Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حال شـعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) ماضيا وحاضرا ومستـقبلا


إنـه شـرف عظيم وفخـر حياتي ، وقـد تلقـيت بسـعادة وامتـنان دعـوة منظمة الحـزب الشـيوعي في الدانمارك ، لكي أتحدث إليكم ، أيـها الأخـوة الأفاضل كمـا تحدث قبـل قليـل الأخ الكريـم الترميذا الدكتور عصـام الزهيري في عـرض لأمجـاد شـعب عريق رائع الأخلاق والأعمال وسـامي العلوم والثقـافة كمـا شـهد بحقـه الشـريف الرضي في قصيدته الخالدة أرأيت مـن حملوا على الأعـواد . . نعـم أن أتحدث إليكم ونتـعاون في مـا نملكه من معلومات وأفكار ، في شـأن شـعب شـقيق للشـعب المندائي ، حيث سـأٌكثف مآثره التي تملأ ألواحه وتماثيله ومنحوتاته ورقمـه وأبحاثـه قاعات وعنابر المتاحف والمكتبات ، ولـذا سـتكون أوراقي العـدة شـبيهة بمـا يقـول عنـه علماء الفيزياء بالضغط الهائل للكون في هيئة صغيرة قبل ما يطلقون عليه الإنفجـار العظيم . . حيث تكون بداية كل شـئ . . والآن نحن من هنـا نبـدأ . .

عـندما ننظر إلى وضع العراق الحالي مـن النواحي القومية والتأريخية ، نجـد أن أقـلياته تشكل أقدم شـعوبه ، وأقصد على وجـه التحديد ( الكلدان السريان الآشوريين ) والصابئة المندائيين والإيزيدية ، فإن ( الكلدان السـريان الآشوريين ) يعودون إلى الموروث الذي شـكله إندماج الأقوام الأكدية والآمورية والآشورية والآرامية ، والمندائيين يعودون بصورة رئيسية إلى الآراميين ، والإيـزيدية إلى خليط مـن هذه الأقوام مضافا إليه جماعـات ميديــة .

ويتـركز بحثي حول الشـعب الذي اعتـز بالإنـتماء إليه وتمتد معه جذوري ، وهـو مايمكن أن نجمعه في تسمية مركبة توفيقـية راهنة مؤقـتة ، هي ( الكلدان السريان الآشوريين ) وإن كنت شخصيا مقـتـنعا ، إستـنادا إلى معلوماتي العرقية والتأريخية والمناطقية ، أن التسمية الأسلم شـمولا لقوميتي ومن هـم مثلي هي ( آشورية ) ولكن للتوفيق المؤقتي سأستخدم في بحثي هذا ( الكلدان السريان الآشوريين ) الذين هم قوميا إندماج عرقي ولغوي وحضاري ، غلب عليه قوميا العرق الآشوري ولغويا تجميع بين اللغة الأكدية بفرعيها البابلي والآشوري في إطار الآرامية التي اتخذت بعد المسيحية تسمية السريانية .

لاشـك أن ( الكلدان السريان الآشوريين ) هم أهل العراق ، والأصح تأريخيا ( بلاد بين النهرين ) الأوائل ، الذين سـاهموا في وضـع أسـس أمجاده وصانوها ، مـن دون تجاهل غيـرهم من سـكنة هـذه الأرض القـدماء الذين منهـم ( السـومريون ) في جنوبــه ، و ( السوباريون ) في سهله الشمالي و( الحوريون والميديون ) في جباله الشمالية .

ليسـت خافية المآثـر العسكرية والحضارية للإمبراطوريات والدول التي أقامها البابليون والآشوريون والآراميون ، والتي تواصل سلطانها العسكري والسياسي حتى نهاية العهد البابـلي الأخير المسمى الدولة الكلدانية عام 539 ق . م . حيث توالى بعد ذلك على حكم بلاد بين النهرين ، الفرس الأخمينيون والسلوقـيون المقدونيون والفرس الفرثيون والفرس الساسانيون ، إضافة الى حكم قسم من مناطقها الشمالية والغربية من قبل البيزنطيـين ، حتى أصبحت غالبيـة هذه البلاد ضمن الدولة العربية بدءا مـن عام 633 للميلاد .

