الشهيد الاشوري هو شهيد الحرية
نعم أيها الطيبون من الكلدان والسريان والاشوريين والاثوريين والارمن وكل الغيارى من الأديان الأخرى ، ان يوم 7 / آب من كل عام هو يوم شهادة وولادة ، شهادة الطيبة والعفوية ، شهادة الدفاع عن الحرية ، شهادة الدفاع عن الحق ، شهادة الدفاع عن الوجود ، أي وجود ؟ وجود الانسان المسيحي ، نعم أيها السائل العزيز ! إن كان هناك دولة آشورية ، ألم تكن ملاذ للكلدان والسريان ؟ ألم تكن قوة للمسيحيين العراقيين وكل مسيحيي الشرق الاوسط ؟ والمشكلة سيداتي سادتي هي في هذه ال ( إن ) ، أو هذه ال ( لو ) ! كوننا نتكلم عن الماضي ، وأي ماضي ؟ الماضي الأليم ، ماضي العلاقة بين الخيانة والشهادة ، بين العبودية والحرية ، بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، فهل نبقى نلطم على الماضي ؟ أم نستحضر أرواح الشهداء الذين ينادون حتما بالأسباب التي أدت الى إستشهادهم ؟ منها : اتفاق مصالح الدول الكبرى ، الخيانة ، الرئاسة الوراثية ، الطائفية ، المذهبية ، عدم توازن العقل مع القلب ، العشائرية ، عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، عدم الأعتراف بالآخر ، عدم الأنفتاح على الآخر ، إعتبار العامة كأنهم خرفان ، كأنهم جنود مشاة ، يجب أن يقولوا نعم فقط وبدون نقاش ! وكانت النتيجة آلاف الشهداء ، ذهاب الأمل ، الذبح ، القتل ، التشريد ، التهجير ، ولولا مواقف بعض الرجال الابطال والقرى المسيحية وخاصة وقفة " القوش " التاريخية التي أبت أن تسلم أخوانها الذين هربوا من مذبحة سميل 1933 وإلتجئوا اليها ، للسلطة الحاكمة ومدافعها منصوبة لضرب قرية القوش مع من فيها ، ولكن إرادة الله وتضامن الشعب مع القيادة الحكيمة والمثابرة والعاملة والشجاعة كانت الأقوى ! نعم أبت أن تسلم الأشقاء وأولاد العم من بيت واحد الى التحالف العنصري وبأسم الدين ،لكانت الاشورية الان في خبر كان كما يقولون !! وما أشبه اليوم بالبارحة ! وهنا لا بد من ولادة جديدة ، ألا تكفي 74 سنة من الفرقة ، من التشرذم ، من الضياع ، من إقصاء الآخر ، من إلغاء الآخر ، هل ننتظر أن يذهب جيل آخر وننزل من الكراسي ونشمر عن سواعدنا ونرى ونشارك ونعيش مع الشعب ونضع يد بيد ؟ هل ننتظر آلاف شهداء جديدة لنتضع ونقرأ الواقع كما هو ؟ هل ننتظر لنرى قطع رؤوس جديدة لنتواضع ونتسامح ونطلب الحوار؟ ، حوار الثقافة والمثقفين ، حوار الأخوّة ، هل ننتظر إنشقاق جديد ( لا سامح الله ) لكي نترك أنانيتنا ، غرورنا ، كبريائنا ، سواد تاريخنا ، تشبثنا بالماضي ، هل ننتظر 75 سنة أخرى لكي نغسل آيادينا الملوثة بالدم وسرقة مال الشعب ؟ ، هل ننتظر جيل كامل لكي يرى الوحدة ، التضامن ، الجبهة ، التفاهم ، السماح ، التسامح ، الغفران ، أو أي شيئ يكون للصالح العام ! أم نبقى أسيري الماضي وعبيد التاريخانية ( مرض مزمن سببه التشبث بالتاريخ وخاصة الأسود منه ) ، هل ننتظر 74 سنة أخرى لكي نرمم سفيتنا الآيلة للغرق ؟ هل نحن بحاجة الى حزب آخر جديد يموله ماديا ومعنويا أحد رجال الدين ؟ الم يحن الوقت بعد لكي يعمل الكلداني من أجل تعزيز وتثبيت آشورية الآشوري وسريانية السرياني وأرمنية الأرمني ويزيدية اليزيدي وصابئية الصابئي وإسلامية الاسلامي وهلم جرا ! نعم هكذا يجب أن أكون إن كنت كلداني حقيقي وآشوري صميمي وسرياني واقعي ، هل ننتظر 74 أخرى لكي نعيد حساباتنا ونقرأ ونأخذ العبر والدروس من الماضي القريب والبعيد بعد أن فشلنا في قيادة الأمة ؟ وكانت أحسن نتيجة خلال العقد الماضي هي رسوبنا في عدة مواد والمطلوب أن نستعد للأمتحان القادم ! هل ممكن أن نمتحن بدون دراسة الحالة ، وأسباب الفشل ، ؟ هل هناك مفاجئة تلوح في الأفق تفرحنا ؟ أم هناك طبخة ومفاجئة من النوع الثقيل تطبخ في مطابخ الدولارات ، مطابخ الأنتقام ، مطابخ الفتنة ، مطابخ المصالح الشخصية ، مطابخ الآيادي الملوثة ، مطابخ المهزومين من الحقيقة والواقع ، ليفكروا ولو لمرة واحدة بدماء الشهداء ، بالرؤوس المقطوعة ، بالأرملة ، باليتيم ، بالطفل المحروق ، بالبنت التي فقدت شرفها ، ويدعوا الى التصالح ونبذ المؤامرات والحوار البناء والنقد والنقد الذاتي ، كفى ان وضع الشعب لا يحتمل نكسة أخرى ، لقد ولى زمن العبودية ، لقد ولى زمن الوراثة ، لقد ولى زمن شراء الذمم ، لتذهب الى الجحيم الطائفية والتكتلات والعنصرية ، نعم للحوار ، نعم للتصالح ، نعم لقبول الآخر ، لا للمفاجئات التي لا تخدم أحدا ! إن دماء شهداء الحرية تصرخ بوجوهكم وتقول : كفى .shabasamir@yahoo.com