Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حديث الصراحة مع الاستاذة باسمة بطرس

وزير العلوم والتكنلوجيا السابقة

اجرى اللقاء : متي كلو



عندما علمت " الفرات " بزيارة الاستاذة باسمة بطرس القيادية في الحركة الديمقراطية الاشورية والوزيرة للعلوم والتكنلوجيا في حكومة الدكتور الجعفري الى ملبورن اتصلنا ببعض الاخوة لكي نتحدث معها في حديث صريح لقراء الجريدة حول ما يدور بالساحة وخاصة في هذا الوقت بالذات من احاديث وافكار تتداول وتناقش حول التسميات " الكلدان الاشوريين السريان " و" الملاذ الامن " ، واستجابت لدعوتنا في لقاء صريح وهادى ولم تبخل باي اجابة لسؤال كان يشغل بال القراء .

الفرات : منذ سقوط النظام في 9 نيسان 2003 والى الان ما زالت الاراء مختلفة حول تسمية ( الكلدان الاشوريين السريان ) وهذه الاختلافات و ما زالت تاثيراتها السلبية على كل الطموحات التي تنادي بتوحيد الصف ، ما هو رائيكم ومن خلال كونك عضوة اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية ، وهل للحركة اراء جديدة !

باسمة بطرس : هذا صحيح وواقع نعترف به ، وفق النظام الداخلي للحركة ( الحركة الديمقراطية الاشورية ) كتسمية شاملة لشعبنا مع اعتزازنا بكل التسميات الاخرى سواء كانت طائفية تتبع كنائس أو تاريخية سياسية والتي تشمل : الكلدانية والاشورية والسريانية واخرى .

كحركة نساند وندعم أي تنظيمات أو مؤسسات التي تنبع من واقع شعبنا وبتسميات مختلفة شريطة ان تخدم وتعمل من اجل نيل حقوقنا الثقافية والسياسية كشعب واحد أي يحمل طموحات وحدوية .

الحركة الديمقراطية الاشورية ممكن أن تتنبنى تسمية اخرى وقد تكون مركبة كما تستخدم حاليا ( كلدواشورية أو كلدواشورية سريانية ) كتسمية شعب اذا كان هذا يخدم مسيرة شعبنا ولتقديم ماهو افضل وهذا ما يستحقه هذا الشعب الاصيل وانا شخصيا ادعم تسمية ( الاشورية ) شاملة جامعة مع هذا لا يعني ان اتراجع عن العمل تحت تسميات اخرى غيرها ، واريد القول في هذا المجال علينا ان نكون حكماء وننظر الى ما يوحدنا ويقوي مسيرتنا بين الشعوب الاخرى ومن ثم ياتي الوقت الذي نتفق على التسمية الصحيحة العلمية والتاريخية وان نتصدى لكل المحاولات التي ترمي الى ضعفنا وتفرقنا تحت مسميات لأننا نكون الخاسرين الوحدين .

الفرات : ولكن التسميات مازلت تخلق اشكالات ولابد من حل !

باسمة بطرس : مشكلة التسميات تم استغلالها من قبل من هم خارج شعبنا لأغراض سياسية ومن داخل شعبنا مدفوعين من الغير ولأغراض شخصية وهناك واقع يجب ان نعترف به وهو الانقسام الكنسي الموجود والذي له تاثيره الواضح وعبر التاريخ في هذا الشان ولكن في النهاية لابد من الحل والاتفاق عليه ما دام هناك اصوات تنادي وافكار نيرة تعمل ولا تستسلم امام من يريد المساس بوحدتنا ووجودنا .

الفرات : هنا وهناك اصوات تتعالى تارة وتخفت تارة الى حد الهمس حول المطالبة بكيان " مسيحي " في سهل نينوى ، والبعض يرغب بالحاقه ضمن كوردستان العراق او ملاذ امن كمحافظة مثلا وكما هنالك معارضون الى حد النخاع لاسباب متباينة! هل ممكن ان نستمع الى الاستاذة باسمة بطرس حول هذا الموضوع .

باسمة بطرس : في البداية اطلقت صفة الكيان المسيحي ..

الفرات : انا لم اطلق ولكن انا كصحفي انقل وجهة نظر الاخرين التي نقرأها او نسمعها..

باسمة بطرس : في تصوري ان هذا المشروع لم يحن اوانه بعد ، في ظل او المرحلة اللامستقرة التي يمر بها البلد رغم الاستقرار الموجود في اقليم كردستان ، حيث الرؤية او المخطط لهذا المشروع مبهم وغير معلن بوضوح وفي النهاية الاستفتاء الشعبي هو الذي يقرر مصير هذا المشروع كحكم ذاتي سواء كان معه اقليم كردستان او مع الحكومة المركزية .

