Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار إيليا الحيري

إيليا الحيري: من خلال طقس تذكاره نعرف أنه كان عربي الأصل من مدينة الحيرة ومن عشيرة بدوية ومن أسرة اشتهرت بالثراء. وذات يوم كان في كنيسة الحيرة ورأى وقت القداس مشاهد علوية، فباع أملاكه ووزع كل ما ملكت يداه على الفقراء والأيتام، وقصد دير مار أبراهام الكبير في جبل إيزلا، وترهب فيه وأقام يمارس الحياة الرهبانية القاسية.

وقضى مار إيليا في دير جبل إيزلا ثلاثين سنة، ثم سافر إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة، ومنها قصد أرض الصعيد في مصر حيث تكثر الأديار والمناسك. ومنها جاء إلى الموصل لتأسيس ديره.[1]

ويقول عنه توما المرجي أن أصله من الحيرة مدينة العرب الكبيرة، وتلقى العلم في مدينة نصيبين،[2] وانخرط في سلك الرهبانية، فسار في طريق النسك بدون شائبة. وقد أبى أن يمنح جسده أياً من أسباب الراحة والهناء. فأشتهر مثل سميه إيليا النبي بممارسة التجرد والغيرة على مكافحة الشياطين والأهواء الجسدية. وقد حفظ قوة الغضب المستحوذة على طبيعته ووجهها ضد مناهضي الفضيلة. غير أنه كان مضطرماً مع ذلك بمحبة البشر الذين رأى فيهم صورة الله وجلاله.

وقد فضح الله رب الكل على يد هذا الرجل العجيب تلك البدعة الشنيعة التي وقعت في أيامه في ذلك الدير المقدس، وكما أن الله أباد بيد الطوباوي ما إيليا أنبياء البعل فأعمل فيهم القتل، هكذا بواسطة هذا الموسوم باسمه وصنوه في العبادة حسن لدى الله الكل أن يستأصل شأفة الزؤان الرديء المعد للنار المحرقة، وأعني بذلك عمل هؤلاء الأشرار وسيرتهم الدنسة.

فهناك من يقول أن الله أوحى إليه الأمر برؤيا وأن ملاكاً أمره بالنزول من صومعته ليلاً وبالذهاب إلى صوامع أولئك الناس. وهناك من يقول أيضاً أنه حضر صدفة وسمع صوت أنوال النساء وهن ينسجن أثواباً.

وآخرون يقولون أنه شاهد أطفال أولئك الفجار يلعبون على مقربة من صوامع آبائهم. وحينما سألهم من هم ومن أين أقبلوا أجابوا قائلين: " إننا من هنا وآباؤنا هم فلان وفلان ". ومهما يكن الأمر فالظاهر أنه لم يترك صومعته إلا بإشارة إلهية، لا سيما في المساء حيث يترتب على الناسك أن يهتم بوضع عطور فاخرة في مجمرة قلبه، لكي تفوح منها رائحة ذكية الليل كله، أي السكوت والاختلاء العميق الذي يجب أن تمتاز به أمسيات الراهب الصالح. وأنه على كل حال لم ينزل بطريق الصدفة إلى صوامع النساك. وما أن رأى وعرف جلية الأمر حتى اسقط في يده.

ولما كان جنس الإسماعيليين[3] مجبولاً على طبع حاد وغيرة عارمة، فقد اضطرمت غيرته وتأججت نار غضبه، وأخذ يتشكى إلى الله مثل إيليا النبي ويقول: " إن بني إسرائيل تركوا عهدك ووطئوا شريعتك ونسوا وصاياك. وعوض التشبه بإبراهيم أبيهم، اختاروا لنفسهم أباً هو الشيطان عدو الجنس البشري ".

وكانت العادة في دير إيزلا تقضي بأن لا يقرع الناقوس لأية علة كانت إلا بأمر الرئيس.

