بلير يدعم الحكومة العراقية ومسلحون يحتجزون رهائ
17/12/2006 بغداد (رويترز) - تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتقديم دعمه الكامل للحكومة العراقية خلال زيارة لبغداد يوم الاحد ووعد بالا يدع "من يريدون العيش في كراهية" ليدمروا الديمقراطية.
وفي واقعة تسلط الضوء على التحديات الامنية في العراق نفذ مسلحون في الزي الرسمي للشرطة عملية خطف جماعي في مكتب للهلال الاحمر ببغداد. وقالت الشرطة ان ما بين عشرة و20 شخصا خطفوا لكن مسؤولي الصليب الاحمر قالوا ان العدد اكبر.
وأضاف بلير أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الحاجة الى المصالحة الوطنية وبناء قوات الامن العراقية لمكافحة العنف الطائفي المتزايد بين السنة والشيعة والذي دفع البلاد الى شفا حرب أهلية شاملة.
وقال بلير الذي يقوم بجولة في دول الشرق الاوسط في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون لمساندتك بكل طريقة ممكنة حتى تتمكن الحكومة العراقية والشعب العراقي في الوقت المناسب من تولي مسؤولية شؤونهم بالكامل."
وأضاف "كررت اصرارنا على الوقوف تماما خلفك ووراء الشعب العراقي في تأكيد ألا يؤدي الارهاب والطائفية ومن يرغبون في العيش في كراهية بدلا من السلام الى تدمير ديمقراطيتك."
وتأتي زيارة بلير أوثق حلفاء واشنطن في الوقت الذي يعيد فيه الرئيس الامريكي جورج بوش النظر في استراتيجيته في العراق بعد هزيمة أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي له في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي وفي مواجهة الخسائر المتزايدة في صفوف القوات الامريكية.
وكان بلير قد قال ان القوات البريطانية ستبقى في العراق لحين انتهاء مهمتها.
ووقع حادث الخطف خارج المنطقة الخضراء المحصنة حيث التقى بلير مع المالكي وزعماء اخرين. وكان من بين المخطوفين موظفون وزوار وحراس أمن خاص.
وقال مسؤول في الهلال الاحمر وشهود ان المسلحين الذين وصلوا في شاحنات نصف نقل الى المكتب بوسط حي الكرادة فصلوا بين الرجال والنساء وانطلقوا بصحبة 25 ضحية.
وقال شاهد لرويترز "أخذوا كل الرجال وفصلوهم عن النساء ورحلوا."
وللهلال الاحمر العراقي وهو منظمة الاغاثة الوحيدة العاملة في محافظات البلاد الثماني عشرة الف موظف و200 الف متطوع. وفي الاسبوع الماضي اتهم نائب رئيس الصليب الاحمر القوات الامريكية في العراق بشن هجمات على مكاتبها على مدار الاعوام الثلاثة الماضية وأضاف أن الهيئة تشعر بضغط ايضا من الجماعات المسلحة.
وتشهد بغداد حوادث خطف يوميا تنفذ الكثير منها جماعات مسلحة على جانبي الصراع الطائفي بين الشيعة والعرب السنة. وتقوم عصابات اجرامية بعمليات خطف جماعية بهدف الابتزاز.
وخطف مسلحون في زي مموه الاسبوع الماضي نحو 30 شخصا في منطقة صناعية بوسط بغداد غير أنهم أفرجوا عن معظمهم بعد ذلك ببضع ساعات.
وتقع الحكومة التي يقودها المالكي تحت ضغط من واشنطن لبذل المزيد من الجهد للقضاء على العنف اليومي الذي يقدر مسؤولو الامم المتحدة أنه يودي بحياة اكثر من 100 شخص يوميا. وعقدت أعمال العنف من خطط الولايات المتحدة وبريطانيا لسحب قواتهما.
وأكد بلير في تصريحاته للصحفيين أن "من المهم أن نمارس كل الضغط والسلطة التي نملكها لضمان مساندة كل الدول في المنطقة للعراق."
وتابع "هناك التزام قوي للغاية يظهر في قرار الامم المتحدة بأن تكون كل الدول في المنطقة مساندة لرئيس الوزراء العراقي وحكومته... ولا تضعفهما."
ويقول محللون ان أعمال العنف في العراق منذ الغزو عام 2003 عكرت على بلير السنوات الاخيرة في منصبه حيث أدت الى انقسام الجماهير في بريطانيا وانقسام داخل حزبه مما استنزف معدلات شعبيته وقلل من مصداقية بريطانيا في المنطقة.
ولبريطانيا قوات قوامها نحو 7200 جندي في الجنوب يتمركز معظمهم داخل وحول البصرة الغنية بالنفط ثاني اكبر مدن العراق. وتقاتل الفصائل الشيعية بعضها البعض من أجل السيطرة.
ونقلت لندن المسؤولية عن اثنتين من المحافظات الجنوبية الاربع التي اضطلعت بالمسؤولية عنها بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 لقوات الامن العراقية.
من روس كولفن وكاثرين بولدوين