Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حكومة الشيخ والجنرال في الحرم الجامعي .. ماذا يجري في جامعة البصرة ؟ ـ القسم الثاني ـ

لك الله يا جامعة البصرة .. هذا مايمكن أن يقال لهذا لالصرح الجامعي العريق ..وقد كنت قد وعدتكم في الحلقة السابقة أن نتكلم عن علاقة من يسمى بالجنرال بقضية التكليف الشرعي, ففي أواخر عام 2003 دعت رئاسة الجامعة إلى مؤتمر حضره جمع من الأساتذة والمثقفين و ممثلو الأحزاب السياسية لمناقشة مجموعة محاور تخص علاقة (تدخل) الأحزاب بالجامعة. و بعد إن كال ممثل الاتحاد الإسلامي لأساتذة الجامعة سيلا من التهم ضد رئاسة الجامعة و أمنيتها, انتفض هذا الجنرال أمام هذا الحشد, وأستعرض ما قامت به زمرته في حماية(سرقة) الجامعة, ثم أعلن إن عمله الأمني جاء عن تكليف شرعي طوق عنقه ولولاه لترك أمنية الجامعة هو ومن معه من كوادر العشيرة التي أبلت بلاءا حسنا في الحفاظ على الجامعة(كما كان يدعي).

يمكننا إن نصدق ذلك, ولكن أهالي منطقة الكرمة الشرفاء الساكنين مقابل بوابة الجامعة فضحوا هذا الجنرال و زمرته و اقسموا أنهم شاهدوهم وهم يسرقون ممتلكات الجامعة. كان لنخوة احدهم وحرصه في إن يصدر بيانا يشرح فيه الكثير من هذه السرقات ويفند ادعاءاتهم في حماية الجامعة. وتحداهم في توزيع هذا البيان على رئيس الجامعة والمحافظة و الأحزاب السياسية, و لكن لا حياة لمن تنادي.

لا يمكن إن ينكر هذا الجنرال انه استولى على بيت رئيس الجامعة الأسبق(د. النعيمي) في موقع الكرمة وسرق كل ممتلكاته و أثاثه العائد إلى الجامعة,كما انه قام بتوزيع بعض الدور على جماعته من حزب الفضيلة. لا ننسى إن هذا الجنرال قد ذكر الحضور بتقليده الشرعي للسيد السبزواري (رحمه الله), وهنا كانت لنا أمنية بان يكون السيد على قيد الحياة لنطلب منه فك عنق هذا الجنرال من ذلك التكليف الشرعي , ولكن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

أتحادات الطلبة هي أحدى واجهات حزب الفضيلة في جامعة البصرة, و أحدى طرق السيطرة عليها, فهي عيونهم على الطلبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي عيونهم على الأساتذة وعلى عمادات الكليات, و هي أداتهم ضد من يعارضهم في الجامعة. أما رئاسة الجامعة فليست بحاجة لذلك الجهد لان رئيسها السابق قد زرعهم زرعا في كل مفصل من مفاصل الجامعة, فلا تخلو دائرة أو عمادة أو مركز منهم. فيمكنك أن تجدهم في مواقع النهب و السلب في خدمات الجامعة وفي الأقسام الداخلية وفي الشؤون الهندسية ناهيك عن سيطرتهم على حراسات الجامعة و تنظيمهم للعقود بأسماء وهمية و سرقة ما يسهل حمله. ربما سائل يسأل ما الخلل في سيطرة كوادرهم على هذه الأتحادات؟ خاصة وأنها عملية انتخابية جرت في كليات الجامعة. نعم, و لكن هل سمعتم عما جرى في كلية العلوم في ليلة الانتخابات؟. لقد تم تهديد الطلبة الذين رشحوا في الانتخابات بالقتل أن هم لم يسحبوا ترشيحهم. جاء هذا التهديد عبر اتصال هاتفي مع عميد الكلية , والذي بدوره بحث ليلا عن هؤلاء الطلبة ليثنيهم عن هذا الترشيح حرصا منه على حياتهم. إن عناصر هذه الاتحادات خلقت بما يزرع الفرقة بين طلبتنا بحيث حتى هذه الانتخابات لم تخل من أشرافهم مما اقتضى حضور المعممين من الفضلاء فيها و التأثير على طلبتنا بشتى الطرق لانتخاب مرشحيهم.وفعلا تم استبعاد بقية المرشحين من الطلبة بحجج تصل بعضها الى جريمة لبس (الجينز) أو التخنث على حد تعبيرهم أو حلق اللحى !. لقد أعطيت هذه الاتحادات من الزخم و القوة مما جعلها تتمادى يوما في الدخول عنوة على جلسة لمجلس الجامعة في عمادة كلية التربية لتهدد رئيسها بالويل و الثبور دون أن يحرك هذا المجلس ساكنا, ولولا انتفاضة أستاذنا و شيخنا الجليل د.ماجد السيد ولي(ممثل التدريسين) و طرده لهم لأشبع رئيس جامعتنا ضربا و ركلا. أن تلك الاتحادات تفرض على متعهدي النوادي الطلابية عدم إذاعة ألاغاني و استبدالها ب(المقتل الحسيني ) أو الأناشيد الدينية مع سندويج الفلافل. لقد جعلوا هذه الأناشيد موضع استهزاء و سخرية من قبل بعض الطلبة خاصة و إن النوادي الطلابية في الجامعة ليست بالمكان المناسب لأذاعتها. الكل يعلم بتلك الممارسات ولكن هي لعبة الأحزاب و المحاصصة المقيتة التي تسللت حتى إلى مؤسساتنا التربوية.