فلما كان الصباح نزل إيليا من صومعته وجاء إلى الدير وأمر الساعور بأن يصعد ويقرع الناقوس، ففعل كما قال له. فاجتمع الكل وقصدوا الهيكل، فدهش مار باباي رئيس الدير من أن الناقوس قرع بدون أمره وبغير داع. ودعا الساعور وسأله من أمره بقرع الناقوس. فأجابه بأن إيليا طلب منه ذلك.

فدعا الرئيس إيليا وطلب إليه أن يطلعه على سبب ذلك. فأجابه إيليا قائلاً: " يا أبانا ورئيسنا أنك تعرف الأمور التي تحدث بعيداً عنك. فكيف خفيت عنك شرور قريبة تقترف داخل ديرك وعلى مقربة منك؟ وكيف يخشى الذين ليسوا تحت رئاستك ويختبئون لدى سماعهم باقترابك وابتعادك. وفي هذا الدير الذي هو أرثنا الإلهي انبعثت سدوم[4] وأقيمت جبع؟[5] كيف انتشرت الآكلة. هذا القرح النتن في أعضاء جسم أبنائك الطاهر؟ أين هي بركة أبنا أبراهام الكشكري وهداية مار داديشوع[6] وتعليمك المتدفق مثل نهر جيحون؟[7] فها قد أنتجت أصلالاً ملعونة فراخ الحية القاتلة. فإن بعض منا نحن من هؤلاء الجالسين قدامك، وهم يرون ويسمعون قد تمخضوا بالائم وولدوا الافك[8] وشربوا المياه العكرة وتغذوا بالخرنوب وزنوا ببنات موآب[9] حسب مشورة بلعام العراف.[10] فنسوا إله إبراهيم[11] وأسحق[12] ويعقوب.[13] فعليك أبانا أن تطعنهم بحربة غيرتك كما فعل فنحاس الغيور.[14] فتمزق هؤلاء الدنسين الذين لوثوا الدير الرئيسي لأبناء المشرق طراً بإثمهم. وعليك أن تبيد الذين رأيتهم بالرؤيا وتطردهم من بيت إيل بيت الرب إله آبائك ".

وما أن نطق ذلك الفم المقدس بهذه الأقوال حتى استولى الرعب والخوف على الجميع. وقال له القديس باباي: " اثبت لي صحة أقوالك بالفعل. فأقوم بالإجراءات اللازمة ".

فأومأ إيليا بيده إلى أولئك الأشقياء وفضح أمرهم قائلاً: " هؤلاء هم الذين ضلوا وخرجوا من حظيرة الحياة ليرعوا الأشواك، هؤلاء هم الذين تركوا أورشليم[15] وأرادوا السكنى بين الأفاعي المستوطنة في خرائب أريحا. هؤلاء هم الذين صنعوا عجلاً في حوريب وسجدوا للصنم واستبدلوا كرامتهم بقذارة زبل نتن. ها هي ذي نساء في صوامعهم معهن أولاد. فهولاء هم الذين دفعني شرهم إلى إصدار الأمر والقيام بما فعلت بدون أمر قداستكم ".

ولما تكلم إيليا بهذه الغيرة وأعلن الأمور، إغتم قلب هؤلاء القديسين، فنزعوا الثوب الرهباني عن المخالفين، وحلقوا أكاليل رؤوسهم، وطردوهم ونساءهم وأولادهم وأخرجوهم من هناك. ثم اضرموا النار بصوامعهم وأحرقوها. وهكذا قطعوا دابر ذلك الشر من وسطهم.

وقد اتهم إيليا الربان مار يعقوب اللاشومي[16] ظلماً بإهماله في الإخبار عنهم. بسبب أن صومعته كانت قريبة من مساكن أولئك. وأنه اطلع على سيرتهم، فأخفى الأمر هذه المدة كلها، ولم يفضح سلوكهم. وقرعه إيليا بالقول: " إن هذا الذنب كله ذنبك، وعلى عاتقك تقع مسؤولية هذه الخطيئة كلها. فإنك لو كشفت الأمر وأظهرته لنا من البدء، لكانوا يؤدبون أو يطردون ". وللحال طرده مار باباي من الدير.

