القوات العراقية تعترف بأخطاء بعد مقتل 95 شخصا في انفجارات
20/08/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
بغداد (رويترز) / أدت سلسلة انفجارات في العاصمة العراقية الى مقتل 95 شخصا وإصابة 536 آخرين في واحد من أكثر أيام العراق دموية هذا العام مما دفع قوات الامن العراقية التي تسعى جاهدة لحفظ الامن دون مساعدة من الولايات المتحدة الى الاعتراف بوقوع أخطاء في حدث نادر.
ووقعت ستة انفجارات على الاقل بالقرب من مباني وزارات حكومية وأهداف أخرى في قلب الادارة التي يقودها الشيعة بالعراق بعد أسابيع من انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من المدن في يونيو حزيران لتقوم قوات الامن العراقية بالدور القيادي.
وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع لمجموعة من المسؤولين العسكريين الامريكيين والعراقيين انه يجب مواجهة الحقائق والاعتراف بالاخطاء تماما مثل الاحتفال بالانتصارات.
ويعكس تعقيبه تصريحات سابقة للواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الامن في بغداد.
وقال الموسوي لقناة تلفزيون العراقية الحكومية ان هذه العملية تكشف عن الاهمال وانها خرق أمني تتحمل القوات العراقية معظم المسؤولية عنه.
وكانت الحرب الطائفية التي عصفت بالعراق بعد الغزو الامريكي في عام 2003 قد تراجعت واحتفل العراق باستعادة السيادة في يونيو حزيران عندما انسحبت القوات الامريكية من المدن.
وقالت الحكومة في وقت سابق هذا الشهر ان معظم الحواجز الواقية من التفجيرات في المدينة سترفع خلال 40 يوما في علامة على ثقتها في قوات الامن بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في يونيو حزيران وقبل الانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني. لكن هجمات يوم الاربعاء المنسقة على أهداف تتمتع بحماية مكثفة بددت الشعور المتزايد بالتفاؤل بخصوص استقرار العراق.
وفي أحد الهجمات انفجرت شاحنة ملغومة بكمية كبيرة من المتفجرات قرب نقطة تفتيش أمنية تؤدي الى المنطقة الخضراء الحصينة فحطمت نوافذ وزارة الخارجية القريبة وتطايرت الشظايا في المكاتب المزدحمة مما أسفر عن مقتل العشرات.
وقالت موظفة بوزارة الخارجية ذكرت ان اسمها آسيا "تهشم زجاج نوافذ وزارة الخارجية وقتل الناس بالداخل ورأيت موظفين بالوزارة وصحفيين وحراس أمن من بين القتلى."
وكان الانفجار من القوة بحيث أدى الى تحطم بعض نوافذ البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء. ومن الممكن أن تؤدي هذه الهجمات الى تقويض الثقة في رئيس الوزراء نوري المالكي قبل الانتخابات البرلمانية.
ونادى المالكي في بيان الى مراجعة الخطط الامنية وقال "ان العمليات الاجرامية التي حدثت اليوم تستدعي بدون ادنى شك اعادة تقييم خططنا وآلياتنا الامنية لمواجهة التحديات الارهابية والاحتفاظ بالمبادرة وسحب الظرف الامن للمنظمات الارهابية وزيادة التعاون بين الاجهزة الامنية وابناء الشعب بجميع مكوناته والوقوف بوجه محاولات التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة التي اثبتت قدرة عالية في التصدي للارهابيين."
لكن محللين ومواطنين عاديين اختلفوا مع هذ الرأي.
وقال حميد فاضل المحلل السياسي في جامعة بغداد ان هذه التفجيرات مقصود بها أن ترسل رسالة الى العراقيين والعالم مفادها أن المتمردين لا يزالون موجودين وما زالت لديهم القدرة على عرقلة العملية السياسية.
وخلت شوارع العراق التي تكون مزدحمة عادة من المارة وصب العدد القليل من الاشخاص الذين كانوا في الخارج غضبهم على قوات الامن العراقية.
وقال هيثم عادل وهو عامل "قوات الامن لا توفر الامن."
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن الموسوي قال ان عضوين من القاعدة اعتقلا عندما تم اعتراض سيارة ملغومة أخرى. وعرض التلفزيون العراقي في وقت لاحق لقطات لشاحنة محملة بخزانات المياه المحشوة بالمتفجرات وتم إبطال مفعولها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ايان كيلي في واشنطن ان الحوادث المنسقة في السابق تحمل "علامات" القاعدة. وأضاف "لكن ليس لدي أي معلومات مؤكدة" تشير الى القاعدة.
وأُلقيت المسؤولية على الجماعات الاسلامية السنية عن سلسلة تفجيرات وقعت في الشهرين الاخيرين في اماكن توجد بها أكثرية شيعية كالمساجد في العاصمة وفي شمال العراق.
وقالت الشرطة ان انفجار شاحنة ثانية في حي الوزيرية قرب وزارة المالية أدى الى مقتل 28 شخصا على الاقل وتسبب في دمار واسع. وقال شاهد عيان لرويترز ان جزءا من جسر يحمل طريقا سريعا قرب المبنى انهار.
وقالت بتول العمري الموظفة في الوزارة "فجأة هز انفجار قوي المبنى وتطاير الزجاج...وأصيب معظم الموظفين بسبب الزجاج بينما أصيب اخرون وانا من بينهم بالارتجاج... صحوت والدم يغطي وجهي كله."
واتهم نواب عراقيون وبعض المسؤولين دولا مجاورة من بينها السعودية وايران وسوريا باشعال العنف في العراق. ويقول محللون ان هذه قد تكون حيلة لصرف الانتباه عن أوجه القصور الداخلية.
ووقع انفجار آخر قرب مكاتب رويترز في حي الكرادة بوسط بغداد مما فتح الابواب والنوافذ. وأمكن مشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مواقع.
وقالت الشرطة ان مبنى الحكومة المحلية لبغداد تعرض لهجوم بقذائف المورتر وكذلك حي الصالحية بوسط بغداد والذي تقع فيه قواعد للجيش ومحطة تلفزيون.
وقال حراس مجمع الامم المتحدة في بغداد ان ما يعتقد أنه قذيفة مورتر واحدة على الاقل سقطت بالقرب من المجمع بالمنطقة الخضراء مما روع موظفي الامم المتحدة الذين يحيون الذكرى السادسة لتدمير مقرهم السابق في بغداد بشاحنة ملغومة مما أسفر عن مقتل مبعوث الامم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو وآخرين.
وقال الجيش الامريكي انه لم ترده أي تقارير عن هجمات بقذائف المورتر.
وفي حي البياع بجنوب بغداد أدى انفجار الى مقتل شخصين.
من أسيل كامي وسؤدد الصالحي