تذكار الرسولين مار بطرس ومار بولس
القراءات الطقسية: القراءة الأولى: أعمال الرسل 9 / 32 _ 42 وكان بطرس يسير في كل مكان . . القراءة الثانية: 2 قورنتس 10 / 1 _ 7 أنا بولس أناشدكم بوداعة المسيح . . + 2 قورنتس 11 / 21 _ 33 أقول هذا وأنا خجل كأننا . . .القراءة الثالثة: متى 16 / 13 _ 19 ولما وصل يسوع إلى نواحي قيصرية . . . + يوحنا 21 / 15 _ 19 وبعد أن فطروا قال يسوع لسمعان . .
1_ مار بطرس: كلمة يونانية يقابلها بالعربية " صخر " وهو لقب سمعان بن يونا. ورد اسمه في رأس لوائح الاثني عشر دائماً ( مرقس 3: 16 )، مع أنه ثالث الذين دعاهم يسوع، وقد أطلق عليه اسم " صخر " ( يوحنا 1: 42 )، فكان هذا في أصل الجناس الذي استعمله المسيح حين أقام بطرس، الذي اعترف بمشيحيته، أساساً لكنيسته ( متى 16: 18 ).
كان بطرس الرسول صياداً في كفر ناحوم[1]، شأن أخيه أندراوس. استمالته أولاً تلك الحركة التي قام بها يوحنا المعمدان، ثم تبع يسوع باندفاع، فما لبث يسوع أن جعله في مرتبة ممتازة. وبعد القيامة اتخذ بطرس مبادرات هامة مختلفة ( أعمال الرسل 1: 21 _ 22 و 10: 47 ). ولم يزل لسان الرسل، مع أن يعقوب ترأس في أورشليم على ما يبدو. ويقال إنه أتى إلى رومة وصلب فيها حوالي سنة 64.[2]
واسم مدينته بيت صيدا[3]. فلما تبع يسوع سمي " كيبا " وهي كلمة آرامية معناها صخرة، يقابلها في العربية صفا أي صخرة، وقد سماه المسيح بهذا الاسم. والصخرة باليونانية " بيتروس " ومنها بطرس. وقد دعا يسوع بطرس ثلاث مرات. أولاً: دعاه ليكون تلميذاً. ثانياً: دعاه ليكون رفيقاً له ملازماً إياه باستمرار. ثالثاً: دعاه ليكون رسولاً له. وقد ساعد حماس بطرس ونشاطه وغيرته على أن يبرز كالمتقدم بين التلاميذ من البداية، فيذكر اسمه دائماً أولاً عند ذكر أسماء الرسل. وكذلك عند ذكر أسماء التلاميذ الثلاثة المقربين جداً إلى يسوع، كما نلاحظ ذلك مثلاً في التجلي، وعند إقامة ابنة يايرس[4]، وفي بستان الجثسمانية[5]. ومن خلال الكتاب المقدس يظهر لنا ما كان عليه من صفات حسنة، كقوله ليسوع: " أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ ".[6]
وقد أكد يسوع لبطرس أمام التلاميذ أنه يقيمه رئيساً لكنيسته: " فقال لهم: ومن أنا في رأيكم أنتم؟ فأجاب سمعان بطرس: أنت المسيح ابن الله الحي. فقال له يسوع: طوبى لك يا سمعان يونا! ما كشف لك هذه الحقيقة أحد من البشر، بل أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك: أنت الصخرة، وعلى هذا الصخرة سأبني كنيستي، وقوات الجحيم لن تقوى عليها. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فما تربطه في الأرض يكون مربوطاً في السماء، وما تحله في الأرض يكون محلولاً في السماء ". ( متى 16: 15 _ 19 ). وهذا دليل محسوس ملموس على دعوة يسوع لبطرس ليكون خليفةً له على الأرض. وقال له يسوع: " سمعان، سمعان! ها هو الشيطان يطلب أن يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح. ولكني طلبت لك أن لا تفقد إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوانك ". ( لوقا 22: 31 _ 32 ). أراد الشيطان أن يسحق بطرس كحبة قمح، متمنياً لو لم يجد في بطرس سوى تبن وقشور حتى ينفخها بعيداً. لكن الرب يسوع أكد لبطرس أن إيمانه لن يفنى برغم أنه اهتز، وأنه سيتجدد ليصبح قائداً عظيماً وقوياً.
