ثامر توسا
أزاء أزمات شعبنا (الكلدواشوريالسرياني المسيحي) والكوارث التي يندى لها الجبين ,من الطبيعي أن تثور حميّة ابناء هذا الشعب حيثما تواجدوا , وتلكم لعمري هي أضعف الإيمان أمام إستمرار تصاعد وتيرة الإعتداءات ,و ردّات فعلنا ما زالت هزيله لأنها لم تتعدى سقف النداءات المتفرقه والدعوات الخجولة والإستنجادات الأليمة ألتي تطلقها حناجر وأقلام ابناء شعبنا وهي تؤكد دائما على ضرورة توحيد الصفوف في مثل هذا الظرف العصيب ,فالتظاهرات السلمية والإعتصامات الحضارية التي تشهدها مدننا وقرانا وفعاليات طلبتنا التضامنية عقب كل إعتداء كما حصل في جريمة استهداف شبابنا وفتياتنا من طلبة ابناء بغديده وبرطلّه , ردود أفعالنا هذه تؤكد كم قد ضاقت بنا السبل , ليس بسبب الإرهاب المنظم الذي يستهدف وجودنا في العراق فحسب, بل مصيبتنا الأكبرهي في ساستنا الذين يحرمون هذا الشعب حتى من جرعة مهدئة يأخذها من مشهد وليكن شكلي يصّور لنا وللآخرين جلوس ساستنا على طاولة مشتركة لدقائق وليس لساعات لتحرير بيان شجب وإستنكارمشترك لما حصل ويحصل لأبناء شعبنا.لكي لا يــُلقى بي ضمن فصيلة المتشائمين أو المتحاملين, سأطرح للقراء نموذجين لتصريحين سياسييــّّن في غايةاللامسؤولية والهزالة ,وبما أنهما لم يصدرا من عامة الناس ولا من ذوي ضحايانا , بل من رمزين يحسبان علينا ممثلان رسميان لنا في مجلس محافظة نينوى وكأنهما قضاة تحقيق يتكلمان بناء على نتائج تحقيقية , مما يوحي للمتابع أن تمثيلنا في هذا المجلس لا علاقة له بأنهر دماءنا المساله , بل كل ما يشغلهما هو تبرئة السلطان الذي أوصلهما للكرسي عبرتبادل توجيه الإتهامات و فبركة التبرئات , وهكذا تستمر الجعجعات التي ليس لشعبنا في طحينها عجنة رغيف خبز واحد.
فمثلا السيده نغم يعقوب مع إحترامنا لها, وهي عضوة مجلس المحافظة ( عن قائمة الحدباء), في حديثها مع "السومرية نيوز" تتهم السيدة يعقوب أطرافا سياسية لم تسمها بـ"الوقوف وراء عمليات استهداف المسيحيين ودفعهم للنزوح خارج الموصل لتحقيق أهداف سياسية معروفة"، بحسب قولها, ولأنها لم تسم ّ هذه الجهة السياسية كما إعتدناهم , فمن المرجح ان أصبع إتهامها يتجه نحو الجهات السياسية الكردية .
وفي الجانب الآخر, السيد سعد طانيوس,عضو مجلس محافظة نينوى(عن قائمة عشتار) الذي غاب عن المحافظة ردها طويلا بسبب الخلافات التي كانت بين قائمتي الحدباء ونينوى المتآخية , ظهر علينا الأستاذ من جديد ليصرّح في حديثه مع السومرية نيوز محمــِلا ً الجهات التي تطالب بإخراج قوات البيشمركة الكردية من المحافظة والتحالف البعثي مسؤولية استهداف المسيحيين في نينوى" والأخ كما يبدو يوجه أصابع الإتهام نحو قائمة الحدباء , ويضيف مدافعا عن الجهة السياسية التي أوصلته الى منصبه قائلا:
"بعض الجهات السياسية تحاول تحميل القوات الكردية المنتشرة في عموم مناطق المحافظ مسؤولية استهداف المسيحيين لإخراجهم من المحافظة",ولا أدري ما فائدة هذا التراشق لحساب الأخرين, و لأن الأخ لا يروقه هذا الإتهام, فعليه ان يرد على التهمة بإتهام المدعي , وعلى هالرنه طحينك ناعم يا جارة, إذن المتهمان ثبتت براءتهما, و بعد الملل من تسجيل الجريمة ضد مجهول , سيكون الضحيةهو المجرم ( حاشاه) , وقد نال جزاءه وأنتهى الأمر بخير وسلام !!!!! .
