حقوق الطفل في المسيحية
ها هي الديانة المسيحية تقول : انني ديانة "حب ومحبة"، وكان الأطفال مركزالثقل في تفكيروأفعال يسوع المسيح، كان هو نفسه هرب من الإضطهاد الى مصرعندما كان طفلاً! وهو يقرأ في الهيكل وعمره 12 سنة، ايكفي هذا على ضرورة حماية الأطفال وتعليمهم وتثقيفهم وتقديم الرعاية لهم، أم ننتظرما قدمته المسيحية للأطفال وحقوقهم ورعايتهم، من أقوال وأفعال سيدنا يسوع التي أصبحت مصدروينبوع لحقوق الإنسان / الطفل، الى شهدائنا الأطفال، وجمعياتنا الإنسانية الخاصة لرعاية الطفولة، بدون تفريق بين دين ولون وجنس، وجوب أن تكون وتصبح صفاتنا في خدمة إخواننا المسيحيين، وأشقائنا المسلمين، وخوالنا اليهود، وأولاد خالتنا الصابئة، وأولاد عمنا اليزيديين والشبكيين، وإخواننا بالإنسانية البوذيين وكل البشرحتى الذين ليس لهم دين، انهم إخوتنا في كل شيئ، عليه نؤكد مليون مرة ومَرَّة انها المساواة والعدل واحترام كرامة الشخص البشري والعيش المشترك، ليس لنا خيارات ( اما القتل والخوف وهتك الأعراض وبيع الأطفال وزيادة اوكار الدعارة،،،، أو السعادة والسلام والأمن والمساواة)، فهل نقول : أيهما تختارون؟؟؟؟ إذن الى الحقيقة*************************
أولاً
يسوع يبارك الأطفال
دعوا الاطفال يأتون اليّ"(مرقس 10 : 13- متى 19 : 13- لوقا18 :15)
وقدم لهم كل حب وحنان، وشفى المرضى جسدياً ونفسياً، وفوق كل هذا قال : ان لم تكونوا مثل الأطفال لا تدخلون ملكوت السماوات" هل يكفي هذا لينالوا أطفالنا حقوقهم الإنسانية؟ نعم، توج ذلك بإعلانات واتفاقيات حقوق الطفل والاتفاقيات اللاحقة وكالآتي :
اعلان حقوق الطفل لعام 1924 - جنيف
طبقا لإعلان حقوق الطفل المسمي إعلان جنيف، يعترف الرجال والنساء في جميع أنحاء البلاد بأن علي الإنسانية أن تقدم للطفل خير ما عندها، ويؤكدون واجباتهم، بعيدا عن كل اعتبار بسبب الجنس، أو الجنسية، أو الدين.
1. يجب أن يكون الطفل في وضع يمكنه من النمو بشكل عادي من الناحية المادية والروحية.
2. الطفل الجائع يجب أن يطعم، والطفل المريض يجب أن يعالج، والطفل المتخلف يجب أن يشجع، والطفل المنحرف يجب أن يعاد للطريق الصحيح، واليتيم والمهجور يجب إيواؤهما وإنقاذهما.
3. يجب أن يكون الطفل أول من يتلقى العون في أوقات الشدة.
4. يجب أن يكون الطفل في وضع يمكنه من كسب عيشه، وأن يحمي من كل استغلال.
5. يجب أن يربى الطفل في جو يجعله يحس بأنه يجب عليه أن يجعل أحسن صفاته في خدمة أخوته.