ومن إنجيل يوحنا نعرف أن الرجل الذي سحب سيفه عند إلقاء القبض على يسوع هو بطرس ( يوحنا 18: 10 ). لكن الخبرات التي يجتازها بطرس في الساعات القليلة التالية سوف تغير حياته. فقد أنكر معلمه ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك، فخرج وبكى بكاءً مراً، ليس فقط لأنه أدرك أنه أنكر سيده وربه المسيح، بل أيضاً لأنه تخلى عن صديق حميم عزيز طالما أحبه. وكان بطرس قد قال إنه لن ينكره رغم تنبؤ يسوع عن ذلك، ولكن أحس بالخوف فترك وعوده الجريئة، وإذ عجز عن الوقوف مع سيده أخفق كتلميذ وكصديق. ومن هذه التجربة الصعبة تعلم بطرس درساً أفاده كثيراً في مسؤوليات القيادة التي اضطلع بها بعد ذلك.[7]
وبعد القيامة كلف يسوع بطرس بإرساليته، ولعل بطرس كان محتاجاً إلى تشجيع خاص بعد إنكاره ليسوع. لقد أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات. فسأله يسوع ثلاث مرات أتحبني، فكان جواب بطرس في المرات الثلاثة نعم يا رب. وقد طلب منه يسوع في المرة الأولى أن يرعى خرافه، وفي المرة الثانية أن يرعى نعاجه، وفي المرة الثالثة أن يرعى كباشه، وقد عنى بذلك رعيته كلها من صغيرها إلى كبيرها. هذا الموقف كان المحك الحقيقي لبطرس، فقد أبدى استعداده للخدمة بعد أن تاب، ويسوع يطلب منه أن يكرس حياته له. فقد تغيرت حياة بطرس عندما أدرك أخيراً من هو يسوع، وتغير عمله من صياد سمك إلى مبشر، كما تغيرت شخصيته من مندفع إلى صخرة. وكذلك تغيرت علاقته بيسوع، فقد غفر له الرب، وأدرك الآن تماماً مغزى كلمات يسوع عن موته وقيامته. وقد تنبأ يسوع عن موت بطرس مصلوباً. ويقول التقليد إن بطرس قد صلب بسبب إيمانه، لكنه صلب في وضع مقلوب ورأسه إلى أسفل، إذ أحس أنه غير مستحق أن يموت كما مات ربه وسيده. وبالرغم ما حمله المستقبل لبطرس، قال له يسوع اتبعني.[8]
وبعد العنصرة قام صياد السمك الأمي يتكلم أمام الجماهير ويصطاد الناس. لأول مرة ظهرت الكنيسة بعظمتها ومجدها وقوتها وسلطانها أمام الشعوب. فقام بطرس رئيسها وصخرتها يعلن إيمانها وينشر كلمتها ويدعو تلك الشعوب إليها. فبعد حلول الروح القدس بقي بحماسته واندفاعه وإيمانه ومحبته ليسوع معلمه. ونعمة الروح القدس جعلت حماسته ثباتاً، واندفاعه جرأةً، وإيمانه ثقافةً عاليةً حيةً، ومحبته رسالةً ليستميت في خدمتها، ولا يبالي حتى بالموت من أجلها. وأراد الروح القدس أن يحمل المؤمنين الأولين على الطاعة والانقياد لبطرس الرسول الرئيس الأعلى، وعلى احترامه وإجلال سلطته. وكان للعقاب الشديد الذي أنزله الله على حننيا[9] وسفيرة[10] امرأته الأثر الرهيب في عقول وقلوب المؤمنين لأنهما كذبا على بطرس.
وعند باب الهيكل بينما كان بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا، سألهما مقعد صدقة. فقال له بطرس: " ليس لي فضة ولا ذهب، ولكني أعطيك ما عندي. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشِ. وامسكه بيده اليمنى وأنهضه ". ( أعمال 3: 6 _ 7 ). هذه الأعجوبة تركت عجباً وحيرة في نفوس الحاضرين في الهيكل. أما القيمين على الهيكل من الصدوقيين[11] فلم يرقُ في أعينهم ما جرى، فوضعوا أيديهم على الرسل وزجزوهم في السجن، لكن الرب أرسل ملاكه وأنقذهم. وفي الصباح عادوا إلى الهيكل ليبشروا الشعب بيسوع.
وأثار اليهود الاضطهاد على الكنيسة، ورجموا إسطيفانوس بالحجارة، فتبدد التلاميذ وحملوا إلى السامرة وإلى الجهات المجاورة كلمة الخلاص. ثم عاد بطرس ويوحنا إلى أورشليم ولبثا هناك. وبقي بطرس فيها زماناً طويلاً. وهناك أتاه بولس من بعد أن هداه الرب يسوع إلى الإيمان.
ثم قام بطرس وذهب يتفقد الكنائس ويشرف على نموها وازدهارها ويثبتها، فزار مدن لدة ويافا وقيصرية. وفي لدة وجد رجلاً مخلعاً منذ ثماني سنين اسمه إينياس فشفاه، فآمن بالمسيح شعب كثير.
وفي يافا أقام الصبية المتوفية المدعوة طابيثا وتعني الضبية، ونادها قائلاً: " طابيثا قومي ". فذاع الخبر في كل يافا، فآمن كثيرون بالرب.
وفي يافا أقام أياماً كثيرة عند سمعان الدباغ[12]، ليبين أنه ليس في المسيحية صناعة نجسة أو دنسة. لأن التلمود[13] كان يعتبر الدباغة نجسة. وفي قيصرية فلسطين عمد بطرس قائد المئة كرنيليوس[14] وأهل بيته بعد أن آمن بالرب، وضمهم مع جمع غفير إلى قطيع يسوع.
وما أن عاد إلى أورشليم حتى قبض عليه هيرودس أغريبا[15] وزجه في السجن، وجعل عليه حراسة مشددة. لكن الرب أرسل ملاكه ليلاً فأيقضه وللحال سقطت السلسلتان من يديه، وأخرجه من السجن إلى خارج المدينة.
وبعد أن خرج من السجن توجه بعد فترة إلى أنطاكية[16] ليرعى شؤون الكنيسة الزاهرة فيها، حيث دعي التلاميذ مسيحيين فيها أولاً. ومنها ذهب إلى روما ليبدأ فيها عمله الرسولي العظيم، والذي يقول فيه المؤرخين أنه استمر خمساً وعشرين سنة. ويقول المؤرخ الشهير افسافيوس أسقف قيصرية فلسطين، إن بطرس بدأ أسقفيته في روما في السنة الثالثة لتملك كالغولا سنة 40 م، وأنهى حياته شهيداً معلقاً على الصليب في السنة الثانية عشرة لتملك نيرون[17] سنة 66 م.
وفي روما بدأ بطرس بالبشارة بين اليهود وبين الأمم، ونجحت أتعابه نجاحاً باهراً. وأضحت كنيستها بفضله أعظم الكنائس وأكثرها عدداً وأمجدها قداسةً. وقد دعاها في رسالته " الكنيسة المختارة ". وقد كتب مرقس إنجيله تحت إشراف هامة الرسل، وفيه نلمس لمس اليد تواضعه العميق ومحبته المضطرمة ليسوع. وقضى بطرس سنين طويلة يبشر في روما، وهدى إلى الإيمان بالمسيح ألوفاً عديدة، وجعل التقوى والفضيلة، ولا سيما العفة والبتولية، تزدهر في تلك العاصمة المنغمسة في الفساد والرذائل وجميع أسباب اللهو والفجور. فكان عمله شاقاً، لكنه نجح بنعمة الروح القدس.