الفرات : هل هذه الفكرة او المخطط جاء نتيجة عدم الاستقرار بسبب الظروف الامنية .

باسمة بطرس : اكيد الظروف اللاطبيعية منها وعدم استقرار الوضع الامني وتردي الوضع الاقتصادي له تاثيره وبصماته الواضحة على تفكير الناس والانقسام الطائفي الموجود تدفع بالمواطن الكلدواشوري السرياني الى قبول الفكرة بعيدا عن التحليلات والدراسات العميقة وبعيدة المدى مقابل خروجه من ازمة البلد ( حتى اذا كانت وقتية ) وهذا ما لمسته خلال متابعتي لوسائل الاعلام التي تروج لهذا المشروع .

الفرات : ولكن هناك اصوات تنادي به !

باسمة بطرس : اكيد هناك من يردد ولكن فئة صغيرة جدا والا بماذا تفسر عدم تاييدها من قبل شريحة كبيرة والمثقفين من ابناء شعبنا مع احترامنا لرأي الاخريين وكذلك مسؤولين من احزاب كوردية وليس من احزاب شعبنا القومية ومن هنا ياتي التخوف والشك وهذا امر طبيعي بتصوري والامر الغريب اللذين يطرحون هذا المشروع اليوم كانوا معارضين لعملية التعليم السرياني بالأمس .



الفرات : يعني موقف الحركة ليس مع الاصوات التي تنادي بهذه الشعارات

باسمة بطرس : كحركة تؤمن حاليا بالادارات المحلية لمناطق تواجد كثافة سكانية من ابناء شعبنا الكلداني اللاشوري السرياني وتطبق حاليا ( رغم ملاحظاتنا عليه ) في اقليم كوردستان ، وهذه كانت طروحات الحركة وعملت لتحقيقه ، وكحركة ليست ضد فكرة حكم ذاتي لشعبنا لا بل نعتبرها حق شرعي .

الفرات : منذ سقوط النظام شاركت الحركة كاحد اعضاء مجلس الحكم في " زمن " بريمر " ثم في حكومة اياد علاوي وكذلك في حكومة ابراهيم الجعفري ، ولكن استبعدت حركتم من وزارة نوري المالكي ، وكذلك في حكومة كردستان العراق ، مع العلم كنتم مع اول حكومة كردية بعد انتفاضة اذار 1991 والسؤال : هل يعتبر هذا انتكاسا لحركة ام تهميش ام تفسير اخر نجده عند الاستاذة باسمة بطرس .

باسمة بطرس :بلغت انا شخصيا عندما كنت وزيرة بان التحالف الكوردستناني وراء عدم مشاركتنا في الحكومة المركزية والاقليمية رغم كونه استحقاق انتخابي بزعمهم وجود شخصيات من ابناء شعبنا ( ضمن التحالف الكوردستاني ) تبوؤا المناصب الادارية العليا متجاوزين على حقوق شعبنا في ممارسة الديمقراطية أسوة بشعوب المنطقة وانا اعتبره مصادرة حق شرعي لشريحة من شعبنا .

الفرات : لماذا هذا التغير من الموقف الكردي وانتم معا سرا وعلنا خلال فترة النظام السابق .

باسمة بطرس : هي سياسة احزاب ، وفي السياسة لا يوجد عدو دائم او صديق دائم ومن اهم العوامل ان الحركة خلال مسيرتها ومشاركتها في البرلمان والحكومة كانت مصدر قلق لهم من خلال مطالبتها بأرجاع القرى والاراضي المستولى عليها من قبل عوائل كوردية ( الواقعة تحت نفوذ الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) الى اصحابها الشرعيين من ابناء شعبنا وللحركة وثائق تثبت ذلك ومن ثم كشفها للراي العالمي ، كذلك عدم السكوت عن الاعتداءات التي تطال ابناء شعبنا ومسؤولين لأسباب مختلفة والمطالبة بمعاقبة المتورطين وامور اخرى ...



الفرات : هنالك اشخاص او شبه تجمعات من التسميات( الكلدانية الاشورية السريانية ) متطرفة شمالا او يمينا ولا تقبل بالتسمية المشتركة و تلغي الرأي الاخر بكل الطرق المتاحة لها ! واكيد لها بعض التاثير على البعض من الناس ، وسؤالنا لماذا لا تلتقون بالاحزاب التي تحمل الاسماء الكلدانية او الاشورية او السريانية لكي تبعدوا عنكم تهمة الغاء الاخر ، مادامت تصريحات المسؤولين في الحركة الاشورية تنادي بالوحدة .

