برامج تلـــفزيونـية وكتب صادرة
في يوم 14/1/2010 غادرتُ المملكة الاردنية الهاشمية الى لبنان .. وعدت الى عمان يوم 16/1/2010 .. يومان قضيتهما في هلتون بيروت بدعوة من قناة الحرة لتسجيل حلقة تلفزيونية من البرنامج الشهير (قريب جدا) الذي يعده ويقدمه الصديق الشاعر جوزيف عيساوي .. وقد تم فعلا تسجيل الحلقة نهار يوم الجمعة 15/1/2010 .. وعندما تعذر بشكل او بآخر ، دعوة عازفين عراقيين ، سواء من بغداد او غيرها ، لمرافقتي خلال تسجيل الحلقة من البرنامج عندما نحتاج الى بعض التطبيقات الغنائية حسب سير الحوار الجاري .. الامر الذي اضطرنا الى دعوة موسيقيين لبنانيين لتمشية سير الحوار والغناء ..!عازف الناي اللبناني الشهير جوزيف ايوب
في مثل هكذا مواضيع .. لاعلاقة لجودة العازف من عدمها في هذا الاختيار ، فالموسيقيون اللبنانيون الذين اعتمدنا عليهم في تسجيل الحلقة كانوا موسيقيين كبارا .. لهم باعهم الطويل من التجربة الفنية وتاريخهم الحافل في الموسيقى .. فالامر يتعلق بمعرفة خصوصيات تعابير واساليب غناء المقام العراقي .. باعتباره غناءا محليا خاصا باهل العراق .. ولا ريب في ان يكون الموسيقيون العراقيون هم الاقرب الى التعبير وانسجام الاسلوب الذي اغنيه انا عندما يرافقونني في الغناء .. وعليه تذكرت اسمين كريمين من ابرز اسماء الفنانين اللبنانيين الذين اعرفهم وهما عازف القانون محي الدين الغالي وعازف الناي جوزيف ايوب .. اعتذر الفنان محي الدين الغالي لانه مرتبط بسفر خلال موعد التسجيل .. فاعتمد السيد جوزيف ايوب على عازف القانون صادق ملاعب وعازف العود نيقولا نخلة .. وهما من الشباب المبدعين في عزف آلتيهما .. الامر الذي اوجب مجيئي واعضاء الفرقة الموسيقية الى ستوديو التسجيل قبل الجميع لمراجعة القطع الغنائية التي ساغنيها خلال تسجيل الحلقة مع اعضاء الفرقة آنفي الذكر ..
من ناحية اخرى ، فقد سبق ان تشرفت بمعرفة الفنانين الكبيرين محي الدين الغالي وجوزيف ايوب ، في بيروت اواخر عام 1999 عندما اقمت ثلاث حفلات في مسرح المدينة ايام 27 و 28 و 29 / 1999 ببيروت .. وخلال وجودي في بيروت دعيت من قبل تلفزيون المستقبل لبرنامج – ليل وقمر ونجوم – الذي تعده وتقدمه الاعلامية المعروفة يمنى شرّي .. حيث توجَّبَ عليَّ البقاء وعدم سفري مع فرقتي الموسيقية التي غادرت الى بغداد حال انتهائنا من الحفلات الثلاث المذكورة .. ما عدا عازف العود المعروف علي الامام وهو رئيس فرقتي الموسيقية .. حيث طلبت من إدارة البرنامج بقاءه معي ليندمج مع الفرقة الموسيقية اللبنانية الكبيرة الخاصة بتلفزيون المستقبل .. باعتباره يعرف تفاصيل عملنا الغنائي .. وهكذا تسنى لي التشرف بمعرفة اعضاء الفرقة اللبنانية ومن ضمنهم السيدين الفاضلين محي الدين الغالي وجوزيف ايوب حيث استمر البرنامج يبث على الهواء مباشرة لساعتين متواصلتين .. مساء يوم 1/1/2000 وقد اجادت الفرقة الموسيقية اللبنانية الكبيرة مرافقتها لي في المقاطع الغنائية التي اديتها في البرنامج ..
