل, هو الشعره التي ستقصم ظهر البعير فيما لو أستمريتم بهذا النهج التهميشي والإستعلائي , ونحيطكم علما يا سيادة رئيس البرلمان , فان ما يتردد على ألسن ابناء قرانا ومدننا يؤكد بأن محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي لا يؤدي واجباته الإدارية بالصورة المعتدله التي تبث الطمأنينة والاستقرار في نفوس ساكني قرى وبلدات سهل نينوى , مثلما أنتم و بقية الساسة الكبار لا تبدون أي أهمية لمطالبهم التي ينص عليها الدستور, إذن ماذا تتوقعون من هذا الاهمال واللامبالاة لهموم ومشاكل المواطنين , ألا ينطبق حالنا على حال (السنه) الذين قلتم عنهم بان الاحباط سيتسبب في إعلانهم الانفصال بأقليم سني؟؟ لماذا تمنح هذا الحق للإخوه السنه في الانفصال عن العراق بينما تستكثر على ابناء الارض الاصلاء(أهل الذمه) انشاء محافظة عراقيه تابعه لحكومة بغداد القصد منها حماية سكانها وتوفير الخدمات لأهاليها؟ هل لأنهم من اهل الذمة؟
نعود ونقول للإخوه في تجمع احزابنا وتنظيماتنا السياسية الكلدواشوريه, كما قلناها مرارا بأن مشروع المحافظة ومشاريع اخرى تخدم مصلحة شعبنا ستلاقي الرفض ما دمنا تحت حكم طائفي يتصارع على نصرة المذهب والقوميه ولا يهمه مستقبل العراق ووحدة أراضيه بقدر ما يهمه ضمان حوريات الجنه ورفع أعلام الكيانات, مطلوب من تنظيماتنا وممثلينا أن يفكروا جديا بتنظيم وتسيير تظاهرات سلميه في داخل وخارج العراق لفضح السياسات المتقلبه التي تنتهجها القوى السياسية في العراق والمطالبه بتلبية مطالب شعبنا العادله .
الوطن والشعب من وراء القصد

Opinions