باسمة بطرس : اولا هذه التهمة باطلة ..

الفرات : انا اكرر كصحفي اسال ما يدور بذهن الناس ..... .

باسمة بطرس : صحيح هذه موجودة في وسائل الاعلام كافة وخاصة الذين يتابعون مما يكتب في المواقع الالكترونية ولكن الساحة كانت مفتوحة في الانتخابات وحصلت على الاستحقاق الانتخابي من خلال صناديق الاقتراع وهذا حق طبيعي بدخول الانتخابات كحركة سياسية لها تاريخها النضالي ولابد هنا القول بان هناك دورات انتخابية في المستقبل وليشاركوا فيها ويفوزوا بالمقاعد والساحة مشرعة للكل .

وكذلك اود ان ابين باننا نلتقي مع كل المؤسسات والتي اهدافها نابعة من اعماق شعبنا واهدافها في خدمة ابناء شعبنا ، ولكن اذا كانت المؤسسات او الجمعيات تابعة لجهات خارج شعبنا ولاسباب تخدم الغير اكيد لا نلتقي معها حتى وان كانت تنادي بشعارات قومية ..

الفرات : هل دلالة على شعبيتكم في الساحة !

باسمة بطرس : اكيد وليس غرور ولكن الواقع الذي نعيشه ويشعر به الكل سواء من ابناء شعبنا ام غيرهم .

الفرات : المصالحة الوطنية اصبحت مطلبا ينادي به الجميع ، احزابا وكيانات سياسية ودينية واجتماعية ، والسيد يونادم كنا سكرتير الحركة كان وما يزال احد اعضاء الهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني ، وكما نسمع ونرى عبر الفضائيات ان الاوضاع الامنية ازدادت سوءا ، كيف يتم تقييم عمل الهيئة العليا بعد هذه الفترة الطويلة ، وهل تبقى هذه الهيئة اسما يدل على الفشل !

باسمة بطرس : قناعتي الشخصية بان هذه المؤتمرات والاجتماعات لا تجدي نفعا لاسباب منها غير علنية اي مخفية ولا تعالج بهذه الاجتماعات ، لان النيات في نفوس الحاضرين يشوبها السوء ، وربما هناك مجاميع اخرى خارج هذه المؤتمرات والاجتماعات تعرقل اي اتفاق وكذلك البعض من داخل هذه المؤتمرات سواء كانت داخل العراق او خارجه وليس هناك متابعة او تكملة خطوات اخرى ما بعد اي مؤتمر لذا تبقى التوصيات والاقتراحات غير منفذة

الفرات : ورائيك الشخصي !

باسمة بطرس : سؤال صعب والوضع جدا صعب بسبب عدم وجود رؤية واضحة او برنامج معين للمصالحة ولكن لست متشائمة جدا ولابد ان يكون مخرج لهذا الوضع .

الفرات : وهل هناك اطراف خارجية تعرقل هذا .

باسمة بطرس : خارجية وداخلية ، والاطراف الداخلية هي التي تجتمع سواء كانت احزابا او عشائر ومن المعارضة او من داخل الحكومة ، والكل يصرح برغبة عارمة بوضع امني مستقر وانهاء الحالة التي يعيشها العراقيون والخروج من هذا المازق والعمل من اجل العراق .

الفرات : يعني العراق اصبح في ايادي لا تهتم باستقراره .

باسمة بطرس : النتائج هي التي تحكم .

الفرات : حملت حقيبة العلوم والتكنلوجيا من ضمن وزراء حكومة ابراهيم الجعفري ، كيف كان اداء الوزارة خلال الفترة التي كنت فيها ، وهل هناك بصمات واضحة من الاستاذة باسمة بطرس يتحدث عنها الموظفين في اروقة الوزارة .

