تحت المجهر ( العراق في مجموعة الموت بعد قرعة أمم اسيا 2011)
سُـحبت في العاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة 23-04- 2010 قرعة أمم اسيا 2011, بحفل باهر أُجريَ تحت قبة اكاديمية التفوق الرياضي أسباير . ابتداء الحفل الذي حضره رئيس الاتحاد الاسيوي محمد بن همام واعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الاسيوي بالقاء الكلمات ومن ثم بتقديم بطل النسخة الماضية العراق سيد أسياد أسيا حيث سلم قائد المنتخب الوطني يونس محمود الكأس الى اللجنة المنظمة التي قررت فيما بعد وبقرار استثنائي ان يحتفظ العراق بها نظراً للدور المميز الذي ظهر به في النسخة الاخيرة لعام 2007 (علماً انه يتم الاحتفاظ بالكأس بعد الحصول عليه لثلاثة مرات) .. فكان العراق خاطفاً لآضواء الاعلامـيين والكل في ترقب عن المجموعة التي سيقع بها ..سحبة الدورة القادمة كانت مميزة بكل المعايير ابتداءاً من الحضور الاعلامي الهائل الى جانب الشخصيات الرياضية وانتهاءاً بالتنظيم الرائع,الا أن المميز اكثر كان تقسيم الفرق الى اربعة مستويات حسب نتائج كأس امم اسيا للنسخة الماضية 2007 والتصنيف الاسيوي للمنتخبات حيث وضع (لعراق ,السعودية ,كوريا الجنوبية وقطر المضيف) في المستوى الاول اي تكون على راس المجموعات الاربعة على ان توضع قطر على رأس المجموعة الاولى كمستضيف للبطولة والمستوى الثاني ضم (اليابان,استراليا,ايران,اوزبكستان) ,المستوى الثالث (الصين,الامارات ,البحرين,الاردن) المستوى الرابع (سوريا,الكويت,الهند,كوريا الشمالية) وبعد سحب القرعة اسفرت عن وقوع منتخبنا العراقي في المجموعة الرابعة الى جانب كل من (ايران,كوريا الشمالية ,الامارات )وكعادة الاعلام الرياضي الذي يخلق نوع من الاثارة فقد اسمى مجموعتنا بمجموعة الموت او المجموعة الحديدية لكن نظرتي المتواضعة اعتبرها مجموعة متوازنة . الامر الذي يخصنا الان انه قد بدء العد التنازلي لهذه البطولة القارية المهمة التي ستنطلق في شهر يناير المقبل وعلينا اعداد العدة لها فأول مواجهاتنا ستكون مع المنتخب الايراني ونتيجتها الايجابية في هكذا بطولات ستكون مفتاح العبور لاأكثر من نصف الطريق للدور الثاني (دور الثمانية) ..بنظرة تحليلية سريعة لمنتخبات مجموعتنا فهي تضم المنتخب الايراني الذي يملك دوري قوي يضم محترفين بالاضافة الى لاعبيه المحترفين في الدوريات الاوربية ويمتاز لاعبيه بقوة جسمانية ولديه بصمة في القارة الاسيوية اما الفريق الكوري الشمالي فهو يمتاز بالسرعة والقوة بدليل تأهله لكاس العالم القادمة ,اما المنتخب الاماراتي الشقيق فهو يتم اعداده ومنذ فترة فظهر كمنتخب قوي في مباراتنا الاخيرة معه في البطولة الدولية التي اقيمت في الامارات وقف ندأ قويا امام منتخبنا رغم تفوقنا عليه بنتيجة 1-0 فقد شارك في المنتخب الاماراتي الشباب في حين ان اغلب اعمدة المنتخب لم تكن حاضرة ..كنتيجة اولية لمجموعتنا يتطلب منا اعداد جيد جداً لا بل العكس ان يكون ممتازاً وخاصة اننا نملك خامات رياضية لها وقعها في القارة الاسيوية وهي تحتاج الى توظيفها بصورة جدية من خلال ملاك تدريبي على مستوى عالي لمثل هكذا بطولات .الضغط على منتخبنا سيكون اعلى من المنتخبات البقية المشاركة فهو بطل النسخة الماضية فالحصول على اللقب(الوصول الى القمة ) اسهل من الاحتفاظ به مما يتحتم علينا ان نظهر في هذه البطولة بشخصية البطل الذي سيحسب له الف حساب من قبل المنتخبات الاخرى التي سنواجهها ..
