Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جون كيندي : 45 عاما على مصرعه المثير!




مّرت قبل يومين ، الذكرى 45 على مصرع الرئيس الأميركي الخامس والثلاثين جون كيندي الذي حكم الولايات المتحدة الأميركية في أصعب فترة من تاريخ القرن العشرين.. وذلك للفترة 20 يناير 1961 ـ 22 نوفمبر 1963. وبقدر ما امتلك جون كيندي جاذبية سياسية أميركية، كابرز كاريزما رئاسية في التاريخ الأميركي، بقدر ما جاء مصرعه في دالاس بولاية تكساس التي كان يزورها برفقة زوجته جاكلين كيندي يوم 22 نوفمبر 1963، وهما في سيارة مكشوفة.. حدثا تراجيديا مريرا ومثيرا كان يصّور كل لحظاته من خلال الكاميرات على العالم، باسلوب درامي عجيب. ولما القي القبض على القاتل هارفي اوسولد بعد دقائق، لم تمر دقائق اخرى حتى صوبت رصاصات الى صدر القاتل فقتل ايضا، وذهب دم الرئيس هباء ولم يعرف احد حتى اليوم من قتل جون كيندي الذي كان في السادسة والاربعين من العمر.. ولقد اشتهرت زوجته جاكلين كثيرا التي كانت الى جانبه لحظة الاغتيال، وقد عدّ الحدث ابرز اغتيال امام الكاميرات في القرن العشرين.. اذ كان الرئيس جون كيندي فرحا ومبتسما وهو يحّي جماهير دالاس التي اصطفت على جانبي الشوارع ، وفجأة ، تلقى رشقة الرصاص في رأسه الذي تهشم وارتمى في حضن زوجته جاكلين التي صبغ دمه مع تشظيات مخّه وجهها وملابسها الزهرية .. ، فتوقفت السيارة وكانت لحظة عصيبة جدا جرت مشاهدها امام العالم وعلى كاميرات التلفزيون .





لقد كان للرئيس كيندي ولد وابنة واحدة. أما الولد فقد لقي مصرعه عام 1999 عندما هوت طائرته نحو البحر وانفجرت وغرقت فيه، وهكذا مات وهو في عزِّ الشباب (36 عاماً) وبعد أن كانت كل الآمال متعلقة عليه. فالكثيرون كانوا يعتقدون أنه سيعيد العائلة الكاثوليكية مرة أخرى إلى البيت الأبيض. وكانت جاكلين كيندي، قد أثارت الرأي العام ضدها بزواجها من الملياردير اوناسيس، ولكنها اصيبت بالسرطان وتوفيت عام 1995. تبوأ الرئيس جون كيندي سدة الحكم في فترة صعبة وحرجة من الصراع بين الإرادتين الغربية والشرقية في الحرب الباردة، وعدّ جون كيندي متألقاً ومنفتحا في فترة حكمه وكان رئيساً ناشطاً وحرا لا يكل من العمل، وكان ايضا، صاحب مواقف قوية في مواجهة السوفييت في كافة المجالات سواء العسكرية منها (بشكل غير مباشر) او السياسية من خلال مجلس الأمن أو الإعلام أو القنوات الدبلوماسية.

وامتاز بخطبه المفوّهة التي كانت تذاع على العالم مباشرة، فاختلف كثيرا عن ايزنهاور الذي سبقه وعن ليندن جونسون نائبه الذي أعقبه.. ولعل من اشهر الاحداث التي واكبت عهده وكان له ادواره الخارجية فيها تتمثل بالغزو الأميركي لخليج الخنازير في كوبا، وازمة الصواريخ الكوبية التي كادت تشعل حربا عالمية.. وتصدّي الولايات المتحدة للشيوعية في أميركا اللاتينية بمختلف الوسائل.. واندلاع ازمة فيتنام ومن ثّم الحرب العوان.. وكان لخطاب كيندي عند جدار برلين الغربية وقعه في العالم، وكان ان وقعت معاهدة لحظر التجارب النووية.. وفي عهده أيضا بدأت تتفاقم المشكلة الايرلندية، ويحدث الانقلاب في العراق من قبل البعثيين ضد عبد الكريم قاسم في 8 فبراير 1963، والذي تظهر الوثائق الجديدة علاقة الولايات المتحدة مباشرة بالانقلابين العراقيين العسكريين عامي 1958 ضد الحكم الملكي، و1963 ضد الحكم القاسمي.

