العراق يحث جيرانه على وقف تسلل المتشددين
05/05/2007رويترز/
حث العراق الدول المجاورة يوم الجمعة على وقف تسلل المتشددين الى العراق ويتوقع ان يطلب في المحادثات التي تجري في مصر بشأن إنهاء إراقة الدماء من الجامعة العربية عقد مؤتمر بشأن المصالحة الوطنية.
وجه العراق هذه الدعوة الى دول الجوار الست في المؤتمر المنعقد في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الاحمر والذي ضم ايضا الاعضاء الخمس الدائمين في مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والدول الصناعية الكبرى الثماني.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في جلسة الافتتاح في المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا ان العراق لن يسمح لمنظمات ارهابية باستخدام الاراضي العراقية ملاذا امنا.
وقال ان هذا ما يدعو الحكومة العراقية الى دعوة دول المنطقة الى منع تسلل جماعات ارهابية الى العراق ومنعهم من الحصول على دعم مادي ودعم سياسي واعلامي.
ومن المقرر ان يركز المشاركون على قضايا أمن الحدود واللاجئين العراقيين والمصالحة السياسية بين مختلف الطوائف العراقية العرقية والدينية.
وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية انه يتوقع ان توجه مسودة البيان الختامي للمؤتمر نداء الى الجامعة العربية لكي تعقد مؤتمرا للمصالحة الوطنية للعراق.
وقال ان الجامعة مستعدة لهذا ومستعدة لاستضافة مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية. واضاف ان الوقت الراهن ليس وقت تبادل الاتهامات وانما وقت العمل معا.
ولم يذكر موسى اطارا زمنيا للموعد الذي يمكن ان يعقد فيه مثل هذا الاجتماع أو المكان الذي يمكن ان يعقد فيه. ويقع مقر الجامعة العربية المؤلفة من 22 عضوا في القاهرة.
وتعتمد بغداد على الدعم العسكري الامريكي في جهودها لتجنب الانزلاق الى حرب اهلية شاملة من خلال القضاء على العنف الطائفي وهزيمة المسلحين الذين حصلوا على تأييد الاقلية السنية التي كانت تهيمن على الساحة السياسية خلال حكم صدام حسين.
وقال دبلوماسيون ان بغداد تضغط ايضا من اجل عقد محادثات بين وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اللذين تبادلا عبارات التحية على الغداء يوم الخميس.
لكن ايران ترفض فيما يبدو فرصة اجراء محادثات حيث قال متحدث يوم الثلاثاء ان طهران لن تتفاوض مع واشنطن الى ان تكف عن "أسلوبها الشرير." وقال مسؤول امريكي انه لا توجد خطط لعقد اجتماع ثنائي يوم الجمعة.
واضاف المسؤول "سوف نرى ما اذا كان سيحدث أي نوع اخر من الاتصال."
وكان لقاء رايس ومتكي ومحادثاتها مع نظيرها السوري وليد المعلم ايذانا بتغير في معارضة الرئيس الامريكي جورج بوش الصارمة لاجراء اتصالات على مستوى عال مع ايران وسوريا في سعيه لايجاد سبيل لانهاء الصراع في العراق.
وكان حرص بغداد على رؤية اجتماع بين رايس ومتكي واضحا لانه يعتقد على نطاق واسع ان ايران الشيعية قوة ذات تأثير في العراق بوصفها احد دول الجوار وبسبب روابطها بعناصر في الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.
ولم يستبعد السفير الامريكي لدى العراق ريان كروكر عقد اجتماع بين رايس ومتكي.
وقال كروكر للصحفيين "سنرى الامر على ظاهره. سنرى ... ما هي الخيارات التي تقدم نفسها. الهدف من جانبنا ليس عقد اجتماعات مع الايرانيين. الهدف ما يمكننا فعله في العراق وما يمكننا فعله في المنطقة لخلق ظروف افضل ومستقبل أفضل للعراقيين."
وبينما تبادلت رايس ومتكي التحية اثناء مأدبة الغداء يوم الخميس فانهما لم يتبادلا أي اتصالات اخرى على العشاء. وقال مسؤول أمريكي ان متكي غادر العشاء فجأة حيث كان سيجلس امام رايس لانه رأى ان الثوب الأحمر الذي ترتديه عازفة كمان روسية كان فاضحا.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان متكي غادر مكان العشاء في المؤتمر لدى وصول رايس. وقال "إنها لم تر وزير الخارجية الايراني."
والمحادثات بين رايس ومتكي اذا جرت فسوف تكون من اعلى الاتصالات مستوى بين الولايات المتحدة وايران منذ الثورة عام 1979 التي تحولت بعدها ايران من حليف وثيق للولايات المتحدة الى الجمهورية الاسلامية العدو اللدود لامريكا. واصبحت ايران على مر السنين أقل حماسا للحوار.
والتقى العراق مع جيرانه عدة مرات خلال السنوات الثلاث الماضية وتلقى وعودا بالتعاون بشأن امن الحدود لكنه يقول ان المسلحين مازالوا قادرين على تهريب مقاتلين واسلحة الى البلاد.
وتتهم واشنطن ايران بالتحريض على العنف في العراق. وتنفي طهران هذه الاتهامات.
وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق في مارس اذار عام 2003 للاطاحة بصدام حسين لكن القوات الامريكية التي يبلغ قوامها الان 150 الف جندي فشلت في القضاء على العنف.