وقبض نيرون على بطرس وحكم عليه بالصلب، فلما أتي به ليصلب طلب من الجند أن يجعلوا رأسه إلى تحت ورجليه إلى فوق. لأنه لا يستحق أن يعلق على الصليب كما علق معلمه يسوع. فصلبوه كما اشتهى، وهكذا مات شهيداً بتواضع عميق، وذهب لينضم إلى معلمه وفاديه المحبوب. ودفن على قمة الفاتيكان[18].
وللقديس بطرس رسالتان جعلتهما الكنيسة في عداد الرسائل السبع الملقبة " بالرسائل الكاثوليكية " وتدعى أيضاً " بالرسائل القانونية ".
فالرسالة الأولى بعث بها إلى المتغربين من شتات بنطس وغلاطية وكبادوكية وآسية وبيثينية. وفيها ذكر النعم التي أفاضها الله على المؤمنين بيسوع المسيح.
أما الرسالة الثانية فهي دعوة للمؤمنين إلى اكتساب الفضائل، وتحذير لهم ليتجنبوا البدع وأصحابها. وفي الآخر وصف لمجيء المسيح الثاني.[19]
وقد أقرت كنيسة المشرق منذ بدايات تأسيسها برئاسة بطرس من خلال صلواتها ومجامعها وملافنتها ومؤلفيها.
فالملفان مار أفرام النصيبيني في ميمره عن العشاء السري يصف ما قاله يسوع لبطرس: " إنني يا شمعون تلميذي قد وضعتك أساساً للكنيسة المقدسة، دعوتك الصفا سابقاً كي تحمل جميع الأبنية. أنت فاحص كل الذين يشيدون لي كنيسة على الأرض، حتى إذا بنوا شيئاً ردياً فأساسك يردعهم. أنت رأس ينبوع تعليمي ورئيس تلامذتي. بك أسقي الشعوب كلها مياه الحياة العذبة التي أعطيها. إياك انتخب يا بكر تلامذتي لتكون وارثاً كنوزي. أعطيك مفاتيح ملكوتي وها أنت مسلط على خزائني كلها ".
وفي مدارش على بطرس الرسول يقول مار أفرام: " طوباك يا شمعون الصفا الحائز على المفاتيح التي صاغها الروح. إنه لأمر عظيم لا يفي بتعبيره اللسان أنك تحل وتربط على الأرض وفي السماء ".
أما مار يعقوب أفراهاط الحكيم الفارسي فيقول في مقالته السابعة على التائبين: " وشمعون أيضاً رئيس التلاميذ كان قد أنكر المسيح وحرم وحلف قائلاً: " لا أعرفه ". فلما قدم التوبة وأكثر من سكب الدموع قبله ربنا وجعله أساساً ودعاه صخرة بنيان الكنيسة ".
ويقول أيضاً أفراهاط في المقالة العاشرة في الرعاة وهو يخاطب الرؤساء:" إن المسيح اختار وعلم الطوباويين وسلم القطيع ليدهم وسلطهم على رعيته كلها، فإنه قال لشمعون الصفا أرع لي غنمي وخرافي ونعاجي، فرعى شمعون ونهى زمانه وسلم لكم الرعية وانطلق ".
والملفان نرساي النوهدري يقول في ميمره على الإنجيليين: " كرز شمعون في البلاد الرومانية ببشارة جديدة. خرج أولاً صياد السمك ليصيد الأمم إلى شبكته واصطاد أم المدن. رئيس التلاميذ اصطاد رئيسة المدن وأدخلها في حصون الإيمان. البكر الذي هو أول من أقر بالابن أنه الله، هو من قدم ذبيحة رجوع الأمم. وضع إقراره بمثابة صخرة في رومية فتزعزعت أبنيته الوثنية، وسقط الضلال الذي شيده الأبالسة بعبادة الباطل، ارتجف لصوته الشياطين والبشر عباد الشياطين، فاحتقروا عبادة الآلهة ووقروا الحق . . . مرقس ربى الزرع الذي بذره الصفا في رومية وسقى بكلامه حلاوة الحياة للأثمار الناطقة. بنى تعليمه على إقرار الصفا ولم يرتخِ لصوت زوابع رياح الضلال ". وهذه إشارة أن مرقس كتب إنجيله تحت أنظار وإشراف القديس بطرس.
ويقول إيليا الأنباري[20] في كتابه " المجادلة " الميمر الثامن: " بثلاثة أسماء يدعى رأس وبكر الرسل: شمعون وبطرس وكيبا لرموز ثلاثة: أما شمعون فبما أنه عبراني. وبطرس بما أنه يوناني. وكيبا بما أنه مسيحي. ثلاث مرات في بيت قيافا أنكر الابن في الآلام. وثلاث مرات أقر به بعد قيامته بتساوي العدد. أضحى للآب عبداً حقاً. ولابنه بالنعمة تلميذاً. وللروح بالمحبة رسولاً، ولثلاثتهم واعظاً. للإيمان أساساً، وللرسل أخوته رأساً، وللكنيسة المقدسة مهندساً، وبثلاثتهم منتصراً. بهذا السر قبل موهبة المفاتيح للعلو والعمق أعني السماء والأرض والملكوت برمز السلطة المثلثة، ويرعى القطيع الناطق بالترتيب. أعني النعاج والخراف والكباش حسب أمر راعي العالم. المجد لابن الله الذي دعاه صخرة الحق، وعليه ركز بناء الإيمان المقدس ".