ويعرف عن يعقوب أنه كان وديعاً ومتواضعاً، فاغرورقت عيناه بالدموع وقلبه مفعماً بالندامة المقرون بالانسحاق. فخرج للحال من الدير وارتحل ورافقه تسعة رهبان آخرين تضامناً معه. ولم تمضي سنون قليلة حتى ترك إيليا دير إيزلا الكبير وتوجه إلى نينوى، وهناك شيد ديره المعروف بدير إيليا الحيري أو دير سعيد أو الدير المنقوش أو الدير الخربان.[17]

وجاء في التاريخ السعرتي أن إيليا قصد أرض نينوى وسكن في الجبل قريباً من دجلة، وكان بالقرب من الموضع أجمة فيه أسود فهربت جميعها بصلاته. ثم اجتمع إليه الرهبان وبنى ديراً هناك. وقد عرف كثيراً عن صلاحه وزهده وروحه النسكية وأعاجيبه التي اجترحها في شفاء المرضى، حتى أعجب به أهل الموصل فساعدوه على إقامة الدير بالصدقات والنذور.

ويتناقل الموصليين القول أن إيليا استخدم الأسود لحمل الحجارة الكبيرة للبناء. وبالقرب من الدير صخرة كبيرة يستند إليها المرضى للشفاء ويسمونها " صخرة السبع ".

أما سبب تسميته بدير سعيد فقد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان وصف الدير قائلاً: " غربي الموصل قريباً من دجلة دير سعيد حسن البناء واسع الفناء وحوله قلالي كثيرة الرهبان. وإلى جانبه تل بارع يكتسي أيام الربيع ظرائف الزهر. ولتراب دير سعيد هذا خاصية في دفع أذى العقارب ".[18]

وجاء في قصيدة كلدانية مخطوطة أن مار إيليا أبرأ سعيد بن عبد الملك الأموي أمير الموصل من مرض عضال اعتراه، فبنى له الأمير الأموي ديراً بجوار الموصل. وقد عرفه الكتبة العرب باسم الأمير سعيد لاهتمامه به، ودعوه باسمه. والأصح في ذلك أن إيليا أسس ديره وابتناه، وقد أمده الأمير بالمساعدات المالية، اعترافاً له بجميله في نواله الشفاء على يده.

وكان لشعراء الموصل ولع شديد بوادي الدير، وبوصف مناظره الطبيعية وحسن هوائه. وقد قال أبو عثمان الخالدي من شعراء الإمارة الحمدانية بالموصل في الدير:

يا حسن دير سعيد إذ حللت بـــــه والأرض والروض في وشي وديباج

فما ترى غصناً إلا وزهرتــــــــــــــــــه تجلوه فـــــــــــــــــي جبة منها ودواج

وللحمائم ألحان تذكرنـــــــــــــــا أحبابنا بيـــــــــــــــــن إرمال وإهزاج

وللنسيم على الغدران رفرفــــــــة يـــــــــــــــــــــــــــزورها فتلقاه بأمواج

وقال السري الرفاء في وصف الدير:

شاقني مستشرف الدير وقــــــد راح فيه صوب المزن فيــــــــــه وبكر

أهواء رق فـــــــــــــــــــــــــــــــي أرجائه أم هوى راق فما فيـــــــــــــــــه كدر

وكأن الشمس فيـــــــــــــه نثرت ورقاً ما بين أوراق الشـــــــــــــــــــجر

بين غدر تقع الطير بــــــــــــــــها فتراهن رياضاً فــــــــــــــــــــــــي غدر

ونســــــــــيم وكرة الروض فإن طار فـــي الصبح ارتديناه عطر

وغيوم نشـــــــــــــــــــــرت أعلامها لها ظل علينا منتشـــــــــــــــــــــــــــر

