Skip to main content
تحية لنساءنا في كردستان (حملة العنف ضد المرأة )  Facebook Twitter YouTube Telegram

تحية لنساءنا في كردستان (حملة العنف ضد المرأة )

أصبح موضوع العنف ضد المرأة يشكل أحد أهم المواضیع المهمة في أقليم كردستان واخذ مکانا جيداً فی الدراسات من قبل منظمات النسوية والمثقفين والاكاديمين الساكنين في المنطقة او غير الساكنين . هناك نشاط یقوم به المناهضین لاضطهاد المرأة وکل ما یتعلق بهموم المرأة على عموم العراق وعلى مستوى الاقليم بشكل خاص . فعدم وضع حدا قانونیاً لظاهرة العنف ضد المرأة هو إهمال قانوني , باتت هذه الظاهرة تشکل خطورة کبیرة علی النسیج الاسری وبالنهایة الاجتماعی وتفککها . إن هذه الظاهرة لا تكون على نوع واحد او شكل واحد بل لها اشكال وانواع متعددة مثل العنف الجسمي والعنف النفسي والعنف الاقتصادي والعنف الجنسي ومنها ختان النساء ، ولكل واحد منها مظهر مختلف ولكن في النتيجة جميع انواع العنف هذه لها اثار نفسية على المرأة ونری إن هذه الظاهرة مع الأسف تستمر وتسئ فی وضع المرأة ولا تزال الجهات المعنیة بالامر تصمت عنه دون إتخاذ إجراءات قانونية تعالج الموضوع أو عقاب للجناة بشكل جدي .

يجب دراسة أسباب هذا العنف كي نستطيع التكلم عن علاجه

1- التربية البيتية هي عامل مهم للانسان في اغلب بيوت الشرق الاوسطية ومنها منطقة كردستان عامل القسوة والضرب والاهانات هي السائدة من قبل الاب والام وبعدها ياتي الاخ الاكبروالعم والجد وهلما جرى وهكذا يتوارث العنف الذكري في العائلة ليس بحق المراة فقط بل بحق الاصغر منه سننا . كثيرا ما تسكت المرأة عن حقها مما يتمادى الرجل اكثر بالعنف عليها . ويأتي بعدها ايضا استخدام العنف في المدرسة العصا الغليظة موجودة في المدارس الابتدائية . الطفل يتربى منذ نعومة اظافره على القسوة وكأن العنف هو الحل الوحيد للتربية او الاحتجاج وهذا يشمل الطفل الذكر والانثى . الطفلة تربى انها انثى يجب ان تخضع الذكر وتتقبل العنف كأنه شئ طبيعي ويكبر معها هذا الاحساس .

2- العنف في مجتمعنا ضد المراة جذور عميقة تاريخية . احد اسبابه الرئيسية هي النظرة الدونية للمراة وتفضيل الذكر على الانثى يبدأ من اول يوم من ولادة الطفلة. هذا هو الاساس في الفكر الذكوري الجاهلي وبقي يتوارث عبر قرون وتحول الى عادات وتقاليد موروثة تحتاج الى دراسات واجراءات كثيرة لاختراقها . لان المجتمع دائما مع الذكر والمرأة حتى وان كانت الضحية فهي الملامة المذنبة والمغضوب عليها . واصبحت الانثى تتقبل العنف العائلي ببساطة وكأنه امر مألوف . اذا اشتكت عند اهلها او جاراتها تتلقى الجواب التالي " من منا لم يضربها زوجها " تعتقد الامر طبيعي اذن لماذا تعترض؟ وهنا يكمن الخطأ لان الضحية هي الملامة وتشعر الذنب ذنبها إذن هذا ما تسحقه وهنا تحولت الامور الى ثقافة شعب .