وفي تذكار مار بطرس وبولس وأيضاً في جمعة الذهب " تذكار شفاء بطرس ويوحنا للمقعد " تصلي كنيسة المشرق قائلة: " أيها المهندس الحكيم يا مشيد الكنائس بطرس الذي قلده ربه مفاتيح الكنز الروحاني لكي يربط ويحل كل ما على الأرض وما في السماء . . . إن الموهبة التي نالها شمعون رئيس الرسل تُقلد في جميع الأجيال وتكمل المؤمنين وتختار الكهنة لتتميم الأسرار ونجري على أيديهم كل قوة وكل آية ".
وفي طقس سيامة الرهبان المبتدئين يصلون: " بابن يونا صياد السمك صدت العالم بشبكة كرازتك. وعوض صيد السمك البحري علمته يا رب أن يصيد سمكاً ناطقاً، ودعوته صخرة وعليه وضعت بنيان الكنيسة المقدسة، وإياه أقمت موزعاً الحياة لرعيته ".[21]
2_ مار بولس: ولد في طرسوس قيليقية[22] في حوالي 10 م وقطع رأسه في رومة في حوالي سنة 67 م. كان فريسياً متشدداً، تخرج في أورشليم عن جملئيل[23]. إضطهد المسيحيين الأولين. لكنه اهتدى إلى المسيحية على أثر ترائي يسوع له. فأصبح الرسول المثالي. إضطهده المسيحيون المتهودون واليهود على السواء. علَّم التحرر المسيحي من شريعة موسى، ولا سيما بالنسبة إلى الوثنيين الذين عُهد إليه بتبشيرهم. طاف الشرق وبلاد اليونان حراً أو مقيداً في سبيل الكلمة. تنسب إليه 13 رسالة. وكان له كما كان لمعظم اليهود اسم يهودي " شاول " ويعني " مطلوب "، واسم يوناني " بولس " ويعني " الصغير ". فقام بدور حاسم في توجيه الكنيسة القديمة.[24] وكان والد بولس من سبط بنيامين[25] ومن جماعة الفريسيين، وهي جماعة كانت قد أفرطت في التمسك بالشريعة وبمراسيم وتقاليد لا طائل تحتها، رباَّه على تلك الطريقة، وسهر على بث روحها في عقله وفي قلبه. ثم أرسله إلى أورشليم بغية أن ينال من مبادئ تلك الطريقة قسطاً وافراً على يد المعلم الكبير جملئيل. فنشأ بولس فريسياً متحمساً للشريعة، يزدري من لا يقول قول جماعته، ويهاجم بكل قواه من يجرأ على أن يمسها بمخالفة أو ينالها بأذى. وقد كان من المشجعين على قتل إسطيفانوس، ليشفي غليله من أولئك الذين يجرأون على شريعة موسى والديانة اليهودية. لكنه لم يفعل ذلك عن خبث، بل بدافع الغيرة على بيت الله وشريعته.
ومع هذه الثقافة العبرية، كان بولس يعرف الآداب اليونانية أيضاً، ولكن معرفة بسيطة، بحيث أن رسائله التي كتبها بهذه اللغة هي بسيطة التعبير ولا تخلو من التعقيد. وأن ما نراه من الجمال والروعة في تلك الرسائل إنما هو صادر عن سمو المعاني وشدة العاطفة المتأججة في قلب ذلك الرسول العظيم.
وفوق تلك الثقافة الدينية التي كان يرجو منها أن يكون يوماً معلماً يهودياً ورئيساً روحياً، تعلم صناعة الخيام، حتى لا تحوجه الأيام إذا ضاقت به أن يمد يداً ذليلة إلى غيره. وكاد يضيع رشده من الغيظ لما رأى الكثيرين من اليهود يهجرون شريعة موسى ويتبعون المسيح. فعاد مسرعاً إلى أورشليم، وأخذ يضطهد المؤمنين ويلاحقهم حتى في بيوتهم، ويخرجهم مكبلين بالسلاسل رجالاً ونساءً إلى رؤساء الكهنة، لكي ينالوا بالضرب والسجن جزاء إيمانهم بالمسيح. لأن الحكومة الرومانية كانت قد تركت لمحفل اليهود شيئاً من السلطان، لملاحقة ومعاقبة من كان يجسر على مخالفتهم في ما يشرحونه من العقائد أو ما يضعونه من المراسيم. فأقبل شاول إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى مجامع دمشق، حتى إذا وجد هناك رجالاً أو نساءً من هذه الطريقة يسوقهم موثقين إلى أورشليم. وما أن اقترب من أبواب دمشق أزداد غضبه، وأخذ ينظم الخطط للتشفي من أولئك اليهود الذين كفروا بإلههم، وتبعوا ذلك المضل الذي يزعمون أنه المسيح.
لكن كلمة الآب والذي يخرج من الظلمة نوراً، كان ينتظره في سهول دمشق. " فأبرق حوله بغتة نور من السماء، فسقط على الأرض وسمع صوتاً يقول له: شاول شاول لِمَ تضطهدني؟ فقال: من أنت يا رب؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. فقال وهو مرتعد منذهل: يا رب ماذا تريد أن أصنع؟ فقال له الرب: قم وأدخل المدينة، وهناك يقال لك ماذا ينبغي لك أن تصنع. أما الرجال المسافرون معه فوقفوا مبهوتين يسمعون الصوت ولا يرون أحداً. فنهض شاول على الأرض، ولم يبصر شيئاً، وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق. فلبث ثلاثة أيام لا يبصر ولا يأكل ولا يشرب ". ( أعمال الرسل 9: 3 _ 9 ).