وبقي الدير عاطراً بفضله وفضيلته وعلومه، ونبغ فيه كثيرون من رهبانه وارتقوا الدرجات العالية في النباهة والعلم.[19]

وقد سمي دير مار إيليا الحيري بالدير المنقوش، لأن غرفه كانت منقوشة. وقيل أن الدير أسس بعد سنة 596، لكن أغلب الظن أنه أسس بعد سنة 609. وقد وضع مار إيليا لديره قانوناً بحسب قوانين إبراهيم الكشكري. ولما شعر بدنو أجله، عهد بشؤون الدير إلى ابن أخته. ثم توفي وقد تجاوز المائة من سنه، ودفن في بيت الشهداء في ديره.

واستمر الدير بين مد وجز، حتى جاءت حملة طهماسب " نادر شاه " على بلاد العراق سنة 1743 الذي أخرب بطريقه قرى عامرة كثيرة، وهدم ما وجده في طريقه من العمران والآثار، ومن جملتها دير مار إيليا الحيري. وقد هجر رهبانه خوفاً من هذا الظلم، وقد نهبته عساكر الأعجام وخربت بنايته الفخيمة. ويغلب على الظن أنه منذ ذاك الحين لم يسكنه الرهبان إلى هذا اليوم. لذلك يسمى اليوم بالدير الخربان.

وفي الفترة الأخيرة كان الوصول إلى الدير صعباً، لكونه ضمن المنطقة العسكرية الممنوعة المعروفة بمعسكر الغزلاني. وعلى مسافة 100م شرقي الدير تقع " عين الدير " التي يعتقد أن مياهها تحتوي على مادة الزئبق. وهذه المياه تتلون بالأبيض مثل الحليب، أو بالأزرق، أو حتى بالأسود.[20]

ويحتفل بتذكار مار إيليا الحيري في يوم الأربعاء الأول من سابوع موسى.





--------------------------------------------------------------------------------


1_ مجلة النجم الآثار المسيحية في العراق مقال الأب ( المطران ) سليمان صائغ السنة السابعة 1935 العدد 4 ص 133.

2_ نصيبين: مدينة في بلاد ما بين النهرين. سماها سكان ما بين النهرين قديماً صوبا، وهي مشتقة من اسم " غلابً " نصو وتعني نصب أو زرع، بسبب تربتها الخصبة وغزارة مياهها الجارية. أما مار أفرام النصيبيني فيقول إنها " أكاد " المذكورة في سفر التكوين، وينسب تأسيسها إلى نمرود الجبار. ويعتقد المؤرخون أن تأسيسها يعود إلى سنة 4000 ق.م. وقد دعاها السومريون " تريو ". وفي عهد حمواربي ملك بابل دعيت " آراميس " وتعني الحديقة. ودعاها الآشوريين " نابولا ". ودعاها اليونان " أنطاكية مقدونية ". وبسبب موقعها الفاصل بين المملكتين الرومانية والفارسية دعيت " مدينة الحدود " أو " مدينة التخوم ". ومنذ بداية المسيحية تأسس فيها أبرشية عريقة تابعة لكنيسة المشرق، واستمرت حتى نهاية القرن التاسع عشر. وفيه أسس مطرانها الشهير مار يعقوب النصيبيني مدرسة اعتبرت أول جامعة لاهوتية في العالم وذلك سنة 325، وعهد إدارتها إلى تلميذه مار أفرام النصيبيني. وبسبب شهرتها أطلق عليها العديد من التسميات مها: " مدينة المعارف " و " أم العلوم " و " أم الملافنة " و " رئيسة ما بين النهرين " و " ترس المدن المحصنة ".