عقبات في طريق المنتخب العراقي لكأس امم اسيا 2011
في ظل الظروف التي يعيشها البلد ومنذ فترة تتجاوز العقدين أو الثلاثة فأن العقبة الحاضرة دائما هو صعوبة اعداده داخل البلد بالاضافة الى صعوبة تجمع اللاعبين المحترفين الذي يشكلون العمود الفقري لمنتخبنا لكن من التجربة والخبرة المتراكمة استطاع ان يتجاوز هذه العقبة بأقامة معسكرات تدريبة في بعض الدول الشقيقة غير ان العقبات الجدية الاخرى التي تقف في طريقه والتي تتطلب العلاج تتلخص في :-
1- عدم تسمية مدرب للمنتخب العراقي لنبقى دائما في دوامة البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة ..مدرب محلي ام مدرب اجنبي
لذلك نتمنى ان تحل هذه النقطة في اقرب وقت ممكن
2- مشاكل الاتحاد العراقي والانتخابات التي من المقرر ان تجرى في شهر تموز المقبل ولذلك الوقت قد لايستطيع الاتحاد من تسمية مدرب اجنبي الذي يتطلب اموال كبيرة فيتم اللجوء الى المدرب المحلي مما يؤدي الى حدوث نوع من الارباك وعدم التفاهم كتجربة المدرب القدير راضي شنيشل مع المدرب الصربي بورا فالاستقرار على الملاك التدريبي ضروري..وهنا لابد من الاتحاد الذي هو الجهة الراعية الرسمية للمنتخبات العراقية ان يبداء بوضع استراتيجية ملائمة مع الوضع الراهن لحل هذه النقطة .
3- تقاطعات مختلفة بين كل من (الحكومة,وزارة الشباب والرياضة ,اتحاد الكرة ,اللجنة الاولمبية ) التي قد تلقي بظلالها في مسيرة اعداد الفريق والمرجو من الجهات المذكورة ان تنصهر كلها في بودقة المنتخب العراقي الذي هو ملك للجميع علماً انها رغبة الشارع الرياضي المتعطش لتحقيق الانجازات والانتصارات .
محطات مهمة في اعدا المنتخب اذا تم استغلالها
رغم ان حالة التشاؤوم التي بدت على اوجه بعض المتابعين نتيجة العقبات المذكورة اعلاه الا ان هناك تفاوؤل من الجهة الاخرى وخاصة من المحطات الاعدادية في مسيرة المنتخب وصولا للمحطة الاخيرة امم اسيا 2011 ومن اهم هذه المحطات التي ستكون دعائم قوية اذا تم استغلالها بصورة جيدة :-
1- البطولة الدولية في اربيل والتي ستجري قبيل انطلاق النسخة السادسة لبطولة غرب اسيا وستضم هذه البطولة الدولية منتخبات (فلسطين ,ايران,الاردن )الى جانب العراق المنضم .
2- بطول غرب اسيا النسخة السادسة و التي ستقام في العاصمة الاردنية عمان للفترة (24 ايلول الى 3 تشرين الاول )
3- المونديال الخليجي كأس الخليج (خليجي 20) الذي سيقام في اليمن السعيد في عدن بالتحديد للفترة من (22 تشرين الثاني الى 04 كانون الاول )
ومن هذه المحطات المهمة ندرك اهمية حسم مسألة تسمية الملاك التدريبي لكي يضع خطة عمل واستراتيجية للمنتخب العراقي ومعسكرات تدريبية يناقشها مع الاتحاد لكي يوفر له كل الاحتياجات االضروية. هنا من المرجو ان تساهم كل الاطراف المعنية(الحكومة ,وزارة الشباب والرياضة,اتحاد الكرة ,اللجنة الاولمبية ) الى تذليل كل العقبات الظاهرة او التي ستظهر في المستقبل من اجل مصلحة البلد والشعب العليا وصولاً ليوم 11 كانون الثاني 2011 موعد المباراة الاولى لمشوار منتخبنا في حملة الدفاع عن اللقب الاسيوي الذي حاز عليه في النسخة السابقة .
خلاصة .. يمكننا القول ان قرعة كاس امم اسيا 2011 لم تبتسم للعراق الا اننا على ثقة عالية بلاعبينا والقائمين على المنتخب بزرع البسمة مجدداً بعد الفرحة العراقية الغامرة ليوم 29-07-2007 الذي سيبقى راسخا في اذهاننا والرجوع بالكاس الفضية بعد ان نقش عليها اسم العراق مرة ثانية للعاصمة العراقية بغداد ويكفينا ان ننظر الى تجربة الاشقاء المصريين لكأس امم افريقيا .
ســـيزار ميخا هرمز – ستوكهولم
cesarhermez@yahoo.com