العشائر السنية تحارب القاعدة لاستعادة السيطرة على غرب العراق
18/09/2006لجيران/
استدعى الشيخ ستار بزيع الريشاوي زعماء العشائر الاخرين في الاسبوع الماضي لعقد مجلس حرب في منزله المحصن بالرمادي عاصمة محافظة الانبار المضطربة ومعقل العرب السنة.
كانت هناك مأدبة فاخرة من اللحم والارز ووعد بشن معركة لا هوادة فيها على العدو المشترك.. القاعدة.
وقال بزيع الذي يقول ان المسلحين قتلوا والده وشقيقه لرويترز "علينا تشكيل قوة للشرطة والجيش من بين أبنائنا لمحاربة أفراد القاعدة."
وأضاف "لقد دخلنا الان معركة حقيقية. اما نحن أو هم."
وتمثل مثل هذه التصريحات أملا قويا للقادة الامريكيين الذين أقروا في الاسبوع الماضي بعجزهم عن دحر القاعدة في قواعدها بالعراق دون مساعدة. اذ يحتاج القادة الامريكيون للعشائر العراقية لخوض المعركة.
من يتتبع حرب العراق من الخارج لا يلمح سوى صراع طائفي بين السنة والحكومة الشيعية المدعومة من الولايات المتحدة.
ولكن في محافظة الانبار فان المعركة الحاسمة تدور بين السنة انفسهم أي بين زعماء العشائر الذين ما زالوا يتمتعون بالثقل بين العراقيين وأنصار أسامة بن لادن وتنظيمه الذين سيطروا على بعض البلدات التي تطل على نهر الفرات وهو يتجه من سوريا الى بغداد.
وقال شاب يطلق على نفسه لقب أبو فاروق وهو شخصية رفيعة من القاعدة في شمال الرمادي ان مقاتليه يريدون دولة الخلافة الاسلامية في الانبار وأن الشيوخ من أمثال بزيع هم أعداؤهم.
وقال لرويترز "من حقنا قتل كل الكفرة مثل الشرطة والجيش وكل من يدعمهم."
وأضاف "النظام العشائري يتنافى مع الاسلام. نحن فخورون لاننا قتلنا زعماء عشائر كانوا يساعدون الامريكيين."
وما زالت أكبر المحافظات العراقية تمثل لغزا لاي شخص من خارجها. فالمراسلون الاجانب لا يمكنهم بصفة عامة دخولها الا برفقة القوات الامريكية أما الصحفيون العراقيون فانهم يعملون في ظل الخوف من المسلحين ومن القوات الامريكية على حد سواء.
والتقى العاملون العراقيون في رويترز الذين لا يمكن الاعلان عن هوياتهم للحفاظ على سلامتهم وتحدثوا مع سكان في جميع أنحاء المحافظة لمعرفة هذه الاراء.
ويقول سكان الانبار ان القاعدة تسيطر في واقع الامر على بلدتي الخالدية وحديثة ويقوم أفرادها بنصب محاكم اسلامية ويجبرن النساء على ارتداء ما يشبه زي الافغانيات وعادة ما يلقون جثث من يسمونهم "خونة" و"جواسيس" في الشوارع.
ولكن هناك أيضا بلدات مثل القائم على الحدود السورية التي قرر فيها أفراد العشائر حمايتها بأنفسهم وطردوا مسلحي القاعدة منها. ويريد اخرون محاكاتهم.
قال أحد سكان الرمادي طلب عدم نشر اسمه "كل ما نريده هو أن نعيش مثل الجميع. لقد تعبنا من اراقة الدماء" وهي مشاعر يعبر عنها كثيرون.
ومن غير الواضح كم من المليون هم سكان الانبار يدعمون القاعدة أو جماعات مسلحة أخرى. وأغلب المقاتلين من السكان المحليين الشبان الذين لا تتوفر لهم وظيفة مربحة. وفي مواجهتهم نحو 30 ألف أمريكي و6400 من أفراد الشرطة المحلية الجديدة ووحدات الجيش العراقي التي يجري تدريبها حاليا.
والرمادي ذاتها وهي عاصمة المحافظة التي يسكنها نحو مليون نسمة ساحة معركة كبيرة حيث تواجه قوات مشاة البحرية الامريكية هجمات يومية وعليها حماية كبار المسؤولين العراقيين.
وحضر نحو 30 من زعماء العشائر من أنحاء المحافظة الاجتماع الذي عقد في منزل بزيع وقام بعضهم برحلات خطيرة من بلدات ينظر لها على انها معاقل للمسلحين. واتفقوا على تشكيل قوة أمنية محلية لمحاربة القاعدة.
وناصبت بعض عشائر الانبار القاعدة العداء بعد ان سبب تفجير انتحاري في مقتل 70 من مجندي الشرطة في يناير كانون الثاني أغلبهم من ابناء جماعة البو علي التابعة لعشيرة الدليمات التي شجعت الالتحاق بصفوف الشرطة.
وبعد شهر أعلنت القاعدة مسؤولتيها عن اغتيال خالد عراك حتيمي وهو من زعماء احدى العشائر. وسبب هذا اشتباكات متقطعة واغتيالات بين عدة قبائل والقاعدة.
والى جانب مهاجمة العشائر انقلبت القاعدة أيضا على حلفاء سابقين يحاربون الامريكيين منذ سقوط صدام حسين.
وقالت القاعدة هذا العام انها قتلت حميد الفهداوي وهو زعيم كتائب ثورة العشرين وهي جماعة قومية.
والتشدد الديني للقاعدة يعني أن أحدا لن يسلم من هجماتها. فقد تم قتل طلبة حقوق كانوا يدرسون "قوانين فاسقة" وكذلك بائعي ثلج كان ينظر لهم البعض على أنهم اثمون لانهم يبيعون بضاعة لم ترد في السنة.
وفي الفلوجة التي استعادتها قوات مشاة البحرية الامريكية بعد معارك مع مسلحين عام 2004 قتل مسلحون من القاعدة فيما يبدو بالرصاص 19 داعيا بعد أن ألقوا دروسا عارضت قتل أفراد الشرطة والجيش.
وقال ساكن اخر من الرمادي "نحن نعاني ولكن لا يمكن أن نشكو. لقد دمرت القاعدة مدينتنا. الجثث في كل مكان. أي حياة هذه؟"