**************
ثانياً
اعلان حقوق الطفل
اعتمد ونشربموجب قرارالجمعية العامة 1386 في 20 - ت2 - 1959
لما كانت شعوب الأمم المتحدة، في الميثاق، قد أكدت مرة أخري إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الشخص الإنساني وقيمته، وعقدت العزم علي تعزيز التقدم الاجتماعي والارتقاء بمستويات الحياة في جو من الحرية أفسح،
ولما كانت الأمم المتحدة، قد نادت، في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بأن لكل إنسان أن يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه، دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو النسب أو أي وضع آخر،
ولما كان الطفل يحتاج، بسب عدم نضجه الجسمي والعقلي إلي حماية وعناية خاصة، وخصوصا إلي حماية قانونية مناسبة سواء قبل مولده أو بعده،
وبما أن ضرورة هذه الحماية الخاصة قد نص عليها في إعلان حقوق الطفل الصادر في جنيف عام 1924 واعترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي النظم الأساسية للوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية المعنية برعاية الأطفال،
وبما أن للطفل علي الإنسانية أن تمنحه خير ما لديها،
فإن الجمعية العامة،
تصدر رسميا "إعلان حقوق الطفل" هذا لتمكنيه من التمتع بطفولة سعيدة ينعم فيها، لخيره وخير المجتمع، بالحقوق والحريات المقررة في هذا الإعلان، وتدعو الآباء والأمهات، والرجال والنساء كلا بمفرده، كما تدعو المنظمات الطوعية والسلطات المحلية والحكومات القومية إلي الاعتراف بهذه الحقوق والسعي لضمان مراعاتها بتدابير تشريعية وغير تشريعية تتخذ تدريجيا وفقا للمبادئ التالية:
المبدأ الأول
يجب أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة في هذا الإعلان. ولكل طفل بلا استثناء أن يتمتع بهذه الحقوق دون أي تفريق أو تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة أو النسب أو أي وضع آخر يكون له أو لأسرته
*********
يسوع يشفي طفلاً "يو4:43- متى 8:5- لو 7 : 1"
رجل من حاشية الملك طلب من يسوع ان يشفي ابنه المشرف على الموت ، " قال الرجل ليسوع : إنزل يا سيدي، قبل ان يموت ولدي" فأجابه يسوع : "إذهب ! أبنك حي" يو 4: 43 - 49)
يسوع يشفي صبياً فيه روح نجس : يامعلم ، أطلبُ اليك ان تنظر الى ابني، تباغته روح نجسة ،،،،،،، قال يسوع :قدِّم ابنك الى هنا" فإنتهر يسوع الروح النجس وشفي الصبي في الحال" لوقا 9 :37، - متى 17 : 14، - مرقس 9 : 14)
إحياء ابن أرملة، "ذهب يسوع الى مدينة نايينُ، ،، لقي ميتاً محمولاً، وهو الابن الاوحد لأرملة،،، فلما رآها يسوع اشفق عليها وقال لها "لا تبكي" ودنا من النعش ولمسه وفال "ايها الشاب ، "قم" فقام في الحال وسلم على امه" لو 7: 11"
"من قَبلَ واحداً من هؤلاء الأطفالِ بأسمي يكون قد قَبِلَني،،،" (مر9: 33- متى 18: 1 - لو 9: 46)
**هكذا كان إهتمام المسيح بالأطفال، وهذه بعض من الآيات وليس كلها بخصوص حقوق الطفل، عليه لا تكون مفاجئة ما يتضمنه اعلان حقوق الطفل اعلاه والاعلانات التي تلت ذلك، فيما يخص "هنا" الاطفال، علماً بأن هذه الآيات كتبت مع كتابة الاناجيل الاربع أي من عام 60 - 120 ميلادية.
****************
الخلاصة
حسب احصائيات اليونيسف لعام 2007 ونتيجة الحروب والنزاعات المسلحة هناك حوالي 20 مليون طفل اجبروا على الهرب من منازلهم وحوالي مليوني توفوا، و6 ملايين تعرضوا للإصابة والاعاقة الموقتة والدائمية، واكثر من مليون طفل اصبحوا يتامى في العام. وهناك مصطلح "الجنود الأطفال" وهذا تعريفه :
تعرف المفوضية الاوربية مصطلح "الجنود الاطفال" بأنهم الاشخاص الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 سنة وسبق وان شاركوا بشكل مباشر او غير مباشر في الصراع العسكري المسلح، وتقول نفس الصحيفة : ان التاريخ لا يمحو الجرائم الانسانية ولا يغفرها مهما صُبغت بمبررات دينية، قديماً شكلت الدولة العثمانية الجيش الانكشاري من أطفال مخطوفين أو أسرى حرب حيث يشترون بالمال لتبديل ديانتهم، وكانوا يدفعون كجنود في الحرب، يعلمونهم اللغة والعادات والتقاليد التركية، واعتبر الجيش الانكشاري من اهم القوات الرئيسية التي اعتمدا عليها الدولة العثمانية في فتوحاتها، بحيث مكنت من توسيع نفوذها في اوربا واسيا وافريقيا، وكان هؤلاء الجنود الاطفال يربون في معسكرات خاصة بهم، لا يعرفون شيئا سوى الولاء العسكري فقط، وفي عراق اليوم يبقى أطفال العراق شهوداً على فظائع القتل والدمار وهتك الاعراض وقطع الرؤوس، انهم يستعملون الاطفال ويستغلونهم من اجل حماية الميليشيات المسلحة والتنظيمات الاخرى! واعطائهم وضع اجتماعي يتسترون خلف الاطفال! وبهذا يكون الطفل العراقي وسيلة من اجل "البقاء" لهذه التنظيمات، والسؤال الذي يطرح نفسه : نحن أمام كارثة إنسانية، فهل يبقى الشرفاء متفرجين؟ هل تعرفون عدد أطفال الشوارع في العالم العربي؟ انه بين 10 - 20 مليون طفل "فقط".
