" تحالف وليس أنضواء "
كلمة بمناسبة أنعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلدانياللغة العربية لغة غنية بالمفردات ، ولغة التلاعب بالألفاظ ، وتختلف فيها المعاني وإن تقاربت الكلمات ، او قد تختلف الكلمات وتتقارب في المعنى ، لذلك أقول هناك فرق شاسع ما بين أن نقول " إبراهيم وأسحق ويعقوب " للدلالة على ثلاثة أشخاص لربما لا تربطهم أية رابطة ، وحينما نقول " إبراهيم أسحق يعقوب " حيث نستدل من هذا أنه الأسم الثلاثي لشخص أسمه إبراهيم وأبوه أسحق وجدّه يعقوب .
من هذه المقدمة وبهذه الصيغة أود أن أُبَيّن الفرق بين التسميتين " الكلدان والسريان والآشوريين " والتي تدل على ثلاث يختلفون بالهيئة والشكل والتأريخ واللغة والمفاهيم الأجتماعية بما فيها العادات والتقاليد وحتى المذهب ، وحينما نقول " الكلدان السريان الآشوريين " ، لأنه لم يكن في أي وقت من الأوقات أن حمل الكلدان التسمية الآشورية مطلقاً ولم يذكرها أيَّاً من المؤرخين أو الكتَّاب لا العرب ولا الأجانب، لا المستشرقين ولا المسيحيين ، كما نستغرب من مثقفينا كيف أنزلقوا في هذا المجرى الخطير وأعتبروا الجميع شعباً واحداً دون أن يعرفوا ما هو أسمه ، غريبة هذه المعادلة ، لحد الآن لم يتمكن أحد من هؤلاء ممن حمل أعلى الشهادات في مختلف العلوم أن يتشجع ويسمي تلك الأمة أو ذلك الشعب بأسمه ؟
فهل كنا شعب بدون أسم ؟ أم نخجل بما كنا نتسمى به ؟أم هي ( التسمية ) أختراع جديد ولم نتوصل لحد الآن أن نكتشف أسم " الكلدان والسريان والآشوريين " سابقاً ، وكيف يمكننا أن نخترع تسمية جديدة لهم .
يقول المثل العراقي " أكذب ... أكذب ... إلى أن يصدّقك الناس " واليوم هناك من يردد هذا المثل ولكن بطريقة جديدة وهي يستمر بالقول نحن شعب واحد ...نحن شعب واحد ... ولكن ليس له أسم ، أو يعمل على غرار لعبة الدنبلة أو البينكو " جرخله " ومن ثم خرج بهذه التسمية المخبوطة غير الصافية ويروّج لها كلما بدا له الجو مناسباً .
" السورايي " روّج لها مؤتمر عينكاوا ، ولا نريد أن نقول شيئا لأننا قلنا ما فيه الكفاية به منذ زمن ، ولصالح مَنْ عمل وكيف ضرب القومية الكلدانية بالصميم وما زال .لو ناقشنا تسمية " سورايي " متى ظهرت هذه التسمية ؟ وعلى من أُطلِقَت ؟ وما هو عمقها التاريخي ؟ هل كانت منذ آلاف السنين ؟ هل هي تسمية قبل السيد المسيح أم بعده ؟ وماذا تقول للكلدان الذين هم قبل المسيح ؟ هل يمكننا أن ندعوهم ب " سورايي " ؟ وماذا تسمي المسلمين الذين في معلولا في سوريا ؟ أليسوا يتكلمون لغة السورث ؟ وهم يعتزون بها كما أنهم يدينون بالإسلام ويعتزون به ؟ كيف تعلل ذلك ؟لا أريد أن أشرح عن هذه التسمية التي لا تعطي أي مدلول قومي أو ثقافي أو أجتماعي والآخرون أدرى مني بذلك وقد أسهب في شرحها الأخ حبيب تومي في إحدى مقالاته .