إن الله تكلم من وسط الصاعقة ودعا بولس إلى خدمته. لكنه أرسله إلى تلاميذ دمشق ليرسموا له الخطط التي يريد منه أن يسير عليها.لأن يسوع رسم بحكمته الإلهية أن كل نعمة يفيضها على الأرض، وكل سلطان يمنحه في كنيسته إنما يجود به بواسطة بطرس والرسل ومعاونيهم وخلفائهم من بعدهم، حيث قال لرسله: " كما أرسلني الآب كذلك أنا أرسلكم ". ( يوحنا 20: 21 ). " وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا. فناداه الرب في الرؤيا: يا حنانيا ! أجابه: نعم يا رب ! فقال له الرب: قم أذهب إلى الشارع المعروف بالمستقيم، وأسأل في بيت يهوذا عن رجل من طرسوس اسمه شاول. وهو الآن يصلي، فيرى في الرؤيا رجلاً اسمه حنانيا يدخل ويضع يديه عليه فيبصر ". ( أعمال الرسل 9: 10 _ 12 ).
كان حنانيا قد سمع الكثير عن هذا الرجل المُضطهد للمؤمنين بيسوع، وما ارتكبه من فضائع بحقهم في أورشليم. وها قد قدم إلى دمشق وهو مخول من رؤساء الكهنة ليضطهد مؤمنيها. فانتابته الحيرة والدهشة من طلب الرب، معتقداً أنه من المحال أن يصير هذا الرجل مسيحياً. لكن الرب اعلمه أنه أختار شاول ليكون رسولاً له، ليحمل اسمه إلى الأمم والملوك وبني إسرائيل. وهذه المهمة ستجعله يتحمل الكثير من الآلام والمشقات والمخاطر في سبيل اسمه. " فذهب حنانيا ودخل البيت ووضع يديه على شاول وقال: يا أخي شاول أرسلني إليك الرب يسوع الذي ظهر لك وأنت في الطريق التي جئت منها، حتى بعود البصر إليك وتمتلئ من الروح القدس. فتساقط من عينيه ما يشبه القشور، وعاد البصر إليه. فقام وتعمد. ثم أكل، فعادت إليه قواه ". ( أعمال الرسل 9: 17 _ 19 ).[26]
ومن دمشق رحل إلى بلاد العرب، ولربما إلى بادية شرقي دمشق، حيث قضى ردحاً من الزمن منطوياً على نفسه وعلى إيمانه. فلقد ملأ الانقلاب الأخير نفسه أنقاضاً من ماضيه، عليه أن ينظف منها المكان ليبني حياته على أسس جديدة يكون المسيح فيها حجر الزاوية. وبعد عزلته عاد إلى دمشق وهو أقوى حجة للمجادلة وأشد عزيمة للجهاد، وأخذ يحاجّ اليهود ويجادلهم فضاقوا به، وحبكوا المؤامرات لاغتياله، حتى أصبحت حياته في خطر. فعمل بعض التلاميذ المخلصين على إنقاذه، فلقد دلوه من السور ليلاً في سلة، فنجا وعاد إلى أورشليم. وهناك لقي نفس المصير إذ عزم اليهود على اغتياله، فرافقه بعض الأخوة إلى قيصرية، ومنها أبحر إلى طرسوس مدينته.[27]
لقد اندرجت رسالة بولس خارج فلسطين، وسط من لا يعيشون في ظل الهيكل، من يهود هلينيين، ومن وثنيين أمره يسوع بحمل بشارته إليهم. ففي مرحلة أولى قادت الرسالة بولس إلى عالم هليني، معجون بالروح اليوناني والفوضى الشرقية، حيث كان يعتمل منذ ثلاثة قرون، القلق الروحي، والانحطاط الأخلاقي، والتهديدات الاجتماعية. ذلك العالم الذي أفلحت روما في منحه النظام الإداري، ولكنها فشلت في منحه سلام القلب.
أما المرحلة الثانية، فقد واجه بولس والمسيحية الناشئة، السلطة الأمبراطورية المركزية، والوثنية الرومانية. وتقسم عادةً رحلات بولس الرسولية إلى ثلاث، مع أنها كانت شبه متصلة لا يفصل إحداها عن الأخرى سوى محطات قصيرة، ويحدوها روح واحد. وقد تم معظمها سيراً على الأقدام، واجتاز خلالها زهاء عشرين ألف كيلومتر، في غضون ثلاث عشرة سنة. ويمكن رسم خطوطها الأساسية كالتالي:
الرحلة الأولى بين عامي 45 و 49 وقد شملت قبرص، وآسية الصغرى، وبمفيليا، وبيسيدية، وليقاؤونية، وأنطاكية، وبيسيدية، وإيقونية، وليسترة، فعودة إلى أنطاكية. وفي نهاية سنة 49 حضر مجمع أورشليم.
الرحلة الثانية امتدت من سنة 50 حتى سنة 52، عاد إلى آسية الصغرى، وتفقد أحوال الجماعات المنشأة من قبل. ومضى إلى بلاد الغوطيين. ثم بقيادة الروح القدس أبحر إلى فيليبي ومقدونية، وتسالونيكي، وأثينا[28] وكورنتس، وعرج في طريق العودة على أفسس، وعاد إلى أنطاكية في نهاية خريف سنة 52.
الرحلة الثالثة ابتدأت في ربيع سنة 53 فعاد بولس إلى كورنتس ومنها أنطلق إلى حدود الأدرياتيكي، ثم اجتاز جزر ميتيلينية، وكيو، وسامس، ورودس، ومرافئ سورية وفلسطين، وانتهى إلى أورشليم حيث كان ينتظره مصيره، فسجن وأرسل إلى روما سنة 61.
