Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

انفال للكلدانيين في دستور اقليم كوردستان العراق

ان طبيعة تركيبة الشعب الكلداني لا تختلف عن طبيعة تركيبة أي شعب آخر من الشعوب العراقية من حيث خضوعه وارتباطه الوثيق بمرجعيتيه الدينية والقومية ، والسبب يعود اننا قبل أي شيء نفعله عندما نربي اطفالنا هو اننا نغرس في عقولهم ووجدانهم صفة احترام المرجعية الدينية وكل ما يصدر منها من توجيهات وارشادات واعتبارها كيان مبارك له قدسيته ومكانته العظيمة عند الله وفي نفوسنا وحياتنا ، لذلك قلما بل من النادر جدآ ان لم يكن من الشواذ أن نجد انسان قد تربى في كنف عائلة مؤمنة وملتزمة أن يتصرف خلاف ما تربى عليه .



على مثال المؤتمرات القومية التي تنعقد بعد كذا سنة كذلك لإساقفة الكنيسة الكلدانية السينهودس ( مجمع اساقفة ) الذي ينعقد هو ايضآ لأسباب طارئة او بعد مرور كذا سنة من انعقاد السينهودس السابق ، وكما يكون من الواجب احترام وتنفيذ القرارت والتوصيات التي تصدر عن المؤتمرات القومية ، كذلك تأخذ التوجيهات والتوصيات والتعليمات الصادرة عن مجمع الأساقفة الصفة الشرعية والقانونية التي يجب احترامها وتنفيذها ، فما بالك اذا التقت الإرادتين الدينية والقومية على تبني توجه داخلي ( كلداني ) واحد ؟، عندها يتحول هذا التوجه الى الإرادة الكاملة لعموم الشعب الكلداني وأي مساس بتلك الإرادة يعني عدم احترام ارادة الشعوب ويدخل في ذات النهج السلطوي العنصري المهين لعموم الشعب الكلداني بما فيه مرجعيتيه الدينية والسياسية القومية .



ففي الفترة ما بين 28 نيسان ولغاية 5 أيار 2009 م عقد المجمع المقدس لإساقفة الكنيسة الكلدانية في مدينة عنكاوا الكلدانية وفي نهاية اجتماعاتهم صدر بيان ختامي ومن ضمن ما ورد فيه هو مطالبتهم بإدراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور اقليم كوردستان ، وللرجوع الى نص البيان من خلال الرابط الأول ادناه .

هذا بالنسبة لقرار وإرادة المرجعية الدينية الكلدانية .



أما بالنسبة للمرجعية السياسية والقومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، فإنها وكما ورد في رسالة المتحدث الرسمي باسمها المفتوحة والموجهة الى كل من :-

فخامة رئيس اقليم كوردستان المناضل مسعود البارزاني الجزيل الاحترام
الأستاذ نيجرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان المحترم
السادة اعضاء برلمان اقليم كوردستان المحترمون
السادة اعضاء اللجنة الدستورية في برلمان اقليم كوردستان الأفاضل.



حيث اكد فيها على ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الأقليم انسجامآ مع مطالب المرجعية الدينية الكلدانية ومع دستور العراق وتحقيقآ لإرادة الشعب الكلداني ، ( الرابط الثاني ).



فبعد الإعلان عن الإرادة الكلدانية الواضحة والعلنية على ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الأقليم ، تم فعلآ تنفيذ تلك الإرادة وقد نشرت عدة مواقع الكترونية مسودة الدستور الذي نص في مادته الخامسة على ذكر الكلدان كقومية مستقلة ، ولقد حافظت هذه المادة على نصها الى عشية قراءة ومصادقة البرلمان على مواد الدستور حيث كان السيد سركيس اغاجان الاشوري قد وصل الى الأقليم بعد رحلة علاجية في الخارج التي استمرت اشهر طويلة ، والغريب انه وكفرد واحد استطاع خلال ساعات قليلة من مطالبته بتغيير هذه المادة ان يتفق مع الجانب الكوردي و ينصب نفسه وصيآ على الكلدانيين وان يحل نفسه محل المرجعيتين الكلدانيتين ( الدينية والسياسية القومية ) ويزيل الصفة القومية المستقلة من الكلدان ليلصقها في تسمية قطارية لم يقرأ او يسمع احد بها من قبل ، نعم خلال ساعات قليلة استطاع فرد واحد ان يغير مادة دستورية وتحديدآ المادة الخامسة لتصبح كما هواها وارادها من دون موافقة أو استشارة اصحاب الشأن !!!؟؟؟.



