شرف الكلمة وازمة العقل والضمير
شرف الكلمة وازمة العقل والضميرشاء سوء طالعنا ان نحرم الكثير من نعم الحياة ،ولاننا نثق بأن عدل إرادة السماء يقترن برحمتها،فقد شاءت لنا هذه الارادة الخيرة ان تعوضنا ما حرمتنا الطبيعة البشرية منه،وكان ان وهبتنا القدرة على التمييز بين الخير والشر،وحين نقول التمييز بين الخير والشر،لا نعني به البتة ما يخصنا بالخصوص،انما ما يخص المجتمع الانساني الذي نعيش بكنفه على العموم،وبعكسه سنكون انانيين يجعلون رغباتهم فوق رغبات الجماعة،وهذا ما لا نقبله لانفسنا كما يشهد على ذلك كل الذين عرفونا منذ ان تقست عظام اظفارنا حتى الساعة،ولكي نكون مخلصين لهذا المبدأ ونعلن تمسكنا به الى العلن، كان يستوجب علينا ان نشمر عن سواعدنا ونستثمر النعم التي وهبتها لنا العناية الالهية بالحب لاجل الدفاع عن القيم التي نؤمن بها ايمانا صادقا بعيدا عن التأثر بنزواتنا العاطفية،لانا جعلنا منطق العقل راية لنا ونبراسا نهتدي به.
لقد دأبنا في الفترة الاخيرة على الكتابة فيما يخص الشأن القومي الاشوري خصوصا والشأن المسيحي على العموم من خلال منظور تمسكنا الشديد جدا بوحدة وطننا التي نرفض بأصرار امكانية انفصامها،ولان خيوط اللعبة السياسية المطروحة على الساحة العراقية متشابكة الى حد قد يعجز الكثير من بسطاء اهلنا على تدبر امر فكها وترتيبها بما يتفق وطموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة جدا،لذلك وجدنا ان الواجب يحتم علينا ان نمد ايدينا ونأخذ بأيدي هؤلاء البسطاء من اجل المساهمة في فك عقد هذه الخيوط،الا انه وكما بدى لنا ان هذه المساهمة اثارت امتعاض البعض وحفيظتهم لاسباب نحن في غنى عن ذكرها،لان ما وردنا وعبر قنوات كثيرة جعلنا ننام قريري العين،لتأكدنا من ان رسالتنا قد وصلت الى اولئك الذين اجتهدنا ان تصلهم بحسب الغاية التي من اجلها كتبنا تلك الرسالة.
ان نتهم فلانا بأنتسابه الى هذا التنظيم السياسي او ذاك،يلزمنا ان نقدم القرائن التي تسند تهمتنا،واتفاق بعض طروحات هذا الفلان مع الخط العام الذي يتباه ذاك التنظيم، لا يعني بالضرورة تشابك الاصرة الفكرية لهذا الفلان وتداخلها الى حد الانسجام وانصهارها بفكر ذاك التنظيم،لانه وكما لا يخفى على صاحب بصيرة،ان الادعاء شيّ، واثبات هذا الادعاء شيّ آخر تماما،وبعكسه سنظطر الى الايمان بكل الهلوسات التي صار يطلقها البعض لغرض في نفسه،ونحن هنا نتمنى بكل صدق الكلمة ان لا يعتقد احدهم إننا بصدد الدفاع عما اوردناه في مقالاتنا التي انبرى البعض ليرد عليها بأنفعالية شديدة افقدتهم توازنهم، فجاءت ردودهم مرتبكة جدا لا تدل سوى على فقدان صاحب القول لصوابه،والدليل على ما نزعم هو عجزهم عن رد اتهاماتنا وفق منطق الحوار العقلي،ولذلك جاءت ردودهم زاخرة بالالفاظ التي تأباها كل نفس تتشرف بالانتماء الى الوطن العراقي،فمن اتهامهم لنا بالغباء والعنصرية والحقد والكره بداية الى العمالة للمحتل،لا بل وصل الصلف بأحدهم الى درجة اتهامنا بالعمالة للنظام السابق،وهذا كله جميل الى هذا الحد،ولم يسبب لنا الحزن سوى على الذين يجهلون القراءة رغم ان النظام السابق اجتهد في تطبيق حملة محو الامية في العراق،اي انهم اضاعوا فرصة كان يمكنهم استثمارها في مثل هكذا موقف اعدموا فيه القدرة على التمييز.
