Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحية لصحافتنا السريانية في عيدها السنوي

مرت مائة وستون عاما على صدور اول عدد من صحيفة كانت بداية خير للغتنا السريانية، ومعه اعلامنا القومي لما حملته من بذور امل نقطف ثماره اليوم بعد هذه المدة الطويلة، ظهر في محطاتها مبدعون ومفكرون واعلامييون ابدعوا باحياء لغتنا، واستطاعوا ان يضعوا لمساتهم عليها وبجمل رائعة صارت اساسا لتنوير من جاء بعدهم وسار بهديهم ليتطور الامر ويصبح اعلاما قوميا جميلا يربط الماضي بالحاضر، ويقدم للاجيال مفاهيح جديدة اسمها الصحافة السريانية.
ورافقتها نهضة ادبية كبيرة واحياءا لكتابات مارافارم ونرسي في الايمان والعقيدة لتوظف بعدها للعلم والصحافة واللغة الاعلامية، نشرت فيها ثقافة جديدة بهدف تطويع الاعلام ليكون مصدر تثقيف وتقديم تراث الاباء بشكل سلس وجميل للقراء، من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولتصبح فيما بعد لغة متداولة في المحافل المحلية والمؤسسات الثقافية داخل الوطن وفي بلاد الاغتراب.
نعم بدأت صحافتنا ببطء وبامكانيات بسيطة الا انها انتشرت في الاوساط الشعبية كونها لغة شعب وحضارة عريقة ومؤمنة بقضيتها وبكون اللغة اساس وجود اي شعب على المعمورة، واستطاع ادباء اكفاء واعلاميون من شعبنا ان يوصلوا اللغة الى ابناء شعبنا في كل مكان عن طريق الادب والصحافة.
واليوم وسط تزايد أعداد الصحف اليومية والمجلات محليا وعالميا وتعددت لغاتها والوانها، شهدت صحافتنا السريانية انبثاق عدد جيد من الصحف والمجلات والاصدارات الشهرية او الفصلية إلا أن البعض منها توقف ،والكثير منها لم يوثق مع الاسف ، على الرغم من تلاوينها التي عبرت عن ثقافة كبيرة في بعضها وعن ضعف في البعض الاخر لاسباب كثيرة من اهمها باعتقادي عدم وجود ادباء مقتدرين في بعض محطاتها من التاريخ، وكان تركيزها على الشان الثقافي او القومي بصورة كبيرة ، ناضجة في بعضها ومختلفة بالاهتمامات في الاخرى وحسب بيئتها وجهة اصدارها ، فقد ركزت على السياسة والشان القومي والادب والقصيدة في معظم الاحيان.
تعدد الصحف اليومية والمجلات في اي بلد هو انعكاس لواقعه ان كان فيه نسمة الحرية ام كان هنالك بصيص منه، ويتاثر ذلك من بلد الى اخر ومدى تمدنه وتحضره ونظرته الشمولية للحريات الفردية وحرية التعبير وابداء الراي. ان صحافتنا السريانية بعد كل هذه الفترة الطويلة لا زالت غير ملبية لطموحات شعبنا اعلاميا، كما هو الحال اذا ما قارناها بالصحف الناطقة باللغة العربية او غيرها من اللغات.. فاننا نرى صحفا سريانية الا ان لغتها عربية ولم يستطع المطبوع السرياني منافسة اللغة والتعبير وتحرير الخبر الموجود في اخواتها العربية مثلا، لاسباب يمكن ايجازها بما يلي:
اولا: الامكانيات المادية المتاحة, وخاصة تخصيص ميزانية لطبع وشراء اجهزة وتوظيف متخصصين باللغة ومحررين وغيرها من الامور.
ثانيا: توفير الملاكات المناسبة والمتمكنة من اللغة لتطويعها وتصوغ اخبارا بلغتنا الام وليس ان تترجم من لغة الى اخرى.
ثالثا: التسويق، فلكل مطبوع يجب ان يسوق وان يعرض على الحمهور من اجل شرائه ليغطي الكلفة وايضا من اجل استمراية اي مشروع اعلامي.
على الرغم من كثرة المنشورات بالسريانية بالاخص بعد احداث 2003 فهل استطاعت هذه المجلات والصحف الارتقاء بالصحافة السريانية وترسيخ وجودها في الاوساط المثقفة من ابناء شعبنا؟؟ وايضا هل اسهمت في تشجيع الناطقين بها من الكتاب والاهتمام بهم ليكونوا صحفيين سيريانيين يتقنون الفنون الصحفية بشكل جيد وكبير لمواطبة واستمرارية وتطوير صحافتنا الحبيبة؟؟ ونحن نقف اجلالا لكل من ساهم في احياء واستمرارية صحافتنا الحبيبة السريانية طوال 160 عاما نامل من مثقفينا وكتابنا ان يغنوا الصحافة بالافكار والابداعات وبالاخص في مناطق تواجد ابناء شعبنا ، وايضا لوجود جيل متعلم ومثقف وناطق باللغة وحاصل على شهادات فيها ولا ننسى التجربة السريانية التي تبنتها الحركة الديمقراطية الاشورية منذ عام 1991 ونحن ننال اليوم ثمارها، وما شهدناه من تخريج لدورات في اختصاص اللغة السريانية وبشهادة اكاديمية باعتقادي هي قادرة على النهوض اكثر بالاعلام السرياني وبالتعاون مع مثققفي شعبنا هناك وفي كل المناطق في العراق. والاخذ بيد المبدعين واصحاب المواهب والاقلام المبدعة وهي كثيرة سواء داخل الوطن او خارجه، لخلق صحافة سريانية اكثر نضجاليخدمة ابناء شعبنا وخاصة ان الحرية مكفولة الآن، وبضمنها حرية نشر الصحف والمجلات دون قيد او شرط في الوطن عموما. نحن اليوم بحاجة الى مؤسسة ثقافية تعنى بالصحافة بشكل خاص نظيرا للمؤسسات الثقافية المنتشرة، لتدعم الصحافة ولتكون متميزة عن الثقافة، فالصحافة هي لغة شعبية تأخذ على عاتقها هموم وتطلعات الشعب وطموحاته لرسم خارطة جديدة لاعلامنا القومي، عن طريق انشاء رابطة للصحفيين السريان، كون صحافتنا تعيش حالة من العزلة ان صح التعبير عن مجتمعها السرياني الكلداني الاشوري، وفيها الكثير من التاثيرات التي بدات تبعدها عن النضج المطلوب.
إن الأقلام الشريفة التي تكتب فيها بحاجة الى صقل وادخالها في برامج مكثفة الاعلامية وصحفية لتختلط بالتطورات الحاصلة اليوم وان تترجم هذا الاختلاط الثقافي الى فعل قوي في الصحافة السريانية للوصول الى الاهداف المرجوة منها. كل عام وصحافتنا السريانية بالف خير، وتمنياتنا لابنائنا من الكتاب والمبدعين والمفكرين ان لايبخلوا عليها لأنها صوت أمة ولسان حال شعب يحب الحياة ويريد ان تصل كلمته ولغته الى اصقاع العالم.
Opinions