السؤال هو ، كيف تم له ذلك ؟.

هل لكونه عضو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني المناضل ؟، لا اعتقد ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي قدم عشرات بل مئات الألوف من الشهداء من اجل عموم شعب كوردستان أن يوافق على اهانة إرادة أي مكون من مكوناته .



هل لشعوره بأنه امتلك القرار الكلداني بسبب اشرافه على اعمار القرى والبلدات الكلدانية من المال العام التي بدأنا نشعر بأنه اصبح نقمة ومصدر فتنة بين شعبنا خاصة من قبل عشتار الفضائية التي انشأها بهذا المال لتشن اسوأ حرب نفسية ضد الكلدانيين ؟.



هل بسبب علاقته المميزة مع القيادة الكوردستانية والتي يعتقد انها تمكنه من التلاعب بكرامة الكلدانيين والغاء تاريخهم وحضارتهم وهويتهم القومية ؟.



هل ان ما اقدم عليه هو اتفاق مسبق ومخطط له بينه وبين اعضاء في برلمان الأقليم او مع اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان ، خاصة ان توقيتات العملية برمتها تثير الشكوك حولها إذ :-

1- وصل السيد آغاجان الى الأقليم صباح يوم الأحد 21 حزيران ( الرابط الثالث )

2- مطالبة السيد آغاجان بتغيير المادة الخامسة يوم 23 حزيران 2009 ( الرابط الرابع )

3- مصادقة البرلمان على مشروع الدستور تمت يوم الأربعاء 24 حزيران ( الرابط الخامس )



من هذه التوقيتات نستنتج الآتي :-

ما بين تقديم طلب من قبل فرد واحد من خارج البرلمان ومن خارج اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان لتغيير المادة الخامسة من مشروع دستور اقليم كوردستان والموافقة على هذا الطلب وتنفيذه لا تتجاوز كل تلك الاجراءات مدة 24 ساعة .

ألا يثير هذا العمل الخارق الشكوك بكون العملية وبرمتها مفبركة ومخطط لها مسبقآ لإظهار السيد سركيس آغاجان امام شعبنا المسيحي كقوة خارقة ( سوبر مان ) خاصة ونحن على ابواب انتخابية برلمانية قريبة ؟، أم انه مجرد واجهة لمخططات اكبر من سيادته واكبر مما نعرفه خاصة وان جلّ تركيزه منحصر في فكرة انشاء منطقة الحكم الذاتي في مما يسمى بسهل نينوى مما يستدعي ازالة أي عقبة سواء كان فرد او جهة او حتى لو كانت مرجعية دينية او مكون كامل من مكونات شعبنا المسيحي كما يحصل اليوم مع الكلدانيين ؟.



وإلا بماذا نفسر طرح مسودة الدستور في البداية وكلمة الكلدان ذكرت مستقلة عن غيرها وعشرات المواقع الألكترونية تشهد بذلك ، ثم وفي اللحظة الأخيرة وخلال قراءة المسودة في البرلمان يتم تغيير الصفة القومية المستقلة عن الكلدان بصورة عشوائية ومن دون أي مناقشات او استفسارات من اصحاب الشأن الذين هم الكلدانيين وليس احد غيرهم ؟.