قبل ان ندلف الى مناقشة بعض ما اورده هذا البعض بعيدا جدا عن العبارات غير اللائقة التي استخدموها في وصفنا ووصمات العار التي الصقوها بنا،يسرنا ان نعلن بكل محبة الكون،إننا حين نقول الاكراد، لا نعني به المواطن الذي لا نفتخر سوى بأنتسابه الى الوطن الذي ولدنا اجدادنا على ارضه منذ الاف السنين بالحب،وكذلك هو قصدنا ومرادنا حين نأتي على ذكر اي من شرائح المحتمع العراقي التي جعلناها في قلبنا،لان هذا القلب يسع الجميع،كونه يرمز الى العراق ارضا وسماءً وشعبا كما سبق وقلنا.
لم ننتظر ان تثير مقالتنا<من ملا بختيار الى نمرود بيتو وما بينهما يا شعب افرح>كل هذا اللغط الذي نحن في صدد الحديث عنه،وقد كنت قد ارسلت المقالة الى مواقع معدودة جدا،فضل مشرف موقع عينكاوة الاستاذ امير المالح حجبها لاسباب اوضحها لنا الرجل حين استعلمنا عن سبب الحجب(ونحن في هذا المقام يسرنا ان نقدم شكرنا للاستاذ المالح على صراحته)وخرجت المقالة في طبعتها الاولى على المواقع الاتية(بحسب علمنا حينها فقط)زهريرا،تللسقف وبوابة نركال،الا انه ومن خلال الرسائل التي وردتنا تبين ان المقالة منشورة على عشرات المواقع وليس على زهريرا وبوابة نركال فقط كما حاول هذا البعض الرخيص ان يظهروا للقراء لاسباب لا نظنها خافية على من انعم الله عليهم بنعمة العقل.
كان اول رد فعل عنيف على المقالة أعلاه قد نشر على موقع عينكاوة،والمقال زاخر بالكلمات النابية التي لم يرتضي البعض لنا استخدام اقل منها حدة،لا بل ان الكاتب عاب علينا كوننا ننتسب الى قرية باطنايا الضاربة في عمق التاريخ وعد ذلك علينا مثلبة،او ربما استكثر ان يخرج من باطنايا من يعرف ان يجعل النقاط على الحروف المناسبة،وهذا ايضا لم يحزننا كما بينا ذلك في ردنا على صاحب الشأن في مقالنا المنشور على بوابة نركال وتللسقف (بحسب علمنا) والذي حجب مشرف زهريرا نشره لاسباب لا زلنا نجهلها(ربما وفر على نفسه دوخة الرأس)،نحن لم ولن ندافع عما اوردناه في مقالنا،لاننا حين كتبنا،كتبنا بما لا يقدر المدعون رده،لاننا كتبنا وفق شروط شرف الكلمة والالتزامنا الاخلاقي بهذا الشرف،ورد ما اوردناه لا يرد عليه بالشتائم انما بالحقائق التي تدحض ما ذهبنا اليه إن توفرت لديهم،وما اورده بعض من رد علينا لا يجعلنا سوى اكثر اصرارا على موقفنا الذي ثبت صوابه وانسجامه مع منطق العقل والحقيقة التاريخية.
لقد وردتنا مئات الرسائل التي تتضامن معنا في كل ما اتينا عليه في مقالنا وترد عنا التهم الباطلة التي اتهمنا بها من اعيته الوسيلة واصول الحوار المتمدن عن رد ما اتهمنا القيادات الكردية وتفرعاتها الاشورية والكلدانية به،وكان وقع رسالة السيدة ام نادين هو الاكثر على نفوسنا،ويسرنا ويسعدنا ان نعلن لهذه السيدة العراقية عن شكرنا الفائق لها،ونرجوها ان تدخر دموعها وصلواتها لمناسبة اخرى قادمة،لاننا نعتقد ومن خلال قراءة اوراق السياسة المكشوفة،ان ما ينتظر وطننا الغالي هو الاحلى والابهى مهما كثرت زمر الفاسدين ومهما ارتفع صراخهم ونعيقهم،لان الله الذي جعل جنة عدن على ارض وطننا السليب الساعة ،قادر ان يجعل همة اهلنا تتجاوز مصالحهم الذاتية فيشمروا عن سواعدهم ليعيدوا بناء العراق الذي لا يليق به سوى ان يكون عراق،ويوم ذاك سنبكي كثيرا لشدة فرحنا بعودة بعضنا الى البعض،وسنحتاج ان نصلي كثيرا لنشكر الله على نعمه التي تزول السماء والارض ولا تزول،امين.
ياقـو بلـو
yakoballo@yahoo.co.uk