برلين تنفي تسليم الامريكيين خطة الدفاع عن بغداد
28/02/2006زمان :برلين :
نفت الحكومة الالمانية امس الاثنين تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية يؤكد ان الاستخبارات الخارجية الالمانية سلمت الامريكيين خطة عراقية للدفاع عن بغداد قبل غزو العراق في 2003. وقال المتحدث باسم الحكومة اورليك فيلهالم ان جهاز الاستخبارات الخارجية "لم يكن علي علم" بوجود خطة عسكرية معدلة للدفاع عن بغداد تم اعتمادها خلال اجتماع بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقيادته في 18 كانون الاول ــ ديسمبر 2002 وتحدد مواقع الوحدات العسكرية. وقال المتحدث الالماني ردا علي اسئلة خلال لقاء صحافي اعتيادي ان المعلومات الواردة في نيويورك تايمز "خاطئة"، فالعميلان الالمانيان "لم يطلعا" علي هذا الاجتماع وتلك الخطة ولم يتمكنا من نقلها. ونفي جهاز الاستخبارات الخارجية بنفسه بصورة قاطعة ما ورد في تقرير نيويورك تايمز المنشور علي صفحتها الاولي. غير ان الخبير الالماني في الاستخبارات السرية اريك شميت انبوم اعتبر ان مقال نيويورك تايمز "موثوق جدا" نظرا للعلاقات الوثيقة بين الاستخبارات الالمانية والاستخبارات العراقية. واضاف لصحيفة تاغتسايتونغ في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، ان نقل وثيقة كهذه يعتبر في مثل هذه الحالات "ضربة معلم". وكتبت نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة حصلت علي معلومات في شباط ــ فبراير 2003 بشأن خطة جديدة للدفاع عن بغداد من مصادر في الاستخبارات الالمانية. وسلمت الخطة الي عنصر في الاستخبارات العسكرية الامريكية في القيادة الامريكية في قطر. ونقلت نيويورك تايمز عن "تقرير عسكري امريكي سري" امس ان "عميلين سريين المانيين في بغداد نجحا في الحصول علي نسخة من خطة صدام حسين للدفاع عن العاصمة العراقية، وقام مسؤول الماني بنقلها الي القيادة الامريكية قبل شهر من الغزو". واضافت الصحيفة انه "عبر تسليم هذه الوثيقة العراقية، ساعدت الاستخبارات الالمانية الولايات المتحدة اكثر مما اقرت بذلك حكومتها في التصريحات العلنية". واضافت الصحيفة ان "الخطة اتاحت للجيش الامريكي معرفة ما اتخذ من قرارات علي اعلي مستوي في القيادة العراقية، بما في ذلك متي وكيف ينوي صدام حسين نشر قواته الاكثر اخلاصا". وتعقيبا علي هذه المعلومات، قال جهاز الاستخبارات الخارجية الالماني ان كل التقارير التي وضعها عميلاه في العراق بين 15 شباط ــ فبراير و2 ايار ــ مايو احيلت علي هيئة الرقابة في مجلس النواب الالماني (البندستاغ) وان الوثيقة التي تشير اليها نيويورك تايمز ليست واردة ضمنها. واثار وجود عميلين للمخابرات الالمانية في بغداد خلال الحرب بناء علي طلب حكومة غيرهارد شرودر المعارضة للغزو الامريكي، جدلا في المانيا حيث يوجد اتجاه نحو المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية. وطالب نواب من الحزب الليبرالي وحزب اليسار المعارضين وكذلك من الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة المستشارة انغيلا مريكل امس بتوضيحات. وقدمت حكومة مريكل الاسبوع الماضي تقريرا مفصلا يبريء العميلين اللذين قال التقرير انهما سلما الامريكيين معلومات تتعلق بحماية اهداف مدنية وتتضمن بعض المواقع العسكرية العراقية التي لا ترتدي اهمية حاسمة بالنسبة الي الحرب.