تقديم برامج تربوية و مهنية و دينية للمعتقلين العراقيين
19/01/2008شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/
توفر القوات المتعددة الجنسيات في العراق فرصا كثيرة لأكثر من 24 ألف معتقل في سجونها للمشاركة في برامج تعليمية و مهنية و دينية خلال فترة اعتقالهم.
مباشرة بعد وصول المعتقلين إلى مراكز الاحتجاز، يتم إجراء اختبارات لهم من أجل تحديد مستواهم التعليمي و خبراتهم المهنية، و لمعرفة توجههم الديني. و يمنح هذا الإجراء المشرفين على مراكز الاحتجاز فرصة التعرف على المعتقلين عن قرب، و تحديد إمكانية إدراجهم في برامج التأهيل الخاصة بالمعتقلين لإعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية بعد إطلاق سراحهم.
و قد بينت عملية اختبار المعتقلين لمرات عديدة بأن هؤلاء المعتقلين لم يدرسوا أبدا في السابق أو لديهم مستوى تعليمي قليل جدا. و بأنهم أيضا لم يمارسوا أعمالا في السابق، و يجهلون الكثير عن دينهم الإسلامي. وتم تصميم هذه البرامج التدريبية لسد النقص الحاصل في هذه النواحي، و ليبتعدوا عن ممارسة أعمال العنف.
لقد تم تصميم هذه البرامج التعليمية التي يتلقاها المعتقلون بالتعاون من وزارة التعليم العراقية و تتكون من ستة مواد دراسية هي : اللغة العربية، و اللغة الإنجليزية، و الرياضيات، و العلوم ، و التربية الوطنية، و الجغرافيا. و يدرسهم أساتذة تم توظيفهم و معتقلون متطوعون. و قد ارتفع عدد المشاركين في هذه البرامج التعليمية بشكل كبير.
الهدف من وراء تقديم برامج التأهيل المهني هو تدريب المعتقلين على حرف ومهن متنوعة ليكتسبوا خبرات تمكنهم من الحصول على فرص عمل، ولكي ينجحوا في حياتهم العملية مستقبلا. و يتدرب المعتقلون على حرفة النجارة و أعمال الحدادة و فن الخزافة. والغرض المتوخى من هذه البرامج هو أن يغادر المعتقلون مراكز الاحتجاز و هم يمتلكون مهارات و يكتسبون خبرات تمكنهم من الحصول على فرص عمل ، و بالتالي سيتجنبون المشاركة في نشاطات معادية لقوات التحالف من أجل كسب المال.
و خلال إجراء اختبارات للمعتقلين تبين أن الكثيرين منهم لهم معرفة محدودة و سطحية جدا عن دينهم، و لهذا بقوا عرضة لتأثير الأفكار الدينية المتطرفة. و توفر الحلقات الدينية التي يتم توفيرها داخل مراكز الاعتقال دراسات معمقة حول القرآن الكريم و التعاليم الدينية. و يقود هذه النقاشات الدينية أئمة و علماء دين عراقيون معتدلون يعملون على تهييء المعتقلين لمقاومة تأثيرات الإرهابيين المتطرفين و التصدي للمعلومات و الفتاوي الدينية المنحرفة و الخاطئة.
إن هذه البرامج التعليمية و الدينية تساعد المعتقلين كثيرا على إعادة الاندماج في المجتمع العراقي كمواطنين متعلمين و منتجين. وسيساهم هؤلاء المعتقلون في بناء مستقبل مشرق و آمن للشعب العراقي بفضل الخبرات و المهارات التي يكتسبونها حاليا في مراكز الاعتقال.
و يتواجد حاليا حوالي 24 ألف سجين تحت رعاية قوات التحالف في مركزين و هما : "كامب كروبر" الذي يقع غرب بغداد، و"كامب بوكا" الذي يقع جنوب العراق.