المؤتمر الشعبي الثاني.. والديمقراطي كردستاني
كنا في أربعينية المناضل ابراهم أحمد في السليمانية. والكلمة كانت لفخامة الرئيس الحالي جلال طلباني، عندما قال "مع بداية تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني. كان هناك توجه أن يكون أسم الحزب الحزب الديمقراطي الكوردي. ولكن المناضل إبراهيم أحمد كان من المعارضين لهذه التسمية. حيث قال (في كوردستان لا يعيش الكورد وحدهم، بل هناك شعوب تشاركنا هذه الأرض هم الأشوريون والتركمان والأرمن وحتى العرب). فالأصح أن يكون أسم الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردستاني)".انتهى الإقتباس.واليوم وفق المعطيات السياسية الجديدة يمكن القول إن هذه الشعوب هي الكلدان السريان الاشوريين والتركمان والشبك واليزيديين والأرمن وربما القليل من العرب.
والمعروف ايضا ان هذه الشعوب تعيش في ظروف حياتية اجتماعية واقتصادية وسياسية مقبولة إلى حد ما، مقارنة بباقي أنحاء العراق وخصوصا بعد عام 1991. بما ينسجم مع حقيقة تحرر هذه المنطقة من النظام البائد منذ نحو 18 عاما واعلان السلطة الحزبية والحكومية فيها اعتمادها الديمقراطية والحرية والمساواة نهجا لها.
ولا نغالي إذا قلنا ان الحزب الديمقراطي الكردستاني من الأحزاب العراقية الكردستانية العريقة التي تملك تاريخا نضاليا متميزا في مقارعة الدكتاتورية مع قافلة من الضحايا من شهداء وجرحى ومعتقلين وملاحقين من أعضائه ومن من كل القوميات، وحتى إسقاط النظام السابق.. وهو اليوم الى جانب الاتحاد الوطني الكردستاني يعتبران قطبا الحكم في الإقليم كوردستان والمسيطران على اغلب المشهد السياسي والاقتصادي فيه.
والمعروف ايضا ان لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري هو الاخر احزاب سياسية وفعاليات قومية تعمل في الإقليم.. بعضها عريق ساهم في العملية السياسية فيه... والبعض الآخر حديث التأسيس، ونهجها المعلن هو تمثيل هذه الشعب في المعادلة، والسعي الى اقرار الحقوق القومية والسياسية والإدارية له، ويمتلك بعضها القرار الحر المستقل فيما يدور الآخر في فلك قوى أخرى متنفذة في الاقليم وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكردستاني كونه اما المؤسس او الداعم لها.
وبعد هذه الحقائق المعروفة دعونا نتأمل بشكل هاديء بعيد عن أي تشنج او ضغينة أو نية مبيتة وقائع المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) الثاني:!!!...
لقد انعقد المؤتمر في يومي الثالث والرابع من شهر كانون الأول 2009 في عينكاوا ما تمت تسميته بالمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الثاني (سورايا) بعد فترة طويلة من الاعداد اللوجستي والاعلامي له.... وقد تضمنت تغطيته الاعلامية تأكيد على مشاركة أكثر من ألف مندوب من الشخصيات القومية والسياسية والناشطة، من عموم أبناء شعبنا من داخل العراق والعديد من بلدان الاغتراب.
وفي جانب من التغطية الإعلامية للمؤتمر ولا سيما من قبل فضائية عشتار جاءت إشارة الى مشاركة اكثر من 1300 مندوب في المؤتمر:
الملاحظة الأولى: ومن خلال بعض مشاهدات بعض الحضور ومتابعة جلسة افتتاح المؤتمر على فضائية عشتار فإن هذا الرقم مبالغ فيه بشكل واضح، والعدد الفعلي الذي تحقق في ذروة جلسات وأعمال المؤتمر وهو حفل الافتتاح لم يكن يتجاوز الـ 800 شخص في أعلى تقدير. بينما بلغ في بعض جلسات المؤتمر نحو 200 ـ 300 شخص.. وإلا، فلتتفضل اللجنة التحضيرية الموقرة للمؤتمر بنشر قائمة بأسماء المشاركين وهي التي وجهت الدعوات وتسلمت قوائم بأسماء الجهات والشخصيات المشاركة.
الملاحظة الثانية: لوحظ بشكل واضح غياب عدد مهم من الاحزاب والفعاليات القومية والثقافية المعروفة في اوساط شعبنا وصاحبة المسيرة النضالية الطويلة والقاعدة الشعبية العريضة في هذا المجال وخصوصا الاشورية الكلدانية منها، مثلما لوحظ بوضوح قلة، إذا لم نقل غياب، الوجوه والشخصيات السياسية المحنكة والناشطة المعروفة وذات الثقل والوزن في المجالات السياسية والقومية وحريات وحقوق الإنسان والتي تعتبر وجوها مهمة في الساحة السياسية والقومية لشعبنا حاليا، فكان اغلب الحضور في الصفوف الامامية من الوجوه الجديدة غير المعروفة على الساحة والتي لم يطلع عموم الشعب على نشاطاها ونضالها إذا كان لها رصيد في هذا المجال.
الملاحظة الثالثة: من احاديث ومعلومات بعض الحضور، ومن خلال المشاهدة على فضائية عشتار والأسماء المتداولة، فأن عدد كبير من المشاركين في هذا المؤتمر كانوا من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المنتمين إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي).. بينما كان عدد آخر مهم منهم من أبناء شعبنا البسطاء الذين لا علاقة لهم بالسياسة والعمل القومي، ويبدو أنه قد تم توظيف طيبتهم وحسن نواياهم لتحقيق أكبر حضور ممكن وغايات أخرى.
الملاحظة الرابعة: ان عدد مهم من الاشخاص الذي فازوا في انتخابات التشكيلة الجديدة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري هم أعضاء معلنون ومعروفون في الحزب الديمقراطي الكردستاني من أعضاء فروع ومحليات هذا الحزب.. بينما كان المجلس في بدايات تأسيسه حتى اليوم.. قد قدم نفسه كخيمة لأحزاب وفعاليات وأبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري، وحامي حماه والمدافع عن حقوقه، ثم وبعد محطتين انتخابيتين أخيرتين نعرف جميعا ملابساتهما، الممثل الشرعي لهذا الشعب.
لا ادري كيف يمكن لجهة او حزب او مؤسسة أن تمثل شعب بقومية معينة ومكون معين ونهج معين، بينما اعضاء قيادتها او هيئتها الادارية ينتمون الى حزب لقومية اخرى ومكون اخر وبأجندة ونهج وسياسة تختلف في معظم تفاصيلها.
فهل ان الحزب الديمقراطي الكردستاني العريق قد قرر تثبيت فرع اخر له بين أوساط شعبنا بيافطة وواجهة كلدانية سريانية اشورية؟؟؟.. وهل يعرف جميع ابناء شعبنا هذه الحقيقة القديمة الجديدة؟؟؟.
وهل سيبقى المجلس الشعبي سائرا على طريقة غوبلز وزير إعلام هتلر في ادعائه انه يمثل الشعب الكلداني السرياني الاشوري؟؟؟.
مع العلم أننا في زمن يختلف كثيرا في وسائله الإعلامية عن الزمن الذي كان يعيش فيه هترلر وغوبلز.
وكما يعلم الأخوة الإعزاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال تجربتهم المريرة والطويلة من النظام الدكتاتوري البائد. لن يمثل العملاء الإرادة الحرة للشعوب مهما أمتدت قوتهم، ومهما تراكمت أموالهم.