وقد اتسمت كرازة بولس بالتواصل الشخصي، وبعقده مع تلاميذه والمؤمنين الجدد، علاقات صداقة عميقة باتت طابع رسالته المميز. ولم تكن الصداقة غاية في ذاتها، ولا إرضاء لحاجة عاطفية، بل مجرد وسيلة لوضع المؤمنين على صلة بالمسيح. فالمسيحية عند بولس ليست تعليماً نظرياً مجرداً، بل هي صداقة متينة ومرهفة مع الرب، وواقع حي، تستأهل أن يتألم الإنسان ويموت في سبيله. ومما يستدعي الدهشة السرعة التي كان بولس يؤسس جماعات مسيحية، ويعلمها، ويعدها للعماد والإفخارستيا، في غضون أسابيع أو أيام معدودات. ولا ريب أنه كان يتعاون مع الروح القدس، الذي يواصل عمله في أذهان المعمدين وقلوبهم، مذكراً إياهم بما تعلموا. وكان محور تعليمه يدور حول صلب يسوع، وقيامته. والقيامة في تعليمه لا تقتصر على ما حدث صباح الفصح، بل هي ترتكز على يسوع الناهض من الموت، الحي المحيي، وعلى وحدة حياة المؤمن مع يسوع، التي تجعله عضواً في جسده، ويستمد من قدرته الكلية حيوية ومناعة.[29]
وقد احتفظت الكنيسة بأربع عشرة رسالة من رسائل بولس ضمتها إلى إرثها، وجعلت منها عنصراً أساسياً من عناصر العهد الجديد، الذي يدور حول محورين رئيسيين: سيرة يسوع، وسيرة بولس. وتتميز رسائل بولس بكونها الكتابات المسيحية الموثوقة الأولى، وهي تعكس صورة حية عن نشاطه ونضاله، ونجاحاته وإخفاقاته، عن تجاربه وفكره. ومع ذلك هي بعيدة عن كونها سيرة ذاتية، فبولس لم يروِ من مسيرته إلا ما كان ضرورياً لدعم الرسالة وخدمتها. وتمثل رسائل بولس المحفوظة ربع أسفار العهد الجديد، وتساوي الأناجيل حجماً. ومع ذلك يبدو هذا الحجم ضئيلاً بالقياس إلى نشاط بولس الرسولي، مما يسوّغ الاعتقاد بأن بعض رسائله قد فقد. وتقسم الرسائل وفقاً لحجمها إلى قسمين:
1_ الرسائل الطوال وهي ثمانٍ موجهة إلى: رومة، وأفسس، وفيلبي، وكولوسي، وغلاطية، وكورنثوس الأول والثانية، والعبرانيين.
2_ الرسائل القصار وهي ستٌّ موجهة إلى: تسالونيكي الأولى والثانية، وثلاث رسائل راعوية منها واحدة إلى تيطس، ورسالتان إلى تيموثاوس الأولى والثانية، وأخيراً بطاقة إلى فليمون[30]، وهي الوحيدة التي كتبها بولس بخط يده. وقد دونت هذه الرسائل على مدى ستة عشر عاماً بين سنة 51 وسنة 67، وكان بعضها أول أثر مسيحي رسمي مكتوب. ويظن أن بعض إضافات وإيضاحات قد ألحقت بهذه الرسائل مع الأيام، وقبل نظمها في مجموعة نهائية. ويتميز بولس بأنه الوحيد في المسيحية الأولى الذي وضع التبشير في صيغة مكتوبة، وخلّف لذلك شهادات مباشرة قيّمة عن نشأة المسيحية، وكذلك معطيات واضحة عن سيرته ولاهوته. وبذلك يكون أول من استخدم سلاح القلم لنشر تعاليم يسوع، لذلك بات يُصوَّر وهو مشهر سيفاً ماضياً. ورسائله ألهمها الروح، وكانت السماء مصدرها، فبقيت عبر الأجيال فعالة تجدد وجه الأرض. ومن هنا نكتشف السر الذي أكثر من قوة شخصيته، ورهافة ذكائه، وقدرة عبقريته، جعل منه كاتباً فذاً: وهو أنه " بوق الروح ". ويسوع الذي دعاه أسبغ عليه قوة الله. إن ذاك سار وفقاً للروح، وعاش وفقاً للروح، وكتب أيضاً وفقاً للروح. وكتاباته تشهد أنه أكثر من كاتب، وخطيب، ومجادل، ولاهوتي. إنه ملهم بكل ما تنطوي عليه هذه اللفظة من معنى. لذلك لقب بـ " الإناء المصطفى " و " رسول الأمم ".[31]
وكانت نهاية الرسول بولس في روما، فبعد سجنه ومحاكمته بتهمة تعريضه أمن الدولة للخطر، حكم عليه بالإعدام. فسيق إلى منطقة أوستيا التي تبعد 5 كم عن أسوار روما بإمرة قائد مئة، ولحقه موكب من الأصدقاء هم: لوقا، ولينس، وبوذيس، وتيموثاوس، ومرقس. وهناك عند عين مياه تدعى " المياه الخلاصية " وقف موكب الموت، وبعد أن منح بولس بضع دقائق ليصلي، أمر القائد بتقييده إلى عمود وبجلده، ثم مددت عنقه فوق صخرة، وأهوى عليها جندي بسيف قاطع كان يحمله بكلتا يديه.
