المسيحيون الضحية في المنطقة
أدت موجة جديدة من الهجمات ضد المسيحيين العراقيين، عشية رأس السنة، إلى سقوط قتيلين و16 جريح ، استهدف 14 منزلا في بغداد، قتل العشرات منذ شهرين. رافقها هجوم على كنيسة الاقباط في مصر .ولم تتبن أي جهة الهجمات، التكهنات تشير الى دولة العراق الإسلامي التابعة للقاعدة هي التي استهدفت في الأشهر الماضية المسيحيين في مناطق متفرقة. ففي 31 أكتوبر شهدت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في منطقة الكرادة , مجزرة ارتكبها مسلحون من نفس التنظيم أثناء اداء صلاة القداس مما أسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين شابين. وجرح العشرات ولازالو في مرحلة العلاج في الدول الاروبية .سبقتها هجمات وهجمات .
بالضرورة هنا الاشارة عن أسباب ظهور هذا العنف ضد القوميات غير المسلمة .
1-هناك تخلف في الثقافة العامة للحكومة والشعب معا منها التمسك بالتفكير البدائي القبلي وعدم تقبل الحداثة وهذا التخلف يقودنا الى عدم تقبل الفكر الاخر اوالدين الاخر .
2- الحكومة العراقية فشلت عن إدارة البلد وحماية ابناء الشعب وتوفير الامن والاستقرار في العراق والضحية الاولى هم ابناء القوميات الصغيرة غير المسلمة .
3-عدم فهم الغرب بكامله عن طبيعة ثقافة شعوب المنطقة , عدم فهم حقيقة القوانين التي تميز بين المواطنين في العراق وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة لذا لم تضع في منهاجها ان هذه القوميات غير المسلمة ستكون هي الضحية الاولى في هذا العنف الوحشي من قبل الارهاب وأكبر مثال منظمة يونامي في العراق أهملت قضية القوميات الصغيرة تماما .
4- تساهل الحكومة العراقية واللامبالات من قبل المسئولين في الاجهزة الامنية منذ حوادث الموصل عام 2007 حتى اليوم , سبقتها مقتل المطران فرج رحو . كل الذي تعمله الحكومات أبتداءا من حكومات العراق المتتالية العملاقة!! هو اطلاق تصريحات بإدانة وشجب الارهاب وتعبر عن اسفها دون ان يكون لها حقا أليات عمل وخطط تحمي هؤلاء المواطنين.
5- عدم إهتمام الحكومة العراقية بالابنية التي هي ثروة تاريخية للعراق كل دور العبادة العراقية التابعة لمختلف الديانات هي عبارة عن رموز تاريخية وأثار عملاقة لكن للاسف عند حكومة العراق الحالية والسابقة " الانسان أرخص رأس مال, ودور العبادة لاقيمة لها , شعور بحماية الوطن وثرواته يأتي بالدرجة الثانية والثالثة بالنسبة للمسئولين في حكومة بغداد . "لدى المسئولين العراقين حماية الكرسي وامتيازاته هو من الدرجة الاولى لمهاتهم .
6- قال النائب يونادم كنا " تحوم شكوك حول جماعات متشددة استطاعت اختراق أجهزة الدولة لارتكاب هذه الجرائم الهجمات (...) هناك أجندات داخلية متناغمة مع أخرى خارجية تقف وراءها." هذه الاجندات هي إخراج المسيحين واليزدين والصابئة من العراق ومن منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .
ماذا تحتاج القوميات غير المسلمة في عراق اليوم
1- على الجهات الدولية ومنها الامم المتحدة اللجوء الى الاكاديميين العالميين والعراقيين والجامعات الكبيرة لوضع برنامج تتبناه الامم المتحدة بالتعاون مع الدول ذات الشأن ومع الشعوب التي أصبحت الضحية الاولى بسبب تنامي الارهاب منها الاقليات في العراق والسودان ومصر . يوضع برنامج يدرس بشكل دقيق وتوضع حلول سريعة قصيرة الامد لحماية هذه القوميات الصغيرة وحماية دور عبادتهم . وبعدها خطط طويلة الامد.
2- على الجهات الدولية مثلا منظمة اليونسكو ان تتبنى برامج ضخمة وكبيرة عن تربية هذه الشعوب بخصوص حقوق الانسان وحق العيش وحق التعليم والسكن . لايكفي إصدار لوائح قانونية على الورق والكومبيوتر . بل يجب تثقيف الشعب عامة عن هذه القوانين على المستوى المحلي .
3- نحتاج الى حملة إعلامية كبيرة معنية بالغبن الذي يقع على القوميات غير المسلمة تساهم فيها مؤسسات إعلامية عالمية دولية ومحلية . تضع برنامج كامل لتثقيف شعوب العالم وبالذات الشعوب في منطقة الشرق الاوسط ابتداءا من رئاساتها وانتهاءا بابسط مواطن .
4- المؤسسات والمنظمات المعنية بالتعايش الديني بالضرورة ان تتبنى برامج كبيرة وضخمة لتطبقها على ارض الواقع في البلدان التي يقطن فيها شعوب وطوائف مختلفة وفيها مشاكل حقيقية مثل العراق ومصر وإيران والسودان وإسرائيل وغيرها .
5- العمل مع رجال الدين والمؤسسات الدينية هي أساس مشكلة التخلف في الشرق الاوسط سكوت رجال الدين والمؤسسات الدينية عن كل الذي يجري بخصوص هذه القوميات غير المسلمة هو جريمة لا تختفر . لم يتجرأ أحدهم ويأتي بفتوة تحرم سفك دماء الابرياء من هؤلاء . علما ان هناك أية قرآنية واضحة تقول (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً) المائدة 32. لكن هل يلتزم رجال الدين في الازهر والسعودية وايران بهذا المنهاج ؟!!
6- 6- على المنظمات الدولية ان تشرف على مناهج الدراسية بكل منطقة الشرق الاوسط انها مناهج تربي الطفل على التمييز والحقد تجاه الاخر وعلى رأسها مناهج السعودية التي خرجت اسامة بن لادن .
بداية عام 2011