المجلس الشعبي يدعي استجابة المطالب.. ولكن من حق الخلائق معرفة الحقائق
cesarhermez@yahoo.comبدا المجلس الشعبي يدخل في مرحلة تقشير جلد خيمته الوحدوية التي احاطته لمدة اكثر من سنتين, فهو في هذه المرحلة يقوم بنفث بعض الامور التي قد تكون صالحة لتصبح دواءً او عقاراً طبياً شافياً! وأن كان مفعولها الاساسي خطير جداً, فهل سيظهر مجلسنا الموقر بخيمة وحدوية جديدة وبجلد جديد وزاهي قريباً؟؟ حسب متطلبات الوان البيئة المحيطة به ليتلائم معها .
كان قد بعث المجلس الشعبي مذكرة الى رئيس مجلس النواب العراقي الاستاذ اياد السامرائي يطالبه بتخصيص 15 مقعدا للمكون المسيحي ,هذه المذكرة المرقمة 116 بتاريخ 11-08-2009 جاء بها اقتراحين( للاطلاع الرابط الاول ) ,الاقتراح الاول جاء به تخصيص مقاعد خاصة (كوتا) على غرار برلمان اقليم كوردستان وحسب نسبة تواجد شعبنا في العراق المقدرة ب 5% متمثلة ب 15 مقعد من البرلمان العراقي حسب النسبة المذكورة, هذا اذا كانت الدائرة الانتخابية واحدة وهي رغبتنا اما الاقتراح الثاني جاء به انه في حالة تقسيم العراق على اساس محافظات فأننا نقترح تخصيص نفس المقاعد حسب نسبة تواجد شعبنا في بعض المحافظات العراقية في بغداد, نينوى, اربيل, دهوك , البصرة والسليمانية .
ارجو ملاحظة حقيقة رغبة المجلس الشعبي ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة لانه يبدو انه كان لديه التصور اذا تحقق الحلم الوردي ب ال15 مقعد واعتماد العراق دائرة انتخابية واحدة فستكون حصة الاسد من نصيبه ولكن لم تجري الرياح بما تشتهي سفن المجلس.
خرج الينا احد الاخوة الذي تـُعرفه بصمة قلمه( 50+1) اكثر من اسمه بمقال منشور بتاريخ 10-11-2009 تحت عنوان ان البرلمان الاتحادي يتبنى مطاليب(مطالب) المجلس الشعبي ... ورد به عن كتاب رسمي ذو الرقم 50 لسنة 2009 وتلاحظ تعمد صاحب المقال عدم ذكر التاريخ كاملة ,واستغربت من هكذا كتاب غير معلن ومنشور في وسائل الاعلام ,وبعد التصويت على قانون تعديل الانتخابات البرلمانية تم الاعلان عنه الان لانه يبدو ان المجلس كان متخوفاً بعدم اعتماد مقتراحاته المستجدة في كتابه الرسمي مما سيضعف موقفه. اما الاعلان عنه الان فسيقوي من موقفه ,لكنه تناسى بانه بذلك يفقد مصداقيته وشفافيته امام ابناء المكون المسيحي العراقي ويتلاعب بالنار في مرحلة حرجة تمر علينا الان .
الكتاب الرسمي ذو الرقم 50 صادر بتأريخ 4-11-2009 اي قبل التصويت على قانون الانتخابات بأربعة ايام فقط (للاطلاع عليه الرابط الثاني) والذي جاء بخبر عنوانه مجلس النواب الاتحادي يستجيب لمقترح المجلس الشعبي ومن ضمن ماتضمنه هذا الكتاب” قد سبق لنا ان طالبنا بان يمنح شعبنا مقاعد خاصة (كوتا) في الدورة البرلمانية القادمة ومازلنا نرى بأنه من مصلحة المسيرة الديمقراطية في العراق ان يتم تخصيص هذه المقاعد على اساس الدوائر الانتخابية المصغرة في المحافظات التي يتواجد فيها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهي (بغداد نينوى دهوك اربيل كركوك و البصرة) مع ضرورة مراعاة التمثيل العادل لابناء شعبنا في المهجر ”
المجلس الشعبي بين استجابة المطالب وتشويه الحقائق وتوهيم الخلائق
1- التغيير الكلي بدرجة 180 في موقف المجلس الشعبي لتمثيل المكون المسيحي اذ طالب ب 15 مقعد ورغبته في ان تكون دائرة انتخابية واحدة حسب ماجاء في مذكرة 11-08 بينما الكتاب الرسمي الذي سبق التصويت ب 4 ايام فقط لم يذكر عدد المقاعد بصورة جدية وعملية بل اكتفى بالاشارة بعبارة قد طالبنا بمنح مقاعد خاصة كوتا ولم يذكر الرقم 15 تخوفاً منه في التصادم مع الكتل والمكونات الكبيرة و لانه اصبح على يقين ان الكتل الكبيرة اتفقت على خمسة مقاعد للمكون المسيحي .
