سـؤال إلى يونادم كنـا ينتظر توضيحـا
تـرددت بعـض الشـئ في نشـر هـذا الموضـوع وأجلتـه لأكثـر مـن شـهر منتـظرا أن ألاحـظ مـا يـناقض مضمونـه ، وأخيـرا أيقـنت بـأن الأمـانة للفكـر القـومي الخـاص بشـعبنا ومآثـره ومسـتـقبله وسـبله الوحدويـة الصائبـة تسـتوجب عـدم السـكوت ، والسـؤال يخـص الأسـتاذ يونـادم كنـا مـن خـلال موقعـه في رئاسـة " الحركة الديمقراطية الآشورية " ومكانتـه في البرلمـان العراقي ولجـانه . .والسـؤال هـــو :
حدثـني مصـدر مطلـع ، وموثـوق لـديّ شـخصيا ، أثنـاء وجـودي في العـراق في آذار الماضـي ، بحصـول اتـفاق بيـن السـيدين يونـادم كنـا ( عضـو لجنـة تعـديل الدسـتور العـراقي ) وابلحـد أفـرام ( عضـو مراقـب في اللجنـة ) بعـدم إثـارة أي طلـب لـدى اللجـنة لإجـراء تعـديل بمـا ورد بخصـوص المجـال القـومي لشـعبنا في الدسـتور العراقي ( ، والكلدان والآشوريين ، ) في المـادة الدسـتورية الخاصـة بذلـك ، التـي نصـــها :
" يضمـن هـذا الدسـتور الحقـوق الإداريـة والسـياسية والثـقافية والتعليميـة للقوميـات المختـلفة كالتركمـان ، والكلـدان والآشـوريين ، وسـائر المكونـات الأخـرى ، وينظـم ذلـك بقـانـون . " .
وإنـني ، إذ أوجـه هـذا السـؤال لخطورتـه فيـما يتـعلق بـإصـرار الأسـتاذ كنـا على الأسـم الموحـد ( الكلـدوآشـوري ) أو ـ أخيـرا ـ ( الكلـدوآشـوري السـرياني ) وأيضـا لمـا نسـمعـه مـن حـرص الأسـتاذ كنـا والحركة الديمقراطية الآشورية ، على وحـدة شـعبنا واسـمه الموحـد ، فإنـني أرى مـن الضـروري وضـع النـقاط على الحـروف في شـأن مـاسـمعتـه بخصـوص هـذا الإتفـاق ، الـذي ـ إن هـو تـمّ حقيقـة ويجـري الإلتـزام بـه ـ فهـو ينـاقض كليـا مـاهـو معـلوم ومعلـن مـن مواقـف الأسـتاذ كنـا والحركة الديمقراطية الآشورية في مجـال وحـدة شـعبنا واسـمه الموحـد ، خصـوصا أن الشـخص المطلـع كشـف لـي عـن هـذا الإتـفـاق بحضـور نحـو عشـرة أشـخاص ، وأكـد لـي مـرارا مـن خـلال استـيضاحي لـه : أنـه واثـق مـما يقـوله ومطلـع بالكـامل على كـل مضـامين الإتـفـاق ، وينقـل لـي الحقيقـة بعيـنها .
وهنـا ، لاحاجـة لـي لتوجيـه السـؤال إلى الأسـتاذ أبلحـد أفـرام ، لأن مواقـفه معـروفة هـو و " حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني " في هـذا المجـال ، فهـو ، وإن كـان أحيـانا يرتضـي بالأسـم الموحـد ( كلـداني آشـوري سـرياني ) إلاّ أنـه كمبـدأ يفضـل ( على الأقـل في المرحلـة الراهنـة ) إسـم ( الكلـدان ) قوميـة منفصـلة ، وهـذا الموقـف ينطبـق مـع الحفـاظ على النـص الدسـتوري الحـالي الـذي يجعـل شـعبنا قوميـتين ( كلـدانية ) و ( آشـورية ) والحفـاظ عليـه وعـدم إجـراء أي تعـديل فيـه .
أمـا الأسـتاذ يونـادم كنـا ، فـإنه كمبـدأ ، مـع الحركـة الديمقراطية الآشورية ، التـي تلـتزم الخـط الوحـدوي لشـعبنا ، وتـتمسـك ، حتـى الوقـت الحـاضر ، بالإسـم الـذي تبـناه ( المؤتمـر العـام الكلداني السرياني الاشوري ) الـذي انعـقد ببغـداد في الفتـرة مـن 22 ـ 24 / 10 / 2003 ، وهـذا يعـني أن مواقـف الأسـتاذ يونـادم كنـا في كـل المجـالات الرسـمية ينـبغي أن تكـون ضمـن هـذا المبـدأ الوحـدوي للحركـة .