هل دائمآ وفي اللحظات الأخيرة يمكن تغيير مواد مشروع الدستور في البلدان الأخرى وبهذه السهولة وبهذه الكيفية وبهذه المزاجية ، هل هكذا تعامل الحكومات والقيادات والبرلمانات العالمية الشعوب التي تخضع لسلطتها ؟، هل الكيفية والمزاجية والمحسوبية هي المعايير التي يتم على اساسها تحديد طريقة التعامل مع إرادات وحقوق الأقليات القومية في اقليم كوردستان العراق ، يؤسفنا ان نقول هذا ما تم مع الكلدانيين عند قراءة مسودة دستور الأقليم ، لذا نناشد القيادة الكوردستانية ورئاسة حكومة كوردستان والسادة رئيس واعضاء برلمان الأقليم والسادة اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان على رد اعتبار الكلدانيين وإعادة ذكر الكلدان كقومية مستقلة كما كانت قبل تغييرها من قبل السيد آغاجان وذلك للأسباب التالية ، الأول احترامآ لإرادة الكلدانيين الحرة وثانيآ ليخرج دستور الأقليم منسجمآ مع مواده ومع مواد دستور العراق الذي يؤكد ويحترم تلك الإرادة ، وثالثآ ، لإثبات انه ليس للقيادة الكوردية أي ضلع في هذه المؤامرة على الشعب الكلداني ، أما إذا لم يتم انصاف الكلدانيين واحترام إرادتهم عندها سيولد شعور لدى الكلدانيين لا يقل عن الشعور الذي انتاب الأخوة الأكراد خلال حملة الأنفال السيئة الصيت وايضآ سيحسب هذا الفعل ليس كمجرد غبن او ظلم آخر لحق بالكلدانيين بل وسيكون نقطة سوداء في طريقة تعامل كل تلك المؤسسات في الأقليم مع الكلدانيين ، وتكون اول سابقة من نوعها ان يستطيع فرد واحد وهو السيد سركيس آغاجان ان يغير مادة دستورية كاملة خلال ساعات قليلة من بعد تقديمه الطلب ، وسيسجل ايضآ ان أول من خالف الدستور وانتهك حقوق جزء مهم من الشعب الكوردستاني هم البرلمانيين الكورد انفسهم ، ولا اعتقد ان القيادة الكوردستانية تقبل ان تصبح طرفآ منحازآ في هذه القضية أو تسمح بهكذا انتهاكات من قبل فرد حتى لو كان هذا الفرد عضو قيادي في أي من احزابها ؟.



السادة المسؤولين في اقليم كوردستان العراق ، ان الطريقة التي تحاول فيها كتلة السيد سركيس اغاجان تسويق مشكلة التسمية بين الكلدانيين والسريان والاشوريين ليست حقيقة بل يحاولون فيها ايهام وخداع سيادتكم ، لأن القضية اكبر واعمق مما يتداولونه ويدعونه ، فهي ليست مسألة اننا نتكلم لغة او لهجات منحدرة من لغة واحدة ، فالأستراليين والأمريكان والبريطانيين والنيوزلنديين وغيرهم من الشعوب والدول يتكلمون ذات اللغة الانكليزية ولكن لا احد يستطيع ان يقول انهم من قومية واحدة ، وكذلك ليست مشكلتنا في التسميات لمجرد تسميات ، بل ان المشكلة هي فكرية وعقائدية قومية ، إذا لا الاشوريين يعترفون بوجود شيء اسمه القومية الكلدانية بل يعتبرونها ولجهلهم وتعصبهم الطائفي تارة بالطائفة واخرى بالمذهب الكنسي ويمكنكم العودة الى كل ادبياتهم ومناهجهم الحزبية للتأكد من ذلك ، ولا الكلدانيين يعترفون بوجود شيء اسمه القومية الاشورية بل ان التسمية الاشورية هي تسمية مذهبية وثنية وانتهت بزوال عبادة الإله آشور كما ان الاشوريين بحسب الكلدانيين هم من اصول كلدانية تم تأشورهم على يد البعثات الانكليكانية اواخر القرن التاسع عشر ثم انتحلوا التسمية الاشورية لهم بدل التسمية التي كانوا يحملونها والتي كانت " النساطرة الكلدان " وبحسب اعتقاد الكلدانيين وهذا ما يذهب اليه الكثير من المؤرخين أنه ليس لمنتحلي التسمية الاشورية الحاليين أي علاقة او ارتباط بالاشوريين القدامى ، فالمسألة ليست مجرد التسمية والتلاعب بالألفاظ والشعارات من اجل ايهام الآخرين ، ايها اسادة ، ان الحقيقة لا تؤخذ من الأقوال بل من خلال قراءة المدونات في ادبيات ومنشورات وبيانات الأحزاب الآشورية قاطبة ، وإذا اردتم الوقوف على حقيقة الأمور يمكنكم الرجوع اليها من غير الإستماع الى الكلدانيين او الى الآشوريين ، إذآ نحن امام اختلاف فكري وعقائدي قومي وليس بسبب تلك الأمور السطحية التي يحاولون تسويقها لخداع الناس وكان اخرهم وللأسف الجهة التي تلاعبت بمسودة الدستور وغيرت المادة الخامسة وتحديدآ ما يخص التسمية الكلدانية كقومية مستقلة وفق اهواء ومزاجية اعداء التسمية القومية الكلدانية .



