المراة العراقية في "حملة المليون " الديمقراطية
بعد ان ساهمت المراة العراقية في ثورة العشرين , ظهرت الصراعات الفكرية حول قضية المرأة وحقوقها ومساهمتها في الحركة السياسية الوطنية . نتاج هذه الصراعات ساهمت جماعات من المتنورين والادباء والشعراء في حملة حقوق المرأة ونجحت الى حد ما برفع "راية تحرير المراة من القيود البالية" على كل لسان .- بعد تكون الاحزاب الوطنية في بدايات القرن الماضي وتطور التعليم ودخول الفتيات الكليات والتوجه الى العمل وممارسة بعض الاعمال كالتعليم والطب والصحافة والمحاماة ساعد هذا كله على خلق حركة نسوية منظمة في العراق وتاسيس بعض الجمعيات ذات الطابع الخيري مثل جمعية الهلال الاحمر ورعاية الامومة والطفولة ومحاولة لتاسيس جمعية نسائية باسم جمعية الرفيقات واهم اهدافها مكافحة الامية برئاسة الدكتورة " روز خدوري" ومن ثم تطورت المنظمات النسوية . حيث ربطت قضية المرأة بقضية النضال الوطني . وكان استشهاد(بطلة الجسر) رمزا لبطولة المرأة بعد تعرض الجموع لرصاص السلطة على الجسر القديم في بغداد الذي سمي فيما بعد ب(جسر الشهداء) .
كانت المراة العراقية الضحية الاولى بحروب صدام فقدت اولادها او ازوجها او اخيها ضحية لشهوات رئيس دكتاتور . سيق كل الشباب العراقي الى ساحات القتال والحروب واخذت تدير البلد بكامله اذ زجت في المعركة الاقتصادية والعمل الانتاجي سواء كان برغبتها او رغما عنها لضرورات الحاجة المادية .
لم يستطع احدا ان ينكر ان المراة العراقية كانت السباقة في الانتخابات العراقية السابقة بعد سقوط الصنم نيسان 2003 . فهي تشكل قوة بشرية كبيرة في المجتمع العراقي لكونها تشكل اكثر من 60 % من مكونات الشعب العراقي . تحدت الارهاب بكل اشكاله ووقفت شامخة في طوابير الانتخابات . هذا بحد ذاته نضال وطني كبير .
اثبت تاربخ نضال الشعوب ان اية عملية تنمية حقيقية في اي بلد ، لاتنجز دون مساهمة فعلية وحقيقية للمرأة فيها.
انطلقت حملة التقارب والتفاهم للقوى الديمقراطية العراقية . لكن الغريب ان الجماهير النسوية البسيطة ذات المصلحة الحقيقية بهذه الحملة هي تمثل طرف رئيسي بهذه الحملة لازالت لم تلتف حول هذه الحملة بايطار واسع . سوف اتطرق الى الاسباب التي تجعل الجمهور الحقيقي ليس ضمن الايطار المطلوب .
1- الفكر الذكوري المتسلط بين الرجال بجميع طبقاته يحدد كثيرا تحرك المراة او التعبير عن رايها . في المناطق الشعبية والريف لم يسمح للمراة ان تتعرف عن السبب الحقيقي لابعادها عن الساحة السياسية النضالية الحقيقية . المراة التي تؤمن بالديمقراطية وتدعم الديمقراطية موجودة في الساحة لكنها بعيدة عن عملية صنع القرار السياسي بسبب هيمنت الاحزاب التي لاتهتم بقضية المراة بقدر ما تهتم بقضية جيوبها .
2- تراجع فعلي في دور المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافية وفي التأثير الإيجابي على المجتمع وفي حياة الأندية الفكرية والرياضية والمحافل الثقافية. وتشير بعض الإحصائيات إلى تنامي الأمية في صفوف المجتمع في الريف والبادية إلى 75 % بين الرجال و98 % بين النساء في الوقت الحاضر. نقلا عن مقالة د. كاظم حبيبي
3- النسبة الكبيرة من النساء العراقيات لايعرفن اين تكمن المشكلة ؟ بسبب هيمنت التيار الديني المتخلف المتطرف على عقول الناس ونجح هذا التيار من ابعاد المراة عن معرفة حقوقها وواجباتها . رغم الحركة النسوية والمنظمات النسوية تتحرك لكنها تتعثر بسبب هيمنة هذا التيار على الساحة السياسية . لااغبن الكثير من النساء يعرفن انهن مغبونات لكن العصا الغليضة اقوى منهن . كما اشد على يد الاخوات الناشطات المناضلات اللواتي يعملن في منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية وعدد قليل من النساء البرلمانيات .
4- الاسلام السياسي لعب دور كبير بقلب المفاهيم السياسية والاجتماعية وخرج بحصيلة انه الشاطر الذي يدافع عن كرامة وشرف المراة من طائفته . بهذا التضليل الذ كي استطاع ان يبقي المراة في وضع تتراكض وراء الغيبيات لتركع وتطلب من الله ان يحافظ على رجال الدين الذين يحافظون عليها من اي مكروه . لكنه في الحقيقة يستبد المراة ويرجعها الى القرون الوسطى .