لقد وزعت الجامعة محاصصة بحيث أن موقع الكرمة تحت سيطرة الفضيلة .أما موقع باب الزبير فهو تحت سيطرة حركة سيد الشهداء, حيث يترأس الأجهزة الأمنية فيها معاون عميد كلية الآداب, فبالأمس كان هذا عضوا بحزب البعث واليوم من كوادر الفضيلة. أما العمادات فحدث ولا حرج, فعلى سبيل المثال لا الحصر, عميد كلية الزراعة فرضه حزب الله بعد أن رفع العميد السابق بقوة السلاح والتهديد بالقتل, ولا يمكن إن ينسى أساتذة كلية الزراعة إن هذا العميد قد أضاع يوما دفاتر الامتحانات النهائية لطلبته إثناء تسوقه, وعميد مركز علوم البحار يعتبر من الكوادر المتقدمة لحزب الدعوة (تنظيم العراق), وعميد كلية التربية فرضته القائمة الإسلامية على رئيس الجامعة بصفته عضوا في تلك القائمة ومجلس المحافظة, بعد إن استبعد العميد السابق. أما عميدا كلية التربية الرياضية و كلية الدراسات التاريخية فهم من المقربين جدا من رئيس الجامعة السابق ومن حزب الفضيلة.فالأول كان يطبخ للمقاتلين (الفاصوليا)لآخر يوم من زمن سقوط النظام المقبور والثانية كانت والحمد لله من ذوات الخبرة في تدريب المقاتلات في قواطع الجيش الشعبي.أما المساعد الإداري( أعلن أخيرا انه من نسل آل البيت(ع)) و لكي يبقى في منصبه فقد رمى بنفسه في أحضان حزب الفضيلة بوساطة من احد أقربائه, ونسى يوما انه أول الذاهبين لسرقة جامعة الكويت, و أول المستفيدين من النظام المقبور بشهادة زملائه من أساتذة كلية العلوم و بشهادة البيان الذي وزع في الجامعة حول دوره في محاربة التدريسين عندما كان رئيسا لقسم الكيمياء في حينها.

نحن لا نبحث عن ماضي هؤلاء العمداء ولكننا نستعرض مستوى تلك القيادات التي فرضت على رئاسة الجامعة من قبل الأحزاب الدينية التكفيرية المتعصبة , و لا يمكن إن يرضى أساتذة الجامعة إن تكون قيادات الجامعة بهذا الماضي المسيء. أما عميد مركز علوم البحار و واجهة تنظيم العراق فالحديث عنه يطول.

عندما نتكلم عن سيطرة الفضلاء في الجامعة, لا يمكنكم إن تتصوروا أنهم أشرفوا على انتخابات عمداء الكليات , فكان لهم رأي باستبعاد العالم الجليل د.كوركيس آل أدم عن عمادة كلية التربية بالرغم من ترشيحه من قبل أساتذتها, و تدخلوا حتى علي اختيار رئيس الجامعة. فلقد استدعوا عمداء الكليات و فرضوا رئيسا للجامعة بغفلة من أساتذتها.لقد تمت عملية التنصيب في (جامع ـ مسجد ) في منطقة الجمهورية يسيطرون عليه, ونسوا إن هنالك ضوابط وشروط لا يمكن إن تتوفر في اختيارهم.و الحق يقال ان رئيس جامعتنا لم يقصر يوما في رد جميلهم. صدقوني كل ما رويته وما سأرويه هي حقائق يندى لها الجبين في تأريخ هذه الجامعة المعطاء. انتظروني في الحلقة القادمة لأروي لكم قصة (الخلوة). Opinions