3_ إسماعيل: اسم عبري معناه " الله يسمع " وهو ابن إبراهيم من هاجر المصرية أمة سارة. ويقول العرب أنهم من نسل إسماعيل. وقد استخدم الكاتب عبارة " جنس الإسماعيليين " إشارة إلى أصول مار إيليا الحيري العربية. قاموس الكتاب المقدس ص 73

4_ سدوم: كلمة عبرية تعني : أخدود " أو " حقل " وهي إحدى مدن السهل الخمسة التي احرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها. وقد سكنها لوط بعد انفصاله عن إبراهيم بسبب خصوبة أرضها وسهولة الري فيها. ولم ينجِ منها بعد حرقها سوى لوط وابنتيه. وقد صارت خطيئة سادوم مضرب الأمثال. والمدينة تقع اليوم تحت الماء في جنوب البحر الميت. قاموس الكتاب المقدس ص 460 _ 461.

5_ جبع: اسم عبري معناه " تل " مدينة بنامين تقع على بعد 4 أميال شمال أورشليم. وفي هذه المدينة تصرف البنيامينيون بخلاف شريعة الضيافة، وتصرفوا تصرفاً شنيعاً مع سرية رجل أفرائيمي كان قد استضاف عابر طريق في بيته. قاموس الكتاب المقدس ص 245 _ 246.

6_ داديشوع: ولد في بيث أرمايي نحو سنة 529. درس في مدرسة نصيبين. ثم انتقل إلى مدرسة أربيل، ومن هناك إلى جبال حدياب. وبقي في دير ريشا سبع سنين. ولما بلغه خبر أبراهام الكبير ذهب إليه واقتدى بفضائله. ترأس الدير بعد وفاة الكشكري سنة 588، وقد وضع قوانين لرهبانه. توفي سنة 604. تاريخ كلدو وآثور المطران أدي شير ج 2 ص 285.

7_ نهر جيحون: اسم عبري معناه " نبع متدفق " وهو اسم نهر من أنهار جنة عدن الأربعة. يظن أنه نهر أركس الذي يصب في بحر قزوين. ويظن بعضهم أنه من أكبر الأنهار في بابل. قاموس الكتاب المقدس ص 279.

8_ الافك: يشير إلى المزمور 7: 14 _ 15 " فله يعد الموت، ويجعل من سهامه نيرناً. هوذا المتمخض بالآثام. حبل بالعناء وولد الكذب ". الكتاب المقدس العهد القديم دار المشرق ص 1126.

9_ موآب: اسم سامي ربما معناه " من أبوه ؟ " وهو اسم بكر ابنة لوط من أبيها. أما أرض موآب فتقع شرقي البحر الميت، وموقعها سهل مرتفع. وتصلح أراضيها للمراعي. قاموس الكتاب المقدس ص 927 _ 928.

10_ بلعام: اسم عبري معناه " الملتهم " أصله من قرية فتور فيما بين النهرين. وكان نبياً مشهوراً في جيله. وطلب منه بالاق ملك موآب ليلعن شعب إسرائيل. لكنه رفض طلبه وبارك بني إسرائيل. ولكنه دبر وسيلة للإيقاع بهم في شرك عبادة الأصنام. وقد حارب بنو إسرائيل المديانيين وقتل بلعام. قاموس الكتاب المقدس ص 189.

11_ إبراهيم: أبرام تعني " الأب الرفيع " أو " الأب المكرم ". أما إبراهيم أو أوراهام فتعني " أبو الجمهور ". وهو ابن تارح من أور الكلدانيين. رحل إلى أرض كنعان، فأقام أولاً في حران. ثم أقام في شكيم. ثم رحل إلى مصر. ثم عاد إلى بيت إيل. ثم إلى بلوطات ممرا . ثم إلى حبرون " الخليل " وهناك توفي ودفن في مغارة المكفلية التي اشتراها من بني حث. وقد دعي خليل الله. وفي العهد الجديد دعي أباً لبني إسرائيل. قاموس الكتاب المقدس ص 9 _ 11.