اما في دواخل الولايات المتحدة، فلقد تطورت الحقوق المدنية فيها، وانبثق برنامج السلام الذي اوجده كيندي، وخدمه الأميركيون طوعا. ان جماعات السلام تخدم الامم الاخرى في الاصلاح والصحة والحقول والتربية.. وخصوصا فى المناطق النائية غير المتطورة.. وجاء خطاب كيندي عند حائط برلين في 28 يناير بمثابة انذار مبكر للسوفييت وحلف وارسو، وقد اعقب ذلك التوقيع على معاهدة حظر التجارب النووية.. ان متغيرات ايرلندا والعراق قد كشفت عن ضلوع الولايات المتحدة في اشعال الحريق في كل منهما.

لقد كان من أهم وزراء كيندي هو وزير الخارجية دين راسك ووزير الدفاع روبرت مكنمارا.. وكلاهما ساهما في خلق التوازنات ايام الحرب الباردة التي وصلت أقصى مداها في عهد جون كيندي أميركيا وعهد نيكيتا خروتشوف سوفييتيا.. لقد تولى جون كيندي الرئيس الكاثولوكي الوحيد الحكم حيث كانت فترة ولايته من الفترات القليلة النادرة التي تم فيها ضبط السياسة الأميركية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. وقد جاء ذلك نتيجة لبعض العوامل الخارجية التي أدركها كيندي بوضوح، حيث كان يرى: «أن الانحياز الأميركي في النزاع العربي الإسرائيلي لا يهدد الولايات المتحدة فحسب، بل يهدد العالم بأسره». ـ كما جاء ذلك في اكثر من مصدر اعلامي ـ.

اليوم بعد مرور 45 سنة على تلك الفجيعة التي حّلت بالأميركيين، يتذكر كل ابناء جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية تلك النهاية التي اودت بحياة الرئيس كيندي الذي تعلّقت الناس به في عصر تعدد الزعامات والكاريزمات.. ولقد اتهمت عدة اطراف بتصفيته بسبب مواقفه الحيوية وقدراته القيادية الكبرى في صنع قرارات مغايرة لم تقبل بها اطراف عدة..

ولم يكتف بمقتله، انما لحق به شقيقه روبرت ( = بوب ) الذي اغتيل لاسباب لم تقّيد ضد مجهول، بل ضد شخص من اصول عربية مسيحية هو سرحان بشارة سرحان الذي لم يزل يقضي محكوميته بالسجن المؤبد في امريكا ، ولم يفرج عنه حتى اليوم .. اننا اليوم في ذكرى رئيس قتل على غرار من سبقه من الراحلين.. انه اضافة الى كيندي قتل ثلاثة رؤساء اميركيين اخرين هم : ابراهام لنكولن الذي الغى العبودية عام 1865 وجيمس غارفيلد عام 1880 ووليام ماكينلي عام 1900 . فيما تعرض اخرون لمحاولات اغتيال مثل اندرو جاكسون وثيودور روزفلت وفرانكلين روزفلت وجيرالد فورد ورونالد ريغن... وعليه، فان ثمة مخاوف ان تعاد الكرة اليوم وعلى يد اطراف مجهولة تقضي بتصفية الرئيس الفائز اليوم ، باراك اوباما الذي يتمتع بقدرات فائقة ايضا، وله كاريزما معينة تقضي بجذب من يستمع اليه دوما.. ناهيكم عن كل خصوصياته التي كانت ولم تزل تثير الاسئلة .

البيان الاماراتية ، 25 نوفمبر 2008 .

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الملاك الصغيـر........ الشهيـد الكبير آدـم ........... أنا أسمي آدم , أسم أبي الأول آدم , تولـــّد العراق, عمري سبعون قرنا وأربعة أعوام , ديانتي ما قبل كتب سماوات آلهة الإنسان , قوميتي هذه رسالتي اليكم من محكمة الحزب الديموقراطي الكردستاني انا دكتور كمال مواطن نمساوي حكم علي اليوم 19-12-2005 بالسجن لثلاثين سنة وذلك لكتابتي مقال ونشره عن طريق صفحات الانترنيت، لقد كانت هذه المحكمة غير قانونية رابي سركيس اغاجان ... وحقيقة مصادرالتمويل المالي لمشاريع المسيحيين ... في اقليم كردستان ( الجزء الثاني) سلطنا الضوء في ( القسم الاول ) من هذا التحليل والرؤية ، على جزء من الاجابة للسؤال الذي اعتبرناه ساخنا وشعبيا ومحوريا ، رد على مقال الدكتور سعدالدين إبراهيم (من فيتنام.. للجزائر.. للعراق) لا أفشي سراً إذا قلت أني من متابعي كتابات الأستاذ الدكتور سعيدالدين إبراهيم، وذلك لكونه كاتب ليبرالي يحمل الفكر التنويري، رافعاً لواء الدعوة للديمقراطية الليبرالية والدفاع عن حقوق الإنسان، ليس في وطنه مصر فحسب، بل وفي كل مكان وخاصة في البلاد العربية، إضا
Side Adv1 Side Adv2