5- يفيد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي في 1/2/2008) أن عدد الأرامل في العراق بلغ الآن نحو مليون ونصف المليون أرملة (وربما أكثر) والعدد في تزايد. وإذا ما أضفنا عدد كبير غير معلوم من المطلقات وأطفالهن إلى هذا الرقم، ومعظمهن بلا موارد، لعرفنا حجم المأساة التي تعيشها هذه الشريحة الواسعة من الشعب العراقي. كما ويضيف التقرير أن " في كل أسبوع يمتلئ مكتب النائبة في البرلمان العراقي سميرة الموسوي بعشرات الرسائل من الأرامل من جميع أنحاء العراق، حتى إن إحداهن كتبت لها مستفسرة عن ماذا تختار: هل تنفق ما تبقى لها من مال قليل على طفلها الرضيع، أم على الطلبات المدرسية لابنها الاكبر." . تنامي عدد النساء العازبات اللواتي تجاوز عمر كل منهن الثلاثين سنة واللواتي لا يحملن شهادات أو عجزن عن الحصول على فرصة عمل شريفة. نقلا عن مقالة د. عبد الخالق حسين
6- بسبب العنف الارهابي الذي ياتي من مصدرين الاول الارهاب القاعدي والثاني الارهاب المليشيوي . تقتل المراة لو لم ترتدي الحجاب او لو وضعت مساحيق على وجهها . هذا مما جعلها حبيسة البيت وهذا ادى الى تناقص عدد الطالبات في المدارس بمختلف المستويات ثانيا بدلا ان تخرج الى العمل بل تراجعت واحتمت في البيت لتسلم بجلدها .
7- بسبب العنف الارهابي والميلشيوي تراجعت الحركة الطلابية . في كل تاريخ الحركة السياسية . كان للطلاب دور نشط وكانت الطالبة العراقية كتفا الى كتف في الحركة الطلابية العراقية ذو التاريخ المجيد .
لمعالجة هذه القضية الحساسة والمهمة اتوجه بالمقترحات التالية
يجب التوجه برسالة اجتماعية الى النساء العراقيات بعيدة عن الرسالة الدينية او السياسية وهذا يقودنا الى سؤال اخر الى من تكون هذه الرسالة .
1- واحد طالبات المدارس الاعدادية اللواتي باعمار 15 عاما فما فوق .
2- طالبات الجامعات العراقية كافة من الشمال الى الجنوب .
3- مواقع الانترنيت وبالذات الاقسام الخاصة بقضايا النساء .
4- النساء العاملات في المعامل والبسطات واللواتي يعملن باجور يومية .
5- منظمات المجتمع المدني واخص هنا المنظمات النسوية
6- النقابات المهنية بكل اصنافها المهنية .
7- الاهتمام الممميز يجب ان يعطى للصحفيات من العنصر النسوي
8- النساء في الريف واخص الفلاحات وربات البيوت يجب ان تعد برامج او حملة كبيرة في الاعلام المرئي والمسموع لهن . الحملة موجهة بدعم مالي لهذه الشريحة المعدمة .
9- الارامل والمطلقات يطلب لهن مشاريع من الحكومة تقوم بدعمهن وتشغيلهن وربطهن بمنظمة خاصة تتولى امورهن وتوفر دعم مادي لهن وتطالب الحكومة بضمان اجتماعي لهن .
10- واخيرا يجب ان يكون الية عمل لكل شريحة من هذه الشرائح لمعرفة كيف يمكن التوجه اليها اقصد التفكير بخطط دقيقة ومدروسة لايجاد ميكانيكية العمل لتوصيل الرسالة . لازالت الرسالة دون مستوى المطلوب بين صفوف النساء غير المتعلمات .
11- يجب ايجاد الية لجمع التواقيع الخطية لوجود نسبة امية كبيرة بين النساء . بامكان المنظمات النسوية تسجيل اسماء النساء عندهن وذكر العدد فقط لادخاله ضمن الحملة لعدم تعريض حياة المراة البسيطة للخطر . ممكن ان تساهم منظمات المجتمع المدني باعدادها .
12- لازال الفنانون لم يدخلو الحملة ويساهمو باعمال فنية وعليه نطالب كل الفنانات والفنانين ان يساهمو بالحملة بدور نشط . المراة العراقية تتذوق الفن اذن الفن احدى الاليات المهمة بهذه الحملة لازال نائما .
13- سبق لي وساهمت" بحملة 11مليون توقيع " للسلام العالمي" كنا نجمع اسماء منظمات بعدد افرادها ونضيف العدد الى الحملة . دخلت معنا كنائس وجوامع ومراقد دينية عالمية مع منتميها وكنا ناخذ العدد منهم فقط . كنا نجمع التواقع ونثبت الاسماء بالتلفونات وقدمنا التواقيع الى الهيئات الدولية والعالمية .