نعم ايها السادة وأيها الاخوة الكلدانيين ، يستطيع السيد سركيس آغاجان بمركزه الحالي ان يتجاهل الإرادة الكلدانية وان يفرض اجندته وإرادته على الكلدانيين والسريان ، بل ويستطيع ايضآ بنفوذه ومركزه الحالي سواء الحزبي او المالي او العلاقاتي ان يحذف التسمية الكلدانية وحتى ان يشطب على الأسم الكلداني من دستور الأقليم بعد أن برهن مقدرته على تغيير مواد الدستور بحسب اهوائه واجندته خلال ساعات فقط ، نعم يستطيع الكثير إذا لم تتدخل القيادة الكوردستانية وان تتحمل مسؤولياتها التاريخية والانسانية لحماية إرادة وحقوق الشعوب الخاضعة لسلطتها من سطوة من اعلن الحرب على القومية الكلدانية وعلى مرجعيهم الدينية ، نعم يستطيع الكثير إذا استمرت الواسطة والمحسوبية هي سيدة الموقف ، ولكن ما لا يستطيعه السيد سركيس آغاجان هو ان يقودنا الى حيث يهوى رغمآ عن إرادتنا وعلى حساب كرامتنا ، و ما لا يستطيعه هو ان يلغي تاريخنا وحضارتنا ، وما لا يستطيعه هو أن يمحو فخرنا واعتزازنا وتمسكنا بهويتنا القومية الكلدانية المستقلة ، وما لا يستطيعه هو ان ينهي صبرنا وتحملنا لحين استعادة كامل إرادتنا وكرامتنا التي يحاول النيل منها واخضاعها تحت رحمة المؤسسات الطائفية التي انشأها ، وما لا يستطعه هو ان يكسر اقلامنا ويسكت السنتا أو يمنع معارضتنا ورفضنا ان ينصب نفسه وصيآ علينا وأن يحل نفسه محل مرجعيتنا الدينية والسياسية القومية ، وإذا كنا لحد اليوم ولأسباب موضوعية نحصر نشر كتاباتنا في دائرة تضم عدد محدود من مواقع شعبنا فإننا بعد هذا العمل المهين لعموم الكلدانيين الأصلاء وخاصة لمرجعيتيهم الدينية والسياسية القومية سنعمل على توسيع هذه الدائرة لتشمل كل المواقع والمؤسسات العراقية وغيرها التي نراها مناسبة لتعريف الرأي العام بحقيقة ما يجري ولفضح كل من يحاول ان يستقوي على الكلدانيين ويهين رموزهم ومرجعياتهم ، وهذه اول مقالة لي ستأخذ هذا المنحى الذي اضطررنا لأنتهاجه .



ما من ظلم دام حتى لو طال ، وما ضاع حق وراءه مطالب حتى ولو بعد حين .


1- رابط بيان سينهودس الكنيسة الكلدانية

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,296779.msg3841620.html#msg3841620



2- رابط رسالة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية المفتوحة

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,310787.msg3942247.html#msg3942247

3- رابط وصول السيد سركيس آغاجان الى الأقليم

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,311386.0.html



4- رابط تقديم طلب تغيير المادة الخامسة من قبل السيد آغاجان

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,312233.0.html



5- رابط مصادقة برلمان اقليم كوردستان على مشروع الدستور

http://www.iraqhurr.org/content/article/1761910.html







منصور توما ياقو

26حزيران 2009



Opinions