حكومة المالكي تلتزم الصمت رغم ان القضية التفاف على قراراتها: تفعيل المجلس اعلى لـ" اللجان الشعبية" يثير حفيظة القوى السياسية
08/08/2006الملف – بغداد : اثارت الخطوات التنفيذية التي اتخذها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم بشأن تفعيل ( اللجان الشعبية) حفيظة عدد من القوى السياسية التي اعتبرتها التفافاً على تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحل الميليشيات، بينما لم يصدر عن الحكومة العراقية اي اعتراض على العملية التي انطلقت منذ امس الاحد في مدينة النجف مقر المرجعية الشيعية واحد المعاقل المهمة لال الحكيم.
وقال مراسل ( الملف نت) في النجف ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بدأ بتفعيل دعوة رئيسه عبد العزيز الحكيم تشاركه منظمة بدر لانشاء لجان شعبية قالوا انها " تسهم في تحقيق ارساء الامن بالمناطق الساخنة من البلاد" وبدأ فعاليات في محافظة النجف لاستقطاب الشباب للانضمام الى هذه اللجان. وتابع المراسل ان مدينتي الكوفة معقل التيار الصدري وابو صخير ومناطق اخرى في النجف شهدت اعداد لجان تضم الواحدة منها عشرة اشخاص تعمل في كل حي من الاحياء في القضاءين.
ونقل عن مصادر مطلعة قولها " ان العمل يقتصر الان على جذب الشباب وتنظيمهم والاجتماع بهم اسبوعيا قبل ان يتم تكليفهم بالتقصي عن الاشخاص والعجلات المشبوهة ليقدموا معلومات عنها"، لكن المراسل اشار الى ان تسليحا لم يتم بعد للمنخرطين في اللجان، الذين لم يتضح ما اذا كانوا سيستخدمون في مناطق متوترة خارج محافظتهم التي تعيش حالة من الاستقرار الامني قياسا بغيرها.
تجدر الاشارة الى ان رئيس المجلس الاعلى السيد عبد العزيز الحكيم كان قد دعا في وقت سابق الى تشكيل مثل هذه اللجان وتفعيل دورها لتشمل ساحات عملها المناطق التي تشهد احداثا ساخنة ونشاطا ملحوظا لاعمال العنف والارهاب، ولقيت دعوة الحكيم استجابة في حينها من الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري وامام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي.
صدى الاعلان عن تفعيل دعوة الحكيم لم يمر بهدوء فقد جاءت اولى ردود الفعل الرافضة لها من النائب قاسم داود عن الائتلاف العراقي الموحد الذي يتزعمه الحكيم، الذي رأى فيها خطوة لتشكيل ميليشيا جديدة بعد انخراط منظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلى في العملية السياسية.
واذا كان النائب قاسم داود قد حاول الامساك بالعصا من الوسط، فان شخصيات برلمانية من التوافق وجبهة الحوار الوطني اتصل بهم ( الملف نت) عبروا عن امتعاضهم من خطوة المجلس الاعلى التي قد تعرقل جهود الحوار البرلماني الجاري حالياً بين الطرفين. وقال نور الدين الحيالي عضو جبهة التوافق العراقية "اننا ومنذ اسابيع نجري حوارات معمقة ومكثفة مع كتلة الائتلاف العراقي الموحد والتيار الصدري، تناولت مواضيع شتى في مقدمتها حل الميليشيات، ومن ثم نفاجئ بتشكيل ميليشيا جديدة".. وتساءل قائلاً : " اين هي النوايا الحسنة اذن؟!"...
وطالب ميناس اليوسفي عضو جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك رئيس الوزراء نوري المالكي بالايفاء يالتعهد الذي قطعه امام البرلمان حين ادى اليمين القانونية، وحل الميليشيات، معتبراً ان الايفاء بالتعهد هو الخطوة الحقيقية الاولى لارساء مصالحة وطنية حقيقية. وقال " ان هذه اللجان التي يقولون انها شعبية ستتحول سريعاً الى ميليشيا جديدة، ما لم تتحرك الحكومة سريعاً لكبح جماح كل الميليشيات ونزع سلاحها".
وازاء اعتراضات الشخصيات البرلمانية وتشددها في مواجهة دعوة الحكيم، نفى الشيخ حميد معلة الساعدي مسؤول المكتب الاعلامي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ان تكون هذه اللجان ميليشيا جديدة، بينما رفض المسؤولون في مكتب رئيس الوزراء المالكي الاجابة على اتصالات ( الملف نت).
وقال الشيخ الساعدي ان اللجان المزمع تشكيلها لاتختلف في فكرتها عن فرق الحماية الذاتية التي تشكلها المناطق، لكنها ستكون اكثر تنظيماً وتقوم بمساعدة الاجهزة الامنية وقوات الشرطة في محاربة الارهابيين وتضييق الخناق عليهم.