Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بغداد: حالة تأهب «طائفي».. والحكومة ترفض التدخل - أطراف سنية أعلنت الاستنفار لصد هجمات «مليشيا المهدي»

13/07/2006

بغداد: جوشوا بارتلو وسعد العزي* انطلقت الأصوات التي باتوا يخشونها من مكبرات الصوت في الجامع، بينما كانت الشمس تغيب في بغداد «الله اكبر! الله أكبر!». وقبل يوم واحد فقط كان الشيوخ العرب السنة في حي العامرية المتوتر يدورون على البيوت ويدقون الأبواب لتجنيد المتطوعين المستعدين للقتال ضد الميليشيات الشيعية. وكانت إشارة الجامع ليل الثلاثاء تعني أن الوقت قد حان لخوض القتال. ووفقا لشاهد وللمراسل الخاص لصحيفة «واشنطن بوست» كانت هناك سيارات محملة برجال يشتبه السكان بأنهم من أفراد الميليشيا الشيعية التي تحمل اسم «جيش المهدي»، الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وهم يخرجون من جامع الملوكي ويطلقون صواريخ آر بي جي على دار العبادة. وأثناء القتال أصابت شظية كتف احد حراس الجامع، وأحرقت سيارات. وقال سكان انهم لا يعرفون كم عدد القتلى. وتعالت اصوات اطلاق النار في ذلك المساء الحار، بينما راح الأطفال يصرخون خوفا. وفي أحد البيوت أغلقت الزوجة الباب الامامي واتفقت مع زوجها على ان لا يغادرا البيت. وكان ضابط سابق في الجيش يصدر أوامر للجيران الذين تجمعوا لشن هجوم: انتم توجهوا الى السطوح. وأنتم توجهوا الى الشوارع لحراسة المنعطفات. وابلغ صالح محمد، وهو أحد سكنة العامرية، مراسل «واشنطن بوست» الخاص، انه أدار الرقم 130 في هاتفه المحمول وهو رقم الطوارئ في بغداد، وابلغ وزارة الداخلية قائلا «جيش المهدي يهاجم العامرية». وقال الضابط في الوزارة، التي يهيمن عليها الطرف الشيعي وتعمل بصلة وثيقة مع الميليشيات «جيش المهدي ليس إرهابيا مثلكم. انهم أشخاص يؤدون واجبهم. وكيف تعرف أنهم أفراد جيش المهدي؟ هل مكتوب على جباههم؟» وأغلق سماعة الهاتف. وقال عبد الرحمن، 38 عاما، وهو صاحب متجر صغير قرب المنطقة الخضراء، إن «المشهد كان مرعبا ومأساويا. فبعد ان رأيت الحادث المروع (تفجيرين انتحاريين أعقبهما تفجير قنبلة ليقتل 15 مدنيا اضافة الى ضابط شرطة)، أغلقت محلي وذهبت الى البيت». وفي وقت مبكر من الصباح، أوقف مسلحون في حي الدورة ببغداد، سيارة كانت تقل عائلة شيعية عائدة من دفن قريب لها في النجف. وأرغموا أفراد العائلة الثمانية على الخروج من الباص وقتلوهم جميعا. كما انفجرت سيارة مفخخة في الكرادة أيضا، وهي من مناطق بغداد المزدحمة عادة، فقتلت شخصين وجرحت خمسة آخرين. وبدأت الموجة الحالية من القتل الطائفي يوم الأحد الماضي عندما قالت الشرطة، ان أفراد ميليشيا شيعية اقتحموا حيا في بغداد تقطنه غالبية سنية وقتلوا ما يزيد على 50 شخصا، مما اقنع كثيرا من العراقيين بأن العنف وصل الى درجة غير مسبوقة. وركز اجتماع البرلمان يوم أول من امس حول كيفية تقليص اعمال القتل، كما ان أعضاء البرلمان من السنة الذين كانوا قد قاطعوا جلسات البرلمان احتجاجا على اختطاف زميلة لهم أعلنوا عن عودتهم الى الاجتماعات. وقال حيدر العبادي، وهو عضو شيعي في البرلمان، انه «من المؤكد ان ما يحدث هو بداية حرب أهلية. انه وضع خطر ينجر فيه الناس الى اعمال قتل جماعي». وقال صالح المطلك، وهو احد الأعضاء السنة البارزين في البرلمان، ان الخصومات الطائفية تمزق حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي لم يمض على تشكيلها سوى سبعة اسابيع. وقال ان «هذه حكومة يائسة. ولم تفعل شيئا واحدا جيدا منذ أن بدأت، والأوضاع تتدهور. والبرلمان لا يستطيع التوصل الى حلول عملية، لأن أذهان الأعضاء تفكر فقط بالطائفة وليس بمصالح البلاد. ويبدو ان هذه الحكومة ستنهار قريبا جدا». * خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط») Opinions