Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دفن جماعي للاجئين العراقيين الكلدان في سوريا

جامعة يونشوبنك – السويد
leon.barkho@jibs.hj.se

أبدى الأب فريد بطرس إستغرابه من المعلومات التي وردت في مقالي الأخير المعنون "إلى أنظار الكنيسة الكلدانية في سوريا" عن السلبيات في مؤوسسة الكنيسة الكلدانية وكأنه غريب عن الوضع وكأن ما ذكرته لا يمس إلى الحقيقة بصلة، مع أن الخطاب أساسا لم يكن موجها له بل إلى رئاسة كنيسته.
ولم تمض ساعات قليلة على نشر الأب بطرس راعي الكنيسة الكلدانية في دمشق توضيحه حتى أنبرى الغيارى من الكلدان في سوريا للدفاع عن الحقيقة وذهبوا إلى المقبرة وصوروها وأرسلوا الصور مشكورين إلي. وإحتراما لطلبهم فإنني أتحفظ عن ذكر أسمائهم.
ولماذا الإستغراب يا اب بطرس وهل أنت غريب عن المقبرة او بالأحرى المقبرة الجماعية. ألم نلتق أنا وأياك بالصدفة فيها وكانت الرائحة المنبعثة من غرفة الفقراء التي ترمي فيها جثث الكلدان الفقراء من أبناء طائفتك ومذهبك زرافا واحدا فوق الأخر وعلى سطح الأرض تزكم الأنوف لدرجة أن بعض الزوار كانوا قد وضعوا كمامات على وجوههم.
ماذا حلّ بهذه المؤوسسة، مؤوسسة الكنيسة الكلدانية، كي تحتقر أبنائها بهذا الشكل، تبني غرفة عادية فوق سطح الأرض وترمي فيها جثث الموتى من أبنائها وكأنهم، حاشى وألف حاشى، مذنبين يستحقون العقاب وتستوفي من عائلة كل متوفي 12000 ليرة سورية، كما تعترف في توضيحك.
قال الأخ المصور، الكلداني الغيور، أنه كاد يغمى عليه من الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من الغرفة ذات الأبعاد التي لا تتجاوز 2 في 3 متر مربع علما أن المقبرة تقع في وسط حي سكني. أما عن التوابيت فهذه أتركها لأحباء الموتى وهم أدرى بمسألة التابوت وإن كنتم تقدمونه مجانا أم لا.
والصناديق الإسمنتية وما أدراك ما الصناديق الإسمنتية. إنها، كما تظهر الصور، وكأنها عش الزنابير وتبيعون الواحد منها ب 75000 ليرة سورية.
لماذا أصبحنا نحن الكلدان سلبيين لهذه الدرجة بحيث نسمح لمؤوسسة دينية كهذه أن تعبث بنا بهذا الشكل. فبعد أن رمت ملايين الكلدان على قارعة الطريق إن في الهند او أماكن أخرى في العالم كي تنهش فيهم الذئاب الكاسرة وهي فرحة وسعيدة بما تراه من ظلم غير مسبوق لحق بنا على أيديها، وبعد ان همشت تراثنا ولغتنا وثقافتنا وطقسنا وتراتيلنا وكتب صلواتنا وموسيقانا وأدبنا وفضلت عليهم كل دخيل وأجنبي – لم تكتف بكل هذا - جاء دور إحتقار موتانا بدفنهم في مقبرة جماعية وفوق سطح الأرض.
لن أعلق على كون أيديكم نظيفة أم لا لأن هذه المؤوسسة تعتقد ما دام المطران او القس اوالمحاسب (بمعنى جابي) يجمعون المال فإن الشفافية أمر واقع. الشفافية هي عندما تقدم كشفا كاملا بكل الواردات وتضعها امام الرعية وتعطيهم الحق أن يحاسبوك عن كل ليرة. الشفافية هي أن تضع ما تتقاضاه او لا تتقاضاه من رسوم عن الأسرار والخدمات والوثائق في لوحة وتمنح وصولات مصدقة عن كل جباية وتبوبها وتظهرها للعيان.
أما التميز في المقاعد في الكنسية الكلدانية في سوريا فهذه تقليعة جديدة في هذه المؤوسسة وكما يقول المثل الشعبي العراقي "عيش وشوف".
لن أطيل لأن الصور المرفقة للمقبرة تعبر أكثر وأفضل من الاف الكلمات.
ولكن لدي كلمة أخيرة والتي من خلالها أود أن أسترعي إنتباه هذه المؤوسسة من أنه أي تلاعب بالوضع الحالي للمقبرة والتي تظهره الصور المرفقة بجلاء سيترتب عليه تبعات قانونية وأخلاقية. لقد أرسلت الصور إلى المنظمات الإنسانية منها منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر في سوريا للقيام بتحقيق مستقل عن هذه المقبرة. وكذلك أرسلتها إلى السلطات السورية لا سيما وزارة الأوقاف ووزارة الصحة. وإضافة إلى ذلك فقد قدمت شكوى رسمية ضد رئاسة الكنيسة الكلدانية في سوريا إلى منظمات حقوق الإنسان ومنظمات وأحزاب البيئة.
وكذلك سأكتب نداء إلى الرئس السوري بشار الأسد وأرسله إلى كل الصحف التي تصدر في دمشق والمواقع الإلكترونية المقروءة هناك طالبا منه، وإنطلاقا من سياسة التسامح والتعايش الديني التي تتبعها سوريا، إرسال لجنة للتحقق مما ذكرته لأنني على يقين أن سيادته لن يقبل بأمر كهذا وأطلب منه تخصيص مساحة من الأرض في ضواحي دمشق كمقبرة للاجئينا ونقل رفات موتانا في المقبرة الجماعية في الطبّالة إليها وبناء مقبرة خاصة لهم مع شاهد وصور تظهر ما فعلته هذه المؤوسسة بنا.
إن ما يجري في هذه المقبرة أمر مرعب ورهيب لا يقبله أي شرع او دين. ولن يرتاح لي بال إلى أن يتم فتح تحقيق مستقل ومعاقبة المقصرين وعلى رأسهم المسؤول الأول في الكنيسة هناك.
التعليق على الصور:
الصورة الأولى: الغرفة المبنية فوق الأرض والتي تستخدم كمقبرة جماعية توضع فيها جثث المتوفين من الكلدان الفقراء واحد فوق الأخر وتتقاضى الكنيسة الكلدانية مبلغ 12000 ليرة سورية عن كل تابوت يودع فيها.
الصورة الثانية: الصناديق الأسمنتية التي توضع الواحد فوق الأخر ويودع في كل منها تابوت واحد وتتقاضى الكنيسة الكلدانية مبلغ 75000 ليرة سورية عن كل تابوت.
الصورة الثالثة والربعة والخامسة: هكذا تتعامل الكنيسة الكلدانية مع المتوفين من الفقراء الكلدان في سوريا، تدفنهم جماعيا وتتقاضى 12000 ليرة سورية عن كل تابوت.







Opinions