وتروي أساطير تقوية أن هامة بولس عندما هوت إلى الأرض، توثبت ثلاث مرات، ومن كل مكان لامسته توثبها تفجرت نبعة ماء، فدعي ذلك المكان حتى اليوم " تري فونتاني " أي الينابيع الثلاثة. وتروي الأساطير أن شفتي بولس بعد أن قطع رأسه تمتمتا بالآرامية اسم يسوع. وما أن أنصرف منفذو الإعدام حتى وافى أصدقاء بولس، فأخذوا جثمانه ورأسه كي يدفنوها دفناً لائقاً. ومضوا بها إلى مزرعة تخص سيدة رومانية تدعى لوشينا ودفنوها هناك. وحفرت على الشاهدة هذه الكلمات البسيطة: " بولس رسول وشهيد ". وفي القرن الرابع قرر الأمبراطور قسطنطين بناء كنيسة على لحده. ونقش فوق الهيكل الرئيسي قول بولس " الحياة لي هي المسيح والموت ربح ".[32]
وتصلي كنيسة المشرق في تذكار الرسولين بطرس وبولس: " بطرس وبولس ملفاني الحق وعمودي النور. خدما خدمة صادقة بشارة الملك المسيح. أسعفونا بصلواتكما. لننجو من العذاب. كي نتنعم معكما في الملكوت ".[33]
وأيضاً: " طوباكِ يا رومية الشهيرة مدينة الملوك أمة الختن السماوي التي أقيم فيك كما في ميناء واعظان شرعيان بطرس رئيس الرسل الذي على حقه بنى كنيسته المؤمنة وبولس المصطفى والرسول ومهندس المسيح. بصلواتهما نلتجئ لتحل الرحمة والحنان على نفوسنا ".[34]
وأيضاً: " طوباك يا بطرس ناشر البشارة. طوباك يا بولس معلم الأمم. طوباك يا بطرس لأنك أنت الصخرة. طوباك يا بولس لأن رسائلك انتشرت في الأربع جهات ".[35]
ويبدو أن الكنيسة تعيد للرسولين بطرس وبولس معاً منذ البدايات، ويقول المؤرخ الشهير عمرو بن متى: " شمعون الصفا توجه إلى رومية وتلمذ الناس فيها ونصرهم، وأهلك سيمون الساحر وطهر الأرض منه، ومكث في التلماذ خمساً وعشرين سنة، ثم صلبه قيصر منكساً إلى أسفل في 29 من شهر حزيران. وفي مثل اليوم الذي صلب فيه بطرس، قتل نيرون أيضاً القديس بولس بالسيف. وفي هذا اليوم يعمل تذكارهما في كل عام ".[36]
وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار الرسولين بطرس وبولس في الجمعة الثانية من سابوع الدنح.
أما الكنيسة الكاثوليكية فتحتفل بعيد الرسولين بطرس وبولس في 29 حزيران.
--------------------------------------------------------------------------------
1_ كفر ناحوم: مدينة في الجليل على الشاطئ الغربي من بحيرة طبرية،بالقرب من مصب الأردن في البحيرة. كانت مقراً ليسوع فترة من الزمن، ومركز نشاطه في الجليل. ولقد لعنها يسوع في وقت لاحق لعدم إيمانها. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 398.
2 _ معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي الحموي اليسوعي ص 108 _ 109.
3_ بيت صيدا: قرية تقع على الضفة الشمالية من بحيرة طبرية، وهي وطن الرسل بطرس وأندراوس وفيلبس. ومنطقتها المقفرة الممتدة إلى الشرق شاهدت معجزة تكثير الأرغفة. من هذه المدينة الصغيرة التي لعنها يسوع لم يبقَ إلا الأطلال. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 125.
4_ يايرس: هي الصيغة اليونانية لكلمة " ينير " العبرية وتعني " ينير ". وهو رئيس المجمع في كفر ناحوم في الجليل. جاء إلى يسوع وطلب إليه أن يأتي ويشفي ابنته التي كانت مشرفة على الموت. فبلغه وهو في الطريق خبر موتها، لكنه لم يفقد إيمانه بقدرة يسوع. وعندما دخل يسوع بيته وجد الأهل يبكون فوبخهم وقال: إن الصبية لم تمت لكنها نائمة. أمسك بيد الصبية وقال لها بالآرامية: " طابيثا قومي " أي يا صبية قومي. فقامت للحال. قاموس الكتاب المقدس ص 1051.
5_ الجثسمانية تعني " معصرة زيت " وهذا البستان يقع في المنحدر الغربي من جبل الزيتون الواقع إلى الشرق من أورشليم.
6_ قاموس الكتاب المقدس ص 174 _ 175.
7_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص292 _ 295.
8_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 386 _ 388.
9_ حننيا: اسم عبري معناه " يهوه قد تحنن ". قاموس الكتاب المقدس ص 324.
10_ سفيرة: اسم أرامي معناه " جميلة ". قاموس الكتاب المقدس ص 469.
11_ الصدوقيين: أغلب الظن أن اسمهم نسبة إلى " صادوق " الذي جعله سليمان عظيم الكهنة، بعد أن نحَّى أبياتار. كان الصدوقيون حزباً دينياً سياسياً أكثر أعضائه من عظماء الكهنة والكهنة. ورد ذكرهم في الإنجيل وأعمال الرسل. والوا السلطة الرومانية وأنكروا وجود الملائكة والأرواح والقيامة، وخالفوا الفريسيين في تفسير شريعة موسى، فيسَّروا حيث عَسَّر الفريسيون. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 297.
12_ سمعان الدباغ: رجل أضاف بطرس الرسول في يافا وبيته كان عن البحر، وذلك بسبب ناموس الطهارة عند اليهود، أو لأسباب صحية. قاموس الكتاب المقدس ص 484.
13_ التلمود كلمة عبرية تعني " التعليم ". ويقسم هذا الكتاب إلى قسمين. الأول " المشنة " وتعني التكرار، والثاني " الجمارة " وتعني التفسير. والتلمود يضم مجمل المؤلفات اليهودية القانونية، يلخص فيه تقليدهم الذي جاء بعد الكتاب المقدس. والتفاسير مع المشنة نوعان. أولهما يعرف بتلمود أورشليم، وقد كتبه حاخمو طبرية بين القرن الثالث والخامس. والثاني يعرف بتلمود بابل وقد كتبه حاخمو اليهود خلال السبي البابلي. وقد كتبا على مراحل باللغة الآرامية.
14_ كرنيليوس: اسم لاتيني معناه " مثل القرن متين ". قائد مئة روماني من الكتيبة الإيطالية في قيصرية. كان رجلاً تقياً خائفاً لله يصلي باستمرار ويصنع الخير للجميع. فظهر له ملاك في الرؤيا قائلاً له أن يرسل ويستدعي سمعان بطرس من يافا ليسمع منه بشارة الإنجيل. ولما جاء بطرس بشره بالخلاص بالفادي المصلوب تكفيراً لخطاياه، والقائم من الأموات لتبريره. فآمن كرنيليوس واعتمد هو وأهل بيته باسم الرب يسوع. وكان أول وثني اهتدى إلى المسيح، وبإيمانه انفتح باب الإيمان لدخول الأمم. قاموس الكتاب المقدس ص 778 _ 779.