2- يدعي المجلس الشعبي ان البرلمان الاتحادي استجاب لمقترحه او مطاليبه (مطالبه) وهو بذلك يقوم بتجزئة الاقتراح لخدمة مصالحه حيث تمت المصادقة على فقرة جزئية منه وهي الدوائر الانتخابية المصغرة وهو الامر الاخر الذي توضع عليه علامة استفهام كبيرة بين رغبته الاولى بالدائرة الانتخابية الواحدة والمستجدة المتمثلة بالدوائر الانتخابية المصغرة في المحافظات؟؟ ولكن ماذا عن بقية المقترح الذي يتضمن المحافظات (بغداد نينوى دهوك اربيل كركوك والبصرة ) لم يذكروا السليمانية الواردة في مذكرة 11-08 واتت المصادقة على القانون بأهمال محافظة البصرة ؟؟؟ فهل تمت الاستجابة لهذه الفقرة من مقترح المجلس والتصويت بالاغلبية عليها ايضاً ؟؟وماذا بخصوص فقرة اخرى بالمقترح ضرورة مراعاة التمثيل العادل لابناء شعبنا في المهجر ؟؟ هل تمت الاستجابة لها والتصويت عليها بالاغلبية ايضاً ؟؟ مما يدل على اهمال البرلمان الاتحادي لاكثر من ثلثي اقتراح المجلس والتصويت لفقرة جزئية منه
3- ان كان المجلس الشعبي يعتمد المصداقية والشفافية في تعامله لماذا لم يعلن وينشر عن هذا الكتاب الرسمي باقتراحاته في وسائل الاعلام بتاريخ 4-11 او بعده بيوم اي قبل التصويت على قانون الانتخابات في قبة البرلمان ,أكان متخوفاً من امراً ما مثلا ؟
4- لماذا تم النشر والاعلان عن هذا الكتاب الرسمي الان وبعد التصديق على قانون الانتخابات ؟؟ والادعاء ان البرلمان الاتحادي يستجيب لمقترحاتنا, ليظهر بالمنظر الحسن والمدافع عن حقوق المكون المسيحي مثلاً ؟؟
5- بدء الرقم 50+1 يأخذ مكانه في كتب رسمية للمجلس الشعبي لاضفاء نوع من الشرعية القانونية ؟؟ وان الرقم 50+1 بدء بالظهور في الكتب الرسمية بعد وصول الاخ صاحب المقال المذكور اعلاه؟ اصدار كتب رسمية يعطي صفة الحزب السياسي او الكيان السياسي فهل المجلس الشعبي هو كذلك ويحق له ان يصدر مثل هكذا كتب ؟؟
ان كان المجلس الشعبي صادقاً في الدفاع عن حقوق المكون المسيحي كان الاجدر به الالتزام والدفاع بقوة عن ال15 مقعد التي طالب بها وان يحقق رغبته في ان تكون الدائرة الانتخابية واحدة .
ان مثل هكذا طروحات والمتمثلة بالكتاب الرسمي في هذه الاوقات الصعبة والحرجة تزيد من حالة التشرذم وتفريق الصفوف وخاصة الطرح الاخير, فما هو الا عرضٌ للعضلات امام الاخوة النواب يونادم كنا وابلحد افرام الذين كانوا واضحين ايضاً بمدافعتهم عن حقوق المكون المسيحي فهم الذين كانوا جالسين ابان المداولات بين الكتل الكبيرة حول قانون الانتخابات وهم من اوصل صوت ابناء شعبنا وحتى في البث المباشر للجلسة احدهم اعترض صراحة على نسبة تواجدنا الغير متساوية في المحافظات والاخر توجه محتجاً نحو منصة رئاسة الجلسة البرلمانية مطالباً عن حق التصويت للمهجرين والمهاجرين بالخارج ومن ضمنهم ابناء شعبنا.
وهنا اتسأل هل الاخوة في المجلس الشعبي على قدر المسؤولية بهكذا امور؟؟وهل الظهور بهكذا طروحات يخدم المصلحة العامة لابناء شعبنا في وقت اصدرت به منظمة مراقبة حقوق الانسان Human Right Watch تقريراً عن الاقليات في العراق وكيف تعرض المكون المسيحي للغبن والقتل والتهجير نتيجة الصراع بين المكونات الكبيرة على المناطق المتنازع عليها ؟؟
الروابط
الرابط الاول (مذكرة المجلس الشعبي في 11-08-2009 المطالبة ب15 مقعد ورغبتة بالدائرة الانتخابية الواحدة)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,347363.0.html
الرابط الثاني (الكتاب الرسمي للمجلس الشعبي في 04-11-2009 لايذكر به عدد المقاعد ويرغب بالدوائر الانتخابية المصغرة في المحافظات)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,364252.0.html