القومية والوطنية تحت موس الحلاق
دراسة نوعيةالثقافة في كل امة تشمل الدين واللغة والانظمة السياسية، فالقومية الثقافية تعني تعلق الفرد (الذات) بثقافته التي تقوده الى تعميق خصوصيته التي يعيش فيها، ويمكن ان نقول انها طريق يقود الى الأشمل، (را/ موقع الفكر القومي – العلاقة بين القومية والوطنية) ومن جانب آخر نرى ان الوطني او الوطنية لا تلتقي مع الشمولية بل تتناقض معها! وخاصة عندما نعلن عن انتمائنا لوطننا (العراق مهد الحضارات (ام الحضارة والفلسفة والقوانين) – مصر ام الدنيا، (أبو الحضارة) وهكذا نجد ان كل انسان وطني يرى في بلده هو الأجمل والأحسن والأروع وخاصة انه نشأ وترعرع فيه، ومن خلال العادات والتقاليد التي اكتسبها خلال مراحل تطور حياته في وطنه الأم! نرى انه مهما ابتعد وهاجر وانتمى وعاش وعايش في احضان أخرى نجد انه يميل بالفطرة الى ما نقش على الحجر منذ طفولته، هذه المعاملة او التميز او الانحياز الى خاصته، تكون على الاكثر عفوية وعلى حساب الاخرين، وخاصة في هذه الايام، وهذا يعني دخول الذات على الخط ككيان خاص! مما يؤشر الى نوع من الانانية الانسانية تجاه الاخرين، وهذا يتطلب التضحية بشيئ لصالح المجموعة او الآخرين، الا هو التضحية بحب النفس مقابل حب الاخرين، اي ليس ذي معنى ان اقول انا احب كل الناس وفي نفس الوقت انا لا احب الاقربين
الوطني والقومي يتعانقان
المفهوم الديمقراطي للقومية يعتبر مفتاحاً وحلاً للعلاقة بين الوطنية والقومية، اذا اعتبرنا ان هذه الديمقراطية تعمل داخل الفكر القومي المتعصب وتنقيه من شوفينيته ودكتاتوريته! اذا صح التعبير! وتجبره يتجه نحو هويته الثقافية وبالتالي تجعله يترك الشعور بالتعالي والتفوق على الاخرين وعدم الاعتراف بهم وكأنهم ادنى مرتبة! وعندما تفعل الديمقراطية فعلتها ستشكل حتماً ضمانة للأقليات الأخرى بعدم التعرض لها ولخصوصياتها وعاداتها وتقاليدها ودينها ومذاهبها! (مسيحي نَكسْ – قردة وخنازير – كفار، عبدة ال ،،،الخ) لهذا عندما نريد ان ننتقل من الوطنية الى القومية لا تكون بفرض الرأي والتخوين وشراء الذمم والاصطياد في مجال الاخرين وافكارهم وحرياتهم واعتبارها أخطاء! وتحريف الحقائق على حساب مصالح سياسية ضيقة، بل تكون بالاعتراف بالاخرين وتساوي كرامات البشر وتنوع الافكار واختلاف الاراء، عندها نرى الوطني والقومي يتعانقان، وهذا هو المطلوب
لماذا نتجه نحو القومية اليوم؟
هناك صراع بين قطبين! التيار الديني المسيطر وبيده الكثير من المفاتيح والتيار العلماني التقدمي الذي ينهض من جديد من تحت تجارب الماضي وقساوة الفكر وتطبيقه
لذا نرى من خلال متابعتنا لواقع حال العراق اليوم، ان هناك اتجاه قومي يسير بسرعة شديدة نحو القمة، وخاصة القمة السياسية، وسبب ذلك برأينا المتواضع هو غياب الحس الوطني لدى الاحزاب والمنظمات وخاصة ذات الطابع الديني، او هناك بصمات لرجال الدين عليها، تتكيف وتتلون حسب مصالحها وسقفها المحدد لها، ان كان الامر يدعو والمصلحة الذاتية تتطلب تدخل رجال الدين فيكون حتماً حلال تدخل الدين في السياسة، ويكون هناك استعمال المقدس لِكَم الافواه! والرتبة والدرجة الكهنوتية لاضفاء الشرعية والرهبة الروحية!!اما ان تطلب عكس ذلك فلا يمكن لرجل الدين ان يمارس السياسة! والتهم جاهزة كالعادة التي صارت مكشوفة! عليه تكون القومية هنا بمثابة عباءة سوداء لتَسْتر الظلم والقهر والاستبداد والدكتاتورية التاريخية المزمنة، التي تمارسه ضد الوطنيين ودعاة الوحدة والتئام الشمل والعيش المشترك ومدافعي عن حقوق الانسان وطالبي الحوار،
هنا القوميين وخاصة الجدد منهم (نقصد كافة السياسيين ورجال الدين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم) قد استغلوا ضعف الشعور الوطني اليوم، ويريدون ملأ الفراغ التي تركته الوطنية بعدم تمكنها عن الدفاع عن نفسها في الوقت الحاضر على الاقل كونها تسير ببطئ شديد بسبب غياب الوعي والحس الوطني كما قلنا، ولاسباب موضوعية معروفة التي يمر بها العراق (اقليمية ودولية) لذا اصبح العراق عرضة للنهب ليس ماله ونفطه واقتصاده بل ايضاً مياهه وفكره وتاريخه واصالته، لهذا نلمس وجود اجندة سياسية تعمل ليل نهار من اجل انهاء وجودنا وطمس هويتنا وتحريف تاريخنا! ومع الاسف نقول: ان بعض بني قومنا مشتركون وفاعلون اصليون في الجريمة مع سبق الاصرار والعناد! لماذا؟ لأنهم لا يقدرون ان يستمروا في الحياة ان كان هناك تفاهم أو اتفاق أو التئام أو جبهة أو صوت واحد ورأي موحد،،،، كونهم متلونين حسب فصول السنة!