الشاعر جوزيف عيساوي ، معد ومقدم برنامج – قريب جدا -
نعود الى برنامج (قريب جدا) الذي جئت الى بيروت من اجل تسجيل احدى حلقاته ، حيث اشرك السيد جوزيف عيساوي معد ومقدم البرنامج ، في جزء من فقرات حلقة البرنامج .. التي استمرت زمنا قارب الساعتين .. شخصيتين ، الاولى فنية وهي مطربة المقام العراقي سحر طه للحديث عني وابداء رايها في هذا الشان .. والشخصية الثانية ادبية وهو الشاعر الشاب المبدع حسام السراي بمناسبة صدور اولى مجموعاته الشعرية (وحده التراب يقهقه) .. وبعد انتهائي من تسجيل حلقة البرنامج .. اهديت احد كتبي الى اخي الشاعر حسام السراي .. وقد كان كتاب (المقام العراقي ومبدعوه في القرن العشرين) ..
مطربة المقام العراقي سحر طه
ان الامر الذي دعاني الى كتابة هذه المقدمة ، هو اطلاعي بصورة مفاجئة من خلال موقع كوكل GooGle على مقالة كتبها اخي حسام السراي يستعرض فيها كتابي المذكور الذي اهديته اياه في بيروت .. وهنا اود ان اطلعكم على مقالة الشاعر حسام السراي رئيس اتحاد ادباء النجف الاشرف وهو يستعرض الكتاب الصادر في بغداد وعمان عام 2010 شاكرا له اهتمامه بالاصدارات الثقافية .. واسفي انني لا امتلك هاتفه او عنوانه الالكتروني ..
اخــوكم
حسين اسماعيل الاعـظمي
عمان 5/5/2010
حسين الأعظمي : فنّ المقام ... سيرة العراق
حجم الكتاب متوسط : 23 * 17 سم
390 صفحة
استعراض للكتاب
كتابة : حسام السراي
الشاعر حسام السراي
يوجّه المطرب العراقي المعروف حسين الاعظمي تحيةً إلى «الأربعة الكبار» في المقام العراقي. كتابه «المقام العراقيّ ومبدعوه في القرن العشرين» (دار دجلة ــ عمان) دراسة تحليلية لأبرز مبدعي المقام العراقي خلال القرن العشرين بعد الفنان الرائد محمد القبانجي
- يكرّس حسين الأعظمي (المولود في بغداد ــــ 1952) كتابه الجديد الصادر حديثاً عن «دار دجلة» في عمان وبغداد ، للحديث عن تجربة «الأربعة الكبار» ، كما يسمّيهم ، في تراث المقام العراقيّ ، وهم : حسن خيوكة ، ويوسف عمر ، وناظم الغزالي ، وعبد الرحمن العزاوي ..
- هكذا يبدأ هذا المطرب المعروف ، الذي أُطلق عليه لقب «سفير المقام العراقي»، كتابه «المقام العراقيّ ومبدعوه في القرن العشرين» بتعريف المقام على أنّه «شكل (فورم) غناسيقيّ تراثيّ محليّ عراقيّ يُسرد في صور شاملة ، متعدّدة الجوانب من الأشكال والمضامين الغنائيّة ... ليعبّر عن حياة العراق بكلّ تاريخه وحضارته وثقافته وظواهره».
حسين الاعظمي .. مؤلف الكتاب
- في الباب الأول من الكتاب الذي يقع في 390 صفحة ومن الحجم المتوسط ، حيث يمثّل دراسةً تحليليّةً لأبرز اربعة مغنين مقاميين مبدعين بعد استاذهم الفنان الرائد محمد القبانجي ، يدعونا صاحب «المقام العراقي... إلى أين؟» إلى إلقاء نظرة على المقام العراقيّ منذ منتصف القرن العشرين .. ويشير إلى أنّ «حقيقة المؤدّين الذين ظهروا بعد انتصاف القرن العشرين ، تكمن في أنّ أكثرهم استمرّوا بتقليد ما وصل إليهم من أسلوب أو أساليب أدائيّة اجتاحت النصف الأول من القرن ، وخاصة الطريقتين القندرجيّة (نسبة الى مؤسسها رشيد القندرجيّ) والقبانجيّة (نسبة الى مؤسسها محمد القبانجي) اللّتين لا يزال تأثيرهما إلى يوم الناس هذا».
- حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي .. وبالاستناد إلى تقويمات كانت قد صدرت في الماضي ، يقرّ هذا المؤلّف بأنّ «تأريخ الأداء المقاميّ العراقيّ في القرن العشرين ، حفل بأخطاء ، ربما كثيرة ، ارتكبها نقاد مقاميون في أحكامهم على معاصريهم ...». لكنّه يعود إلى الحديث عن «ظهور نقاد أتيحت لهم فرص دراسة الموسيقى وعلومها ، إضافة إلى مواهبهم النقديّة التلقائيّة ، من بينهم ، عادل الهاشمي ، باسم حنا بطرس ، د.هيثم شعوبي وغيرهم» .. وقد عبّرت ملاحظاتهم النقديّة عن تطور الناحية الفنيّة عن ذي قبل لدى معاصريهم من المؤدّين ..
- استغلال الخزائن الأدائيّة كان الدرس الذي لم يغب عن مؤدّي المقام من الأجيال اللاحقة .. هذا ما يريد إيصاله حسين الأعظمي إلى قارئ الكتاب .. ويذهب إلى ذكر أسماء بعضهم أمثال عبد الجبار العباسي ، وعبد المجيد العاني ، وحسن البناء ..
وخلال حديثه عن المحليّة والعربيّة ، يؤكد حسين الأعظمي حقيقتين : الأولى أنّ مجالات نشر المقام العراقيّ خارج حدود المحليّة كانت قاصرة ، باستثناء المطرب «المعجزة» ناظم الغزالي الذي نجح في جعله مسموعاً عربيّاً .. والثانية أنّ التسجيلات المقاميّة لما بعد منتصف القرن الماضي ، أسهمت في بلورة الشكل المقاميّ الحديث والمعاصر وتطويره ..
- لاحقاً في الكتاب ، يتطرّق الأعظمي إلى المدارس المقاميّة بين البغداديّة والشماليّة وتفصيلاتها إلى الكركوكيّة والسليمانيّة ، مبيّناً الاختلافات النسبيّة في طرق أداء المقامات لدّى كل محافظة عراقية ، وخصوصاً الشماليّة منها ..
- الكتاب وهو يشير إلى الترتيب الزمنيّ للنتاجات الفنيّة ، فإنّه يدرج مسيرة أبرز مغنّي المقام المبدعين ، فيذكر حسن خيوكة ، ويوسف عمر الذي كان فناناً جماهيريّاً بصورة طاغية ، وبالطبع ناظم الغزالي الذي عبرت شهرته إلى آفاق عربيّة ، في حين يبيّن أنّ عبد الرحمن العزاوي اقتنع بحدود شهرته المحليّة .. ثمّ يفرد المؤلف أبواباً عدّة لتناول بداية كلّ من هؤلاء المطربين المقاميّين ..
- الباب الثاني من الكتاب يركّز على مميّزات الفنانين وفصيلة أصواتهم : صوت حسن خيوكة يمتاز بأنّه «باص باريتون: الصوت الغليظ الحاد»، ويوسف عمر بـ«التينور القويّ» القريب من صوت عبد الرحمن العزاوي «التينور الدراميّ». بينما وصف صوت الغزالي بـ«التينور العاطفيّ».
