رئيس الجمهورية جلال طالباني يبعث برقية إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لمناسبة ذكرى جريمة تغييب البارزانيين
31/07/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
بمناسبة ذكرى مرور سبعة وعشرين عاماً على تغييب ثمانية آلاف رجل بارزاني وسوقهم إلى مصير مجهول من قبل أجهزة النظام الدكتاتوري بعث فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني برقية مواساة إلى رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وإلى ذوي الضحايا وإلى أبناء شعبنا كافة في إقليم كردستان وبقية أجزاء العراق، وفي ما يأتي نص البرقية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس إقليم كردستان العراق
الأخ مسعود بارزاني المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر علينا اليوم ذكرى واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الدكتاتوري الدموي، وهي الفاجعة الأليمة التي تعرض لها أبناء شعبنا في كردستان العراق، حينما انتزع في إحدى صباحات كردستان من عام 1983 أكثر من ثمانية آلاف رجل بارزاني من بيوتهم في حملة وحشية قلَّ نظيرها في تارخ المنطقة، ليغيب رجال وشباب البارزانيين من المجمع القسري في قوشته بة في محافظة أربيل، ففي الوقت الذي نعزي أنفسنا نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة لكم بذكرى فاجعة تغييب البارزانيين، ومن خلالكم إلى ذوي الضحايا وأبناء شعبنا كافة في كردستان وعموم العراق، نستذكر اليوم قساوة النظام البائد ووحشيته في التعامل مع هؤلاء المواطنيين العزل حيث انتزع هذا العدد الهائل من الرجال والشباب البارزانيين من بيوتهم وأمام أعين ذويهم وساقوهم إلى مصير مجهول، وهو ما أظهر مدى حقد النظام الصدامي الوحشي تجاه أبنائنا البارزانيين البررة، ولم يعرف عنهم شيء إلاّ بعد سقوط النظام الوحشي الجائر، وبعد فعلتهم هذه لجأ رموز النظام الدكتاتوري إلى تكرار مثل هذه الجرائم، التي تعتمد الإبادة الجماعية في مناطق أخرى من كردستان، وبقية مناطق العراق في الوسط والجنوب وتوِّجت تلك الجرائم الهمجية باستعمال السلاح الكيمياوي ضد أبناء شعبنا في حلبجة ومناطق أخرى، فضلاً عن حملات الأنفال في كردستان، وجرائم تجفيف الأهوار وممارسات وحشية أخرى ضد العراقيين حيث تشهد سلسلة الجرائم التي ارتكبها النظام الدكتاتوري مدى دموية النظام المباد، وتقدِّم دليلاً واضحاً على التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا في طريق الحرية ، فالمقابر الجماعية التي تمتد من كردستان وحتى أقصى مكان في جنوب العراق أدلة صارخة تعبر عن العقلية الإجرامية للنظام المباد، وتشهد على جرائمه حجم التضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبنا في كل جزء من العراق، ففي الوقت الذي نحيي ذكرى تغييب ثمانية آلاف بارزاني وضحايا العراق كافة، نغتنم هذه المناسبة الأليمة وندعو إلى الحفاظ على ما أنجزه أبناء شعبنا وقواه المناضلة من خلال نضالاتهم وتضحياتهم الكبيرة، وهو ما يحتم علينا جميعا أن نرص صفوفنا ونوحد كلمتنا من أجل حماية وصيانة المكتسبات التي تحققت، وندعو الكتل والقوى السياسية إلى تكثيف الجهود للاتفاق على برنامج مشترك للاسراع في تشكيل الحكومة، وإشراك الجميع فيها من دون تهميش أحد، وأصبح هذا المطلب من أولويات جميع القوى الرئيسة المؤمنة بالديمقراطية لمجابهة المتربصين بمستقبل العراق ومشروعه الديمقراطي الجديد.
إن شعب كردستان وقواه السياسية كما كانا دوماً يلعبان دوراً حاسماً ومهماً في المعادلة السياسية في العراق، ويشكلان أرضية حقيقية للدعوة إلى إنجاز المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع، فإننا نأمل من كل القوى الفاعلة في الساحة السياسية العراقية أن تضع نصب أعينها التضحيات التي قدمها العراقيون، ويسارعوا إلى تشكيل الحكومة، كي تتوفر الفرصة لإخراج البلاد من الأزمة الحالية، للانطلاق نحو ملفات البناء والإعمار وتقديم الخدمات، وهي أولى الخطوات التي تنسجم وحجم التضحيات التي قدمها أبناء الشعب العراقي على طريق الديمقراطية والحرية.
لتطمئن أرواح آلاف البارزانيين الذين انتزعهم النظام الصدامي الوحشي من قوشتبة قسراً، ولتطمأن أرواح جميع شهداء المقابر الجماعية في العراق.
والمجد والخلود لشهداء العراق جميعاً.
أخوكم المخلص
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق
31/7/2010"
المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.