المذهب والقومية
هناك خلط بين المذهب والقومية من قبل بعض كتابنا ومثقفينا، اما عن جهل وهذه مصيبة ومشكلة العصر، او عن قصد يراد بذلك تمرير اجندة سياسية براقة من الخارج! وطائفية وعنصرية من الداخل وهذه مصيبة اكبرُ، متى كانت الكلدانية مذهباً دينياً، لا نتكأ على التاريخ ونذكر نبوخذ نصر وسقوط نينوى في 612 ق.م! ولكن لنقل ان تاريخ الكلدان الحديث له 506 من السنين لمجرد تبسيط الفكرة وعدم الدخول في مهاترات جانبية لا تخدم احدا! هذا التاريخ ليس معناه اننا تحولنا الى مذهب!! والا ما معناه نقول: نحن الكلدان ومذهبنا كاثوليكي!! ايوجد مذهب تحت مسمى (مذهب كلدان كاثوليكي) هل نحن امام تسمية جديدة مشابهة الى تسمية توافقية (كلدان سريان اشوريين ارمن) طبعاً هذا يحتاج الى دراسة ودراسات ولكن نؤكد على المذاهب وهي (الكاثوليكي – الارثودكسي الشرقي القديم (الاقباط – الارمن – السريان – الارثودكس – الاحباش) والارثودكس عامة وهم (الروم – اليونان – السلاف) والبروتستانت بكافة الاتجاهات، ونسأل ايضاً: هل الارمنية مذهب؟ لذا لما لا يكون لنا خصوصية وتراث وتاريخ كما لباقي القوميات؟ ونؤكد مرة اخرى اننا لا نقدر ان نعيش بمعزل عن السريان والاشوريين والعرب والاكراد والتركمان وباق المكونات، وسؤالنا الاخير هنا هو: هل تجمعنا القوميات والمذاهب والطوائف ام تجمعنا الوطنية والوطن؟
النتيجة
هل تحبون أنفسكم فقط ام كل الناس؟ تجاوبون طبعاً كل الناس! عليه ضحوا بحب الذات وأفعلوها عملياً وليس على الورق فقط، أو للاستهلاك المحلي! او للضحك على،،،،، إذن لماذا تُهمشونا، وتُخَوِنوننا، وتتكًبروا علينا، وتأمرونا فقط، وتلعبوا في ساحتنا دون استئذان، وتمنحون لأنفسكم ضربة جزاء ونحن لم نحضر الى الملعب! بسبب شرائكم بعض لاعبينا، نريدها مباراة نظيفة على كافة المستويات، وخاصة الانتخابات البرلمانية قادمة لا محالة، او استفتاء حول الحكم الذاتي (كفكرة) أو اية قضية مصيرية أخرى، والفائز الف عافية عليه ونهنئه ونشبك يدنا بيده بشرط واحد فقط الا وهو: ان يكون الحكم هو"الشعب" ومراقب خط اليسار هي "الوطنية" ومراقب اليمين هي "القومية" وحكم رابع هي "حقوق الإنسان" والفائز في المبارات حتماً يكون صاحب الايادي النظيفة! لأن سقف "الحَكَم " أعلى من سقف الدولار، للعلم فقط! نريدها دولة القانون والمؤسسات لا غير
shabasamir@yahoo.com
7/5/09