نحن كلدان ، ولنا عمق تاريخي يعد بآلاف السنين ، وجذورنا متأصلة في العراق ، لا أدري لماذا يريد البعض من مثقفينا أن يسلبونا هذا العمق التاريخي ويجردوننا من تراثنا الذي يفتخر به الأعداء قبل الأصدقاء ، إنه أعتداء صارخ على حقوقنا القومية ،
بالأمس نشر موقع عينكاوة الألكتروني وفي صدر صفحته الأولى ثلاث مقالات ( بالمناسبة فإن موقع عينكاوة يخاف نشر مقالاتي بدليل أنه نشر رد الدكتور حكمت حكيم على رسالتي من دون أن ينشروا الرسالة نفسها وقد أستغرب الكثير من القراء هذا التصرف المنافي للمبادء وأصول النشر ) مقالة كتبها السيد كامل زومايا بأسم إمرأة وأخرى كتبها الشخص نفسه بأسم نشطاء في المجال القومي ولم يذكر أي مجال قومي هم نشطاء فيه ، يعني هل هم نشطاء في المجال القومي الكلداني ؟ أم السرياني ؟ أم الآشوري ؟ أم السورايي ؟ أم الكلداني السرياني الآشوري ؟ أم الكلدو آشوريين ؟ و ... الخ والثالثة كتبها الأستاذ عبدالله النوفلي .
المهم جاءت هذه المقالات متزامنة مع موعد أنعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني ، وهي قنابل موقوتة أراد أصحابها تفجيرها في موعدها المحدد عسى أن تحدث تأثير صدمة قوي وتجري تخلخلا في الوضع الحالي للمجلس القومي الكلداني ،ومن خلال هذه القنابل لربما يعتقدون بأنهم بإمكانهم تغيير مسار المجلس أو على الأقل أستدرار العطف وثنيه عن خطه القومي الأصيل . كما يريدون أو هكذا تهيأ لي أن يجرّوا مسؤولي هذا المجلس إلى مفاهيم خاطئة يؤمنون بها ( حسب أعتقادي الشخصي ) ويريدون لهذا الصرح الكلداني الأصيل أن ينساق إلى رغبات شخصية غير قومية ، ويتنازل عن أهدافه القومية ويسير وراء دفة الكلداني السرياني الآشوري ،
سؤالي هو لماذا يحمل معول الهدم القومي بعض أخوتنا الكلدان ؟
كان المفروض أن تأتي هذه الدعوة من السيد جميل زيتو أو من بعض المعادين للكلدان وليس منكم أنتم ، هذا إذا كنتم كلدان أو على الأقل تؤمنون بالحقوق القومية الكلدانية ، أما إذا كنتم على غير هذه الحالة فمن حقكم أن تفعلوا ما يحلو لكم وما تؤمنون به ولا أعتراض لدي على ذلك .
المجلس القومي الكلداني هو تنظيم قومي كلداني صرف ، واليوم يعقد هذا الصرح الكلداني مؤتمره الثاني وسوف يسير وفق ما رسموه له القادة المؤسسون ووفق مل يتمناه كل كلداني شريف غيور ، إن أمة الكلدان سواء في الداخل أو الخارج تنتظر بفارغ الصبر مقررات كلدانية صرفة لا شائبة فيها ، يكون العَلَم الكلداني والشعار الكلداني والنشيد الوطني الكلداني في مقدمة الكل ، وعلى الكل أن يقف أحتراماُ لشهداء الكلدان ، وأعترافا بمسيرة الكلدان ،
لقد عقد إخوان لنا مؤتمرات وسيّروا مسيرات ورفعوا أعلاما قومية ، ونظموا مجالس وأجتماعات دولية وعالمية وأقليمية وقطرية ، ولم يكتب أحداً بحقهم ولا كلمة ، سواء كانت كلمة حق يراد بها باطل أم غيرها ، أستغرب أشد الأستغراب من هكذا تصرف ، ولكن ... آخ من ولكن .... ولكن وبكل مرارة وأسف أقولها ... إذا عقد كلداني واحد أجتماعا مع أخيه تقوم الدنيا ولا تقعد ، تبدأ الأقلام ويا مكثرها تكتب بكل ما أوتيَتْ من قوة ، تهدد وتتهم بأن هذا العمل الذي قام به أخوين كلدانيين بالأجتماع هو جريمة لا تغتفر بحق السرين والآشوريين ، لقد ضربوالوحدة القومية في الصميم ، أنهم عنصريين ، نكروا أخوتهم ووو.... ألخ من هذه التهم الجاهزة الحاضرة التي يمكن تسويقها في كل حدث وكل زمن ، أتقوا الله أيها الكتّاب ، إن كنتم لا تستطيعون أن تساندوا الكلدان في هذا الظرف العصيب ، على الأقل أتركوهم وشأنهم ، يعني وكما يقول المثل العراقي " لا ترحم ولا تخلّي رحمة الله تنزل " لماذا هذا التمايز في التعامل ؟ ما هو ذنب الكلدان في ذلك ؟ أ لأنهم أحرار ؟ لا يقبلون الخضوع والخنوع ؟
نفتخر بذلك .