لكـن ( الكلدان السريان الآشوريين ) سجلوا ظاهرة نادرة في التأريخ الإنساني ، حيث أنهم ، في مقابل الزوال النهائي لسلطانهم العسكري والسياسي ، فإنهم شكلوا صعودا كبـيرا في سلطانهم الحضاري واللغـوي ، ولعل من أسباب ذلك جذورهم الثقافـية الراسخة التي يمثـل ممـا وصلنا منـها قصة أحيقار وكتابات أخرى تالية مثـل مؤلفات مـارا بن سـرابيون ، فأصبحت لغتهم في كل العهود الفاصلة بين نهاية العهد البابلي الأخير ودخول بين النهرين في إطار دولة عربية ، أي على مدى أكثر مـن أحد عشر قرنا لغة الثقافة والتجارة والشعوب والحكومات من تخوم الهند إلى الحبشة كما يؤكد ذلك المؤرخون ومنهم الأب ألبير أبونا والمصريون نجيب ميخائيل إبراهيم ومراد كامل وحمدي البكري والمستشرقان الفرنسيان رينان و لفنسـون . .

وإلى ذلك ، يقول أيضا المؤرخ العراقي الشهير طـه باقر " وهذا أعظم وأغرب انتـشار تحرزه لغة وحروفها الهجائية لم يسـندها سلطان سـياسي ، وأخذ اليهود خطهم المسمى بالمربع وكذلك العرب الأنباط والخطين البهلوي والسنسكريتي من الخط الآرامي " . . ولـذا فإن فضل الآرامييـن على الحضارة الإنسـانية بالنسبة لنصف العالم الشرقي لايقـل عن فضل اليونان بالنسـبة لنصف العالم الغربي ، إن لم يكن يزيـد . .

والمعروف أيضا أن عـرب الحضر كانت لغتهم وحروف كتابتهم آرامية ، وعرب الحيرة ( حيـرتا ، المخيم أو المعسـكر ) كانوا يتحدثون الآرامية إلى جانب العربية ـ وعلى رأي المؤرخ فيليب حـتي ـ أن " غالبية قبائل العرب كانت مزدوجة اللغة بين العربية والآرامية " وأن الكثير من أسماء المواقع القديمة في منطقة إنتشار الآرامية هي آرامية ولايزال معظمها يعرف حتى اليوم بهذه التسميات ، ويعود أحد العوامل الرئيسية إلى مواصلة الآرامية ( السريانية ) زخمها الحضاري ، إلى مراكزها العلمية والثـقافية الكثيرة والتي منـها على سـبيل المثال لا الحصر ، الـرها ونصيبـين وأنطاكيـة وجنديشابور وحـران ( إحدى مدن المندائيين ) .

كمـا يشير المؤرخون إلى أن الآداب السريانية كان لها تأثيرا في شعر عدد من مشاهيـر الشعراء العرب قبل الإسلام ، منهم امـرؤ القيس ويزيد بن عبد المدان وحنظلة الطائي وأياس بن قبيصة والبراق وكليب بن ربيعة والمهلهل وعمرو بن كلثوم وقـس بن سـاعدة . . وأن السـرياني بـود قد ترجم ( كليلة ودمنة ) حوالي عام 750 م ، أي قبل ابن المقفع بأكثر من قرن ونصف القرن ، والترجمة السريانية موجودة حاليا بعدما طبعت من قـبل المستـشرقين للمرة الأولى عام 1876 وأن النسخة السريانية تعتبر خير ما يمثل الصورة القديمة للنص على رأي المستشرق ديلاسي أوليري .

