بدعم من المعهد الوطني الديمقراطي: بعثة دراسية لكوادر مركز المرآة في تركيا،كرواتيا، وبلغاريا
25/06/2011شبكة اخبار نركال/NNN/
شارك اعضاء الهيئة الادارية لمركز المرآة المتخصص في مراقبة اداء وسائل الاعلام العراقية في المهمة الدراسية التي افتتحت في جمهورية كرواتيا وبلغاريا للفترة من 1- 17/6/2011 وبأشراف المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية / قسم المجتمع المدني "NDI "
وقال رئيس الهيئة الادارية لمركز المرآة د.كامل القيم استاذ اعلام في جامعة بابل : ان المهمة الدراسية هدفت الى المعايشة مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية والاكاديمية بالصحفيين والناشطين في مجال الاعلام ، لكسب وتبادل الخبرات في مجالات عدة سيما المراقبة الحرفية لوسائل الاعلام وبناء علاقات بناءة في تبادل الخبرات خدمة للاعلام العراقي وترسيخاً لمفهوم المجتمع المدني بما يعزز بناء الديمقراطية في العراق.وبالاخص ماتعلق منها بحريات التعبير وسياقها الاجتماعي والقانوني بالتركيز على مفاهيم (الاستقصاء الاعلامي) وحق الحصول والوصول للمعلومات،(واليات خدمة النظام الإعلامي العام) وهذا مايلزمنا من خبرات المجتمعات الانتقالية ومنها تجارب الدولتان.
وفيما له صلة اكد عضو الهيئة الادارية الدكتور تحسين العطار : انه تم الاطلاع بشكل مفصل على الواقع الاعلامي في كرواتيا وبلغاريا من خلال اللقاءات المستمرة والمتواصلة مع العديد من الصحفيين والاكاديميين والمؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني والذي يبين ان القطاع الخاص في كلا الدولتين هو الاكثر نفوذا مع انتشار ظاهرة الصحافة الصفراء في البلدين.
مضيفا ان الصحافة الاستقصائية في البلدين تاخذ موقعا متقدما في الواقع الاعلامي رغم المشاكل التي تعاني منها سواء يخص الحصول على المعلومات او بعض الضغوطات ذات الطابع السياسي والاقتصادي.
واشار العطار الى ان التلفزيون العام في كلا البلدين هو وسيلة اعلامية الأهم والاكثر استخداما بين الجهمور بحسب دراسات بعض المنظمات.
وعن الواقع القانوني لوسائل الاعلام الكرواتية والبلغارية. اشار المستشار القانوني لمركز المرآة السيد قاسم الفتلاوي الى وجود العديد من القوانين التي تنظم سير واداء الوسيلة الاعلامية منها قانون حرية الوصول للمعلومات الذي تم اقراره في كرواتيا عام 2003 والذي يضمن للمواطن حق الوصول الى المعلومة ذات الصلة بحياته العامة والحياة السياسية بشكل خاص وبشكل تفصيلي ،وقبل ذلك وتحديدا عام 1994سمح القانون الكرواتي بظهور وسائل اعلام خاصة ادى الى انفجار كبير في عدد المحطات الاذاعية والتلفزيونية وفضلا عن وجود قوانين تفرض عقوبات على كل من يمارس القذف والتشهير ووجود المجلس الوطني للاذاعة والتلفزيون الذي وضع العديد من اللوائح تعطيه الحق في منع الوسيلة من البث او الصدور بعد التوجيه ثلاث انذارات متكررة ومتتالية.
اما اليوم تشهد كرواتيا تشكيل مجلس خاص بالصحافة لتأطير العمل الصحفي بشكل قانوني ، وبحسب القانون الكرواتي فنقابة الصحفيين مخولة لعقد اتفاقيات مع رؤساء ومالكي الشركات وتنظيم اوقات العمل والحصول على عقد عمل لحماية الصحفيين.
وعن قوانين الاعلام البلغارية اشار الفتلاوي الى ان البرلمان تبنى قانون الحصول على المعلومة في عام 2000 وهناك قانون التلفزيون والاذاعة وهو مسؤول عن اعطاء الرخص وتحديد التردادت والاطياف ويتمتع بحق غلق الوسيلة اذا ما انحرفت عن مسارها كما حصل عند غلق التلفزيون بسبب تعرضه لأحدى الاقليات.
وفيما يخص الواقع السياسي لكلا البلدين ،فالنظام السياسي يقوم على اساس انتخاب برلمان من قبل الشعب يملك صلاحية تشريع القوانين وان الساحة السياسية تشهد العديد من الاحزاب السياسية ذات الاتجاهات المختلفة والتي تشهد أئتلافات مبنية على مصالح سياسية لتشكيل الاغلبية والمسك بدفة الحكم في البلاد.