لذلك أقول لكم جميعا أطمئنوا بالاً ولا تهتموا بما للكلدان ، فللكلدان ربٌّ يحميهم .
كلاماً خطيراً ذكره الأستاذ عبدالل النوفلي في مقالته الموسومة ( المجلس القومي الكلداني ... شلاما ) حينما قال " أستبشرنا خيراً بعد أن أنضوى أو تفاهم مجلسكم مع المجلس الشعبي .... "ا
يا أستاذ عبدالله وكما يقولون في جنوب العراق " وأنت سيد العارفين " هل فاتك معنى " أنضواء " في اللغة العربية ؟ أم أردت أن تمرر هذه الكلمة دون أن يعرف معناها أحد .
إنْ كُنْتَ لا تَدْري فَتِلْكَ مصيبةٌ ,,,,, وإنْ كُنْتَ تَدري فالمصيبةُ أعْظَمُ
هذا أقل ما يمكن أن يقال بهذه المناسبة ، بمناسبة تمريرك لكلمة أنضواء
كنتُ أتمنى من السيد ضياء بطرس أو غيره من قادة المجلس القومي الكلداني أو حتى من الشخصيات الكلدانية المستقلة وحتى آباءنا المطارنة الأجلاء أن يردوا على السيد عبدالله النوفلي بمناسبة تمريره هذ الكلمة التي لا تليق بالمجلس ، هذه المنظمة الكلدانية التي أراد بها مؤسسوها غير ما يضمره لها السيد عبدالله النوفلي .
ولكن أود أن أجلب أنتباه الأستاذ عبدالله بأن السيد ضياء بطرس في مكالمة هاتفية من مقره في عينكاوة وبحضور الدكتور حكمت حكيم الشخصية الكلدانية المستقلة ، أكَّدَ لي بأنه يرفض رفضاً قاطعاً هذه المعاني من الكلمات ويرفض رفضاً قاطعا مسألة الأنضواء أو الأنتماء أو الحصول على مقعد أو تحت راية أو تابعا أو ضمن تنظيم .وقال لي بالحرف الواحد " علاقتنا مع المجلس المذكور علاقة تحالف وليس أنضواء " وقال لي رد بكل قوة وعنف على من يَدَّعي غير ذلك وهم يتجنّون على مجلسنا ، ، فكل كلام يتعدى " التحالف " هو كلام زور وبهتان وأعتداء على حقوقنا القومية الكلدانية ، كما قال لي بأنه يفتخر برفع العلم الكلداني فوق مبنى مقر المجلس ويؤمن بأحتفالات أكيتو الكلدانية البابلية وسنتنا هي 7309 وأعتقد جماعة المجلس الشعبي على علم تام بما حدث حينما أحتفلوا بالسنة الآشورية ورفعوا العلم الآشوري كما رفضوا أن يرفعوا العلم الكلداني أو يذكروا السنة الكلدانية على أقل أحترام .
الظاهر أن الأخ كامل زومايا قد أرَّقهُ انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني فبدأ بكتابة الرسائل ولا أدري هل هو أستدرار عطف أم محاولة قد تكون ..... أم يريدون ثني إرادة الإخوة المؤتمرون وتغيير مسار السفينة التي ما زالت متمسكة بأهدافها القومية الكلدانية الصرفة ، وبخط سيرها الكلداني ويسيرون وفق البوصلة الكلدانية التي ما زالت تقاوم الرياح العاتية التي تهب كلما عقد مؤتمر كلداني هنا أو تجمع كلداني هناك .
إن المجلس القومي الكلداني ، تنظيم قومي كلداني ، لا زال أميناً ... وفياً ومخلصاً لقوميته الكلدانية بالرغم من كل المعوقات والعراقيل التي أعترضت سبيل سيره وصادفت مسيرته النضالية ، المجلس القومي الكلداني بأيدي أمينة ،
ونقول للإخوة المؤتمرين
الكلدان في الداخل والخارج ينتظرون منكم نتائج مهمة ويعلّقون آمالاً كبيرة على تجمعكم هذا وعلى مؤتمركم ، كما أنهم يتطلعون بشوق إلى ما سيتمخض عنه مؤتمركم من قرارت تهم الكلدان كهوية وكقومية وتثبت مسيرة هذا التنظيم العظيم الذي يسير جنبا إلى جنب مع الحزب الديمقراطي الكلداني وبقية التنظيمات الكلدانية المناضلة .
عشتم وعاشت أمتنا الكلدانية بكل خير .
26/04/2009
Nazar Malakha