وواصل الآراميون ، الذين صار يطلق عليهم السريان بعد المسيحية ، أهميتهم التأريخية والحضارية في القرون الإسلامية الأولى ، حيث كان حيـز الحرية للأعراق والديانات والإبداع الثـقافي جيدا ، وفي هذا يقول المؤرخ العراقي حسين قاسم العزيز " وقـد نبغ فـي مصر وسوريا ومابـين النهرين رجال علم وأدب من الطراز الأول في الآداب السـريانية واليونانية في القرن الأول الإسـلامي " .

وفـي إشارات سريعة ، في العهـد الأموي ، ترجم الطبيب السـرياني ابن آثـال العديد من كتب الطب إلى اللغة العربية بتوجيه من معاوية ابن أبي سفيان ، وترجم ماسرجويـه كتبا من السريانية إلى العربية لمروان بن الحكم . . وفي العصر العباسي ، فإن ما بلغـته البصرة من أهمية كمركز رئيسي لدراسة الأدب والنحو العربي جاء ، بدرجة كبيـرة ، لتأثـرها بالأكاديمية السريانية التي كانت قائمة آنئذ في جنديشابور ( حاليا مدينة في الأحواز ، وبقيت أكاديميتها زاهرة في القرون الثلاثة الأولى من الحكم العربي ) . .

ونجـد في العصر العباسي ، أسماء سريانية لامعة ، منها يوحنا بن ماسويه وحنين بن اسحق وابنه اسحق وحبيش بن الأعـسم ويحيى بن البطريق وثابت بن قرة وأسرة بختيشوع ويحيى بن عـدي وابن زرعـة ، وكانت لبيت الحكمة الذي أسسه الخليفة المتفتح للأفكار والحضارات المأمون أحد أشهر المنارات العلمية الزاهرة في التأريخ الإنساني ، ويرى المؤرخون أن فلسفة كل من الكندي والفارابي وابن سـينا نشـأت في أسسها إستـنادا إلى المصادر السريانية ، حيث أن الفارابي درس المنطق على يد السرياني أبو بشر متي بن يونس ومن ثـم السرياني يوحنا بن حيلام ( يحيى بن حيلان ) حيث كانت السريانية في ذلك الوقت الجسر الرابط بين الأغريقية والعربية ، وترى المستشرقة الألمانية سيجريد هونكة أن الخوارزمي عـرف الأرقام والحساب الهندي الذي اشـتهر بنشره من خلال الرياضي السرياني سـيفيروس سـيفوخت ( سـاويرا سـابوخت ) .

والمؤكـد لدى المؤرخين ، أن الخط العربي يعود بأصله إلى الآرامي ( السرياني ) وهـذا يتضح جليا من الخط الكوفي الذي هو أصل الخط العربي والذي أشـتق منه الخط النسخي ومن ثم الخطوط الأخرى كالفارسي والرقعة والثلث والديواني . . ويقول الأسـتاذان عبدالمجيد النعيمي ودحام الكيالي في كتابهما ( الإملاء الواضح ) أن " العرب أخـذوا الشـكل ( وضع الحركات ) والإعجام ( وضع النقاط ) عن السريان ، ومن أوائل من فكروا في هذا الأمر : علي بن أبي طالب ( رض ) وأبو الأسود الدؤلي " . .

وتأثيـر السريانية على اللغة العربية كبير ، فالذي يقلب صفحات القواميس العربية ومنها المنجـد ، يجد مئـات الكلمات العربية مكتوب بجانبها بين قوسين ( سـريانية أو آرامية ) أي أن أصلها آرامي سرياني ، حتى أن اللغوي إبراهيم السامرائي يرى أن وزن ( فاعول ) العربي أصيل في الآرامية أكثـر منه في العربية ، مثل : سـاطور وشـاقوف ولاعـوب وشـاغـول وعـامود .