ومـع اعـتزازي الشـخصي ، أولا بقـوميتي الآشـورية كمـا هـي حـال الكثـير مـن أبنـاء شـعبنا ، وثانيـا تـأييدي للأسـم الموحـد ( الكلدوآشوري ) حـال الإعـلان عنـه ولازلـت غيـر معـترض عليـه كأسـم موحـد ، وثالثـا ولكـن أنـا أؤمـن بخطـأ النظـر إلى القـومية كـأمر مـوروث جـامد في كـل المراحـل وهـذا مـن دون شـك يتـفق أيضـا مـع تبـني الحركـة الديمقراطية الآشـورية للأسـم الموحـد ( الكـلدوآشـوري ) وعـدم اصـرارهـا على الإسـم المـوروث ( آشـوري ) لضـرورات متطلبـات وحـدة شـعبنا في المرحلـة الراهنـة .
ولهـذا ـ بحسـب رؤيتـي ـ مـاهـو الضـرر بتـبني الإسـم الموحـد الأكثـر قبـولا ( كلداني سرياني آشوري ) خصـوصا أن الحركـة نفسـها أضـافت أخيـرا إلى ( الكـلدوآشـوري ) الـذي تبـناه مؤتمـر 2003 كلمـة ( سـرياني ) وأصبحـت لاتمـانع بـأن يكـون الإسـم الموحـد ( الكـلدوآشـوري السـرياني ) الـذي بـات يقـتصر اسـتخدامه على الحركـة ومؤيـديها وهـو قـريب جـدا مـن ( كلـدان آشـوريين سـريان ) ، وعلمـا أيضـا . . أن السـيد يونـادم يوسـف كنـا اسـتخدم في إيضاحـه المنشـور في موقـع ( شـبكة زهريـرا الإخبـارية ) مع السـيد أبلحـد أفرايـم سـاوا الخـاص بإقصـاء تمثيـل شـعبنا من مجلـس المفوضيـة العليـا المستـقلة للإنتخـابات بتـأريخ 28 / 4 / 2007 ، عبـارة ( مرشـح شـعبنا الكـلداني السـرياني الآشـوري ـ المسـيحي ـ ) فـإذا كـان هـذا ممكـنا فـي مثـل هـذا الإيضـاح ، فلمـاذا الإصـرار على رفضـه ومقاطعـة الحركـة للإجتماعـات الخاصـة القـائمة بيـن العـديد مـن الأحـزاب الوحـدوية لتبـني الإسـم الموحـد ( كـلداني آشـوري سـرياني ) في كـل مـن الدسـتورين : الفيديـرالي العـراقي وإقلـيم كردسـتان ؟ ! .
وبالمناسـبة ، فـإنـني أود التـأكيد على عـدم وجـود أي خـلاف شـخصي لـي مـع السـيد يـونادم الـذي أكـن لـه كـل الإحتـرام والتـقدير ، وقـد أيـدته في مواقـف لـه وعـارضته في أخـرى ، وكـل ذلـك إنطلاقـا مـن نظـرتي الخاصـة إلى أمـور شـعبنا القوميـة وقضـية وحدتـه واسـمه الموحـد ، والموقـف نفسـه سـبق أن إتخـذته مـع مختـلف شـخصيات شـعبنا الحزبيـة والرسـمية والفكـرية والدينـية ، فـأنا مـع حقـّهم عـليّ كـكاتب قـومـي بـأن أكـن لهـم الإحتـرام والتـقـدير ، ومـن حقـي أيضـا عليـهم أن أبـدي رأيـي في مواقـفهم تجـاه قضـايا شـعبنا القوميـة ، مـع موقـفي الراسـخ بالمعـارضة الكاملـة لأي شـخص أو جهـة باسـتغلال الأمـور القـوميـة لمصـالح دينـية أو مذهبـية أو مـزايدات حزبيـة وسـياسية ، أو خلـط القـوميـة بالديـن والمـذهب الدينـي ، أو خـلط القـومية بالأحـزاب والسـياسة ، لأن القـوميـة مبـدأ اجتـماعي متـعلق بالأمـة الواحـدة كلهـا وبكـل مكونـاتها ومـوروثها بصـورة عـامة ، وشـتان مـا بيـنها وبيـن الإتجـاهات الدينـية وتشـعبات مذاهبـها أو الأحـزاب ومسـالك السـياسة ودروبـها المعـلومة الخاصـة بـها لتحقيـق أهـداف العـامليـن في أمـورهـا .
وفـي كـل الأحـوال ، وبـانتظـار توضـيح الأسـتاذ يونـادم كنـا أو القســم الإعـلامي المركـزي للحركة الديمقراطية الآشورية ، وبشـكل مـحدد وكـامل على مـاورد في سـؤالنا ، وثـمّ لـنا عـودة إلى الموضـوع نفسـه ، وطبعـا في حـال ـ وهـذا لانتـوقعـه ـ عـدم التوضـيح مـن الأسـتاذ يـونادم أو الحـركة ضمـن فتـرة معيـنة مناسـبة ، فيعـني ذلـك أن من حقـنا اعتـبار مـا سـمعـناه في شـأن الإتـفـاق بيـن الأسـتاذين يونـادم وأبلحـد مؤكـدا ، وحيـنئذ سـنقـول كلمـتنا الواضحـة وبكـل موضـوعية وصـراحــة .