وقام المركز بالعديد من الجولات المدانية ابرزها في منظمة كونك (GONG)احدى منظمات المجتمع المدني في كرواتيا وتم القاء العديد من المحاضرات من قبل اساتذة متخصصين في مجال الاعلام والعلوم السياسية لالقاء الضوء على التطور التاريخي لوسائل الاعلام وما هي الوسائل الاكثر انتشارا فضلا عن القاء محاضرة حول دور الاعلام في دمقرطة المجتمع والتطرق الى أخلاقيات وسائل الاعلام من حيث النظرية والواقع، واختتمت المحاضرات باعطاء لمحة مختصرة عن قانون الحق في الوصول الى المعلومة.
وقد تجول الوفد المشارك لمركز المرآة في البرلمان الكرواتي وتم لقاء مسؤول العلاقات العامة وبعض اعضاء البرلمان لمناقشة العدد من المواضيع المتعلقة بالمجتمع المدني والاعلام من جهه والبرلمان منجهة اخرى ، بعد ذلك توجه الوفد الى كلية العلوم السياسية في زغرب وتم لقاء عميدها ونائبه حيث تم استعراض واقع الاتصال السياسي في كرواتيا والتطرق الى دور الكلية كمؤسسة بحثية في عملية مراقبة وسائل الاعلام.
وكانت هناك جولة داخل التلفزيون الكرواتي للاطلاع على سير عمله وقامت رئيسة مجلس البرامج بالقاء محاضرة حول دور الاعلام في المجتمع.ودور التلفزيون كمنشط للمواطنة وترسيخ التنمية المجتمعية في عموم البلاد.
وقد توجه اعضاء مركز المرآة الى أحدى اهم المدن الكرواتية التي تحكم من قبل المعارضة وهي مدينة (رييكا) للوقوف على دور العلاقات العامة في اداء المجلس البلدي والتطرق الى موضوع الشفافية في العمل ولقاء بعض الصحفيين لتسليط الضوء على الواقع الاعلامي للمدينة.
وخلال وجود الوفد في بلغاريا تم لقاء وزير خارجية بلغاريا الذي اعلن ان أنشأ مجموعة في البرلمان الاوربي للصداقة مع العراق. واضاف قائلا : ان كل من بلغاريا والعراق خرجا من مرحلة التسلط الدكتاتوري وهناك العديد من التحديات المشتركة التي تواجه البلدين في المجال السياسي والاعلامي.
وشدد على ضرورة ان تكون الثقة حاضرة في عمل المؤسسات وضرورة الاهتمام بالقضايا الداخلية لتحسين صورة الحكومة امام اعين شعبها.وللاعلام ومؤسساته دور في هذا المنحى.
وعن دور الاعلام البلغاري بالسياسة الخارجية وشؤون الشرق الاوسط سيما الشأن العراقي اعلن وزير الخارجية ان بلغاريا كرست اهتمامها في الفترة الاخيرة حول مسالة انضمام بلغاريا الى الاتحاد الاوربي والاهتمام بما يجري في شبه جزيرة البلقان.
مضيفا: لقد بدءنا التحرك لتعزيز العلاقات مع العالم العربي والعراق بشكل خاص، فقد نظمنا في شهر مايو مؤتمر حول خبرة البلدان الاوربية وعلاقتها مع الوطن العربي وبحضور ممثلين وصحفيين عن الدولة العربية ومنها العراق.
وتم ايضا عقد لقاء مع رئيس المركز الاعلامي لوزارة الخارجية لشرح آلية العمل الاعلامي للوزارة وعلاقتها بوسائل الاعلام فضلا عن لقاء بعض المؤسسات المعنية في حرية الحصول على المعلومات ومواقع الانترنيت للاطلاع عن الية عملها وتبادل الخبرات في مجال الاعلام الالكتروني.
وشهد اليوم الاخير للمهمة الدراسية زيارة وكالة الانباء البلغارية للاطلاع على واقع عملها وتشكيلتها باعتبارها احد اهم المصادر الخبرية لوسائل الاعلام البلغاري ،اذ تزود الجمهور بحوالي 1000 خبر يوميا.ويعتمد عليها اكثر من 80 % من وسائل الاعلام البلغارية كمصادر اساسية للمعلومات والاخبار والتقارير.
والجدير بالذكر ان الوفد المشارك قام بالقاء محاضرات حول الواقع العراقي الجديد والتحولات الكبرى التي شهدها المجتمع العراقي بعد سقوط النظام، في المجال الاعلامي والسياسي والقانوني والاقتصادي فضلا عن الدخول في مناقشات وطرح الآراء والاستفسارات للحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات وتبادل الخبرات.