- وعن التحوّلات في جماليات التعبير، يوضح الباب نفسه أنّ «تسجيلات المقام العراقيّ اتّسمت بجمالية الإخراج الصوتيّ ودقة المضمون التعبيريّ ووضوح الشكل». ثمّ يعود الأعظمي لينسب إلى كلّ فنان صفته الأسلوبيّة .. هكذا، فحسن خيوكة ذو صوت «شجي حزين ـــــ مقام المخالف»، والغزالي يتصف بـ«تعبيرات بغداديّة صميميّة: مقام الجهاركاه»، وأوضح مثال على ذلك هو أغنية «طالعة من بيت أبوها». أما يوسف عمر والعزاوي فيتميّزان بـ«تعبيرات بغداديّة بأسلوب تقليديّ»، والمثال على ذلك هو غناء قصيدة معروف الرصافي التي يقول مطلعها
«يا شعر إنك صورة لضميري/ يبديك حزني تارة وسروري».
- هذا وقد مثّلت الصور النادرة ونوتات الأغاني المعروفة للراحل ناظم الغزالي إضافةً مهمة إلى الجهد الذي بذله المؤلف .. كذلك نجده يعدّ فترة الثلاثينيات من القرن الماضي التي برز فيها «الأربعة الكبار» وخلقهم لتيار خياليّ تأمليّ ، وكذلك تأسيس الإذاعة العراقيّة ومعهد الفنون الجميلة ، من الانعطافات المهمة في تاريخ الفن العراقيّ .. وقد بنى الأعظمي على أساسها تصوراته عن التحوّل الحاصل بعدها من خلال تخرّج طلاب الدورات الأوّلى وإعدادهم المسبق للأعمال الغناسيقيّة المعتمّدة على حيّز التفكير الموسيقيّ وجماليات الذوق ، لينتجوا ما أطلق عليه «المقام المصنوع».
- ختم الأعظمي كتابه من باب العرفان لأساتذته الأربعة ، إذ يقول «وبحكم ما واجهه العراقيّ في القرن العشرين ، لقد فُرض عليهم إعادة تقويم واختبار للمبادئ الفنية والجمالية والأدائية التي قام عليها الفن الغنائيّ والمقام العراقيّ من دون أن ينكروا القيم السابقة أو يتجاهلوها ، وتلك هي ميزة الفنان المبدع».
نبذة الناشر:
- شهد القرن العشرين في العراق ولادة جديدة للموسيقى العراقية عموماً والمقام العراقي خصوصاً ، من خلال ظهور الكثير من الأنجازات التكنولوجية وتطورها السريع .. التي ما انفكت تزداد تطوراً سريعاً جداً بمرور الزمن ، ولعل أبرز هذه الانجازات ظهور جهاز التسجيل الصوتي الذي أمسى الانعطافة العظيمة في مسار الحياة البشرية على مدى تأريخها .. فقد إستطاع الإنسان من خلاله أن يسجل صوته ثم يعيده ليسمعه ويكرر ذلك مرات ومرات..!! وهكذا كان الحظ بالغ السوء لكل المغنين والموسيقين الذين عاشو قبل ظهور هذا الابتكار العظيم على مدى التاريخ وذهبت أصواتهم ومخلفاتهم ادراج الرياح ..!! وبالمقابل أمست الحياة بعد هذا الأنجاز الخطير أوفر حظاً بصورة كبيرة لكل الفنانين الذين ظهروا منذ بدايات القرن العشرين حتى حاضرنا ومستقبلنا..
- من هذا التاريخ الحديث ولهذه الاسباب ، بدأت مرحلة جديدة فعلاً في تاريخ تطور موسيقانا وغنائنا ، بل الحياة برمتها ، وبطبيعة الحال أمسى التفاعل بين الشعوب أكثر قوة وتأثراً وتأثيراً من خلال تطور اجهزة الاعلام في النشر والتوزيع والاتصال والحفظ .. فاختزلت المسافات ، واختصر الزمن ، بحالة أسرع من أي وقت مضى وبصورة مستمرة متزايدة ..
- عليه فقد ظهرت التسجيلات الصوتية لمغنينا وموسيقيينا الى الوجود وأصبح بالامكان الاستماع اليها في أي وقت نريده..!!
المؤلف
حسين الاعـظمي