Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حكومة العراق تأمر باعتقال الامين العام لهيئة علماء المسلمين

17/11/2006

رويترز/
أمرت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة يوم الخميس بالقبض على حارث الضاري أبرز رجال الدين السنة في البلاد للاشتباه في دعمه "الارهاب" في خطوة قد تزيد التوترات الطائفية وسط العنف المتصاعد من حوادث القتل والخطف.

وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني وهو شيعي لتلفزيون العراقية الرسمي انه قد صدر أمر اعتقال بحق الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق وهي مدافع قوي عن مصالح السنة.

واضاف الوزير قوله انه سيطلب مساعدة خارجية لاعتقال الضاري الموجود في الاردن وهو بلد يحكمه السنة ومن غير المحتمل ان يقوم بتسليمه.

وقال البولاني في مقابلة في وقت متأخر من ليل الخميس ان هذه هي سياسة الحكومة العراقية للتعامل مع كل من يحاول اثارة الفتنة بين الطوائف في العراق. واضاف ان اجهزة الامن سوف تلاحقه.

وقال ان هذا كان ثمرة تحقيقات بشأن جماعات المسلحين غير ان زعماء الشيعة كانوا قد انتقدوا هذا الاسبوع الضاري متهمين اياه بالدفاع عن العنف في تصريحات تلفزيونية قالوا انه بدا خلالها وكأنه يبرر هجمات تنظيم القاعدة في العراق.

واستنكر الضاري هذا التحرك ووصفه بأنه "عمل سخيف" من "حكومة مفلسة سيجلب عليها غضب الشعب العراقي ولعناته." وقال لرويترز "نرى انهم يفعلون مثل هذه الاشياء لصرف اهتمام الناس عن جرائمهم."

ويقول كثير من السنة والمسؤولون الامريكيون ان رئيس الوزراء نوري المالكي فشل في كبح جماح فرق الاغتيال للميليشيات الموالية للشيعة وهو اتهام ازداد قوة بعد حادث الخطف الجماعي الذي وقع في مبنى لوزارة التعليم العالي في بغداد هذا الاسبوع.

ولم يصدر تعقيب فوري من الولايات المتحدة على هذا التحرك لاعتقال الضاري.

وقال علاء مكي وهو عضو سني بارز في البرلمان ان هذا التحرك قد يعوق الجهود الرامية الى التواصل والحوار مع السنة. وقال لشبكة تلفزيون سي.ان.ان "هذا قرار سياسي خاطيء جدا."

وتضم هيئة علماء المسلمين كثيرا من رجال الدين السنة بالعراق وتشكلت عقب الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع صدام حسين على يد القوات التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2003.

ويتحدث الضاري صراحة منتقدا الاحتلال الامريكي ونفوذ الاسلاميين الشيعة بالحكومة والذين يقيمون علاقات مع ايران.

وجاءت تلك الخطوة بعد يوم قالت الشرطة انه يخشى ان يكون العشرات من الشيعة من ركاب الحافلات تعرضوا فيه للخطف فيما يبدو عند نقاط تفتيش وهمية في غرب بغداد الذي تسكنه أغلبية سنية بينما تضاربت تصريحات مسؤولين بالحكومة بشأن ما اذا كان موظفون خطفوا من مبنى تابع لوزارة التعليم العالي عذبوا وقتلوا.

وقالت مصادر بالشرطة ان ست حافلات صغيرة مفقودة كانت تحمل ركابا أغلبهم من الشيعة في منطقة غرب بغداد عندما أوقفهم مسلحون بعضهم يرتدي ملابس عسكرية عند نقاط تفتيش وهمية.

وقالت الشرطة ان 15 شخصا آخرين خطفوا من مقهى بوسط بغداد بعد حلول الظلام. وقتل تسعة أشخاص بمخبز من بين ما لا يقل عن 50 شخصا قالت تقارير انهم قتلوا يوم الخميس في العراق الامر الذي يسلط الضوء على مدى ضعف سيطرة الحكومة والقوات الامريكية على العاصمة.

وتتصاعد المطالب في واشنطن للبدء في سحب القوات الامريكية ويخوض رئيس الوزراء العراقي المالكي والقادة العسكريون الامريكيون سباقا مع الزمن لاعداد قوات أمن عراقية قادرة على كبح الصراع الطائفي الذي يدفع العراق نحو الحرب الاهلية.

وظهرت الانقاسمات أيضا داخل حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت منذ نحو ستة أشهر بعد خطف عشرات الموظفين المدنيين على يد مسلحين يرتدون زي الشرطة يوم الثلاثاء.

وأعلن وزير التعليم العالي عبد ذياب العجيلي وهو سني ينتمي الموظفون المخطوفون الى وزارته مقاطعة مجلس الوزراء الى حين العثور عليهم.

وشكى العجيلي في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية من "الفوضى" وقال انه لا توجد حكومة ذات فاعلية في العراق.

ورغم تأكيدات متكررة من جانب متحدث باسم حكومة المالكي على أن جميع الموظفين المخطوفين تقريبا أطلق سراحهم دون أن يصيبهم أذى الا أن العجيلي قال لرويترز ان نحو 70 موظفا مازالوا مفقودين وان بعض الباقين تعرضوا للتعذيب وقتل آخرون. وأشارت روايات رسمية مختلفة الى أن ما بين 40 و150 شخصا خطفوا.

وقال سني أفرج عنه انه أخذ ضمن عشرات آخرين في عملية منظمة للغاية ونقلوا الى حي مدينة الصدر الذي تسكنه أغلبية شيعية في بغداد قبل اطلاق سراحه في ساعة متأخرة يوم الاربعاء. وأضاف لرويترز "لا أصدق انني على قيد الحياة."

وقال وزير الداخلية العراقي ان خمسة من كبار ضباط الشرطة تم اعتقالهم ربما يكونون متورطين.

وأضاف أيضا للصحفيين أنه يشتبه في أن "قوة خارجية" لها دور في اشارة محتملة الى ايران التي تتهمها الولايات المتحدة وبعض الزعماء العراقيين بدعم ميليشيات شيعية اخترقت الشرطة.

وحذر برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي وهو كردي في مقابلة تلفزيونية من أن العراق في وضع محفوف بالمخاطر ودعا المعتدلين من جميع الاطراف الى الالتفاف حول الحكومة. وقال ان البعض داخل الائتلاف الحاكم الحالي يسعون وراء مصالح حزبية على حساب الوحدة الوطنية والسلام. Opinions