باسمة بطرس : اولا اعطيك فكرة عن الوزارة ، فان وزارة العلوم والتكنولوجيا هي مجموعة المؤسسات والدوائر التي كانت مرتبطة بالطاقة الذرية والتصنيع العسكري سابقا ، فكانت الفكرة عدم تسرب هذه الكوادر الى الدول الاخرى لانها طاقات نادرة وحساسة فتم تشكيل الوزارة لتجمع هؤلاء الموظفين تحت اسم يشمل كل الكفاءات اي ان الوزارة تعتبر جديدة ومازالت في طور التاسيس والمشكلة التي تعاني منها الوزارة بان اكثرية المؤسسات التابعة لها تقع في مناطق ساخنة ، وحتى كوزير يصعب عليه التنقل بين هذه المؤسسات والدوائر ، وحتى لو تم اعادة تاسيس المنشاءات التابعة لها فانها معرضة للتخريب والسرقة ، وطبعا الدولة لا تخصص المبالغ لاعادة هذه المنشاءات كما قلنا بسبب الوضع الامني في مناطق هذه المنشاءات وللوزارة برنامج من اجل التطوير ولكن نكرر بان الظرف الامني لا يشجع ، ولكن ربما في المستقبل تنفذ وبالتاكيد تخدم الوطن ، المهم الوزارة كانت وليدة فكرة عدم تسرب كفاءات ، مع العلم في كل دول العالم توجد وزارة للعلوم والتكنولوجيا ولها دور كبير في نهضة البلد ، حيث التقيت بالنظير الايطالي وعلمت بان وزارته لها نفس البرنامج والرؤية ، وحاليا ايطاليا تدعم تشكيل حكومة الكترونية والتي مطبقة الان في السعودية مثلا .

اما البصمات ! فان البصمات غير واضحة لان الحكومة مهتمة اولا بالامن لذلك لا تظهر بصمات في هذه الوزارة او الوزرات الاخرى المماثلة الا في بلد امن وفيه كل مقومات التطور لذلك تخصيصات الوزارة تكون محدودة وهذا امر طبيعي .

الفرات : هل حاولت باذلال تلك المشاكل .

باسمة بطرس : نعم حاولت والوزير الذي سبقني ولكن اعتقد بان حكومة المالكي الحالية قامت بتعديل الرواتب ، ولابد بدعم هذه الكفاءات ليكون حافزا للانتاج .

الفرات : يظهر ان الدولة مهتمة بالامن والاستقرار اولا واي شئ اخر تعتبره ثانوي والاول هو الوضع الامني مازال غير مستقر والثانوي مازال ثانوي.

باسمة بطرس : صح هذا هو واقع الحال .

الفرات : هل كانت هنالك مليشيات مسيطرة على الوزارة .

باسمة : لم يكن هناك اي شئ من هذا القبيل وكنت اعامل الجميع بالاحترام وكانت باب غرفتي مفتوح للجميع ويشهد ذلك جميع الموظفين من المدراء العامين الى ابسط موظف في الوزارة ، وكان الارتياح باديا على الجميع وكنت استمع الي الجميع بدون استثناء .

الفرات : اذا هذه بعض البصمات ..

باسمة بطرس : اعتبرت نفسي اني اخدم البلد كما يخدمه ابسط موظف والعمل مع الجميع لبناء مؤسسات ديمقراطية تؤمن ببناء بلد ديمقراطي .

الفرات : كلمة للجالية العراقية بصورة عامة وقراء جريدة الفرات بصورة خاصة .

باسمة بطرس : لأول مرة اتصفح الجريدة ، كجريدة سياسية مستقلة ، اتمنى لقراءها المتابعة والدعم والنقد البناء ودعمها بالافكار والاراء التي تساهم في بناء عراقنا الجديد ، عراق يحكمه الدستور ويضمن حقوق كافة ابناءه بلا تميز واتمنى ان تكون جريدة الفرات منبر حر وصوت الحق لكل انسان يريد ان يعبر عن ارائه دون خوف او تردد .

واقول للجالية العراقية ان كل فرد حر في اختيار البيئة التي برغب العيش فيها وانا احترم ذلك والانسان العراقي مشهود له بكفاءاته العلمية والادبية وفي ميادين عديدة وثبت ذلك خارج بلده ايضا ، اتمنى ان يكون فردا منتجا يساهم في بلده الثاني وان لا ينسى بلده الاول وان لا يبخل ( وأكيد لا يبخل ) بما يستطيع ان يقدم أو يساهم في بناء بلده واتمنى أن لا تؤثر طبيعة الحياة الجديدة على تكاتف ابناء الجالية ووحدتهم .

الفرات : شكرا جزيلا على هذا اللقاء وعلى هذا الوقت المميز ولحديثك الذي لا يمل .

باسمة بطرس : شكرا لفرات لاتاحة الفرصة لي للالتقاء بالقراء من خلال جريدتكم الغراء والاجابة على الاسئلة التي تدور باذهانهم Opinions