3- هناك دوافع دينية متشددة عليه يجب الطلب من رجال الدين المعتدلين ان يتدخلو بهذا الامر المهم ." اود الاشارة د. شهلة الحائري ابنة اية الله الايراني قامت ببحث ميداني دقيق وأكاديمي غير سياسي بخصوص زواج المتعة في ايران . توصلت الى نتيجة (ان رجال الدين المتطرفين في ايران هم السبب في كل الاهانات والقسوة ضد المراة الايرانية)، والفساد الاخلاقي الموجود في ايران صورته " ان بعض رجال الدين خلقو بزنس اسمه زواج المتعة وفي المناطق العربية الاخرى يسمى زواج العرفي او زواج المسيار وزواج الفريند . هذا اكبر تجاوز على القوانين والمواثيق العالمية التي وضعت المرأة كيان مستقل لها نفس حقوق وواجبات الرجل لابل تقوم بمهمة بيولجية لايستطيع الرجل ان يقوم بها وهي الحمل والولادة والرضاعة والتربية وهي تقوم بها مجانا. مع ذلك تعتبر انسان من الدرجة الثانية في هذه البلدان المتخلفة . وإذا طالبت بإلغاء هذه الزواجات ينهض رجال الدين المتشددين ليقولو لنا إننا خرجنا عن القانون والاصول الشرقية والعادات المتحفظة . وهذا صراع طبيعي نعم تطور وفهم المرأة لحقها يجعلها تطالب بحقها لاقاف هذا العنف , هذا لايعني إننا نسينا عاداتنا وتقاليدنا لايعني اننا نريد ان نجلب التقاليد الغربية إننا لا نطالب بحرية جنسية مفتوحة كما يدعي بها المتحفظين . هذا مفهوم خاطئ عند الكثير من رجال الدين . يفهم من حقوق المرأة فقط الجانب الجنسي وتنسى كل الحقوق الاخرى . هذه هي عقدة رجال الدين المتشددين .

4- الفكر القبلي الذي كان يعتقد العشيرة هي بعدد وصلابة والقوة القتالية بازلامها اولا لان الرجل يحمل اسم العائلة .ثانيا الرجل هو الذي يدافع عن العشيرة "ببندقيته المقدسة" لانها هي التي تحميه وتحمي عرضه وفق المفهوم العشائري.

5- لدى أكثر عوائل الشرق الرجل يشعر انه هو المسؤول الاول والاخير عن توفير مصاريف العائلة وبهذا يشعر ان مركز قوته اكبر في العائلة وعلى الجميع ان يخضع لكلمته ومن خالف فيجب ان ياخذ عقوبة وعادة ما تكون الضرب والاهانات.

6- القانون في هذه الدول أعرج وأخص هنا القوانين تنبع من نهج ذكوري بحت . مثال العراق نحن في القرن الواحد والعشرين وقانون العقوبات رقم 111 يعطي الحق للرجل بضرب زوجته ويسمى (حق تأديب الزوج للزوجة) بمعنى اخر حق ضرب المرأة مكرس في القانون العراقي . الكثير من النساء يتعرضن الى الضرب والاهانات امام اطفالهن واكثر من ذلك امام الاقارب والجيران . واحيانا اهل الزوج ايضا يتطاولون عليها مثل اخ الزوج او اب الزوج . والزوج يرى بذلك مسألة طبيعية . كثيرات النساء اللواتي يسكتن على هذا التعدي الصارخ فقط تهربا : لسببين خوفا من الطلاق او الزواج من الضرة " اي يتزوج عليها " . ثانيا الفضيحة في كل الاحوال المجتمع يدينها وليس من قانون يحميها ." والان مع زيادة نشاط رجال الدين المتشددين ,الذين لم يحترمو المرأة ولازالو يعيشون بالتفكير الجاهلي الذي يقول" المرأة عورة" وهنا تكمن الكارثة ووراء هؤلاء رجال الدين في إيران والسعودية والازهر .

7- ثقافة المجتمع الشرقي . المواطن في دول الشرق ضعيف التمييز بين الحقوق والواجبات . الرجل يشعر ان الحق معه في كل الاحوال . المراة تشعر هكذا تفتهم الحياة عليها فقط واجبات ضمن العائلة والمجتمع دون حقوق . هنا اقصد الغالبية العظمى من نسائنا هذا تفكيرهن .

كل هذه الامور تعكس لنا هناك حقا صراع بين القديم والجديد وأحد أطرافه هو نهوض الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الحركات النسوية ومطالبتها بتغير الواقع ابتداءاً من القوانين والممارسات اليويمة السياسية والقانونية .