15_ هيرودس أغريبا الأول: هو ابن ارسطوبولوس، وحفيد هيرودس الكبير. وقد عاش طويلاً في روما، ثم رجع وعين حاكماً على بعض فلسطين سنة 39 م. وأضيفت إلى منطقة نفوذه أراض واسعة لرضى الأمبراطور كاليجولا. وقد ذبح يعقوب أخا يوحنا بالسيف، وسجن بطرس. وفي نهاية حياته أكل الدود جسمه بعد أن أدعى الألوهية، حتى توفي سنة 44 م. قاموس الكتاب المقدس ص 1011.
16_ أنطاكية: مدينة على نهر العاصي على مسافة 15 ميل من البحر الأبيض المتوسط. أسسها سلوقس نيكاتور أحد قواد جيش الإسكندر الأكبر سنة 300 ق . م. ودعاها أنطاكية نسبة إلى أبيه أنطيوخس. وكانت ثالث مدينة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية. وأهم مركز للمسيحية بعد أورشليم. وفيها دعي التلاميذ مسيحيين أولاًَ. قاموس الكتاب المقدس ص 124 _ 125.
17_ نيرون: أمبراطور روماني حكم من سنة 54 م وحتى سنة 68. وهو ابن كلوديوس بالتبني. اتبع في البدء نصائح معلمه الفيلسوف سينيكا ثم طغى. قتل اغريبينا أمه واوكتافيا امرأته. اضطهد المسيحيين واتهمهم بإحراق روما. أشتهر بفظائعه. مات منتحراً. المنجد في الأعلام ص 720.
18_ الفاتيكان: مقام الباباوات في روما. يتألف من كنيسة القديس بطرس والبلاط والمعابد والمتاحف والمكتبة التي تعد أحدى أهم مكتبات العالم. وقد اعترفت إيطاليا بدولة الفاتيكان في معاهدة لاتران سنة 1929. مساحتها نحو 44 هكتار. المنجد في الأعلام ص 516.
19_ السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف الجزء الثاني ص 96 _ 130.
20_ إيليا الأنباري: ويلقب بإيليا النصيبيني، وقد يكون أصله من نصيبين. أبصر النور في نهاية القرن التاسع، وسيم مطراناً على فيروزشابور " الأنبار ". في سنة 922. ويقول عبد يشوع الصوباوي إن إيليا وضع ثلاثة مجلدات بأشعار، وتعازي ورسائل دفاعاً وتراجم. ولم يصلنا من هذه التآليف إلا مقالته في اللاهوت، وقد وضعها بالبحر السباعي. أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 368.
21_ حسم النزاع المطران بطرس عزيز ص 8 _ 20.
22_ طرسوس: مدينة في جنوبي تركيا الآسيوية. فتحها المأمون سنة 788 وفيها دفن. المنجد في الأعلام ص 435.
أما قيليقية فهي منطقة في جنوب غرب تركيا الآسيوية على ساحل المتوسط. من مدنها أدنة وطرسوس وسيس. عرفت بأرمينيا الصغرى. وكانت مملكة مستقلة في العهد الصليبي 1198 _ 1375. المنجد في الأعلام ص 604 _ 605.
23_ جملئيل: اسم عبري معناه " مكافأة الله ". وهو حاخام يهودي عضو في السنهدريم، ورئيسه حسب ما ورد عنه في التلمود. وهو فريسي وأحد اللاهوتيين اليهود المعروفين جداً في القرن الميلادي الأول. ويروي التلمود أن جملئيل كان من ذرية الرابي المشهور هليل. وكان جملئيل أول من طالب برفع القيود عن رسل المسيح. وتذكر بعض المصادر المسيحية أنه تعمد على يدي بطرس ويوحنا. مات في منتصف القرن الأول. قاموس الكتاب المقدس ص 662.
24_ معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 118.
25_ بنيامين: إبن يعقوب الثاني عشر والأصغر. ولدته راحيل فماتت على أثر ذلك. ألف خلفه أحد أسباط إسرائيل. من أشهر بني بنيامين شاول الملك والقديس بولس. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 116.
26_ السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف الجزء الثاني ص 131 _ 134.
27_ فجر المسيحية وترجمة رؤيا القديس يوحنا الأب غوارديني ترجمة المونسنيور جرجس المارديني ص 73 _ 74.
28_ أثينا: عاصمة اليونان. كانت في القرن الخامس قبل الميلاد دولة بحرية مزدهرة، قضى على سيطرتها فيلبس المقدوني سنة 338 ق . م. أصبحت جزءاً من الأمبراطورية الرومانية سنة 146 ق . م. غير أنها استمرت بنفوذها الثقافي والفني. استولى عليها العثمانيون سنة 1456، وتحررت من سيطرتهم نهائياً سنة 1834. اعتزت قديماً برجالها من فلاسفة وأدباء وفنانين وسياسيين وقواد، وامتازت ببناياتها الفخمة وأهمها آثار الأكروبول ومنها معبد البارثينون. المنجد في الأعلام ص 23.
29_ بولس رسول يسوع وقلبه ولسانه أديب مصلح ص 137 _ 145.
30_ فليمون: اسم يوناني معناه " محب " وهو أحد سكان كولوسي. اعتنق المسيحية على يد الرسول بولس. ويدعوه بولس " العامل معنا ". قاموس الكتاب المقدس ص 697.
31_ بولس رسول يسوع وقلبه ولسانه أديب مصلح ص 452 _ 466.
32_ بولس رسول يسوع وقلبه ولسانه أديب مصلح 426 _ 429.
33_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثالث ص يغث.
34_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثالث ص يغد _ يغذ.
35_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثالث ص يغس.
36_ حسم النزاع المطران بطرس عزيز ص 39.