لكـن السريانية ، بدأت تـصيبها الأعطاب ويخفت لمعان أنوارها مع تراجع التسامح لـدى الحكام العباسيين ومن انفصل بكيانه عنهم أو تلاهم في السلطة ، وذلك إبتداء من عهد الخليفة المعتصم الذي يقال أنه كان أميـا وسـمح بتغلغل أخواله الأتراك وهيمنتهم على أمور الدولة رويدا رويدا ، باستـثـناء بقع تسامحية متفرقة مثـل فترة حكم الأتابكة في الموصل . . وهكذا تصاعد التدهور حتى إنتهاء العهد العباسي ، وخضوع العراق كليا للحكم الأجنبي ، فـتقـوقعت آداب السريانية في الأديرة والكنائس واقـتصرت آدابها على الجوانب الدينية ، مع ظهور بعض الإختراقات ، كما حصل في القرنين الثاني عشر والثالث عشر على يـد عدد من الكتاب المشهورين كأبن الصليبي وميخائيل الكبير وابن العبري وعبديشوع الصوباوي . . واعتـصمت السـريانية لغة محكية في الأرياف والجبال .

وعادت الآداب السريانية إلى الظهور من جديد مـع أواخر القرن الثامن عشر ، حين توجهت نحوها دراسات محلية واستـشراقية وأخذت المطابع بنشر نفائس مخطوطاتها ، وشهدت نهضة واسعة في الفترة الأخيرة من العهد العثماني نظرا لبعض نوافذ الحرية التي ظهرت فيه ، وتواصلت هذه النهضة متطورة مع العهد الملكي نظرا لسياسته المنفـتحة على الديانات والثقافات ، ولذا نجد في هـذا العهد أسماء سريانية لامعة في مختلف مجالات الحيـاة الإجتماعية والسياسية والثقافية . .

فـفي المجال الإجتماعي ظهر منهم أبرز الأطباء والمهندسين والمدرسين والموسيقيين والعاملين في المنظمات الإنسانية ، ونظرة مثلا إلى الموصل ، نجد أن أول الأطباء كانوا جورج أوسي والمدرسين نافع بزوعي وسامي رسام والموسيقيـين حنا بطرس وبشـير والد الفنانيـن الشـهيرين جميل بشيـر وأخيه منير ، ومـن اللغويـين والصحافيين الأب أنستاس ماري الكرملي وروفائيل بطي وتوفيق السمعاني وجوزيف ملكون وآخرين كثيرين . .

وكنتيجة لمعاناة الشـعب العراقي عموما ، خصوصا الأقليات القومية وفي مقدمها الشـعب ( الكلداني السـرياني الآشـوري ) حيث في 1933 تعرض لمذبحة رهيبـة معروفة في تأريخ العراق باسـم ( مذبحة سـميل ) أصبحت ضرورة تأريخية ووطنيـة لبـروز أحـزاب تدافع عـن حقوق هـذه الأقلـيات ، ولابـدّ كمحصلة لذلـك أن يكون بيـن قادة هـذه الأحـزاب وفي المجالات السـياسية مـن بيـن الذيـن ينتمون إلى هـذا الشـعب . .

فـفي المجال السياسي يكفي أن نشير إلى يوسف سلمان يوسف فهـد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وقائده حتى استشهاده بإعدامه مـن قـبل النظام الملكي عام 1949 ، إضافة إلى أن وجود قياديين في كل الأحزاب الوطنية وغيرها مـن السريان منهم الشهيد كامل قزانجي الذي قـتله المتآمرون في مؤامرة الشواف بالموصل عام 1959 وعبداللـه ليون الذي أغتاله الرجعيون في الموصل عام 1960 وأيضا الكاتب والمؤرخ والصحافي والسياسي جرجيس فتح اللـه المحامي وآخرون .

وفي النضال ضد الدكتاتورية البعثية يبـرز القائد السياسي والنقابي والميداني توما توماس الذي تـشهد له ولبطولات الآلاف من رفاقـه الشهداء والأحياء جبال كردستان وسـهول وروابي بلدات وقـرى شـعبنا ، وينبغي في هذا المجال أن لاننسى بطولات القائد هرمز ملك جكو ومـن كان معه مـن المناضلين مـن الأخـوة الإيزيديـة وأبنـاء شـعبنا ( الكلداني السـرياني الآشـوري ) .

