بلدة عراقية تبدو بلا حيلة امام انفلونزا الطيور
11/02/2006العمارة (العراق) (رويترز) - اذا تساءل خبراء دوليون عن مدى صعوبة توعية العراقيين بشان انفلونزا الطيور، فيتعين عليهم ان يزوروا اراض تلقى بها النفايات في العمارة حيث يلعب الاطفال بين الدواجن النافقة.
ويحقق مسؤولو صحة عراقيون في أربع حالات اصابة بشرية مشتبه بها بفيروس انفلونزا الطيور في المدينة الواقعة بجنوب البلاد وامروا بالتخلص من الطيور لاحتواء ظهور محتمل للمرض.
وفي منطقة مكبات للنفايات ألقيت فيها الوف الطيور التي جرى التخلص منها كان نحو 15 طفلا يتقافزون ويربطون الدواجن في عصي ويلوحون بها في الهواء غير مدركين للمخاطر.
وكان يعتقد في السابق ان فيروس انفلونزا الطيور الذي اودى بحياة صبية عراقية مقصورا على القرية التي تنتمي اليها الفتاة في اقليم كردستان الشمالي الذي يحظى بحكم ذاتي على نطاق واسع.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت يوم الثلاثاء ان وزارة الصحة العراقية ذكرت تقارير بشان حالة مشتبه بها في العمارة على بعد 365 كيلومترا جنوب شرقي بغداد.
وقال محافظ ميسان لرويترز ان ضحية انفلونز الطيور المشتبه به هو بائع حمام يبلغ من العمر 24 عاما من العمارة توفي يوم الاحد. وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق ان المسؤولين العراقيين حددوا هوية الضحية على انه صبي يبلغ من العمر 13 عاما.
واخذت انفلونزا الطيور اسرة الضحية على حين غرة.
وقال جبار زاهوري (38 عاما) عم الضحية "كان يعاني من انفلونزا مستمرة. وفي المستشفى ساءت حالته وبدا ينزف من فمه وانفه ثم لقي حتفه."
وكان بائع الحمام الذي قال المسؤولون ان اسمه مهند راضي يعيش في منزل مع خمسة اشقاء وثمانية شقيقات. واخذ مسؤولون عينات منهم لاجراء اختبارات للكشف عن الفيروس.
وحالة الاصابة المؤكدة الوحيدة في البلاد هي الصبية. كما توفي عمها الذي كان يعيش في نفس المنطقة وتجرى اختبارات للتأكد مما اذا كان الفيروس قضى عليه.
وفي حالة التأكد من ان بائع الحمام توفي بانفلونزا الطيور فان ذلك سيحبط الامال في ان يكون فيروس (اتش.5.ان.1) مقصورا على منطقة صغيرة في شمال العراق الذي يجتاحه تمرد دموي.
والقي باللوم على الطيور البرية في انتشار المرض باتجاه الغرب قادما من اسيا. وقال وزير الصحة العراقي في وقت سابق من هذا الاسبوع انه في حين انه واثق من ان البلاد المنكوبة بالحرب تتخذ الاجراءات الضرورية لمحاربة اي ظهور لانفلونزا الطيور فانها ليست لديها وسائل دفاع ضد الطيور المهاجرة.
ويصاب البشر بانفلونزا الطيور من خلال الاتصال المباشر مع الطيور المصابة.
وقال زامل شياعا رئيس ادارة الصحة في العمارة لرويترز يوم الجمعة ان هناك ثلاث حالات اصابة بانفلونز الطيور مشتبها بها في مستشفى العمارة كلهم اقارب راضي وهم طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وصبي عمره خمسة اعوام واخر عمره سبعة اعوام.
وهناك فريق من منظمة الصحة العالمية في البلاد يحاول مساعدة مسؤولين محليين في محاربة الفيروس لكن هناك مخاوف من ان يجعل العنف والبنية التحتية المدمرة وقف انتشار الفيروس اكثر صعوبة من دول مثل تركيا المجاورة.
وقتلت انفلونز الطيور 88 شخصا على الاقل في انحاء العالم منذ عودتها للظهور في اواخر عام 2003. وهناك مخاوف من ان يتحول الفيروس الى سلالة تنتقل بسهولة من شخص لاخر مما يتسبب في وباء يمكن ان يقتل ملايين البشر.
وتستخدم المساجد اضافة الى سيارات الشرطة وسيارات الاسعاف لبث التحذيرات لسكان العمارة مطالبة اياهم باعدام الطيور.
ويقول الناس مثل عزيز طه وهو سائق شاحنة انهم يخشون من ظهور انفلونزا الطيور ويودون مغادرة المدينة التي تجري فيها مياه المجاري في الشوارع.
وقال "نحن مذعورون جدا ونريد ان نغادر هذا المكان المشؤوم. لكنني لا اقدر على تكاليف الانتقال. بدا الناس يصفوننا باننا حاملو انفلونزا الطيور. اصبحنا غير مرغوب فينا. الناس يهربون عندما يروننا."