قوانين اليوم
في 1924 اعتمدت عصبة الامم إعلان جنيف لحقوق الطفل، 1979 شرعت الامم المتحدة باضفاء قوة القانون التعاهدي على حقوق الطفل، 1989 تذهب اتفاقية الطفل الى ابعد مما ذهب اليه اعلان حقوق الطفل إذ تجعل الدول التي تقبل الاتفاقية مسؤولة قانونا عن اعمالها حيال الاطفال، 1990 دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بعد ان وقع عليها 61 بلداً، وتتألف من 54 مادة التي تمثل "شرعنة الطفل"، وتنص المادة 38 من هذه الاتفاقية في الفقرات 1/2/3/4 ما يلي :تتعهد الدول الاطراف بأن تحترم القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل**تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الممكنة لكي تضمن "ألا" يشترك الأشخاص الذين لم تبلغ سنهم 15 سنة في قواتها المسلحة**تتخذ الدول الاطراف بمقتضى القانون جميع التدابير الممكنة عمليا لكي تضمن حماية ورعاية الاطفال المتأثرين بنزاع مسلح. وهكذا نرى استعمال الأشخاص دون سن 18 في الحروب والنزاعات المسلحة النظامية وغير النظامية مما يعتبر انهاكاً صارخاً لحقوق الطفل، وهذا ما تشار اليه التقارير الواردة من بلدان الصراع "العراق، الصومال، افغانستان، فلسطين،،،،،"، مما يؤكد عدم الالتزام بالاتفاقيات والاعلانات الصادرة لضمان حقوق الطفل حتى من الدول الموقعة عليها، وخاصة عندما يصل أمر الطفل الى اعتباره "قنبلة موقوتة" واستغلاله جسدياً ونفسياً ودينياً.
ها نحن نصل الى حقوق فلذات أكبادنا، الذين كانت لهم حصة الأسد في حصاد الموت، والخطف، والخوف، والإعتداء الجنسي، والإتجاربأسواق النخاسة، والنتيجة أطفال الشوارع، بكل ما للكلمة من تأثيرنفسي على مستقبل جيل، لابل عدة أجيال ستحكي قصص بيع الأطفال "ذكور وإناث" بـ 500 دولار فقط للطفل الواحد، "يا بلاش"، من قبل أُناس وعصابات لا ضميرإنساني لهم، ومن قبل شركات منظمة وممولة لسحب أكبرعدد من أطفال العراق الى بيوت الدعارة في العالم، وقصورالأُمراء وشيوخ الخليج، وكشف تقرير الصحفية السويدية وزميلها وجود 1300 طفل في السجون العراقية، (را/مؤسسة العراق للاعلام - 29 ك2 -2008)، وهناك الاف الاطفال قد تركوا مدارسهم، وتعرض المئات منهم الى التحرش الجنسي والاغتصاب، وبرأينا المتواضع ان ليس الربح المادي هو الاساس فقط، بل هناك دراسة سياسية دينية مستقبلية لتغييرفكرجيل العراقيين القادم، وبالتالي السيطرة على أفكار الأجيال القادمة، عن طريق تغييرنفسية عائلات ومجتمع العراق من خلال السيطرة على أطفالهم نفسياً وثقافياً ودينياً وبالتالي يقولون نعم ونعم دائماً مع إنحنائة أيضاً، هنا يكمن دوركل طيب وشريف من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والأحزاب السياسية والوطنيين الأحرار ورجال الدين المعتدلين الذين يؤمنون بفصل الدين عن الدولة، ودور الدولة نفسها ومؤسساتها وتطبيق القانون فيها، نعم نقدم دراسات وبحوث، ونرفع صوتنا عالياً، ونحتج حيناً، من أجل طفولة سعيدة في العراق والعالم.
الى حقوق الفقراء والمهمشين
shabasamir@yahoo.com