يا سادتي ويا سيدتي نغم يعقوب , إن كان شغلكم الشاغل هو تبرئة قائمة الحدباء وإتهام القائمة الكردية (نينوى المتآخية), وهكذا السيد سعد أنطانيوس الذي يتهم قائمة الحدباء ويبرئ قائمته وقوات البيشمركة , مالذي أبقيتم لأهلنا إذن؟ عدا القبول بالقدر الذي ترسمه لنا لخابيط هذه التصريحات , وبين حانة ومانة ضاعت لحانا.
نحن نستفسر ونتساءل , أيهما كان الأجدر بكما يا من تمثلان شعبنا في مجلس المحافظة , مطالبة القائمتين (الحدباء ونينوى المتآخية) بتحمل مسؤولياتهما في إدارة شؤون المدينة وحماية أهاليها؟ أم تبادل الإتهامات والتبرئات للسيد المسؤول الكبير أي كان منبعه؟
يا سادتي إن لم تسطيعوا أن تحكوا بجرأة وبالفم المليان كي يصدقكم الناس ويحترمكم الخصم ؟؟ على الأقل صرحوا أنه في غياب سلطة القانون و تسييس دورالقضاء زائدا أجندات الأحزاب , تصبح كل القوائم وكل الأحزاب وكل الجالسين على الكراسي متهمون و مسؤولون مسؤولية مباشرة وغير مباشرة عن كل ما يحل بأهلنا من نكبات ,كفانا متاجرة بدماء شعبنا,عليكم إما أن تنطقوا بكلمة الحق بتجرد وتطالبوا الجميع بتحمل مسؤولياته أو أن تتكرموا علينا و تــتــنــحــّوا جانبا لفسح المجال لغيركم ولإعطاء الفرصة للجان التحقيق الدولية كي تعمل على كشف الحقيقة وإيجاد سبل حماية شعبنا من لخبطات السياسة وألاعيبها , ثم حينها لندع الشعب يقول كلمته كما يشاء ويجتث من يشاء ويبرئ من يشاء وينتخب من يشاء, أما أن تبقونا مزنوقين بين رغباتكم التي طالت سحب السماء وبين الأصابع التي توجهـــّكم فتلك جريمة أخرى بحق أبناء شعبنا.
صرخاتنا سوف لن تتوقف, وها هي شخابيط أقلامنا التي يبدي فيها البعض عدم رضاهم وضجرهم من صداها الذي يقض مضاجعهم ويعكــر عليهم أماسي سهراتهم ,ستبقى مطارقنا تدق بكلماتها من أجل شعبنا حتى مطلع الفجر ,و كلامنا ليس مزاجيا ولا إنتقاميا, بل مستوحى من آرائنا وواقعنا, و ما دام الهدف هوالدفاع عن أهلنا , لذا سنقولها بكل تجرد ومن دون اي تحيّز و كما نفهمها من زاوية مصلحة أهلنا فقط وليس الزاوية التي يطل منها الآمر على المأمور المأجور, سنظل نفضح أمام الملأ كل من يتلاعب بمصير أهلنا ويستغل دماءهم لمصالحه الضيقه .
تمعنوا جيدا وأستمعوا إلى تصريحاتكم وردات افعالكم يا ساستنا المحترمون , إنها ليست سوى اللخابيط التي بسببها كــُمــّت أفواهنا, ومــُزقَ شعبنا , ونــُحــِرَ رموزنا وقتل أبناءنا و هــُجـــّرَ أهلنا , وسلبت منهم أراضيهم,و أثكلت امهاتهم وتأرملت زوجاتهم وفقأت عيون بناتهم وبترت سيقان وسواعد فلذات أكبادهم , وعسى أن تسجل الجريمة ضد مجهول, يا له من قدر بائس, ننتظر ماذا إذن؟ ألم يبلغ السيل الزبى ؟