12_ أسحق: كلمة عبرية تعني " يضحك ". هو ابن إبراهيم وسارة. ولد على الأرجح في بئر السبع. وكاد إبراهيم أن يقدمه ذبيحة على جبل المربا. ويرجح أنها البقعة التي بني عليها المذبح في هيكل سليمان فيما يعد. وقد رزقه الرب مع زوجته رفقة توأمين هما عيسو ويعقوب. وقد احتالت عليه رفقة فبارك يعقوب بدل عيسو. توفي في حبرون ودفن في مغارة المكفلية إلى جوار والدية وزوجته. قاموس الكتاب المقدس ص 66 _ 67.

13_ يعقوب: اسم عبري معناه " يعقب أو يمسك العقب أو يحل محل ". هو ابن أسحق. تزوج من راحيل بنت لابان. وقد دعاه الرب إسرائيل " يجاهد مع الله أو الله يصارع " وقد أصبح اسمه يطلق على كل الاثني عشر سبطاً " من شبط وهي كلمة عبرانية تعني عصا أو جماعة يقودها رئيس بعصا " كأمة. توفي في مصر وحنط أطباء مصر جثته، وجاء بها يوسف وأخوته إلى حبرون في موكب ودفنوها في مغارة المكفلية. قاموس الكتاب المقدس ص 1073 _ 1075.

14_ فنحاس: اسم مصري معناه " النوبي " وهو ابن أللعازر وحفيد هارون. غار للرب فقتل زمري ابن سالو الشمعوني مع المديانية التي زنى معها فوقف الوباء. فوعد باستمرار الكهنوت في نسله. ورافق الحملة التأديبية على المديانيين. وكانت حصته من أرض كنعان تلاً في جبل أفرائيم. وبواسطته استشار العبرانيون الرب في أمر محاربة البنيامينين للصفح عن خطيئة سكان جبع. قاموس الكتاب المقدس ص 705.

15_ أورشليم: تعني " أساس السلام " أو " أساس الإله شاليم " ويطلق على المدينة أسماء عديدة مثل يبوس وأريئيل ومدينة العدل ومدينة القدس والمدينة المقدسة وبيت المقدس والقدس الشريف. والمدينة مبنية على خمسة تلال هي تل صهيون، وتل عوفل أو الاكمة أو اكرا، وتل المريا، وتل الحي الشمالي، وتل بيزيثا. وتحيط بالتلال جبل سكوبس، وجبل الزيتون، وجبل دير أبو طور ويسمى تل المشورة الشريرة. ويحيط بها وادي قدرون ويعرف أيضاً بوادي يهوشافاط ويعرف أيضاً بوادي سيدتي مريم، ووادي الميس، ووادي الربابة ويعرف بوادي جيهنوم " جهنم "، ووادي تيروبيون. ويستخدم الأنبياء أورشليم كرمز إلى ملكوت الله. وقد أطلق اسم أورشليم على الكنيسة الممجدة. قاموس الكتاب المقدس ص 129 _ 135.

16_ يعقوب اللاشومي: أصله من لاشوم. وكان أهله في خدمة خوسرو الملك، فسعى بهم أنهم نصارى وحبس عمه. فهرب يعقوب إلى مركا ولزم هناك الدروس. ثم صار معلماً مدة ثماني سنين. وأخيراً تتلمذ لمار أبراهام الكشكري. ورجع إلى مركا وشيد ديراً في محل يقال له بيت عابي. تاريخ كلدو وآثور المطران أدي شير ج 2 ص 288.

17_ كتاب الرؤساء توما أسقف المرج تعريب الأب ألبير أبونا ص 28 _ 36.

18_ معجم البلدان ياقوت الحموي الجزء الثاني ص 515.


19_ مجلة النجم الآثار المسيحية في العراق مقال للأب ( المطران ) سليمان صائغ السنة السابعة 1935 العدد 4 ص 134 _ 136.

20_ ديارات العراق الأب ألبير أبونا ص 179 _ 182.

Opinions