لذا نحن بأمس الحاجة لتدخل رجال القانون في أقليم كردستان مناقشة رجال الدين حول هذه القضية الخطيرة الحساسة ذو ابعاد ستراتيجية على القانون والمجتمع ؟؟

المعالاجات :

لهذه الاسباب التي ذكرتها يتطلب معالجة الموضوع بتأني ودراسات عميقة وشافية من قبل " الهيئات المختصة _ منظمات المجتمع المدني والنسوية منها بشكل خاص _ الجامعات والمراكز الاكاديمية " علماء الاجتماع بشكل خاص وبعدها تقديم مقترحات عملية لمعالجة الموضوع من جذوره .

1- يجب الضغط على المرجعيات الدينية وكل رجال الدين لطرح فتوى تدين القتل اي كان وتثبت كلمة المراة في الفتوى . منطلقين من آية تقول :علما ان هناك أية قرآنية واضحة تقول (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً) المائدة 32. لكن هل يلتزم رجال الدين في الازهر والسعودية وايران بهذا المنهاج ؟!!) .

2- على منظمات المجتمع المدني ان تقيم دورات وورش عمل خاصة بهذا الموضوع فقط وتدخل في تفاصيله وخاصة في القرى والضواحي ويتضمن برنامج خاص عن ختان النساء .

3- لازال الاعلام في الشرق فقير بهذا الجانب أقصد قتل النساء . يجب ان تكرس برامج في كل وسائل الاعلام لادانة هذه الجريمة منطلقين ان الاسلام حرم الوأد وهذا بحد ذاته هو الوأد . يجب ان يصل الاعلام الى ابسط قرية وأقرب بيت .

4- تطوير المناهج الدراسية من الروضة الى الجامعة وادخال روح التسامح ومفهوم حقوق الانسان الى مناهج الدراسة أصبحت ضرورة ملحة والمساواة بين الرجل والمرأة .

5- المجيئ بوزاراء أكاديمين بعيدين عن الدين وهيمنة الاحزاب السياسية في كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والاعلام والثقافة مهمة ملحة لكل دول المنطقة . عندما الوزير أكاديمي يكون بيده أليات عمل علمية صرفة يرتكز عليها في عمله المهني .

6- القضاء ضعيف في هذا المجال يجب محاكمة قسم من هذه القضايا في الاعلام وتعرية المجرم والعائلة التي تقوم بقتل بنتها او كنتها . محاسبة العائلة التي تنتحر المرأة فيها لان العائلة تضغط على المراة مما تلجا الى قتل نفسها . هناك حالات تقتل المرأة فيها لكن يسجل في المحاكم والدوائر حالات إنتحار .بكلمة اخرى فضح الجريمة امام المجتمع ينكس رأس العائلة .

7- التلفزيونات التي لها جمهور يجب ان تقوم ببرنامج خاص كل يوم ضمن الحملة "لا لعنف النساء" ويجب ان يأتو بمقابلات لاشخاص مهتمين بقضايا المراة رجالا ونساءا. دعو النقاش يتوسع وينهض بين الجيل الجديد والقديم , بين رجال الدين المتشددين والمنفتحين منهم , بين رجال الدولة وبين منظمات المجتمع المدني المناهضة لظاهرة العنف ضد المرأة .

8- الجامعات والمعاهد في كل المنطقة لازالت فقيرة بدراسة هذا الموضوع دراسة اكاديمية تأتي بأرقام وإحصائيات مكتوبة دقيقة . كما ان البحث والمسح الميداني ضرورة مهمة الان . كان البحث الميداني الذي قامت به منظمة المانية وادي بخصوص ختان النساء ذو جدوة مهمة للجميع .

9- الاحزاب السياسية لازال دورها ضعيفا بهذا المجال وكان سابقا دور النساء المسئولات في داخل الاحزاب قليل أيضا مقارنة مع حجم الكارثة الان . الان النساء البرلمانيات في كردستان يملكن الجرأة للتحدث علنا كن معدودات اللواتي يطرحن القضية بجرأة , ألان أخذت القضية تنضج أكثر وتشمل قطاعات واسعة من الرجال والنساء مما خوف رجال الدين المتشددين وهنا أخذت القضية تأخذ طابعها الجماهيري الصحيح .

10- نحتاج حملة دولية للتضامن مع المراة في كل الدول الشرقية وعلى النساء البرلمانيات والمجتمع المدني ان يتحرك بهذا الجانب أخذاً القضية في غاية الاهمية وتوظيف قطاعات واسعة من الجيل الجديد للانضمام والمساهمة بهذه الحملة الملحة .

بداية عام 2011

Opinions