وقـد سـعى أبناء شـعبنا ( الكلدان السريان الآشوريين ) الإستـفادة من الحيـز الضيـق الذي توافر لهم من الحقوق الثقافية والإجتماعية لسنوات عـدة بعد عام 1970 في تأسـيس النوادي والجمعيات والإتحادات وصدور مجلات ( موردنا آتورايا ـ المثقف الآثوري ) للنادي الثقافي الآثوري ، و ( قالا سريايا ـ الصوت السرياني ) لجمعية الثقافة السريانية ، و ( حوياذا ـ الإتحاد ) لاتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية ، ومجلة مجمع اللغة السريانية وبيـن النهـرين التي أنشـأها المرحوم العلامة الأب يوسـف حبّـي . . لكـن كل ذلك تدهور منذ 1979 مع اسـتفحال طغيان صدام الكامل على رئاسة الجمهورية وكل مرافق العـراق ، واستخدام جنونه في الداخل والخارج والحروب ، ومـا لم يذكر التاريخ شـبيها لجرائمه وبشاعـتـه .

وحلت مع جنون صدام النكبة الكبرى بشعبنا حيث تـم بطغيانـه تهديم 183 قرية لشعبنا معروفة بالأسماء والمواقع وتشريد أهلها ، والعمل على استيطان ( شذاذ الأفاق ) في القرى والبلدات التي لم يتم تهديمها ، ما أدى إلى موجة هجرة شعبنا الى الخارج لم يشـهد تأريخه مثيلا لـها ، ما جعل ناقوس الخطر متواصل الدق والقرع حتى اليوم ، وهو ينذر بأن أقدم شـعوب العراق يقـترب من إنتهاء وجوده في العراق مـع اسـتفحال جرائم الطائفيـين السـياسيين ونظـامهم المتخـلف المسـتـند إلى الرعاية الأميركية التي يناسـبها . .

ويبقى الأمل بالحفاظ على مايمكن حمايته من خلال جهـدين ، الأول مسـاعي إعادة الحياة إلى قرى شـعبنا في دياره الأصلية وتوفير العمل والأمان والإدارة الذاتية فيها وهـو ما يبرز فيها جهود الخيرين في الداخل والخارج الذين يظهر ـ وللأمانة الإشارة ـ في طليعتهم اليوم سركيس أغاجـان . . والجهد الآخر هو ظهور جمعيات تدعو بجدية إلى العـودة المعاكسة إلى الديار والإستـثمار في مشاريع إنتاجية في هذه الديار . . والتي ظهرت لهـا بعض الثمار الناجحة ، وإن كانت بطيئـة بسـبب الظروف .

ونقولها على رؤوس الأشهاد ، أن الطائفيين ومـن يدعمهم ويؤيدهـم ويسـتعطفهم هـم جميعا في صف واحد على الضد من وجود شعبنا واستمراره في البقاء والعطاء ، وأقصد بوضوح خليـط ( بدري و صدري و دعوي وقاعدي وصدامي وأميركاني ) وأنـهم جميـعا فـي عـداء مـع مصيرنا المستقبلي وارتباطنا المتواصل منذ آلاف السنين بأرض بيـت نهـرين وعراق اليوم ، وأن تصـدينا وتحديـنا لهـم مرهـون بحماية أنفسنا منهم كلهـم ، ولا حماية مؤكدة لنـا من دون وحدتـنا وطرح خلافاتـنا المذهبية والمناطقية والعشائرية والحزبية جانبا وقبول السبيل التوفيقي الوسط الذي يجمعنا على الأقل في المرحلة العصيـبة الراهنة . . وفي غير ذلـك ، سـيذكر التأريخ من يتـمادى في غيّـه بأنه كان زوانا طرشـا عـن قرعات الناقوس وآهاتـه . . ولات سـاعة منـدم .
Opinions