Skip to main content
د. كاترين ميخائيل Facebook Twitter YouTube Telegram

د. كاترين ميخائيل

الصراع الحالي في العراقي بين القديم والجديد وهو صراع حاد تصل حدته لحد التصفيات الجسدية , الغاء ونفي الآخر , بين قوى الخير من الأكاديميين والمثقفين والفنانيين العراقيين وبين قوى الشر المتمثلة ببعض حاملي الفكر المتخلف ممن يريدون إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء ، وارجاع المجتمع العراقي وسط الأفكار والتصورات القديمة التي عادت لاتناسب العصر ، والعقليات المتحجرة التي تعود الى القرون الوسطى . هذا صراع الأضداد كل ما تقوم به هذه القوى من أساليب وأعمال إرهابية لن ينخر في عضد المثقفين والقوى الديمقراطية ، فعملية التغيير تسير قدما للأمام رغم العديد من المعوقات والصعاب التي تضعها هذه القوى في عجلة التقدم الديمقراطي وستنير دماء شهدائنا كل دروب الحرية التي يسعى شعبنا للوصول إليها وإقامة العراق الحر الديمقراطي الموحد .
مهمة المثقفين والسياسيين المثقفين، والأكاديميين العراقيين صعبة جدا وسط هذا الكم الهائل من الأفكار القديمة والصرخات الملحة لعودة الزمن للوراء والتدخل الصارخ في الحياة الشخصية للعراقيين اجمع من قوى وميليشيات وتيارات دينية وقبلية متخلفة يقف على راسها ازلام وإرهابيو القاعدة مسنودين ببقايا البعث ممن لا زال يحلم بعودة حكمهم الفاشي ، قوى بعثية اتخذت من الدين ستارا لها وسط جمهرة الأحزاب والتيارات الدينية الشيعية والسنية.
التيارات المتخلفة التي لبست ثوب الدين فوجئت بردة فعل القوى الوطنية الداعمة للتوجهات الديمقراطية ، فهي تريد الدفاع عن وجودها ,و تحارب اي نوع من الثقافة المغايرة لثقافتها المتخلفة القديمة المعا دية للتوجه الديمقراطي. لاتجد امامها الا وسائل العنف والجريمة ، التصفيات العديدة لكل من تراه يقف عائقا امام توجهاتها القديمة ، جريمة اغتيال الشهيد كامل شياع الشخصية الوطنية والمثقف البعيد عن الفكر الضيق تقع ضمن توجه الخط المعادي للثقافة والمثقفين العراقيين من قبل قوى الردة والتطرف التي تحاول عكس المسيرة الديمقراطية وحرفها نحو وجهتها التي تريدها مستخدمة كافة أساليبها الإرهابية التي تعلمتها داخل ثقافة البعث الدكتاتوري. .
فلنقل معا لقوى التخلف، : اننا لن نتوقف ، ولن نستسلم لهذه القوى الموبوءة بالحقد لكل ما هو جميل في بلاد الرافدين . نقول لروح الشهيد كامل شياع : نحن نواصل طريق كامل شياع .

الدولة العراقية مطالبة بالكشف عن القتلة وتقديمهم للعدالة ، وفضح من يقف خلفهم لم يكن كامل شياع الاول . ولن يكون الاخير . ان كل مثقف عراقي يحب الحياة ، هو هدف لرصاصات الغدر المجرمة . والاغتيال السياسي صار تكتيكا تستعمله . ودماء الشهيد شياع يجب ان لا تذهب هدرا.

خلال لقائي مع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي شهر ايار الماضي ضمن "وفد المثقفين العراقيين لمساندة الكورد الفيلية " كان يدعو المثقفين العراقيين لنقل حقيقة الاوضاع في العراق ولعب دورهم في الساحة السياسية , اغتال القتلة المجرمون واحداً من أبرز المثقفين والناشطين والساعين إلى التنوير الاجتماعي وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الحر والفيدرالي في العراق. قتل العزيز كامل شياع كان تحديا للدولة , لرئيس الوزراء , لمن يسعى على بناء الوطن , لا بد لجهاز القضاء العراقي أن يضع يده على من أمر ومن نفذ هذه الجريمة النكراء لكي لا نبدأ مجدداً ننعي يومياً واحداً أو أكثر من أبرز مثقفي هذا الوطن الجريح , ولكي لا يُجبر البعض الآخر منهم على مغادرة العراق.

اب 2008





Opinions